تويت
العودة من تيارٍ شاردٍ
وليد صابر شرشير
إنك لتحس الفرحة قد هبّت كرياح الخماسين القوية،وكالنوّات في تلك القرية الساحلية نفسها،إنه إيمان غامرٌ يسطر على هؤلاء الصيادين وذويهم بضرورة العودة والرسوّ في موانئ الطمأنينة والنور والرخاء..
لقد آب وأتى وعاد واقترب ورسى موكب أو مركب الأشباح الغاربة ،النجمات المدبرة البازغة والساطعة الهادية ،والتي أخذت الفكر وأقلقت القلوب جميعاً،إنهم صيادون قد حملوا الهم ورحلوا نحو بحار الرزق،والعودة مضمونة بتوفيق الباري،الرزق شحيح في البحيرة البرلسية التي كانت عامرة!،وأنت في قلق مع جموع الصيادين الهادرة بسخط وأيضاً بثقة في الله لم يشبها شائبة،وأنت تستطلع الأخبار وترى مراكب الصيد وهى تقتحم الشطوط في أمن،تفكر في المختطفين ومتى نزولهم على بر القرية الحاني..
ليلٌ تسمع فيه صفير الجنادب وحوقلة المتحوقلين وأنباء وهبات رياح وزئير موج البحر،فجر ودنيا من الخشوع مع طلوع الصياد من الدار ليتوكل ويمشي أمام بنيه..أين هنا هؤلاء المسافرون الذين شردهم الرزق؟!..
هل عاد الصيادون؟؟..
في الليل ..في صلاة العشاء عادوا..مَن..جميعهم؟؟..نعم..هللت الناس الواجفة..نوة من نوات الشتاء تمضي ويرجع الصيادون،يا جمال البحيرة التي نشأنا في كنفها،والله ما أحلى نسيمك العطر..جنون هو الشطط،لن نبرحك،أترون فرحة الجميع!،من نعرفهم ومن لا نعرفهم،هكذا هم الناس الطيبون،هكذا فلتكن الأمة وإلا فلا..
عادوا ..أكانت الصومال مرسىً؟؟!،ليس السندباد شخصاً أسطورياً إذاً!!،إن القدر ليفتح سككاً لا تكون في الحسبان؛قلوع تخرج من محيط القرية لمحيط الغربة والبحور،للعواصف إنما خرجت ونأت،للمصير المجهول،لطلب الكثير من الرزق بعدما ضاقت البحيرة والبحر المقابل،ونأت الأيام المباركة،وتولدت أجيال من العذاب والنقمة،وغدت القلوب مشدودة الأوتار،وباتت الأفكار الجشعة تأكل العقول وتمتص القلوب وتسحق الطمأنينة..
عودوا للقرية والكنف الراقي،عودوا فلكم أهل هم الأمة جمعاء والقرية على نحو خاصّ،ما الذي تختلفون فيه عن السوريّ أو الفلسطينيّ أو الأردنيّ أو العربيّ أيّ كان؛إنما أنتم واحد،و منزلتكم واحدة،ويلفنا نور واحد،فهل نفرح بعودة القدس؟،هل نفرح بعودة الشمل؟،هل نفرح بعودة الروح؟؟!..
عدتم لأهليكم فأهلاً بكم يا بني الروح والمحبة،يا مرساة النهى والجلال،أيادٍ تتلقفكم وتصافح قلوبكم،هل شاهدتم الفرحة؟!؛فرحة البحر بالقلوع المرفرفة،آن لكم أن تدمعوا وندمع،أن تصافحوا آلامنا جميعاً،نحبكم ونبكي لما ذقتم من وعر الرعب وحرقة العذاب،ومكابدة الغربة،لقد عدتم لأنكم تعرفون أن الله يظل قريتنا وأناسنا بالرعاية والحنان،حتى أرواح الراحلين لم تبعد؛ترفرف في القرية الساحلية متألقة بالحنان..
فهل عاد معكم اليقين بالوحدة؟هل شاهدتم القدس على مرأىً منكم تسبح في موج الأفراح،هل عانقتم الأمة مع الأهل مع الوطن ؟،الله معنا..يهيئ لنا السبيل والرزق..يمد المياه أمواجاً،يمطركم الرزق والمحبة،يسيّر الطير والنسم الرخيّ،يفجر الأرض أنهاراً،يرجعكم بعد فقد،يرسي قلوعكم في أحضان القرية البعيدة القلقة على فلذات أكبادها،وتنظر لأمها الكبرى مصر والأمة بحب وتعاضد،فتتأرجح المراكب،وتعلو القلوع تسحب القلوب للعودة نحو مواكب الأحلام والعبادة والرحم..
ثاني رمضان 1430-23أغسطس2009/البرلس
عودة الصيادين المختطفين في الصومال أثناء صلاة القيام...
وليد صابر شرشير
إنك لتحس الفرحة قد هبّت كرياح الخماسين القوية،وكالنوّات في تلك القرية الساحلية نفسها،إنه إيمان غامرٌ يسطر على هؤلاء الصيادين وذويهم بضرورة العودة والرسوّ في موانئ الطمأنينة والنور والرخاء..
لقد آب وأتى وعاد واقترب ورسى موكب أو مركب الأشباح الغاربة ،النجمات المدبرة البازغة والساطعة الهادية ،والتي أخذت الفكر وأقلقت القلوب جميعاً،إنهم صيادون قد حملوا الهم ورحلوا نحو بحار الرزق،والعودة مضمونة بتوفيق الباري،الرزق شحيح في البحيرة البرلسية التي كانت عامرة!،وأنت في قلق مع جموع الصيادين الهادرة بسخط وأيضاً بثقة في الله لم يشبها شائبة،وأنت تستطلع الأخبار وترى مراكب الصيد وهى تقتحم الشطوط في أمن،تفكر في المختطفين ومتى نزولهم على بر القرية الحاني..
ليلٌ تسمع فيه صفير الجنادب وحوقلة المتحوقلين وأنباء وهبات رياح وزئير موج البحر،فجر ودنيا من الخشوع مع طلوع الصياد من الدار ليتوكل ويمشي أمام بنيه..أين هنا هؤلاء المسافرون الذين شردهم الرزق؟!..
***
في الليل ..في صلاة العشاء عادوا..مَن..جميعهم؟؟..نعم..هللت الناس الواجفة..نوة من نوات الشتاء تمضي ويرجع الصيادون،يا جمال البحيرة التي نشأنا في كنفها،والله ما أحلى نسيمك العطر..جنون هو الشطط،لن نبرحك،أترون فرحة الجميع!،من نعرفهم ومن لا نعرفهم،هكذا هم الناس الطيبون،هكذا فلتكن الأمة وإلا فلا..
عادوا ..أكانت الصومال مرسىً؟؟!،ليس السندباد شخصاً أسطورياً إذاً!!،إن القدر ليفتح سككاً لا تكون في الحسبان؛قلوع تخرج من محيط القرية لمحيط الغربة والبحور،للعواصف إنما خرجت ونأت،للمصير المجهول،لطلب الكثير من الرزق بعدما ضاقت البحيرة والبحر المقابل،ونأت الأيام المباركة،وتولدت أجيال من العذاب والنقمة،وغدت القلوب مشدودة الأوتار،وباتت الأفكار الجشعة تأكل العقول وتمتص القلوب وتسحق الطمأنينة..
عودوا للقرية والكنف الراقي،عودوا فلكم أهل هم الأمة جمعاء والقرية على نحو خاصّ،ما الذي تختلفون فيه عن السوريّ أو الفلسطينيّ أو الأردنيّ أو العربيّ أيّ كان؛إنما أنتم واحد،و منزلتكم واحدة،ويلفنا نور واحد،فهل نفرح بعودة القدس؟،هل نفرح بعودة الشمل؟،هل نفرح بعودة الروح؟؟!..
عدتم لأهليكم فأهلاً بكم يا بني الروح والمحبة،يا مرساة النهى والجلال،أيادٍ تتلقفكم وتصافح قلوبكم،هل شاهدتم الفرحة؟!؛فرحة البحر بالقلوع المرفرفة،آن لكم أن تدمعوا وندمع،أن تصافحوا آلامنا جميعاً،نحبكم ونبكي لما ذقتم من وعر الرعب وحرقة العذاب،ومكابدة الغربة،لقد عدتم لأنكم تعرفون أن الله يظل قريتنا وأناسنا بالرعاية والحنان،حتى أرواح الراحلين لم تبعد؛ترفرف في القرية الساحلية متألقة بالحنان..
فهل عاد معكم اليقين بالوحدة؟هل شاهدتم القدس على مرأىً منكم تسبح في موج الأفراح،هل عانقتم الأمة مع الأهل مع الوطن ؟،الله معنا..يهيئ لنا السبيل والرزق..يمد المياه أمواجاً،يمطركم الرزق والمحبة،يسيّر الطير والنسم الرخيّ،يفجر الأرض أنهاراً،يرجعكم بعد فقد،يرسي قلوعكم في أحضان القرية البعيدة القلقة على فلذات أكبادها،وتنظر لأمها الكبرى مصر والأمة بحب وتعاضد،فتتأرجح المراكب،وتعلو القلوع تسحب القلوب للعودة نحو مواكب الأحلام والعبادة والرحم..
العود أحمدُ والأحلام تغمــــرنا
في ساعة النور ذاك البحر يُبحرنا
لا يبعد القلب عن قلبٍ يجاوبـــه
ولا الخليل عن الإلف الذي استدنى
لا تبعد الشمس عن صبحٍ بلا غــيمٍٍ
ولا يموت فؤادٌ قد هوى الوطنَ
فمن شواطئنا غدتْ مراكبنـــــا
وذي شواطئنا أدنت مراكبــــنا
وهل ترى أعيناً طلت بأعيننـــا
وبالبرلس حبل الحب يجمعنـــا
عدنا وعاد المدى شطّاً يسامرنا
وقد فدانا الفدا بالحب صاحبنـــا
في ساعة النور ذاك البحر يُبحرنا
لا يبعد القلب عن قلبٍ يجاوبـــه
ولا الخليل عن الإلف الذي استدنى
لا تبعد الشمس عن صبحٍ بلا غــيمٍٍ
ولا يموت فؤادٌ قد هوى الوطنَ
فمن شواطئنا غدتْ مراكبنـــــا
وذي شواطئنا أدنت مراكبــــنا
وهل ترى أعيناً طلت بأعيننـــا
وبالبرلس حبل الحب يجمعنـــا
عدنا وعاد المدى شطّاً يسامرنا
وقد فدانا الفدا بالحب صاحبنـــا
ثاني رمضان 1430-23أغسطس2009/البرلس
عودة الصيادين المختطفين في الصومال أثناء صلاة القيام...