أصدر الدكتور أحمد أمين ([1]) حكماً على المصريين فيما يتصل بالخرافات والأوهام ، وكان نصه : " الحق أن المصريين يفوقون غيرهم فى الخرافات والأوهام . والاعتقاد عادة يلازم الجاهل سواء كان متديناً أو غير متدين فإذا زال الجهل زالت ، فإن كان غير متدين أعتنقها ، وإن كان متديناً حول العقائد إلى خرافات " .
والحق أنى اختلف مع الدكتور أحمد أمين فى أن الاعتقاد فى الخرافات عادة ما يلازم الجاهل سواء كان متديناً أو غير متدين ، فالخرافة لها سحر وسلطان على عقول الجميع وهى أشبه بتيار تحتى يسرى فى لاوعى الكل ، وإن اختلفت شدة جريانه من شخص لآخر .
وقد عرف " الفيروز آبادى " صاحب القاموس المحيط ([2]) الخرافة بأنها " حديث مستملح كذب " ويعرف قاموس مريام وبستر ([3]) الخرافة بأنها " اعتقادات مبنية على الجهل والخوف من المجهول والثقة فى السحر " وفى رأيى أن الخرافة لم تنشأ من العدم ، وإنما لكل خرافة نواة من الصدق تتبلور حولها ، وأحسب أن الناس لا يستطيعون العيش بدون الخرافة ، فهم الذين ابتدعوها منذ القدم ومن الملفت للنظر والداعى إلى التفكير أن كثيراً من الخرافات المصرية عاشت من أيام الفراعنة حتى العصر الحديث .
[/align]
[align=justify]
1- أحمد أمين : قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية – القاهرة – د. ت. – مكتبة النهضة المصرية – ط 2
2 – الفيروز آبادى : القاموس المحيط - مادة خرف – مؤسسة الرسالة – بيروت – 1987.
3 - Merriam Webster Dictionary - Superstition
[/align]