(1)
ساطعة فى سماء حياتنا سطوعاً سرمدياً، هذه الشموس السوداء ، القمع ، القهر ، الكبت ، السحق ، الحرق ، الخنق ، الشنق ، تلك سباعية شهيرة ومشهورة ، يعلمها القاصى والدانى على حد سواء ، وضحاياها كثر 0
ومن تاريخنا المخجل بعض الشىء ، توجد صفحات خالدة ، كتبت بأحرف من نور هاج ، تلح علينا أن المستحيل مرفوض ،و أن الحرية عروس مهرها الروح ، وعلى طالبها التقدم لحضرتهاالنورانية بلا أدنى شك أو تردد فى نفاستها وطهارتها وعظمتهاوكبريائها ونضارتها ، ويحكى أن الحكيم والناثر والفليسوف والأديب صاحب العمل الفذ الخالد خلود الدهر ، كليلة ودمنة ، والأدب الكبير ، ابن المقفع ، والمقيم با لبصرة ، وقت أن كان سفيان بن معاوية نائب الخليفة المنصور ،حا كما لها ، وكانت هناك مناوشات ومغايظ بينهما ، ويقال أن أنف نائب الخليفة كان ضخما بشكل ملحوظ، فإذا دخل ابن المقفع على مجلسه ، ووجد وحده ، قال: السلام عليكما ، قاصدا بذلك نائب الخليفة وأنفه بإعتبارها شخصا آخر ،وهذا هذر وقربى بين الأصدقاء ،لكنها انتشرت وتناولها الناس الذين يعلمونها حق العلم 0000 ولكن السلطة والقوة فى مواجهة القلم والورقة ، وشتان بين قوتين ، الأولى ساحقة وماحقة والثانية ضعيفة واهنة 0
ولكن النائب لم يكن بالساذج ، بًيت النية للنيل من هذا الحكيم الذى جعله هزؤا ومضحكة ، وكان ابن المقفع قد كتب رسالة موجزة سماها (((رسالة الصحابة )))، أرسلها إلى الخليفة المنصور يوصيه فيها بحسن معاملةالرعية واختيار الولاة العدول وبالطبع بما يمكن أن يكون متعلقا بالسياسة وإدارة الحكم ، كان ،هذا التصرف من إبن المقفع وفى عرف الطغاة، تصرفا أحمقا وسفيها وتجرأا على حضرة الشاهنشاهية الذى لارد لقضائه وحكمه 0
كيف لهذا الصعلوك أن يتجرأ بل حتى يفكر فى كتابة آرائه ؟؟؟
كيف لهذا الصعلوك أن يرسل كتابه هذا وإلى من ؟؟؟؟؟
كيف ؟و كيف ؟؟؟؟
حرية التعبير والحض على العدل وحسن الرعاية للرعية والسياسة والنظام ، كلمات لامعنى لها ولاقيمة ، ياأيها الصعلوك مالك ومال الطغاة ، ما أنت إلا من عبيد الأمة ، وقطع اللسان أجدر بك وأحق ، والخرس مثواك ومأواك ويليق بك00000000،ولتصبح عبرة وعظة على مدى الأجيال لمن تسول له نفسه أو يدفعه قلمه إلى المساس بسرير العرش أو كرسى العرش أو مقعد الرياسة 0
ولبث النائب سفيان ابن معاوية يدس لابن المقفع لدى الخليفة المنصور ببغداد ، ويرفع له كل نقيصة ويزور ويلفق والخسة تدفعه دفعا للإنتقام والحقد يوغر صدره والنار تشوى قلبه ، حتى حصل على أمر من الخليفة بالتخلص من ابن المقفع وقتله 000
لكن هل يقتل كما يقتل المجرمون ؟؟؟؟
لا وألف لا ، لابد من موتة غير مسبوقة وفريدة فى نوعها ، وتفتق ا لذهن الشيطانى عن موتة بشعة ، فلقد أحمى سفيان لفريسته تنوراً ، وجعل يقطع من جسم ابن المقفع شريحة بعد شريحة= وهو حى=ويلقى بالشريحة فى التنور ، ليرى المسكين أطرافه كيف تقطع ثم تحرق، قبل أن تحرق بقيته دفعة واحدة آخر الأمر00000000
(2)
عشنا وشاهدنا وكل يوم نشاهد المزيد من المهازل، وكأنه قدر لافكاك منه ،يأتى البلاء على بلدان العالم وينقضى إلا فى بلادنا، فهو مؤبد الآباد ،وصدق أبو العلاءالمعرى وكأنه يصف مانحن فيه ( وبنو آدم بلا عقول ، وهذا أمر يلقنه صغير عن كبير 00000000والذين يسكنون فى الصوامع ، والمتعبدون فى الجوامع ، يأخذون ما هم عليه 0كنقل الخبر عن المخبر ، لا يميزون الصدق من الكذب 00وإذا المجتهد نكب عن التقليد ، فما يظفر بغير التبليد ، وإذا المعقول جعل هاديا ، نقع برأيه صاديا ، ولكن أين من يصبر على أحكام العقل ؟؟؟ هيهات !)
الأصل فى الفكر ، وإذا جرى فى المجرى الطبيعى ، أن يكون حوارا بين نعم ولا ، بين نافع وغير نافع ، بين الصالح العام والضار الذى لابرء منه ، أن تكون حرية يتعاطاها الجميع وعلى قدم المساواة فيما يخص الشعب ، فلا حجر على رأى ، ولا تشبث برأى ،و لا إستبداد بفكر ولا إطاحة برأس ، ولا قمع للسان ،ولاسجن لمناضل ولا تعذيب لمواطن0
وما أشبه الليلة بالبارحة ، وكل الليالى لدينا سواء ، عميد القانونيين العرب وبلا منازع الدكتور / عبد الرزاق السنهورى ، الذى طالب من الضباط الأحرار ( أتصور أحيانا أنهم كانوا أحرارا فى أن يفعلوا بنا أى شىء بدون محاسبة أو مراجعةوكأننا عبيد إحساناتهم ) أن يعود الجيش لثكناته وأن تعود حرية الشعب فى إختيار ممثليه ، ويا ويله ويا سواد ليله الذى طال عليه حتى وفاته ، لابد من سحقه ومحقه وإذلاله وإهانته ليصبح عبرة لمن لايعتبر ، وفى الجامعة العريقة ( جامعة القاهرة ) يتم حشد بعض السوقة والدهماء كى ينالوا من الرجل على مرأى ومسمع من الأحرار ، وكان إنكساراً ما بعده إنكسار ، إنزوى الرجل فى حياته ، لكنه كان مبدعاً ورائداً ، ترك لنا تراثا قانونيا ، مازلنا ننهل منه حتى الآن00أس البلاء فى البلدان العربية من المحيط إلى الخليج والمليئة بالضباط الأحرار!!!! ، أن يجتمع الرأى والسيف فى يد واحدة 0
جلوا صارما ، وتلوا باطلا وقالوا : صدقنا ، فقلنا : نعم
وفى تاريخنا العريق بالقمع والإرهاب، يُحكى أن المهدى أمير المؤمنين !!!دعا بشاربن برد ، إلى حضرته المصونة ، وأحضر معه النطع والسياف 0قال بشار لأمير المؤمنين : علام تقتلنى ؟؟؟؟
أجاب خليفة الله فى أرضه : على قولك :
رب سر كتمته فكأنى أخرس ، أو ثنى لسانى عقل
ولو أنى أظهرته للناس دينى لم يكن لى فى غير حبسى أكل
فقال بشار : قد كنت زنديقا ، وقد تبت عن الزندقة 0
أجابه المهدى : كيف وأنت القائل ؟؟
والشيخ لايترك عاداته حتى يوارى فى ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى غيه كذى الضنى عاد إلى نكسه
لكن غافله السياف ، فإذا رأسه تهوى على النطع 0ومات الشاعر، شهيد رأيه ، لم ينفعه كتمان رأيه ولم تشفع له التوبة عنه 0قد تختلف العقوبات ، لكن الموت المادى والمعنوى سواء !!!!!!!!
(3)
كثرة الدموع تعلم البكاء ، هكذا يقول الناس ، ونحن بالطبع نصدقهم ونأخذ قولهم على مأخذ الجد ، وكم من الدموع أهرقت حتى ابيضت العيون من الحزن ، وسنوات القهر والقمع طويلة طويلة طويلة ولياليها لا تعد ولا تحصى ، وضحاياها فوق تصورنا المحدود ، الضيق ، لو تأملنا مسارات الفكر الإنسانى عبر العصور وفى شتى أنحاء الكرة الأرضية ، لتبين لنا على الفور ،كثرة ضحايا السياسة والأدب والدين والشعر والفلسفة 0
ومن خلا ل قراءة ما سطره التاريخ ، وبحسبان أنه الحقيقة كما حدثت أو القريب منها ، أن هؤلاء الضحايا كانوا شهداء التمرد على السائد والمألوف والساكن والمعروف والمتوارث ، حاولوا التغيير ، وأجهدوا عقولهم فى الثورة على السائد ، وأعملوا فكرهم ونشطت عقولهم فى السعى نحو الثورة على الواقع الآسن العطن ، مقدمين أرواحهم ثمنا باهظا للتغيير ولإماطة الغشاوة عن العيون المسملة ، والعقول المتبلدة ، والنفوس الميتة ، سعيا وراء التقدم والتحرر والتحضر 0
لكن الإدمان الفكرى لواقع ما ، فى زمن ما ، لسلطة ما ، يفرض نفسه وبقوة تصل للتشبث بأفكاره إلى حد التقديس ويصبح هذا الفكر إلها معبودا ، له سدنته ومريدوه وأتباعه ، تشيد له المعابد وتتلى له التراتيل ، ويتغنى بأمجاده الخالدات على مر العصور والدهور، الكهان ومخانيث المريدين والأتباع ، ويكتب فى محاسنه وعظمته وروعته وخلوده ألوف الموسوعات 0والويل كل الويل لمن تسول له نفسه أن يطعن فى الفكر أو حتى يهمس ببنت شفة أو يحاول التحديق و المراجعة والمناقشة والفهم وطرح الأسئلة بشأنه أو بيان تناقضاته العديدة والمتوارثة ، فطبقة المنتفعين وتحالفهم مع النظام القائم واستقرار فكرهم وتبلده وسكونه ، لن يسمحوا لأحد مهما كان حتى وإن كان منهم00 أن يبين لهم خطل ما يتعلقون به والأخطاء العفنة لهذا الذى يقدسونه ويحرصون على عدم المساس بثوابته وأعتابه المعصومة0
وإذا كانت الطبيعة الإ نسانية تأبى السكون ، والعقل البشرى فى حركة مستمرة وهى سنة الحياة ، ومن خلا ل وجودى وحياتى وتطلعاتى نحو الأحسن والأعظم والفكر المتجدد الذى ألهث خلفه ليل نهار ، وتبادل الأفكار ومحاولة الفهم لما يجرى حولنا وبداخلنا ، قد أخطىء وقد أصيب ، ويتبقى _لى_ دائما شرف المحاولة 0
ساطعة فى سماء حياتنا سطوعاً سرمدياً، هذه الشموس السوداء ، القمع ، القهر ، الكبت ، السحق ، الحرق ، الخنق ، الشنق ، تلك سباعية شهيرة ومشهورة ، يعلمها القاصى والدانى على حد سواء ، وضحاياها كثر 0
ومن تاريخنا المخجل بعض الشىء ، توجد صفحات خالدة ، كتبت بأحرف من نور هاج ، تلح علينا أن المستحيل مرفوض ،و أن الحرية عروس مهرها الروح ، وعلى طالبها التقدم لحضرتهاالنورانية بلا أدنى شك أو تردد فى نفاستها وطهارتها وعظمتهاوكبريائها ونضارتها ، ويحكى أن الحكيم والناثر والفليسوف والأديب صاحب العمل الفذ الخالد خلود الدهر ، كليلة ودمنة ، والأدب الكبير ، ابن المقفع ، والمقيم با لبصرة ، وقت أن كان سفيان بن معاوية نائب الخليفة المنصور ،حا كما لها ، وكانت هناك مناوشات ومغايظ بينهما ، ويقال أن أنف نائب الخليفة كان ضخما بشكل ملحوظ، فإذا دخل ابن المقفع على مجلسه ، ووجد وحده ، قال: السلام عليكما ، قاصدا بذلك نائب الخليفة وأنفه بإعتبارها شخصا آخر ،وهذا هذر وقربى بين الأصدقاء ،لكنها انتشرت وتناولها الناس الذين يعلمونها حق العلم 0000 ولكن السلطة والقوة فى مواجهة القلم والورقة ، وشتان بين قوتين ، الأولى ساحقة وماحقة والثانية ضعيفة واهنة 0
ولكن النائب لم يكن بالساذج ، بًيت النية للنيل من هذا الحكيم الذى جعله هزؤا ومضحكة ، وكان ابن المقفع قد كتب رسالة موجزة سماها (((رسالة الصحابة )))، أرسلها إلى الخليفة المنصور يوصيه فيها بحسن معاملةالرعية واختيار الولاة العدول وبالطبع بما يمكن أن يكون متعلقا بالسياسة وإدارة الحكم ، كان ،هذا التصرف من إبن المقفع وفى عرف الطغاة، تصرفا أحمقا وسفيها وتجرأا على حضرة الشاهنشاهية الذى لارد لقضائه وحكمه 0
كيف لهذا الصعلوك أن يتجرأ بل حتى يفكر فى كتابة آرائه ؟؟؟
كيف لهذا الصعلوك أن يرسل كتابه هذا وإلى من ؟؟؟؟؟
كيف ؟و كيف ؟؟؟؟
حرية التعبير والحض على العدل وحسن الرعاية للرعية والسياسة والنظام ، كلمات لامعنى لها ولاقيمة ، ياأيها الصعلوك مالك ومال الطغاة ، ما أنت إلا من عبيد الأمة ، وقطع اللسان أجدر بك وأحق ، والخرس مثواك ومأواك ويليق بك00000000،ولتصبح عبرة وعظة على مدى الأجيال لمن تسول له نفسه أو يدفعه قلمه إلى المساس بسرير العرش أو كرسى العرش أو مقعد الرياسة 0
ولبث النائب سفيان ابن معاوية يدس لابن المقفع لدى الخليفة المنصور ببغداد ، ويرفع له كل نقيصة ويزور ويلفق والخسة تدفعه دفعا للإنتقام والحقد يوغر صدره والنار تشوى قلبه ، حتى حصل على أمر من الخليفة بالتخلص من ابن المقفع وقتله 000
لكن هل يقتل كما يقتل المجرمون ؟؟؟؟
لا وألف لا ، لابد من موتة غير مسبوقة وفريدة فى نوعها ، وتفتق ا لذهن الشيطانى عن موتة بشعة ، فلقد أحمى سفيان لفريسته تنوراً ، وجعل يقطع من جسم ابن المقفع شريحة بعد شريحة= وهو حى=ويلقى بالشريحة فى التنور ، ليرى المسكين أطرافه كيف تقطع ثم تحرق، قبل أن تحرق بقيته دفعة واحدة آخر الأمر00000000
(2)
عشنا وشاهدنا وكل يوم نشاهد المزيد من المهازل، وكأنه قدر لافكاك منه ،يأتى البلاء على بلدان العالم وينقضى إلا فى بلادنا، فهو مؤبد الآباد ،وصدق أبو العلاءالمعرى وكأنه يصف مانحن فيه ( وبنو آدم بلا عقول ، وهذا أمر يلقنه صغير عن كبير 00000000والذين يسكنون فى الصوامع ، والمتعبدون فى الجوامع ، يأخذون ما هم عليه 0كنقل الخبر عن المخبر ، لا يميزون الصدق من الكذب 00وإذا المجتهد نكب عن التقليد ، فما يظفر بغير التبليد ، وإذا المعقول جعل هاديا ، نقع برأيه صاديا ، ولكن أين من يصبر على أحكام العقل ؟؟؟ هيهات !)
الأصل فى الفكر ، وإذا جرى فى المجرى الطبيعى ، أن يكون حوارا بين نعم ولا ، بين نافع وغير نافع ، بين الصالح العام والضار الذى لابرء منه ، أن تكون حرية يتعاطاها الجميع وعلى قدم المساواة فيما يخص الشعب ، فلا حجر على رأى ، ولا تشبث برأى ،و لا إستبداد بفكر ولا إطاحة برأس ، ولا قمع للسان ،ولاسجن لمناضل ولا تعذيب لمواطن0
وما أشبه الليلة بالبارحة ، وكل الليالى لدينا سواء ، عميد القانونيين العرب وبلا منازع الدكتور / عبد الرزاق السنهورى ، الذى طالب من الضباط الأحرار ( أتصور أحيانا أنهم كانوا أحرارا فى أن يفعلوا بنا أى شىء بدون محاسبة أو مراجعةوكأننا عبيد إحساناتهم ) أن يعود الجيش لثكناته وأن تعود حرية الشعب فى إختيار ممثليه ، ويا ويله ويا سواد ليله الذى طال عليه حتى وفاته ، لابد من سحقه ومحقه وإذلاله وإهانته ليصبح عبرة لمن لايعتبر ، وفى الجامعة العريقة ( جامعة القاهرة ) يتم حشد بعض السوقة والدهماء كى ينالوا من الرجل على مرأى ومسمع من الأحرار ، وكان إنكساراً ما بعده إنكسار ، إنزوى الرجل فى حياته ، لكنه كان مبدعاً ورائداً ، ترك لنا تراثا قانونيا ، مازلنا ننهل منه حتى الآن00أس البلاء فى البلدان العربية من المحيط إلى الخليج والمليئة بالضباط الأحرار!!!! ، أن يجتمع الرأى والسيف فى يد واحدة 0
جلوا صارما ، وتلوا باطلا وقالوا : صدقنا ، فقلنا : نعم
وفى تاريخنا العريق بالقمع والإرهاب، يُحكى أن المهدى أمير المؤمنين !!!دعا بشاربن برد ، إلى حضرته المصونة ، وأحضر معه النطع والسياف 0قال بشار لأمير المؤمنين : علام تقتلنى ؟؟؟؟
أجاب خليفة الله فى أرضه : على قولك :
رب سر كتمته فكأنى أخرس ، أو ثنى لسانى عقل
ولو أنى أظهرته للناس دينى لم يكن لى فى غير حبسى أكل
فقال بشار : قد كنت زنديقا ، وقد تبت عن الزندقة 0
أجابه المهدى : كيف وأنت القائل ؟؟
والشيخ لايترك عاداته حتى يوارى فى ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى غيه كذى الضنى عاد إلى نكسه
لكن غافله السياف ، فإذا رأسه تهوى على النطع 0ومات الشاعر، شهيد رأيه ، لم ينفعه كتمان رأيه ولم تشفع له التوبة عنه 0قد تختلف العقوبات ، لكن الموت المادى والمعنوى سواء !!!!!!!!
(3)
كثرة الدموع تعلم البكاء ، هكذا يقول الناس ، ونحن بالطبع نصدقهم ونأخذ قولهم على مأخذ الجد ، وكم من الدموع أهرقت حتى ابيضت العيون من الحزن ، وسنوات القهر والقمع طويلة طويلة طويلة ولياليها لا تعد ولا تحصى ، وضحاياها فوق تصورنا المحدود ، الضيق ، لو تأملنا مسارات الفكر الإنسانى عبر العصور وفى شتى أنحاء الكرة الأرضية ، لتبين لنا على الفور ،كثرة ضحايا السياسة والأدب والدين والشعر والفلسفة 0
ومن خلا ل قراءة ما سطره التاريخ ، وبحسبان أنه الحقيقة كما حدثت أو القريب منها ، أن هؤلاء الضحايا كانوا شهداء التمرد على السائد والمألوف والساكن والمعروف والمتوارث ، حاولوا التغيير ، وأجهدوا عقولهم فى الثورة على السائد ، وأعملوا فكرهم ونشطت عقولهم فى السعى نحو الثورة على الواقع الآسن العطن ، مقدمين أرواحهم ثمنا باهظا للتغيير ولإماطة الغشاوة عن العيون المسملة ، والعقول المتبلدة ، والنفوس الميتة ، سعيا وراء التقدم والتحرر والتحضر 0
لكن الإدمان الفكرى لواقع ما ، فى زمن ما ، لسلطة ما ، يفرض نفسه وبقوة تصل للتشبث بأفكاره إلى حد التقديس ويصبح هذا الفكر إلها معبودا ، له سدنته ومريدوه وأتباعه ، تشيد له المعابد وتتلى له التراتيل ، ويتغنى بأمجاده الخالدات على مر العصور والدهور، الكهان ومخانيث المريدين والأتباع ، ويكتب فى محاسنه وعظمته وروعته وخلوده ألوف الموسوعات 0والويل كل الويل لمن تسول له نفسه أن يطعن فى الفكر أو حتى يهمس ببنت شفة أو يحاول التحديق و المراجعة والمناقشة والفهم وطرح الأسئلة بشأنه أو بيان تناقضاته العديدة والمتوارثة ، فطبقة المنتفعين وتحالفهم مع النظام القائم واستقرار فكرهم وتبلده وسكونه ، لن يسمحوا لأحد مهما كان حتى وإن كان منهم00 أن يبين لهم خطل ما يتعلقون به والأخطاء العفنة لهذا الذى يقدسونه ويحرصون على عدم المساس بثوابته وأعتابه المعصومة0
وإذا كانت الطبيعة الإ نسانية تأبى السكون ، والعقل البشرى فى حركة مستمرة وهى سنة الحياة ، ومن خلا ل وجودى وحياتى وتطلعاتى نحو الأحسن والأعظم والفكر المتجدد الذى ألهث خلفه ليل نهار ، وتبادل الأفكار ومحاولة الفهم لما يجرى حولنا وبداخلنا ، قد أخطىء وقد أصيب ، ويتبقى _لى_ دائما شرف المحاولة 0