1)المستويات والاساليب البنائية في العمارة العربية الاسلامية المعاصرة
تعد التكنلوجيا المعاصرة احدى مرتكزات العمارة التي ساهمت في تغيير و تطور الجانب الشكلي والتعييري للعمارة حيث ابدعت انماط و أشكال جديدة و تميزت في مظهر الكثير من الاشكال التأريخية و اعطتها سمة معاصرة وذلك بسبب ابداع مواد جديدة و تطور اساليب الانشاء ، فاثارت الكثير من الجدل و الاشكاليات على المستوى المهني والتعليمي و الثقافي حول الكثير من المفاهيم كالهوية و الخصوصية و الاصالة و التراث و الحداثة والمعاصرة ، حيث تنوع الفكر المعماري و المهني في فهمه لهذه المفاهيم و اساليب توظيفها في العمارة العربية المعاصرة ، و عند استقراء النتاج المعماري العربي يمكن تصنيفه استنادا الى طرق و أساليب البناء الى ثلاث مستويات رئيسية:
1. 1 المستوى الأول : المستوى الحرفي و الحرفي المرشد :
المتمثل بالعمارة الشعبية أو الريفية حيث يعتمد النمط و الاشكال التأريخية والتقليدية كأساس للتصميم ، ويستخدم اساليب البناء المحلية والحرفية باستغلال المواد المتوفرة محليا و عدم او تقليل الاعتماد على ما هو مستورد ، ويتم البناء بأستخدام الايدي العاملة المحلية و يمثل العمل الفردي فيه مستوى حرفي واضح محدود التغير و التطور و يتجسد في العمارة الريفية ، و تحمل العديد من المعماريين لتطوير هذا المستوى الحرفي والمحلي من العمارة لمحاولة ترشيد العملية البنائية ، وكان المعمار حسن فتحي رائدا في هذا المجال حيث العمل التعاوني ساعيا الى عبور الفجوة التي تفصل العمارة الشعبية عن عمارة المعماريين و ابراز الجانب الاجتماعي والثقافي للعمارة .
فأبدعت العمارة بسمات محلية و طابع حرفي و بأقل الكلف الاقتصادية معبرة عن منظومة القيم والاخلاقيات المحلية ، وهي ربما أكثر أنواع العمارة شيوعاًَ و انتشاراً في العالم العربي فهي تشكل اغلب الاسكان الفردي ، فساهمت في تطوير الحرفة و الحفاظ على الهوية بالاعتماد على الانسان العربي فهو المفكر والمبدع و المنتج و المستفيد ، كما تمثل أكثر الامثلة تكيفاً مع البيئة الطبيعية والتي اطلق عليها البعض بالتوافق السلبي . و يمثل المستوى الحرفي المرشد شكلاً أكثر تطوراً و علميه للبناء الشعبي . حتى ساهمت الامم المتحدة في تطوير الاساليب الشعبية الحرفية في عدد من دول العالم .
كما حازت العديد من المشاريع على جوائز معمارية لمحافظتها و تطويرها للحرفة مثل جامع نيونوتي في مالي . وقد استخدم هذا التوجه في العراق في بناء مجمع صدامية الكرخ في بغداد في فترة الحصار بالرغم من اخفاقة الأقتصادي الا انه ساهم في الحفاظ على الاساليب الحرفية في بناء الطابوق في بغداد معبراً عن الهوية و الخصوصية المحلية بمحاكات للأنماط والاشكال التقليدية.
. 1. 2 المستوى الثاني : مستوى البناء التقليدي و ما بعد التقليدي :ـ
يشكل البناء التقليدي أول مراحل التطور للبناء الشعبي حيث تستخدم المواد المستوردة و اساليب البناء الأكثر تعقيدا من المستوى الاول الا أنها لا تستطيع أن تحدث تغيرا جذريا في طبيعة الطريقة، حيث أن تنظيم العمل و طبيعتها معروفة من ذوي العلاقة بحيث غالباً ما تكون عمليتا التصميم والتنفيذ منفصلة ، ويشكل هذا المستوى نسبة عالية من البناء في الوطن العربي و خاصة على مستوى السكن المنفردة أما البناء ما بعد التقليدي فيشكل تطورا في العمليات البنائية و بمستوى أكثر علمية و تعقيد بأستخدام مواد جديدة و ظهور ابنية كبيرة ومعقدة والتي تفترض التصنيع المسبق لبعض الاجزاء اضافة الى تطور نظم الانشاء و الخدمات مما يفترض معرفة متخصصة و معلومات تفصيلية لغرض انجاز العمل . وعليه يعد هذا المستوى الحلقة بين البناء التقليدي و البناء العقلاني والمتطور ، حيث أنتجت العديد من الابنية العامة والمجمعات السكنية ضمن هذا المستوى، ويمكن تصنيف النتاج المعماري ضمن هذا المستوى الى ثلاثة توجهات .
الاول يستخدم الانماط و الاشكال التأريخية ، أو التقليدية المحلية في محاولة للتوافق مع الخصائص الفكرية والشكلية للعمارة العربية حيث تمنح التكنلوجيا والمواد هذه الامكانية . وتتراوح الانتاج بين التقليد و الاستنساخ الى التغير المتحفظ . أما التوجه الثاني فقد استخدم انماط و اشكال عالمية بدون العودة الى الخصائص الاقليمية و التأريخية للعمارة العربية حيث تنتج التكنلوجيا هذه الامكانية. أما التوجه الثالث فقد حاول الدمج بين التوجهين الاول و الثاني فأنتجت أبنية هجينة جمعت بين خصائص عالمية للعمارة و خصائص شكلية " في الغالب " للعمارة العرية و الاسلامية.
حيث استخدم الشكل التقليدي أو التأريخي كملحق على المبنى و بشكل غير متوافق مع اساليب البناء المستخدمة كمخاطبة مباشرة للمتلقي لربط المبنى بالتراث و التأريخ على حساب القيمة النهائية للعمل المعماري حيث انتجت نماذج هجينة بين الاشكال التقليدية و المواد و الاساليب الحديثة باعتمادها فقط على الذاكرة الجمعية للأشكال فقط دون تحليل المضمون الفكري للعمارة العربية الاسلامية .
ان عدم التوافق بين النتاج المعماري و البيئة المحلية و أصول العمارة العربية الفكرية والشكلية، هو ناتج لقرار المعماري و ليس لفجوة بين المجتمع المنتج و الفعل التكنلوجي ، حيث تتوفر في اغلب البلاد العربية الكثير من مرتكزات هذا الفعل التكنلوجي ضمن هذا المستوى فالقرار هنا للمعماري أو للمجتمع أو للجهة البنائية المنفذة أو المالكة للمشروع.
3. 3. المستوى الثالث : مستوى أساليب البناء العقلانية المرشدة و طريقة المنظومات البنائية والتقنيات العالية .
حيث يستند الفعل التكنلوجي على المواد الجديدة و التطورات العلمية والتقنية في علوم المواد و أساليب الانشاء و الانتاج و مستوى منظومة البناء و منظومة الخدمات المعلوماتية . و يكون العمل مخطط و مبرمج بأستخدام المعدات الميكانيكية المتطورة و فصل العمل بحيث لا تتداخل الأختصاصات المختلفة .
حيث تبرز طريقة المنظومات البنائية بنوعيها نظام البناء المغلق و نظام البناء المفتوح . حيث استخدم من قبل شركات أجنبية كجزء من عقود نقل التكنلوجيا مع تطور هذا النظام البنائي في عدد من الدول العربية و بشكل محدود بتطور شركات محلية عادة ما تكون حكومية .
اما نظام البناء المفتوح و الذي يتمتع بحرية اكبر في التصميم والاختيار حيث لا ينحصر في أنتاج المكونات بمنتوج واحد و تزداد أمكانية الاستبدال للمكونات و لكي يحافظ النظام على التنوع يجب الالتزام بالابعاد المشتقة Dimensional Co-ordination وهذا ما يعطي سمة عالمية للأنتاج المعماري و لذلك دعى بعض المعماريين الى تخطي القديم و الاستفادة من الانماط و التقنيات المعدنية في عالم الأنشاء و التي لم يعرفها المعمار القديم فهي دعوة الى الواقعية والى أبداع معماري جديد يعبر عن هوية مستقبلية .
وهنا تبرز الفجوة بين دافع العديد من الدول العربية على المستوى العلمي المعرفي و التقني و بين طبيعة الانتاج حيث يعتمد على مواد جديدة مستوردة في الاغلب و تقنيات و أساليب بناء متطورة فرضت استيراد العمارة من الخارج و فرضت تولي شركات أجنبية عملية التنفيذ و احيانا التصميم أيضا .
تعد التكنلوجيا المعاصرة احدى مرتكزات العمارة التي ساهمت في تغيير و تطور الجانب الشكلي والتعييري للعمارة حيث ابدعت انماط و أشكال جديدة و تميزت في مظهر الكثير من الاشكال التأريخية و اعطتها سمة معاصرة وذلك بسبب ابداع مواد جديدة و تطور اساليب الانشاء ، فاثارت الكثير من الجدل و الاشكاليات على المستوى المهني والتعليمي و الثقافي حول الكثير من المفاهيم كالهوية و الخصوصية و الاصالة و التراث و الحداثة والمعاصرة ، حيث تنوع الفكر المعماري و المهني في فهمه لهذه المفاهيم و اساليب توظيفها في العمارة العربية المعاصرة ، و عند استقراء النتاج المعماري العربي يمكن تصنيفه استنادا الى طرق و أساليب البناء الى ثلاث مستويات رئيسية:
1. 1 المستوى الأول : المستوى الحرفي و الحرفي المرشد :
المتمثل بالعمارة الشعبية أو الريفية حيث يعتمد النمط و الاشكال التأريخية والتقليدية كأساس للتصميم ، ويستخدم اساليب البناء المحلية والحرفية باستغلال المواد المتوفرة محليا و عدم او تقليل الاعتماد على ما هو مستورد ، ويتم البناء بأستخدام الايدي العاملة المحلية و يمثل العمل الفردي فيه مستوى حرفي واضح محدود التغير و التطور و يتجسد في العمارة الريفية ، و تحمل العديد من المعماريين لتطوير هذا المستوى الحرفي والمحلي من العمارة لمحاولة ترشيد العملية البنائية ، وكان المعمار حسن فتحي رائدا في هذا المجال حيث العمل التعاوني ساعيا الى عبور الفجوة التي تفصل العمارة الشعبية عن عمارة المعماريين و ابراز الجانب الاجتماعي والثقافي للعمارة .
فأبدعت العمارة بسمات محلية و طابع حرفي و بأقل الكلف الاقتصادية معبرة عن منظومة القيم والاخلاقيات المحلية ، وهي ربما أكثر أنواع العمارة شيوعاًَ و انتشاراً في العالم العربي فهي تشكل اغلب الاسكان الفردي ، فساهمت في تطوير الحرفة و الحفاظ على الهوية بالاعتماد على الانسان العربي فهو المفكر والمبدع و المنتج و المستفيد ، كما تمثل أكثر الامثلة تكيفاً مع البيئة الطبيعية والتي اطلق عليها البعض بالتوافق السلبي . و يمثل المستوى الحرفي المرشد شكلاً أكثر تطوراً و علميه للبناء الشعبي . حتى ساهمت الامم المتحدة في تطوير الاساليب الشعبية الحرفية في عدد من دول العالم .
كما حازت العديد من المشاريع على جوائز معمارية لمحافظتها و تطويرها للحرفة مثل جامع نيونوتي في مالي . وقد استخدم هذا التوجه في العراق في بناء مجمع صدامية الكرخ في بغداد في فترة الحصار بالرغم من اخفاقة الأقتصادي الا انه ساهم في الحفاظ على الاساليب الحرفية في بناء الطابوق في بغداد معبراً عن الهوية و الخصوصية المحلية بمحاكات للأنماط والاشكال التقليدية.
. 1. 2 المستوى الثاني : مستوى البناء التقليدي و ما بعد التقليدي :ـ
يشكل البناء التقليدي أول مراحل التطور للبناء الشعبي حيث تستخدم المواد المستوردة و اساليب البناء الأكثر تعقيدا من المستوى الاول الا أنها لا تستطيع أن تحدث تغيرا جذريا في طبيعة الطريقة، حيث أن تنظيم العمل و طبيعتها معروفة من ذوي العلاقة بحيث غالباً ما تكون عمليتا التصميم والتنفيذ منفصلة ، ويشكل هذا المستوى نسبة عالية من البناء في الوطن العربي و خاصة على مستوى السكن المنفردة أما البناء ما بعد التقليدي فيشكل تطورا في العمليات البنائية و بمستوى أكثر علمية و تعقيد بأستخدام مواد جديدة و ظهور ابنية كبيرة ومعقدة والتي تفترض التصنيع المسبق لبعض الاجزاء اضافة الى تطور نظم الانشاء و الخدمات مما يفترض معرفة متخصصة و معلومات تفصيلية لغرض انجاز العمل . وعليه يعد هذا المستوى الحلقة بين البناء التقليدي و البناء العقلاني والمتطور ، حيث أنتجت العديد من الابنية العامة والمجمعات السكنية ضمن هذا المستوى، ويمكن تصنيف النتاج المعماري ضمن هذا المستوى الى ثلاثة توجهات .
الاول يستخدم الانماط و الاشكال التأريخية ، أو التقليدية المحلية في محاولة للتوافق مع الخصائص الفكرية والشكلية للعمارة العربية حيث تمنح التكنلوجيا والمواد هذه الامكانية . وتتراوح الانتاج بين التقليد و الاستنساخ الى التغير المتحفظ . أما التوجه الثاني فقد استخدم انماط و اشكال عالمية بدون العودة الى الخصائص الاقليمية و التأريخية للعمارة العربية حيث تنتج التكنلوجيا هذه الامكانية. أما التوجه الثالث فقد حاول الدمج بين التوجهين الاول و الثاني فأنتجت أبنية هجينة جمعت بين خصائص عالمية للعمارة و خصائص شكلية " في الغالب " للعمارة العرية و الاسلامية.
حيث استخدم الشكل التقليدي أو التأريخي كملحق على المبنى و بشكل غير متوافق مع اساليب البناء المستخدمة كمخاطبة مباشرة للمتلقي لربط المبنى بالتراث و التأريخ على حساب القيمة النهائية للعمل المعماري حيث انتجت نماذج هجينة بين الاشكال التقليدية و المواد و الاساليب الحديثة باعتمادها فقط على الذاكرة الجمعية للأشكال فقط دون تحليل المضمون الفكري للعمارة العربية الاسلامية .
ان عدم التوافق بين النتاج المعماري و البيئة المحلية و أصول العمارة العربية الفكرية والشكلية، هو ناتج لقرار المعماري و ليس لفجوة بين المجتمع المنتج و الفعل التكنلوجي ، حيث تتوفر في اغلب البلاد العربية الكثير من مرتكزات هذا الفعل التكنلوجي ضمن هذا المستوى فالقرار هنا للمعماري أو للمجتمع أو للجهة البنائية المنفذة أو المالكة للمشروع.
3. 3. المستوى الثالث : مستوى أساليب البناء العقلانية المرشدة و طريقة المنظومات البنائية والتقنيات العالية .
حيث يستند الفعل التكنلوجي على المواد الجديدة و التطورات العلمية والتقنية في علوم المواد و أساليب الانشاء و الانتاج و مستوى منظومة البناء و منظومة الخدمات المعلوماتية . و يكون العمل مخطط و مبرمج بأستخدام المعدات الميكانيكية المتطورة و فصل العمل بحيث لا تتداخل الأختصاصات المختلفة .
حيث تبرز طريقة المنظومات البنائية بنوعيها نظام البناء المغلق و نظام البناء المفتوح . حيث استخدم من قبل شركات أجنبية كجزء من عقود نقل التكنلوجيا مع تطور هذا النظام البنائي في عدد من الدول العربية و بشكل محدود بتطور شركات محلية عادة ما تكون حكومية .
اما نظام البناء المفتوح و الذي يتمتع بحرية اكبر في التصميم والاختيار حيث لا ينحصر في أنتاج المكونات بمنتوج واحد و تزداد أمكانية الاستبدال للمكونات و لكي يحافظ النظام على التنوع يجب الالتزام بالابعاد المشتقة Dimensional Co-ordination وهذا ما يعطي سمة عالمية للأنتاج المعماري و لذلك دعى بعض المعماريين الى تخطي القديم و الاستفادة من الانماط و التقنيات المعدنية في عالم الأنشاء و التي لم يعرفها المعمار القديم فهي دعوة الى الواقعية والى أبداع معماري جديد يعبر عن هوية مستقبلية .
وهنا تبرز الفجوة بين دافع العديد من الدول العربية على المستوى العلمي المعرفي و التقني و بين طبيعة الانتاج حيث يعتمد على مواد جديدة مستوردة في الاغلب و تقنيات و أساليب بناء متطورة فرضت استيراد العمارة من الخارج و فرضت تولي شركات أجنبية عملية التنفيذ و احيانا التصميم أيضا .