الحرباء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حارث عبد الرحمن يوسف
    عضو الملتقى
    • 23-02-2010
    • 344

    الحرباء

    يا للحرباء التي تُغيّر ألوانها لعدم الثقة بما يحيطها !

    مساء أمس عندما تغلغلت أصابعي في شعر رأسك اختبأت حدقتا عينيك تحت جفنيك كغروب الشمس وراء البحر , فأحسست أنني أقوم بتخديرك !
    بالأمس كنت تذوبين بكل معنى هذه الكلمة , كان جسدك يهرب منك و أطرافك ترتخي مُعلنةً إستستلامك الكاملً لكل ما تريده يداي .
    كنتِ خفيفة كالريشة لا وزن لك و أثقل ما فيك كان جفناك , كنت تنظرين إلىّ و أنتِ في حالة نشوة تتوسلّين بشفتيك الرطبتين قبلةً عميقة كنظراتك السكرى من الحب .
    البارحة ! كنت تعيشين هذا الحبّ كما على الأنثى الحقيقية أن تعيشه , بكل خلايا جسدها وكرّيات دمها الحمراء , برائحة البراءة من شعرها وملمس الخبث على جلدها .

    أمّا الآن فأرى وجهاً حانقاً جعله الغضب أبعد ما يكون عن الجمال... نبرات صوتك مُزعجة و تدل على كره غير مفهوم المصدر، و حركات شفتيك الدفاعية الهجومية توحي بتوتّر داخلي عنيف... و جُمَلٌ ينطق بها فمك لا عقل و لاحكمة فيها...
    إتّهاماتٌ وَ شتائمٌ واحمرارُ حنقٍ يوحي بالخطر و.و.و.

    لذلك سبب !!

    لا أنا و لا أنت نستطيع معالجته و كل هذه الثورة لن تخدمك

    وبرودة أعصابي تجعلك أكثر جنوناً

    هذا الحنق هو الشر بعنيه

    أنا لا أستطيع أن أبادلك نفس الأحاسيس ولا نفس المشاعر.
    و ما المُغضب في الأمر؟
    ما ذنبي أنا؟
    لماذا لا تلومين نفسك؟

    فأنت لم تستطيعي الحصول على هذه المشاعر مني و تعرفين تمام المعرفة أني لست بخيلاً و خاصة بالأحاسيس الرائعة.

    الأمر أكثر تعقيداً من ذلك أو أبسط بكثير من ذلك...

    نحن غير منسجمين في فهم الحرية...
    حرّيتك أصبحت أسيرةً لحريتي فلا سعادة لديك تتذوّقينها خارجي .

    أنت تفعلين المستحيل لربط حرّيتينا معاً كثورين ليحرثا حقل حياتنا كما يريد قلبك أنتِ .

    فهذا الشقاء لن يجدي لأن ثوري لا يؤمن بالحقل الذي تؤمن به بقرتك

    وعندما تصطدمين بصعوبة هائلة في تسخير حرّيتك لتنطبق لمشيئة حرّيتي تحاولين العكس؟

    أي تحاولين إرغامي على لعتناق حرّيتك...

    والفشل بهذا يجعلك حانقةً غاضبةً.

    أنت محقّة إذ تظُنّين أنني أرفض مشاركتك في صورة رائعة للحرية !

    فأنا لا أرى الروعة كما ترينها أنت ولا أشاطرك الرأي في حجم ولون صورة الحرية التي تعتبرينها الأنسب لكلينا والأكثر أماناً لي و حفاظاً عليّ.

    أنتِ دائماً تكرّرين بأنّك على صوابٍ أكثر منّي بما يخص ارتباطنا و رؤيتك لعلاقاتنا و مستقبلها هي الأسلم من رؤيتي و فهمك لما نحن بحاجة إليه لنحصل على السعادة هو الصحيح!

    أمّا أنا فولدُ ضالٌّ لا أفهم ماذا أريد من الحياة و بحاجة إلى أمّ..

    سألخّص لك الأمر بكلمتين: أنا نسرٌ... لا أطيق إيقافي إذا نويت على الحركة... حُرّيتي هي الطيران... إن كان جسداً أو فكراً... و لا أطيق من يمسك بجناحي حين أهمّ على الطيران.

    لا أنصحك يإغلاق القفص الذي يأوينا.. أتركي الباب مفتوحاً فهذا يخلق الأمان لدى النسر الذي لا يغفر لأحد حجزه عن الطيران

    و للأسف الشديد أنت تفهمين طيراني خيانةً لكِ .


    و النسر يكره الأقفاص فما بالك إن أُغلقت

    فمتى طار لن يعود...
يعمل...
X