[align=center]الحمل الثقيل
... وكم أسدى لهم بالأمس من النصح الجميل، ولم يبخل عليهم يوما بشيء لهم فيه النفع والخير والنهج الجليل، وكم أهدى إليهم البشرى والفرحة في الكثير والقليل، وبذل كل ما في وسعه من أجل إسعادهم ورسم البسمة على ثغورهم وهو عليل، وكان يبيت الليالي ساهرا ليناموا في سكينة، ويتعب غاية التعب حتى الإرهاق لينعموا بالراحة، وكم سعى في خدمتهم بجسمه النحيل ...
لم يشتك يوما ولم يتأفف، وكانت نفسه المطمئنة تلازمه كظله ولا تفارقه، وعلى الرغم من أن الحمل كان ثقيلا جدا عليه، وأن ما أصابه من جراحات الألسن كان عميقا، إلا أنه اتخذ من الصبر مركبا، وجعل من الجلد بلسما ...
أشفقت عليه القلوب، وذابت أسى لحاله، واحتارت في عجيب أمره العقول، عندما استعصى عليها الفهم، وشردت فيه شرودا بعيدا، إذ لم يشاهده أصحابها يوما غزير القول، ولم يروه يوما يسير العمل، إلا أنه لم يحدث أن جعل أحاديثه وأعماله مغلولة أو مبسوطة كل البسط ...
واليوم إذ شبوا واشتدت سواعدهم، تنكروا له، فلم يرحموا ضعفه، ولم يقدروا شيبته، وصار في أعينهم المكتنزة قسوة غريبا، وأصبح وجهه لديهم مريبا ...
د.عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]
... وكم أسدى لهم بالأمس من النصح الجميل، ولم يبخل عليهم يوما بشيء لهم فيه النفع والخير والنهج الجليل، وكم أهدى إليهم البشرى والفرحة في الكثير والقليل، وبذل كل ما في وسعه من أجل إسعادهم ورسم البسمة على ثغورهم وهو عليل، وكان يبيت الليالي ساهرا ليناموا في سكينة، ويتعب غاية التعب حتى الإرهاق لينعموا بالراحة، وكم سعى في خدمتهم بجسمه النحيل ...
لم يشتك يوما ولم يتأفف، وكانت نفسه المطمئنة تلازمه كظله ولا تفارقه، وعلى الرغم من أن الحمل كان ثقيلا جدا عليه، وأن ما أصابه من جراحات الألسن كان عميقا، إلا أنه اتخذ من الصبر مركبا، وجعل من الجلد بلسما ...
أشفقت عليه القلوب، وذابت أسى لحاله، واحتارت في عجيب أمره العقول، عندما استعصى عليها الفهم، وشردت فيه شرودا بعيدا، إذ لم يشاهده أصحابها يوما غزير القول، ولم يروه يوما يسير العمل، إلا أنه لم يحدث أن جعل أحاديثه وأعماله مغلولة أو مبسوطة كل البسط ...
واليوم إذ شبوا واشتدت سواعدهم، تنكروا له، فلم يرحموا ضعفه، ولم يقدروا شيبته، وصار في أعينهم المكتنزة قسوة غريبا، وأصبح وجهه لديهم مريبا ...
د.عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]