بقول المثل-2
صور تراثيه شعبية من وحي الأمثال الشعبية
بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
1- (دفتر نسوان ، حطوه عَ جمل ما قِدِر يشيله)
أي أن دواوين النساء كثيرة ، وهن (بعملن من الحبه قبه) و (بعملن من الزبيبة خمارة ) ، وأن على العاقل أن لا يعير كلامهن الاهتمام ... لأن (كل إشي بتقلبه بنقص إلا الحكي بزيد) ، ولو كتبنا كل ما يدور في خلد النساء من كلام وأشياء غير ذات معنى بدفتر ، ثم حملناه على جمل لهبط الجمل تحته ولم يستطع أن يحمله....!!!
مع أن الكلام والثرثرة من خصوصيات المرأة ، والأشياء الجميلة بها ، فلو تخيلنا الحياة دون ثرثرة النساء لكانت صحراء قاحلة...!!!!!
2- (ببلع الجمل وبتشردق بالبرغشه)
ويقال هذا المثل للذي لا يتورع عن أكل الحرام ، وحقوق الناس ، والتسبب بالأذى لكل من (هَبَّ ودَّبْ) ، ولا يتورع عن ذلك ، وأمام القضايا الصغيرة والسرقات التافهة التي ليست ذات قيمة تذكر يزعم أنه تقي ونقي ، ولا يقترب من الحرام ...!!!
وما إلى ذلك من مزاعم باطلة يستنكرها الناس لعلمهم ومعرفتهم بشخصه الكريم ، وهو (الذميم) ، وقد وصفه المثل الشعبي بالذي يبلع الجمل ، والجمل أكبر حيوان معروف في بلادنا ، إذ عندما يُنهى أحدهم عن التطاول عن كبير السن أو المقام ، فيرد ساخرا (ما عندي كبير إلا الجمل) ، والجمل عسير البلع والهضم ولا يستطيع ذلك إلا الحوت ، وكل اللصوص الكبار حيتان ....!!!!
والمثل يضرب من باب السخرية بالذي يغص ويشرق بالبعوضة على تناهيها بالصغر ، ويبلع الجمل على تناهيه بالكِبَر .....!!!!
3- ( اللي بكرهه ربنا بسلِط عليه لسانه)
معروف أن لسان الإنسان قد يؤدي إلى التهلكة ، ومن أطلقه بلا عيار ولا حساب ينال به أعراض الناس وأشخاصهم ، فهو سيكون أكبر عدو له ، حيث سيتحَزَّب عليه الناس .. ، ومن لم ينله بالأذى سيناله بالكراهية والابتعاد عنه وعدم الاختلاط به ..، وبالتالي سيكون منبوذا ومكروها ...، ومن كرهه الله كَرَّه به الخَلق ، والوسيلة إلى ذلك تسليط لسانه عليه ، لينال من الناس به كلاما ... وينالون منه أشياء أخرى من الكراهية إلى الضرب....!!!!
4- (بسحب من لِقرّع شعرة ومن الحافي نعل)
هذا يدل على براعة وحذق ذلك الإنسان واستطاعته ، بما لديه من مهارة ، أخذ كل شيء بسهولة ويُسر ، حتى أنه يأخذ من الأقرع الذي لا يوجد في رأسه ولا شعرة ، شعرة ...!!!
ويأخذ من الحافي نعلا ، مع أن الحافي لو وجد نعلا لما مشى حافيا ....!!
وهذا أسلوب موظفي ومحصلي الضرائب،الذين لا يتوانون عن حلب النملة وجَلدّ الميت ...!
5- (زي ابريق الفخار ، دايما برّشَح)
يقال للثرثار الذي لا يكف عن الكلام ، ولسانه لا يكف عن الدوران في فمه على 360 ْ (عَ الفاضي والمليان) ، فهو أشبه وبلا تشبيه بإبريق الفخار ، الذي يرشح ويسيل ، والفرق بينه وبين الإبريق أن هناك فائدة من رشح الإبريق ، حيث هناك فائدة من رشح الماء من الأبريق لجعل الماء فيه دائم البرودة ، ولكن كلامه بلا فائدة .....!!!!!
6- (عيب الحكي تطويله)
وهذا يخص الخطباء بالدرجة الأولى ، إذا ما اعتلى أحدهم المنبر ، ولا يكف عن الكلام والحديث .. ، ويذهب عن باله أن الإيجاز والتركيز على المعاني أفضل بكثير من حديث طويل ممل ليس منه فائدة ، وإن كانت هناك فائدة فهي ستضيع بالإطالة ....!!!!
وقد قال الأصمعي : (إذا خطبت فأوجز ، لأن كثير الكلام ينسي آخره أوله ) ... طبعا هذا إذا أردت أن يصل كلامك للآخرين ، (فعيب الكلام تطويله) صحيح مائة بالمائة..!!!
7- صاحب الصنعة ولا مالك قلعة : يحض المثل على تحصيل الصنعة وامتلاكها باليد ، لأنها حصن من الفقر والحاجة إلى الناس ، والصنعة باليد تغني من الفقر ، وهي ملازمة لك طوال عمرك ، لا تخسرها ولا تبيعها إذا أردت ، كما يفعل صاحب القلعة ، وهو الثري فاحش الثراء ، والذي قد يخسرها في لحظة واحدة ويعيش بحزن دائم ، و(الصنعه إن ما أغنت تستر) كما يقول مثل آخر ...!!!
8- الجود من الموجود :يحض هذا المثل على الواقعية وعدم التكلف وتحميل النفس فوق طاقتها،وأن لا يتظاهر بأنه أكبر من حجمه الطبيعي،وأن الكرم والجود والعطاء بقدر الإمكانيات ، وبقدر ما هو لديك ، وأن تجود مما تملك ، ومما موجود لديك ، أي من الموجود ، ف(الجود من الموجود)...!!!
9- بنت العم بتصبر على الجفا: يدل المثل على أهمية ابنة العم ، وعلى احتمالها الحياة ومشاقها مع ابن عمها ، ويحض المثل على الزواج منها ، وعدم التفريط بها ، وقد تكون ، أو كانت هذه الزيجات من أنجح الزيجات ، فأمي كانت أبنة عم أبي ، وعاشا معا نحو (45) عاما قبل أن يتوفاها الله عز وجل ، وعاش بعدها نحو ست سنوات ، جرب الزواج لنحو شهر ، ولم ينجح ، لأنه كان يعيش في زمانها ووجدانها ، وكانت رحلة عمر شاقة في مناكب الحياة وعمل دءوب ، لم ينته إلا بانقضاء العمر ...!!
أنا أشهد على صحة وواقعية هذا المثل ...!!!
10- اللي بسعدها زمانها بتجيب بناتها قبل صبيانها : يدل هذا المثل على وجود البنات في حياة الأم ، وخصوصا في المجتمعات الذكورية ، حيث تكون يد البنت على يد أمها تقوم في شؤون المنزل والحياة بعكس الصبيان (اللي تربيتهم مثل قرط الصوان) ، ولا تذوب شخصياتهم بشخصية الأم، كما تفعل البنات، فمن دواعي السعادة للمرأة أن تنجب البنات قبل الأولاد ، حيث يساعدنها أيضا في تربيتهم الشاقة المتعبة ...!!!