رسيس الحب ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ياسرسالم
    أديب وكاتب
    • 09-04-2011
    • 397

    رسيس الحب ...

    وفي نشر عطر الهوى ترياق لكل من ذاق وحُرم
    انه الفرات العذب الذي لا يتأتّى لكل لاهث صادق متهدج،
    وانه المعينُ المُمعِن الذي يخاتل ملتاع الجوانح غلة،

    انه الشراب الذي لا يروي ..
    بل منه يتضور الصادي عطشا، كلما نهل وأعلّ
    شراب مسحور ، ما عداه لا يعد في جنسه أبدا، وان تحيّز مكانه، واستعار شكله.

    ماعساه أن يفعل ذلك البائس الذي انطرح على مدرج الحب طاويا ؟!
    خلت عينه من منظر حبيبه،
    وانقبضت انامله منه على مثل الماء،
    سيظل في تيه، يغلف قلبه، ويودي بعزماته، ويعرقل خطاه

    يتعثر بذاته ، ويتكفأ في أثوابه
    لم يتبلّغْ في قلبه رسّ الحب غير المكذّب
    عقله في أفول عن وعيه .. وقلبه في ذهول عن سائر أعضاء جسده
    فهو ميمم شطر محبوبته أبدا
    لا يكاد يفيق من سكرته ولذته وعذابه
    حتى وإن قرن وحشة النزاع بسرور الاجتماع
    وأبدل جمر التنائي ببرد التلاقي ...

    "ومن عجب أني أحن إليهمو ..:
    فأسأل عنه من لقيتُ وهم معي..

    وتشتاقهم عيني وهم في سوادها ..
    ويطلبهم قلبي وهم بين أضلعي ...!"

    وانها لصورة المحب، التي تتربع على عرش القلب؛ فتأمر وتنهى..
    ولا يملك هذا الصبُّ الدّنِف إلا الائتمار بالأمر، والانتهاء مع النهي.
    فقد غزته العيون، وأهلكته الألحاظ، ونال منه مابين السحر والنحر ...
    وسرى ترياق الهوى في جسده رعشة بعد رعشة

    " ما زالت الألحاظ تغزو قلبه ...
    حتى تشحط في الهيام قتيلا.."

    وإذا كان المجنون يفيق يوما؛ فما للوالِه التائه من استفاقة ..
    وإنه لهائم سائم في روض حبيبه

    "قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم ..
    العشق أعظم مما بالمجانينِ
    العشق ليس يُفيق الدهرَ صاحبُه ..
    وإنما يُصرع المجنون في الحين"

    فأين المفر ولا مفر لعاشق ... ؟

    انها الروح التي تآلفت مع إلفها، وشاكلت ما يناظرها،

    "وما الحب من حسن ولا من ملاحة ...
    ولكنه شيء به الروح تَكْلَف.."

    إنه الوجه الذي يختصر في صفحته كل الوجوه،
    وإنها العين التي تملأ روح المحب بريقا وألقا،
    فيتبعها راغما، ولا يملك عنها خيار التولى،

    "من بريق الوجد فى عينيك اشعلت حنينى
    وعلى دربك أنًىَ رحُتَ أرسلت عيونى
    الرؤى حولى غامت بين شكي ويقينِي
    والمنى ترقص فى قلبى على لحن شجونىِ"

    ...
    وللكؤوس مجالس وشراب..


    ------------------


يعمل...
X