غزة.. كأنها تنبذ تفاصيل القواعد المغرقة في الغروب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بهائي راغب شراب
    أديب وكاتب
    • 19-10-2008
    • 1368

    غزة.. كأنها تنبذ تفاصيل القواعد المغرقة في الغروب

    غزة.. كأنها تنبذ تفاصيل القواعد المغرقة في الغروب

    بهائي راغب شراب
    ١٤/٠٤/٢٠٢٥

    ..
    سلامٌ لغزةِ تُنادي..
    تسألَ كانَ وأَخَواتِها،
    هلْ ظَلَلْنَّ أوفياءً لِبَعْضِهِن البعض في صفوفِ المدرسةِ المُتَوارَثَةِ في قَواعِدِ الجُمَلِ وزحامِ الحروف؟
    وهل لمْ يكتملَ النَقْصُ لَدَيْهُنَّ بعد سَيْلِ الدِماءِ البريئةِ في غزةٍ الْظَلَّتْ عزيزةً، أرضُ الرَشاد.
    وهلْ غزةُ كانت مَجْهولاً دون عُنوانٍ ودونٍ هَوِيَّةٍ تَمْنَحَها حَقَّ الجّدارةِ والامْتِياز،
    هي فَوْقَ القبائلِ المُتَصَارِعَةِ الأَدْمَنَتْ الخيانة والاقتتال..
    مَنْ يفوز بِشُرْبِ الكَأْسِ الأخيرةِ مِنْ بَوْلِ الغُرَباء،
    ومن يَلْبِسَ منهم تاجَ الغَباء.

    سلامٌ لغزة تنادي..
    وتسألَ إنَّ وشقيقاتِها العَريقةِ قبل اختلاط النوايا بالخَراءِ،
    هلْ بَقَيْنَ ناشطاتٍ في نَحْوِ العلاقاتِ المحرمة، والشُهُودُ يَتَوَدَدْنَّ لَهُنَّ بلا مُؤاخَذَةِ عِتابٍ أو ضمير مُسْتَباح؟
    وهلْ ما زِلْنَّ يَنْصُبْنَّ أسماءَ الكِرامِ،
    قبل رفعِ الخَبَرَ اليقينِ، والناسُ ثابتونَ،
    لا يُغادرونَ الأرضَ المجيدة، هيَ لَهُمْ..
    يَصُدّونَ عنها هجومَ العابثين بالشهورِ وبالأيام،
    يشوهون لحظات المودةِ والصفاء.

    سلامٌ لغزة تنادي..
    وتسألَ همزات الوَصْلِ التي قَطَّعَتْها الخِيانةُ على مَرِّ العُصور،
    مِنْ أيامِ فارسٍ والرومِ وغَزَواتِ المَغول،
    المُنْغَمِساتِ في وَحْلِ الخَديعةِ والسَرابِ، والعُبُودِيَّةِ المَشْهورةِ بالإنْكِسارِ.
    هلْ اسْتَسْلَمْنَّ للْقَطيعةِ ولِلْكُسور؟
    والرُوحُ البَليدةِ،
    هلْ لمْ تَزَلْ ناقصة المَشاعِرِ، مَقْصَوصَةِ الشُعُور؟

    سلامٌ لغزة تنادي..
    وتسألَ أَسماءَ الإشارةِ القديمةِ،
    هلْ يُفِدْنَّ العَزائِم؟
    وهلْ يَقُدْنَ الجهاد؟
    وهل وَجَّهْنَّ السُيوفَ إلى نُحورِ الغُزاة قبل سُقوطِ الحُصون؟
    ولماذا أَصْبَحْنَّ دليلَ الأعداءِ للعبورِ، يحرقونَ أشجار النخيل الباسقات نحو الغمام،
    ويقلعون أشجار الزيتون والرمان؟ يجرحن وجوه الحسان المحجبات، ويقطفن الورود.

    سلامٌ لغزةِ تُناديَ أهلَ الثغور..
    وتسألَ حركاتِ الاحْتِيالِ، والنَصْبِ، والجارِ والمَجْرورِ، والضَمِّ اللا شرعي في الغرف الخلفية بعيدا عن ضوء النهار،
    والسكونَ المُصَمَتَةِ المُريبة في طابور التكايا الفقيرة، لا تحتمل تأويل الملامح المستغرقة في اشتياق الحصول على وجبة الطعام الوحيدة بعد الجوع الطويل، انتظارا للمنون..
    وهل أَصابَهُنَّ الجُنونُ..
    يشاهدون غزة الصديقة الأليفة، وربيعَ السنين..
    لا تسير مع عَواصَفَ الخِيانَةِ المُسْتَفْحِلَةِ، تضرب أسوارها، تفتح ثغرةً ليمر الغزاة.
    تَطْعَنَها نِصالُ اللُّصوصِ المَسْمومَةِ،
    والعُسُسُ غارقونَ في السَكْرَةِ الكُبرى،
    يُلاحقونَ أطفالَ غزةِ وَهُمْ يَحْلُمونَ، بِعَيْنِ جالوتِ وحِطينَ واليرموك..
    أَيُمْكِن أنْ تعود،
    وقنابلُ أمريكا تُطاردَ خَطَواتِ أَقْدامِهم الصغيرةِ تُجَاهِرَ بالصعود.

    سلامٌ لغزة تنادي الجميع،
    تَسْتَصْرِخَ فيهم الرُجولة، الفقيدة..
    ضاعَتْ في سَراديبِ المَفاعيلِ الغريبة، الفاعِل والمفعولٌ به، والفاعلين الغُرَباءِ.. والأَفاعيلِ الشيطانية،
    وكُلُّ الأَعْرابِ مَفْعُولٌ بهم،
    غَادَرَتْهُم الرُجولةُ قَبْلَ الصباحِ/تَأَخَّرَ في الحُضورِ في مَوْعِدِهِ التَقْليدي،
    المُثْبَتِ على شَواهِدِ القبورِ،
    في المَقْبَرةِ العربية الكبرى، خانَت الخِلافَةَ الرَشيدَةِ،
    اتْسَعَتْ لِتَدْفِنَ الحُكَّامَ والجُيوشَ المُتَفَرِقَةِ تنشر الدمار،
    تسيرَ في كُلِّ اتجاهٍ بدونِ بَوْصَلَةِ الشُروق،
    ما عَدا الطريق إلى القدس..
    تَفْتَحَ بَواباتِها للْزاحِفين المُتَهَمين بِعْشْقِ النَصْرِ أوْ الشَهادَة،
    تُعْلوهُم راياتُ مُحَمَدٍ الرسول،
    تَحْمِلَها الريحُ الحَنون مِنْ غزةِ عَسْقَلانِ،
    تَبُثَّ البَشائِرَ للجُموع..
    بلا استثناء.

    سلامٌ لغزةِ تُناديَ مِنْ تَحْتِ غبارِ الرُكامِ ،ِ
    المَشْحونُ بأنينِ الضحايا ينتظرونَ أيادي المُنْقذين الشُرَفاءِ،
    يخوضون حربا لا هوادة فيها لانقاذ ما يمكن انقاذه من أطفالٍ ونساء.
    ومن فوق الحُطام،
    ومِنَ الشوارعِ التي فَقَدَتْ مَلامِحَها البشرية، وإلا من أديمِ أرضِنا الغَرَّاء،
    هلْ مِنْ سامِعٍ فَيُجيب،
    يَأْتيَ مِنْ وَراءِ الظِلالِ، يُزيحَ السَتائِرَ المُثْقَلَةِ بالسَوادِ الأثيم،
    يُهَلِلَ لغزةِ..
    يَصْرُخَ في كُلِّ البِلادِ،
    يا غزة لَبَيْكِ .. لَبَيْكِ أُخْتاهُ، يا سَيِّدَةُ عَرائِسِنا الحِسان.
    قدْ أَرَدْنا النُفورَ إليكِ، وإنَّا لَقَادِمون،
    لكنَّ قادتنا العُراة قَيَّدَتْهُم وَساوِسُهُم القبيحة، أَسْقَطَتْهُم أَبقارُ أمريكا، ومَوائِدُ القمار.

    سلامٌ لغزة ..
    سيزول الظلامُ، والفجرُ يأتي سريعاً لا يُخَيْبَ ظُنونَ الكادحين تَحت الأرضِ يُعَبِّدونَ طريقَ الفرحَ المُبين، بلا منازع.. يُزيحَ ظلامَ الصدورِ، يُحَلِّقَ حُراً مِنْ أطلال غزة، يعلن قيام دولة الراشدين الأولى، والصحابة الأَخْيار.

    سلامٌ لغزة..
    ستضحك وحدها، مُطَّهَرَةً من بحر الدموع، ومن جور السنين المعجفات،
    تَسْتَدعيَ القاعدين في كَهْفِ النائمين فِراراً من إحْداثِياتِ العَصْرِ المضيء،
    يُشارِكونَها استقبالَ الخلود، قبلَ أنْ يَنْقَضيَ زَمَنُ التوبة،
    ويَحِلَّ عليهم مع فرعون وهامان وجنودهما الخاطئين..
    أشد العقاب.

    سلامٌ لغزةِ تنادي الجميع..
    وقَوْمُنا يَجْهَلونَ عَلَيْنا،
    يُسَاوِمونَ سريرَ الفَضيحة، أزالَ بَكَارَتَهُم المُنْتَفِخَةِ بِقَذاراتِ الاسْتِخْذاءِ، ودَنَسِ حَفَلاتِ الترفيهِ والشُذوذ، في المدينة الملعونة في الكتاب.
    يتباهون في محافل الماسون، بِمَعْصِيَةِ الصمتِ المُرَوِّعِ، وبخنوع العبيد..
    يستجدون حياة السياط.

    عودوا يا خير أُمَّةٍ..
    كُونوا أَوَّل مَنْ يفوز.
    فقول الله كائنٌ، يقول للشيء ..
    كُنْ فَيَكونْ.
    بلا إعرابٍ
    بلا كان وإنَّ، ومعهم الأسماء والحروف،
    وبلا أخواتهم المتشردات بلا ضمانة تحميهم من انحراف الضامن عن المضمون،
    وبلا قواعد للوصول.

    سلامُ لغزة سلام
    سلام سلام
    **
    #بهائيـشراب


    أطمع يارب أن يشملني رضاك فألقاك شهيدا ألتحف الدماء

    لن أغيرنفسي لأكون غيري ، سأظل نفسي أنا أنا

    تويتـــــــر : https://twitter.com/halmosacat
يعمل...
X