ذات الحنين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    ذات الحنين

    • و يحملني الحنين على أجنحة من لهفة مجنونة ترتاد أمنيات المجهول و المحظور ..
      وتنتابني اللحظات بالتمرد عليّ ... و أنا قد تمرد زماني كله عليّ ..
      وددتُ لو أكون قطرة ماء صغيرة.... كأصغر ما تكون القطرة ..
      أتبخر إلى إحدى الغيمات .. و أسكن باحتها الندية .. وأندس بين طياتها المعطاءة... و أعرف سر بذخها الأزلي ..
      ثم تسوقني الرياح .. حيث أنت .. لأهطل على وجهك برفق و تؤدة ..
      أتوقف قليلا على إحدى حاجبيك .. أقف بتواضع و تجلة .. لا أتحمل فكرة أن أعلو عليه ..
      فأنزلق فرحا على جفنيك .. أرصد عن قرب كنه هذا السحر في عينيك الذي أسرني طويلا .. و شدني إليه برباط لا فكاك منه .. و سكنتْ نظراتهما في قاع ذاكرتي ( خلفية وصورة و إطار ) ..
      وأبقي جزءا مني هناك ... يرقد في كامل الطمأنينة .. هانيء البال ..
      ويُصَلِّي الجزء الباقي على خديك .. هنا مرة و هناك مرة .. صلاةً طويلة خاشعة يتبتل برجْع نبضك الذي كان .. ويكون .. و ما سيأتي ..
      ويتقوس قليلا .. يقارب موضعا مقدس ...............
      فلا يجرؤ .. فلا يجرؤ .. فترانيم مَعْْبده تُضْفي على المكان هيبة لا أجسر على إقتحامها .. و لكنها هيبة حميمة .. محببة .. تدغدغ الخيال بفرح آتٍ لا محالة.
      فيعود إلى مساره ويواصل الصلاة إلى مشارف نهاية وجهك...
      وما تبقى من قطرة صغيرة ...
      ستنحدر قليلا وتسقط على صدرك .. وتنتهي هناك .... هناك تنتهي ..هاجدة متبتلة
      هل أنتهي هناك ؟ قل لي بربك ..
      سيدي
      أول المساء :
      أنا بي أمنية لو تكون أنت هنا ...
      تطل من نافذتي العلوية .. يخفق قلبي مع إهتزاز ستارتي .. و يومض ألقا مع ساطعات النجوم البعيدة ..
      وأتنسمك مليا ... ملء كياني .. و روحي .. و وجداني ..
      حتى تتنفسك خصلات شعري ...
      تشفيني من شوق عضال ...
      وأنت ...
      جالس هناك قريبا ... قريبا جدا بحسابات مخيلتي العطشى ..
      تلتصق طاولتك بشاشتي ...
      وتضع نظارتك .. منهكا ...على حافتها ..
      وأنا كلما تناولت شيئا إصطدمت بذاك الاطار ......
      يااااااااااااااااااااااااه .. يا لجنون الفكرة .. يا لروعة الأمل ..
      تتصل بعَرَق الحنين ..
      وتصب هنا ... على كل حنايا ثيابي و مفاصلي و أطرافي ..
      و لا زال يحملني الحنين ...
يعمل...
X