دنيا ميخائيل Dunya Mikhail
لماذا رفعت هذا العمل : إقرارا مني بفضل هذه الكاتبة والأديبة وأراءها الحرة فهي تكتب شعرها بنفسها وليس مثل بعض أولئك المتكبرين أو المتكبرات الذين ينالون الشهادات العليا خارج العراق ثم لا يستطيعون كتابة حرفا واحد بدون مراجعة الأستاذ المشرف على شهاداتهم وحينما تسألهم عن نص ما ورد في كتاب قدموه أو أطروحة التخرج لا يستطيعون الإجابة ..... عجبي !! هذا يعني أنهم قد أمليت عليهم تلك الأطروحة وحضروها اسما لا لبا ثم يأتون ويقفون على منصة الأستاذية ليخرجوا أجيالا
وهكذا للأسف هي الدنيا وهكذا حالها كما يقول المثل العراقي ( يا من شقا يا من تعب يا من على الحاضر وجد )
وهي شاعرة عراقية تكتب باللغة العربية واللغة الإنكليزية، مقيمة في الولايات المتحدة.
ولدت دنيا ميخائيل في سنة 1965 في مدينة بغداد ، وهي خريجة جامعة بغداد، وفي التسعينات هاجرت إلى الولايات المتحدة وتخرجت من جامعة وين ستيت في 2001 ونالت جائزة من الأمم المتحدة لكتاباتها عن حقوق الإنسان.
من أبرز مؤلفاتها «الليالي العراقية»، التي صدرت سنة 2013 عن دار ميزوبوتاميا، وترجمها إلى الإنجليزية كريم جيمس أبو زيد، وصدرت الترجمة سنة 2014 بعنوان The Iraqi Nights. وتُرجمت بعض أعمالها الأخرى إلى اللغات الإنجليزية والإيطالية والبولندية والصينية والفرنسية والهندية.
سيرتها
ولدت دنيا ميخائيل بمنطقة الكرادة وسط بغداد، عام 1965 لعائلة كلدانية كاثوليكية. تخرجت بدرجة البكالوريوس من جامعة بغداد.
عملت دنيا كصحفية ومحررة بالقسم الأدبي ومترجمة لصحيفة بغداد أوبزرفر. لكونها كاتبة ليبرالية في زمن الديكتاتورية والرقابة، هربت ميخائيل من العراق في عام 1995 متوجهة إلى الأردن أولاً، ثم في النهاية إلى الولايات المتحدة، حيث أصبحت مواطنة أمريكية، وتزوجت وأنجبت ابنة. درست دراسات الشرق الأدنى وحصلت على درجة الماجستير من جامعة وين ستيت.
في عام 2001، حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في حرية الكتابة.
تتحدث دنيا ميخائيل وتكتب باللغتين العربية والإنجليزية. تشمل أعمالها المجموعة الشعرية «الحرب تعمل بجد»، والتي فازت بجائزة صندوق ترجمة PEN، وتم ترشيحها في القائمة المختصرة لجائزة غريفن للشعر، وتم اختيارها كأحد أفضل الكتب لعام 2005 من قبل مكتبة نيويورك العامة، وفاز عمل آخر لها بعنوان «يوميات موجة خارج البحر» بجائزة الكتاب العربي الأمريكي. ظهر شعرها في مجلة الشعر الدولية، والشعر الحديث المترجم، ولندن تايمز، بالإضافة إلى مختارات منها "World Beat: International Poetry Now"، وزهور اللهب: أصوات العراق غير المسموعة، والشعر العراقي اليوم: الشعر الحديث المترجم. وقد فازت دنيا ميخائيل بجائزة كريسكي للآداب والفنون في ديترويت سنة 2013، واختيرت من بين أكثر من 700 أديب وفنان مرشح لنيل الجائزة.
ترشح كتابها «في سوق السبايا» (الذي ترجمته مع المترجم ماكس وايس إلى الإنجليزية) للقائمة الطويلة للجائزة الوطنية للأدب المترجم 2018 وللقائمة القصيرة لجائزة جون كينيث كالبريث. كما أصدرت دنيا ميخائيل روايتها الأولى «وشْم الطائر» سنة 2020، ورشحت الرواية في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، ثم في القائمة القصيرة.
في سوق السبايا = The Beekeeper: Rescuing the Stolen Women of Iraq عن يزيديات سنجار اللواتي سباهن داعش
تشمل الجوائز والمنح التي حصلت عليها دنيا ميخائيل زمالة غوغنهايم، ومنحة مؤسسة الفرسان، وجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لحرية الكتابة. وهي المؤسس المشارك لمنتدى ما بين النهرين للفنون والثقافة في ميشيغان. تعمل حاليًا كمحاضر للغة العربية في جامعة أوكلاند في ميشيغان.
آراؤها
تقول دنيا ميخائيل عن خبرتها الشعرية وعلاقتها بكتابة روايتها الأولى سنة 2020: «ساعدتني خبرتي الشعرية في كتابة رواية لا تخلو من تقنيات الشعر كالمفارقات والمجازات والرموز»، وترى أنه «إذا كان الشعر قابلاً للترجمة، فهذا يؤكد أن ليس هناك شيء غير قابل للترجمة».
مؤلفاتها
يوميات موجة خارج البحر، دار عشتار للنشر، القاهرة، 1999.
في سوق السبايا، المتوسط، 2017.
«مزامير الغياب»، 1993.
الغريبة بتائها المربوطة: شعر، دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2019.
The war works hard، مانشستر، 2006. ترجمة إنجليزية لـ«الحرب تعمل بجد»، دمشق، 2000.
وشم الطائر، دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2020.
على وشك الموسيقى، دار نقوش عربية، تونس، 1997.
أحبك من هنا إلى بغداد: قصائد مختارة، وزارة الثقافة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، مصر، 2015.
الليالي العراقية، دار ميزوبوتاميا طبع، نشر، توزيع، بغداد، 2013. ترجمها إلى الإنجليزية كريم جيمس أبو زيد، وصدرت الترجمة سنة 2014 بعنوان The Iraqi Nights.
نزيف البحر، منشورات آمال الزهاوي، بغداد، 1986.
ماء أسود: رواية، دار النسر (ترجمة)، 1996.
ننحني لتمر الحرب من فوقنا܃ نصوص، 1997.
الثقافة الٲلكترونية الجديدة تعلن موت الكلمة، 1996.
The Theory of Absence، مطبعة الجامعة الصينية، 2014، (ردمك 9789629966188)
The Beekeeper: Rescuing the Stolen Women of Iraq، تيويورك، 2018. (ردمك 978-0811226127). (في سوق السبايا) أو («نحال سنجار: إنقاذ نساء العراق المختطفات»)
==
لا تسأليني رجاء أميركا
لا أذكر
في أي شارع
أو مع من
أو تحت أية نجمة
لا تسأليني
لا أذكر لون الناس
ولا تواقيعهم
لا أذكر إذا كانت لديهم وجوهنا
وأحلامنا
إذا كانوا يغنون أو لا يغنون
يكتبون من اليسار أو اليمين
أو لا يكتبون
ينامون في البيوت
أو على الأرصفة
أو في المطارات
يمارسون الجنس أو لا يمارسون
لا تسأليني رجاء أميركا
لا أذكر أسماءهم
ولا أماكن ولادتهم
الناس حشائش
تولد في كل مكان يا أميركا
لا تسأليني..
لا أذكر
كم كانت الساعة
ولا تحت أي طقس
أو لغة
أو عَلَم
لا تسأليني..
لا أذكر كم ساروا تحت الشمس
وكم ماتوا
لا أذكر شكل القوارب
أو عدد المحطات
-كم حقيبة حملوا
أو تركوا
جاءوا بتذمرات
أو بلا تذمرات
كفي عن السؤال يا أميركا
وأعطي يدك
إلى المتعبين في الضفة الأخرى
أعطي يدك دونما سؤال
أو قوائم انتظار
فما جدوى أن تربحي العالم
وتخسري الروح يا أميركا ؟
من قال أن السماء
تخسر نجومها
إذا مضى الليل دونما جواب ؟
اتركي استماراتك للنهر
واتركيني لحبيبي يا أميركا
مضى وقت طويل
ونحن نتموج ضفتين بعيدتين
والنهر بيننا
" مثل سمكة ناضجة"
مضى زمن طويل يا أميركا
(أطول من حكايات جدتي في المساء)
ونحن ننتظر الاشارة
لنرمي الحارة في النهر
ندري أن النهر ملئ بالمحار
ولا تعنيه هذه المحارة الأخيرة
ولكن المحارة يعنيها ذلك
فلماذا تطرحين كل هذه الأسئلة ؟
تريدين بصمات أصابعنا
بكل اللغات
وأنا كبرت
صرت أكبر من أبي
كان يقول لي في الأمسيات التي بلا قطار:
سنذهب يوماً إلى أميركا
سنذهب يوماً
ونغني أغنية
متّرجمة أو غير متّرجمة
عند تمثال الحرية
والآن يا أميركا الآن
أتيتك بلا أبي
فالموتى ينضجون قبل التين
لكنهم لا يكبرون يا أميركا
يأتون ظلاً وضوءاً بالتناوب
في منامنا
أو مع الشهب
أو يتقوسون قزحاً
فوق البيوت
التي تركناها
هناك
ويزعلون أحياناً
لأننا نتأخر عليهم قليلاً …
كم الساعة الآن ؟
أخشى أن يصلني بريدك المسجل يا أميركا
في هذه الساعة
التي لم تعد تصلح لشيء
فأداعب الحرية قطة أليفة
ولا أدري ما أفعل بها
في هذه الساعة
التي لم تعد تصلح لشيء..
وحبيبي الذي هناك
عند الضفة الأخرى
من النهر
يحمل لي زهرة
وأنا - كما تعرفون-
لا أحبّ الأزهار الذابلة.
أحب خط حبيبي
يشرق كل يوم
في البريد
أنتشله من بين إعلانات تجارية
وعروض خاصة
بأن " إشترِ واحداً
وخذ الآخر مجاناً "
وخبر مستعجل
بأنك ستربح مليون دولار
إذا اشتركت في هذه المجلة
وفواتير الحساب
للدفع بالتقسيط
أحبّ خط حبيبي
ولو يزداد ارتعاشاً كل يوم
عندنا صورة واحدة
صورة واحدة فقط يا أميركا
أريدها
أريد تلك اللحظة
الهاربة أبداً في الصورة
أعرفها من جميع الزوايا
اللحظة الدائرية ذات السماء
تصوري يا أميركا
أن يخرج أحدنا من الصورة
ويترك الألبوم مزدحماً
بالوحدة
أو أن تصبح الحياة
كاميرا
بلا أفلام
تصوري يا أميركا !
بلا إطار ستأخذنا الليالي
غداً
يا حبيبي
غداً
تأخذنا
الليالي
بلا إطار
فتوقظ المتاحف من نومها
إلى الأبد
نصلح ساعاتنا العاطلة
وندقّ في الساحات العامة
كلما فات القطار.
غداً
يا حبيبي
غداً
نزهر ورقتين
لشجرة
نحاول ألا نصبح خضرتها
وحين نتهاوى متراقصين
ستأخذنا الريح
إلى الأمكنة التي سننسى أسماءها
ونشعر بالسعادة
من أجل السلاحف
لأنها تمضي في طريقها..
غداً
يا حبيبي
غداً
سأنظر في عينيك
لأرى في التغضنات الجديدة
خطوط أحلامنا القادمة
وحينما تضفر شعري الرمادي
تحت مطر
أو شمس
أو قمر
ستعرف كل شعرة
أن
لا شيء
يحدث
مرتين.
كل قبلة بلد
لها تاريخ
وجغرافية
ولغة
وفرح
وحزن
وغزو
وخرائب
وأعياد
وساعة تدق …
وحينما يعاودك ألم الرقبة يا حبيبي
لن تملك وقتاً للتأوه
ولن تبالي
سيثبت فينا الألم
ويتدلل
مثل ثلج لا يذوب.
غداً
يا حبيبي
غداً
سيرنّ في الصندوق الخشبي
خاتمان
طالما التمعا
في يدين
مرتجفتين
من تشابك
في الغياب.
غداً
سيعلن الأبيض
عن ألوانه كلها
فنحتفل بما كان ضائعاً
أو مختفياً في البياض
من أين لي أن أعرف يا أميركا
أي الأوان
كان أكثر ابتهاجاً
أو صخباً
أو غربة
أو تفاعلاً مع باقي الألوان ؟
من أين لي أعرف يا أميركا ؟
*****
America
Dunya Mikhail
(Iraq, b. 1965)
Please don’t ask me, America
I don’t remember
on which street
with whom
or under which star
Don’t ask me
I don’t remember
the colors of the people
or their signatures
I don’t remember if they had
our faces
and our dreams
if they were singing
or not
writing from the left or right
or not writing at all
sleeping in houses
on sidewalks
or in airports
making love or not making love
Please don’t ask me, America
I don’t remember their names
or their birthplaces
People are grass
They are born everywhere, America
Don’t ask me . . .
I don’t remember
what time it was
or what kind of weather
language
or flag
Don’t ask me . . .
I don’t remember
how long they walked under the sun
or how many died
I don’t remember
the shapes of the boats
or the number of ports . . .
how many suitcases they carried
or left behind
if they came complaining
or without complaint
Stop your questioning, America
and offer your hand
to the tired
on the other shore
Offer it without questions
or waiting lists
What good is it to gain the whole world
if you lose your soul, America?
Who said that the sky
would lose all of its stars
if night passed without answers?
America, leave your questionnaires to the river
and leave me to my lover
It has been a long time
we are two distant, rippling shores
and the river wriggles between us
like a well-cooked fish
It has been a long time, America
(longer than the stories of my grandmother in the evening)
and we are waiting for the signal
to throw our shell in the river
We know that the river is full
of shells; this last one
wouldn’t matter
yet it matters to the shell
Why do you ask all these questions?
You want our fingerprints
in all languages
and I have become old
older than my father
He used to tell me in the evenings
when no trains ran:
One day, we will go to America
One day, we will go
and sing a song
translated or not translated
at the Statue of Liberty
And now, America, now
I came to you, without my father
The dead ripen faster
than Indian figs
but they never grow older, America
They come in shifts of shadow and light
in our dreams
and as shooting stars
or curve in rainbows
over the houses
we left
behind
They sometimes get angry
if we keep them waiting a while . . .
What time is it now?
I am afraid I will receive
your registered mail, America
in this hour
which has no usefulness
so I would toy with the freedom
like a domesticated cat
I wouldn’t know what else
to do with it
in this hour
which has no usefulness . . .
and my sweetheart
there, on the opposite shore
of the river
carries a flower for me
And I—as you know—
dislike faded flowers
I do like my sweetheart’s handwriting
shining each day in the mail
I salvage it from among ad fliers
and special offers
“Buy One Get One Free”
and an urgent promotional announcement:
“You will win a million dollars
if you subscribe to this magazine!”
and bills to be paid
in monthly installments
I like my sweetheart’s handwriting
though it gets shakier every day
We have a single picture
just one picture, America
I want it
I want that moment
forever out of reach
in the picture which I know
from every angle:
the circular moment of sky
Imagine, America:
if one of us drops out of the picture
and leaves the album full
of loneliness
or if life becomes
a camera
without film
Imagine, America!
Without a frame
the night will take us
tomorrow
darling
tomorrow
the night
will take us
without a frame
we will shake the museums
forever from their sleep
fix our broken clocks
so we’ll tick in the public squares
whenever the train
passes us by
Tomorrow
darling
tomorrow
we will bloom:
two leaves of a tree
we will try not to be
graceful in the greenness
and in time
we will tumble down like dancers
taken by the wind
to the places whose names
we’ll have forgotten
we will be glad for the sake of turtles
because they persist along their way
Tomorrow
darling
tomorrow
I’ll look at your eyes
to see in your new wrinkles
the lines of our future dreams
As you will braid my gray hair
under rain
or sun
or moon
every hair will know
that nothing happens
twice
every kiss a country
with a history
a geography
and a language
with joy and sadness
with war
and ruins
and holidays
and ticking clocks . . .
And when the pain in your neck returns, darling
you will not have time to complain
and won’t be concerned
if it remains inside us
coy as snow
that won’t melt
Tomorrow, darling
tomorrow
from the wooden box will come
the jingling sound of
two rings:
they have been shining for a long time
on two trembling hands,
entangled
by the absence.
Tomorrow
the whiteness will expose
all its colors
as we welcome back what was lost
or concealed
in the whiteness
How should I know, America
which of the colors
was the most joyful
tumultuous
alienated
or assimilated
of them all?
How would I know, America?
Translated by Salaam Yousif and Liz Winslow
لماذا رفعت هذا العمل : إقرارا مني بفضل هذه الكاتبة والأديبة وأراءها الحرة فهي تكتب شعرها بنفسها وليس مثل بعض أولئك المتكبرين أو المتكبرات الذين ينالون الشهادات العليا خارج العراق ثم لا يستطيعون كتابة حرفا واحد بدون مراجعة الأستاذ المشرف على شهاداتهم وحينما تسألهم عن نص ما ورد في كتاب قدموه أو أطروحة التخرج لا يستطيعون الإجابة ..... عجبي !! هذا يعني أنهم قد أمليت عليهم تلك الأطروحة وحضروها اسما لا لبا ثم يأتون ويقفون على منصة الأستاذية ليخرجوا أجيالا
وهكذا للأسف هي الدنيا وهكذا حالها كما يقول المثل العراقي ( يا من شقا يا من تعب يا من على الحاضر وجد )
وهي شاعرة عراقية تكتب باللغة العربية واللغة الإنكليزية، مقيمة في الولايات المتحدة.
ولدت دنيا ميخائيل في سنة 1965 في مدينة بغداد ، وهي خريجة جامعة بغداد، وفي التسعينات هاجرت إلى الولايات المتحدة وتخرجت من جامعة وين ستيت في 2001 ونالت جائزة من الأمم المتحدة لكتاباتها عن حقوق الإنسان.
من أبرز مؤلفاتها «الليالي العراقية»، التي صدرت سنة 2013 عن دار ميزوبوتاميا، وترجمها إلى الإنجليزية كريم جيمس أبو زيد، وصدرت الترجمة سنة 2014 بعنوان The Iraqi Nights. وتُرجمت بعض أعمالها الأخرى إلى اللغات الإنجليزية والإيطالية والبولندية والصينية والفرنسية والهندية.
سيرتها
ولدت دنيا ميخائيل بمنطقة الكرادة وسط بغداد، عام 1965 لعائلة كلدانية كاثوليكية. تخرجت بدرجة البكالوريوس من جامعة بغداد.
عملت دنيا كصحفية ومحررة بالقسم الأدبي ومترجمة لصحيفة بغداد أوبزرفر. لكونها كاتبة ليبرالية في زمن الديكتاتورية والرقابة، هربت ميخائيل من العراق في عام 1995 متوجهة إلى الأردن أولاً، ثم في النهاية إلى الولايات المتحدة، حيث أصبحت مواطنة أمريكية، وتزوجت وأنجبت ابنة. درست دراسات الشرق الأدنى وحصلت على درجة الماجستير من جامعة وين ستيت.
في عام 2001، حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في حرية الكتابة.
تتحدث دنيا ميخائيل وتكتب باللغتين العربية والإنجليزية. تشمل أعمالها المجموعة الشعرية «الحرب تعمل بجد»، والتي فازت بجائزة صندوق ترجمة PEN، وتم ترشيحها في القائمة المختصرة لجائزة غريفن للشعر، وتم اختيارها كأحد أفضل الكتب لعام 2005 من قبل مكتبة نيويورك العامة، وفاز عمل آخر لها بعنوان «يوميات موجة خارج البحر» بجائزة الكتاب العربي الأمريكي. ظهر شعرها في مجلة الشعر الدولية، والشعر الحديث المترجم، ولندن تايمز، بالإضافة إلى مختارات منها "World Beat: International Poetry Now"، وزهور اللهب: أصوات العراق غير المسموعة، والشعر العراقي اليوم: الشعر الحديث المترجم. وقد فازت دنيا ميخائيل بجائزة كريسكي للآداب والفنون في ديترويت سنة 2013، واختيرت من بين أكثر من 700 أديب وفنان مرشح لنيل الجائزة.
ترشح كتابها «في سوق السبايا» (الذي ترجمته مع المترجم ماكس وايس إلى الإنجليزية) للقائمة الطويلة للجائزة الوطنية للأدب المترجم 2018 وللقائمة القصيرة لجائزة جون كينيث كالبريث. كما أصدرت دنيا ميخائيل روايتها الأولى «وشْم الطائر» سنة 2020، ورشحت الرواية في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، ثم في القائمة القصيرة.
في سوق السبايا = The Beekeeper: Rescuing the Stolen Women of Iraq عن يزيديات سنجار اللواتي سباهن داعش
تشمل الجوائز والمنح التي حصلت عليها دنيا ميخائيل زمالة غوغنهايم، ومنحة مؤسسة الفرسان، وجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لحرية الكتابة. وهي المؤسس المشارك لمنتدى ما بين النهرين للفنون والثقافة في ميشيغان. تعمل حاليًا كمحاضر للغة العربية في جامعة أوكلاند في ميشيغان.
آراؤها
تقول دنيا ميخائيل عن خبرتها الشعرية وعلاقتها بكتابة روايتها الأولى سنة 2020: «ساعدتني خبرتي الشعرية في كتابة رواية لا تخلو من تقنيات الشعر كالمفارقات والمجازات والرموز»، وترى أنه «إذا كان الشعر قابلاً للترجمة، فهذا يؤكد أن ليس هناك شيء غير قابل للترجمة».
مؤلفاتها
يوميات موجة خارج البحر، دار عشتار للنشر، القاهرة، 1999.
في سوق السبايا، المتوسط، 2017.
«مزامير الغياب»، 1993.
الغريبة بتائها المربوطة: شعر، دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2019.
The war works hard، مانشستر، 2006. ترجمة إنجليزية لـ«الحرب تعمل بجد»، دمشق، 2000.
وشم الطائر، دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2020.
على وشك الموسيقى، دار نقوش عربية، تونس، 1997.
أحبك من هنا إلى بغداد: قصائد مختارة، وزارة الثقافة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، مصر، 2015.
الليالي العراقية، دار ميزوبوتاميا طبع، نشر، توزيع، بغداد، 2013. ترجمها إلى الإنجليزية كريم جيمس أبو زيد، وصدرت الترجمة سنة 2014 بعنوان The Iraqi Nights.
نزيف البحر، منشورات آمال الزهاوي، بغداد، 1986.
ماء أسود: رواية، دار النسر (ترجمة)، 1996.
ننحني لتمر الحرب من فوقنا܃ نصوص، 1997.
الثقافة الٲلكترونية الجديدة تعلن موت الكلمة، 1996.
The Theory of Absence، مطبعة الجامعة الصينية، 2014، (ردمك 9789629966188)
The Beekeeper: Rescuing the Stolen Women of Iraq، تيويورك، 2018. (ردمك 978-0811226127). (في سوق السبايا) أو («نحال سنجار: إنقاذ نساء العراق المختطفات»)
==
لا تسأليني رجاء أميركا
لا أذكر
في أي شارع
أو مع من
أو تحت أية نجمة
لا تسأليني
لا أذكر لون الناس
ولا تواقيعهم
لا أذكر إذا كانت لديهم وجوهنا
وأحلامنا
إذا كانوا يغنون أو لا يغنون
يكتبون من اليسار أو اليمين
أو لا يكتبون
ينامون في البيوت
أو على الأرصفة
أو في المطارات
يمارسون الجنس أو لا يمارسون
لا تسأليني رجاء أميركا
لا أذكر أسماءهم
ولا أماكن ولادتهم
الناس حشائش
تولد في كل مكان يا أميركا
لا تسأليني..
لا أذكر
كم كانت الساعة
ولا تحت أي طقس
أو لغة
أو عَلَم
لا تسأليني..
لا أذكر كم ساروا تحت الشمس
وكم ماتوا
لا أذكر شكل القوارب
أو عدد المحطات
-كم حقيبة حملوا
أو تركوا
جاءوا بتذمرات
أو بلا تذمرات
كفي عن السؤال يا أميركا
وأعطي يدك
إلى المتعبين في الضفة الأخرى
أعطي يدك دونما سؤال
أو قوائم انتظار
فما جدوى أن تربحي العالم
وتخسري الروح يا أميركا ؟
من قال أن السماء
تخسر نجومها
إذا مضى الليل دونما جواب ؟
اتركي استماراتك للنهر
واتركيني لحبيبي يا أميركا
مضى وقت طويل
ونحن نتموج ضفتين بعيدتين
والنهر بيننا
" مثل سمكة ناضجة"
مضى زمن طويل يا أميركا
(أطول من حكايات جدتي في المساء)
ونحن ننتظر الاشارة
لنرمي الحارة في النهر
ندري أن النهر ملئ بالمحار
ولا تعنيه هذه المحارة الأخيرة
ولكن المحارة يعنيها ذلك
فلماذا تطرحين كل هذه الأسئلة ؟
تريدين بصمات أصابعنا
بكل اللغات
وأنا كبرت
صرت أكبر من أبي
كان يقول لي في الأمسيات التي بلا قطار:
سنذهب يوماً إلى أميركا
سنذهب يوماً
ونغني أغنية
متّرجمة أو غير متّرجمة
عند تمثال الحرية
والآن يا أميركا الآن
أتيتك بلا أبي
فالموتى ينضجون قبل التين
لكنهم لا يكبرون يا أميركا
يأتون ظلاً وضوءاً بالتناوب
في منامنا
أو مع الشهب
أو يتقوسون قزحاً
فوق البيوت
التي تركناها
هناك
ويزعلون أحياناً
لأننا نتأخر عليهم قليلاً …
كم الساعة الآن ؟
أخشى أن يصلني بريدك المسجل يا أميركا
في هذه الساعة
التي لم تعد تصلح لشيء
فأداعب الحرية قطة أليفة
ولا أدري ما أفعل بها
في هذه الساعة
التي لم تعد تصلح لشيء..
وحبيبي الذي هناك
عند الضفة الأخرى
من النهر
يحمل لي زهرة
وأنا - كما تعرفون-
لا أحبّ الأزهار الذابلة.
أحب خط حبيبي
يشرق كل يوم
في البريد
أنتشله من بين إعلانات تجارية
وعروض خاصة
بأن " إشترِ واحداً
وخذ الآخر مجاناً "
وخبر مستعجل
بأنك ستربح مليون دولار
إذا اشتركت في هذه المجلة
وفواتير الحساب
للدفع بالتقسيط
أحبّ خط حبيبي
ولو يزداد ارتعاشاً كل يوم
عندنا صورة واحدة
صورة واحدة فقط يا أميركا
أريدها
أريد تلك اللحظة
الهاربة أبداً في الصورة
أعرفها من جميع الزوايا
اللحظة الدائرية ذات السماء
تصوري يا أميركا
أن يخرج أحدنا من الصورة
ويترك الألبوم مزدحماً
بالوحدة
أو أن تصبح الحياة
كاميرا
بلا أفلام
تصوري يا أميركا !
بلا إطار ستأخذنا الليالي
غداً
يا حبيبي
غداً
تأخذنا
الليالي
بلا إطار
فتوقظ المتاحف من نومها
إلى الأبد
نصلح ساعاتنا العاطلة
وندقّ في الساحات العامة
كلما فات القطار.
غداً
يا حبيبي
غداً
نزهر ورقتين
لشجرة
نحاول ألا نصبح خضرتها
وحين نتهاوى متراقصين
ستأخذنا الريح
إلى الأمكنة التي سننسى أسماءها
ونشعر بالسعادة
من أجل السلاحف
لأنها تمضي في طريقها..
غداً
يا حبيبي
غداً
سأنظر في عينيك
لأرى في التغضنات الجديدة
خطوط أحلامنا القادمة
وحينما تضفر شعري الرمادي
تحت مطر
أو شمس
أو قمر
ستعرف كل شعرة
أن
لا شيء
يحدث
مرتين.
كل قبلة بلد
لها تاريخ
وجغرافية
ولغة
وفرح
وحزن
وغزو
وخرائب
وأعياد
وساعة تدق …
وحينما يعاودك ألم الرقبة يا حبيبي
لن تملك وقتاً للتأوه
ولن تبالي
سيثبت فينا الألم
ويتدلل
مثل ثلج لا يذوب.
غداً
يا حبيبي
غداً
سيرنّ في الصندوق الخشبي
خاتمان
طالما التمعا
في يدين
مرتجفتين
من تشابك
في الغياب.
غداً
سيعلن الأبيض
عن ألوانه كلها
فنحتفل بما كان ضائعاً
أو مختفياً في البياض
من أين لي أن أعرف يا أميركا
أي الأوان
كان أكثر ابتهاجاً
أو صخباً
أو غربة
أو تفاعلاً مع باقي الألوان ؟
من أين لي أعرف يا أميركا ؟
*****
America
Dunya Mikhail
(Iraq, b. 1965)
Please don’t ask me, America
I don’t remember
on which street
with whom
or under which star
Don’t ask me
I don’t remember
the colors of the people
or their signatures
I don’t remember if they had
our faces
and our dreams
if they were singing
or not
writing from the left or right
or not writing at all
sleeping in houses
on sidewalks
or in airports
making love or not making love
Please don’t ask me, America
I don’t remember their names
or their birthplaces
People are grass
They are born everywhere, America
Don’t ask me . . .
I don’t remember
what time it was
or what kind of weather
language
or flag
Don’t ask me . . .
I don’t remember
how long they walked under the sun
or how many died
I don’t remember
the shapes of the boats
or the number of ports . . .
how many suitcases they carried
or left behind
if they came complaining
or without complaint
Stop your questioning, America
and offer your hand
to the tired
on the other shore
Offer it without questions
or waiting lists
What good is it to gain the whole world
if you lose your soul, America?
Who said that the sky
would lose all of its stars
if night passed without answers?
America, leave your questionnaires to the river
and leave me to my lover
It has been a long time
we are two distant, rippling shores
and the river wriggles between us
like a well-cooked fish
It has been a long time, America
(longer than the stories of my grandmother in the evening)
and we are waiting for the signal
to throw our shell in the river
We know that the river is full
of shells; this last one
wouldn’t matter
yet it matters to the shell
Why do you ask all these questions?
You want our fingerprints
in all languages
and I have become old
older than my father
He used to tell me in the evenings
when no trains ran:
One day, we will go to America
One day, we will go
and sing a song
translated or not translated
at the Statue of Liberty
And now, America, now
I came to you, without my father
The dead ripen faster
than Indian figs
but they never grow older, America
They come in shifts of shadow and light
in our dreams
and as shooting stars
or curve in rainbows
over the houses
we left
behind
They sometimes get angry
if we keep them waiting a while . . .
What time is it now?
I am afraid I will receive
your registered mail, America
in this hour
which has no usefulness
so I would toy with the freedom
like a domesticated cat
I wouldn’t know what else
to do with it
in this hour
which has no usefulness . . .
and my sweetheart
there, on the opposite shore
of the river
carries a flower for me
And I—as you know—
dislike faded flowers
I do like my sweetheart’s handwriting
shining each day in the mail
I salvage it from among ad fliers
and special offers
“Buy One Get One Free”
and an urgent promotional announcement:
“You will win a million dollars
if you subscribe to this magazine!”
and bills to be paid
in monthly installments
I like my sweetheart’s handwriting
though it gets shakier every day
We have a single picture
just one picture, America
I want it
I want that moment
forever out of reach
in the picture which I know
from every angle:
the circular moment of sky
Imagine, America:
if one of us drops out of the picture
and leaves the album full
of loneliness
or if life becomes
a camera
without film
Imagine, America!
Without a frame
the night will take us
tomorrow
darling
tomorrow
the night
will take us
without a frame
we will shake the museums
forever from their sleep
fix our broken clocks
so we’ll tick in the public squares
whenever the train
passes us by
Tomorrow
darling
tomorrow
we will bloom:
two leaves of a tree
we will try not to be
graceful in the greenness
and in time
we will tumble down like dancers
taken by the wind
to the places whose names
we’ll have forgotten
we will be glad for the sake of turtles
because they persist along their way
Tomorrow
darling
tomorrow
I’ll look at your eyes
to see in your new wrinkles
the lines of our future dreams
As you will braid my gray hair
under rain
or sun
or moon
every hair will know
that nothing happens
twice
every kiss a country
with a history
a geography
and a language
with joy and sadness
with war
and ruins
and holidays
and ticking clocks . . .
And when the pain in your neck returns, darling
you will not have time to complain
and won’t be concerned
if it remains inside us
coy as snow
that won’t melt
Tomorrow, darling
tomorrow
from the wooden box will come
the jingling sound of
two rings:
they have been shining for a long time
on two trembling hands,
entangled
by the absence.
Tomorrow
the whiteness will expose
all its colors
as we welcome back what was lost
or concealed
in the whiteness
How should I know, America
which of the colors
was the most joyful
tumultuous
alienated
or assimilated
of them all?
How would I know, America?
Translated by Salaam Yousif and Liz Winslow