تظهر له بثوب اسود فاخر وشعر ملموم يشوبه بياض وتقول له :
يستيقظ من حلمه .. يشعل سيجارته ويتكأ على عكازه ليمشي بضع خطوات ثم يعود للنوم في هدوء...
في الصباح يستقل سيارة أجرة ويذهب إلى ابن عمه نبيل في مقر عمله ، ينتظره حتى يأتي ، ما أن يشاهده حتى يشعر باضطراب ، إلا انه يدنو منه ويلقي على مسامعه ما رآه ، تتغير ألوانه ويبدوا عليه القلق ، بينما يهم بالخروج بهدوء..
ينهي عمله سريعا ويعود إلى منزله حيث زوجته سامية وأخواته شجون ونادية .. يتناول طعام الغداء في صمت..
نادية - ما بك يا نبيل هل من خطب ؟
نادية – ( بمرح ) أو لعله رأى حلما مزعجا ليلة الأمس.
ثم يستغرقون في الضحك ..
سامية- لعلك رأيت والدتك وهي غاضبة منك!
يتطلع إليهم وقد بان عليه الانفعال ...
شجون – ( باضطراب) تكلم ماذا رأى هذا الذي يعيش بين عالمين؟.
الا ان شجون تستعيد رباطة جأشها وتقول :
سامية – ولكنكم تعرفون أن أحلامه تحولت إلى حقائق.
شجون- مجرد صدف عابرة، لا شك انه توقع الاحداث منذ البداية.
نادية- انه يحاول دائما أن يكون شخصا متميزا وعارفا ببواطن الأمور،
ثم تلتفت إلى نبيل وتسأله:
– طوال عمركِ يا أمي لا تستطيعين كتمان سر ، أي شخص يقول لك أي شي كنت تنشرينه على الملا، حتى وأنتِ في ذلك العالم لم تتخلين عن عادتك! ، هل من الضروري أن تخبرينا أن احد سيأتي إليكم قريبا؟
سامية- يا الهي ، لقد تذكرت! قبل عدة أيام رأيت إحدى فردتي حدائي مقلوبا! ، ومنذ مدة وأنا اشعر بزيادة في خفقان قلبي ، هل هذا يعني بأنني التالية؟.
نبيل- هل هناك حقا عالم آخر يعيش فيه الموتى؟
في اليوم التالي يزو ابن عمه ، يرى منزله كما هو لم يتغير منذ آخر زيارة له قبل ثلاث سنوات ..
- اجبني.
- هو ذاك.
- ومن التي ستموت من أخواتي.
- لا اعلم.
- لماذا تتعاملين معي هكذا ؟ أنتِ هنا تؤدين واجبك.
- ولكنك أعييتني بمطالبك يا سيدي، مرة تريد موعدك صباحا ومرة عصرا ومرة هذا اليوم وتارة ذاك.
- ألا تحتملين رجل عمره ضعفي عمرك؟
ثم ينصرف ، ما ان يخرج حتى توبخها زميلتها قائلة لها:
- ماذا فعلتِ ؟ ألا تعلمين من هو؟
- ومن يكون؟
- انه رجل دو بصيرة،
- وماذا يعني هذا؟
- كيف ماتت زميلتك؟.
- بسكتة قلبية مفاجأة.
- أمر محزن حقا.
- هل توقعت موتها؟
- ( بغضب) أنا لا اعرفها .
- هل توقعت موتي؟
لا يجيبها ويتكأ على عكازه استعدادا للمغادرة..
- كان إحساسي بأنها هي التي سوف تموت ولكن من مات كانت فتاة أخرى في نفس عمرها وفي قسم مجاور لها.
ثم يشاهد سيارة إسعاف وحشد مجتمعا أمام بيت نبيل، يذهل مما يراه ..
- هل هذا هو الحلم إلي رايته ؟ هل أنت سعيد بان أحلامك الشيطانية تحولت إلى حقيقة ، وان كوابيسك السوداء اصبحت واقعا وجزء من سيناريو كتب بقلم حبره من دماء ضحاياها؟.
- ( بحرقة ) من التي ماتت؟
تنظر له بضغينة ثم تعود الى الداخل ... يخرج المسعفون من البيت ويضعون الجثمان في سيارة الإسعاف ويتوجهون للمستشفى..
يسال احدهم عن المتوفى فيجيبه بأنه نبيل... تنتابه الصدمة العارمة ...
- سمعت أن امرأة من العائلة ستأتي ألينا قريبا.
يستيقظ من حلمه .. يشعل سيجارته ويتكأ على عكازه ليمشي بضع خطوات ثم يعود للنوم في هدوء...
في الصباح يستقل سيارة أجرة ويذهب إلى ابن عمه نبيل في مقر عمله ، ينتظره حتى يأتي ، ما أن يشاهده حتى يشعر باضطراب ، إلا انه يدنو منه ويلقي على مسامعه ما رآه ، تتغير ألوانه ويبدوا عليه القلق ، بينما يهم بالخروج بهدوء..
- اللعنة على أحلامك.
ينهي عمله سريعا ويعود إلى منزله حيث زوجته سامية وأخواته شجون ونادية .. يتناول طعام الغداء في صمت..
نادية - ما بك يا نبيل هل من خطب ؟
- كلا .. لا شي .
نادية – ( بمرح ) أو لعله رأى حلما مزعجا ليلة الأمس.
ثم يستغرقون في الضحك ..
سامية- لعلك رأيت والدتك وهي غاضبة منك!
يتطلع إليهم وقد بان عليه الانفعال ...
- أتريدون أن تعرفون؟.
- لقد حلم بها !
- أتقصد ... ؟
شجون – ( باضطراب) تكلم ماذا رأى هذا الذي يعيش بين عالمين؟.
- ( بضيق ) يقول انه شاهد والدتنا وقد قالت له أن إحدى نساء العائلة ستأتي إليهم قريبا.
الا ان شجون تستعيد رباطة جأشها وتقول :
- لم ولن تكون الاحلام جزء من حياتنا التي هي حقيقة مطلقة ، ستبقى مجرد سراب.
سامية – ولكنكم تعرفون أن أحلامه تحولت إلى حقائق.
شجون- مجرد صدف عابرة، لا شك انه توقع الاحداث منذ البداية.
نادية- انه يحاول دائما أن يكون شخصا متميزا وعارفا ببواطن الأمور،
ثم تلتفت إلى نبيل وتسأله:
- هل صدقت هذا الهراء الذي قاله لك؟
- أتذكرين عندما داهمه شعور ان ابن عمنا مات وكان قد مات فعلا قبل ذلك بيوم؟
- وماذا عن حلمه بان احد سيقتل وتحقق ذلك بان مات ابن خالته مقتولا بعد شهر؟.
- وما رأيكِ عندما شاهد نفسه واقفا بجوار منزل جارنا المرحوم العم محمود فسمع هاتفا يقول له أن سور هذا البيت سيسقط عما قريب ، وما لبث ان مات بعد أربعة أشهر.
- لن تقنعني بأن القدر يرتسم في عالم آخر وان هناك أشخاص قادرين على رؤيته قبل أن يحدث.
- هل أنا المقصودة يا ترى؟ هل سأكون التالية ؟ ولكن كيف ؟ أنا لا أعاني من مرض مهدد للحياة ؟ ولكن هل يموت الإنسان بالمرض فقط ؟.
– طوال عمركِ يا أمي لا تستطيعين كتمان سر ، أي شخص يقول لك أي شي كنت تنشرينه على الملا، حتى وأنتِ في ذلك العالم لم تتخلين عن عادتك! ، هل من الضروري أن تخبرينا أن احد سيأتي إليكم قريبا؟
سامية- يا الهي ، لقد تذكرت! قبل عدة أيام رأيت إحدى فردتي حدائي مقلوبا! ، ومنذ مدة وأنا اشعر بزيادة في خفقان قلبي ، هل هذا يعني بأنني التالية؟.
نبيل- هل هناك حقا عالم آخر يعيش فيه الموتى؟
في اليوم التالي يزو ابن عمه ، يرى منزله كما هو لم يتغير منذ آخر زيارة له قبل ثلاث سنوات ..
- كما أنت لم يتغير فيك شي، حتى عكازك لم تستبدله.
- الحياة عندك مجرد كاس من السم ، كل يوم تتلقى جرعة منه حتى تموت في النهاية.
- لا تنظر إلي هكذا!! هذه حي حقيقتك وتريد كل الناس أن يكونوا مثلك، تتمنى أن لا تشرق الشمس في يوم مماتك وان لا يبزق القمر في أول ليلة لك في ذلك العالم المظلم الموحش الذي سترحل إليه دون عودة.
- ( بغضب) فلماذا أحلامك دائما سوداء ليس فيها سوى نذر الشؤم والخوف والضياع؟.
- لماذا لا تتوقع أحداث جميلة زاخرة بالامل والبهجة؟
- إنها رسائل من تلك العوالم ، لست أنا من يخطها وينسج حبائل أحداثها.
- لماذا لم تتزوج بعد وفاة زوجتك ؟
- ( بانكسار ) لقد حلمت بأن أمها ماتت ، ولكنها ماتت هي، كنت أحبها حقا، موتها كان صدمة لي، كنت أتوقع موت والدتها لأنها كانت مريضة وقد ماتت بعدها بعدة أشهر، ولكن لماذا ماتت هي ؟ لم تكن تعاني من أي مرض أو علة، لماذا رحلت عني وتركتني وحيدا؟.
- بعد فقدها عزفت عن الزواج ، لاني كنت أخشى أن ارى حلم آخر مماثل، يا لهذه ألاحلام القاسية، تخبرك بموت من تحب ولا تستطيع حيال ذلك فعل أي شي، سوى انتظار الموت وأوقاته المليئة بالعذاب، جمرتك لو اجتمع الناس كلهم عليها لن يشعروا بألمها كما تشعر بها أنت.
- كيف تدرك أنها اتصال بعوالم أخرى وليست أضغاط أحلام؟
- اعرفها لأني أراها واسمعها كما لو كنت في اليقظة، أتذكرها كما أتذكر أي حدث عشته ، أما ما يقع في نفسي من توقعات فكأنها تأتيني بذبذبات منخفضة التردد، لا اعرف كيف أصفها لك، خواطر سريعة مفاجأة تسقط في روعي من دون اختيار مني، في البداية لا أعيرها اهتماما ولكن بعد فترة يراودني إحساس بان أمر ما سيحدث بعد أن نسجت وقائعه في عوالم أخرى ولم يبقى إلا تنفيذها في عالمنا هذا ، أن ذلك أشبه بسيناريو يكتب في الغيب ونحن من نخرجه ونمثله .
- بل نحن ضحاياه.
- إن أقدارنا تكتب في السماء يا نبيل!
- وهل حلمك بأمي كان من هذا النوع؟
- اجبني.
- هو ذاك.
- ومن التي ستموت من أخواتي.
- لا اعلم.
- بل تعرف .
- ان هذا فوق قدرتي، لا يمكنني معرفة من سيموت ، فقط اعرف أن أحدا ما سيموت.
- الهي احجب عني الأقدار ، إن كانت هناك عوالم أخرى لا أريد الاتصال بها يكفيني من هذا الوجود هذا العكاز ونسائم فجر عليل.
- لماذا تتعاملين معي هكذا ؟ أنتِ هنا تؤدين واجبك.
- ولكنك أعييتني بمطالبك يا سيدي، مرة تريد موعدك صباحا ومرة عصرا ومرة هذا اليوم وتارة ذاك.
- ألا تحتملين رجل عمره ضعفي عمرك؟
ثم ينصرف ، ما ان يخرج حتى توبخها زميلتها قائلة لها:
- ماذا فعلتِ ؟ ألا تعلمين من هو؟
- ومن يكون؟
- انه رجل دو بصيرة،
- وماذا يعني هذا؟
- قد يتمنى لك الهلاك فتهلكين أو يقع لك مكروا.
- أنت تبالغين.
- بلى قد يحدث، في يوم ما قبل عدة سنوات تشاجر مع احد مراجعي المستشفى في واقعة مشهودة ، وبعد عدة أسابيع وقعت له حادثة كاد يموت بسببها.
- سيدي أرجوك أن تسامحني إن كنت قد اخطأت بحقك.
- كيف ماتت زميلتك؟.
- بسكتة قلبية مفاجأة.
- أمر محزن حقا.
- هل توقعت موتها؟
- ( بغضب) أنا لا اعرفها .
- هل توقعت موتي؟
لا يجيبها ويتكأ على عكازه استعدادا للمغادرة..
- أرجوك اخبرني.
- لست شريكا للاقدار.
- كان إحساسي بأنها هي التي سوف تموت ولكن من مات كانت فتاة أخرى في نفس عمرها وفي قسم مجاور لها.
ثم يشاهد سيارة إسعاف وحشد مجتمعا أمام بيت نبيل، يذهل مما يراه ..
- يا الهي لا شك أن حلمي قد تحقق، إحدى أخواته قد ماتت دون شك.
- هل هذا هو الحلم إلي رايته ؟ هل أنت سعيد بان أحلامك الشيطانية تحولت إلى حقيقة ، وان كوابيسك السوداء اصبحت واقعا وجزء من سيناريو كتب بقلم حبره من دماء ضحاياها؟.
- ( بحرقة ) من التي ماتت؟
تنظر له بضغينة ثم تعود الى الداخل ... يخرج المسعفون من البيت ويضعون الجثمان في سيارة الإسعاف ويتوجهون للمستشفى..
يسال احدهم عن المتوفى فيجيبه بأنه نبيل... تنتابه الصدمة العارمة ...
- نبيل! مستحيل!
- لقد مات قبل ثلاث ساعات بنوبة قلبية.
- أنت يا نبيل كنت المقصود؟
- كانت تقصدك أنت !!
- كيف لم أفكر في ذلك؟ كيف لم أتوصل إلى أن ما نراه في منامنا قد يكون مغاير ليقضتننا؟ فالحلم معاكس لليقظة مثلما المرآة نقيضة لابصارنا.
- أيتها الأقدار العاتية الرهيبة ، يا من تكتب احداثك في كتاب الزمن في تلك العوالم المهولة ، أتوسل إليك أن تحتجبي عني فما عدت قادرا على أن يكشف لي مصائر من حولي بينما يخفى عني مصيري.
- أتخافون أن احلم بأحد منكم ويموت؟ انا لا أكتب الاقدار، انا فقط اعلم بها بعد ان تعتمدها السماء ولم يبقى الا ان تحدث ، لماذا تخافون من الموت أو ليس قادما لا محال؟ أو ليس من سعادة المرء أن يعرف ساعة موته بدلا من أن تخفى عنه ؟