[align=right]
الله ، يا رب ، يا رحمن ، يا رحيم ،
يا حي ، يا قيوم
بيدك الأمر وحدك ، ولا مخلوق مما خلقت بيده أمري
بيدك وحدك نجاتي ، وبيدك وحدك ستري ومغفرة زلاتي
أتضن على عبد من عبادك بشيء أنت وحدك تملكه
أتحرمني من شيء أنت وحدك تقدر على عطائه
يا رب ، كل المخلوقات لا تقدر ، وكلها مجتمعة أو منفردة لا تستطيع حتى ولو كانت كل هذه المخلوقات محمد صلى الله عليه وسلم محمد فقط ولا مخلوق غيره ، بما نعرفه وبما لا نعرفه عنه ، بنوره وبهائه ، بحسنه وجماله ، بعطفه وحنانه ، وبكل صفات الرحمة التي منحته إياها ، وبكل صفات الخلق العظيم الذي وسمته بها ، فلن يستطيع ، وإن استطاع فلن يرضى ، لقد رجم صلى الله عليه وسلم ماعز والغامدية ، وما رضي عليه الصلاة والسلام أن يشفع في حد من حدودك ، ولم يصلي صلى الله عليه وسلم على بعض العصاة من المسلمين ، وأعرض عمن أتى امرأة في قبرها ، وقال لوحشي قاتل عمه حمزة غيب عني وجهك ، لأنه صلى الله عليه وسلم مهما سما قدره ، ومهما علا شأنه ، ومهما ارتفع ذكره ، ومهما كان رءوفا رحميا ، فهو بشر ، يطبق شرعك وينفذ حكمك ، وليس له من الأمر شيء ، وخزائن الرحمة ليست بيديه ، وإنما هي بيدك أنت ، أنت وحدك .
أنت يا رب ، بلا قياس ولا مقارنة ، تنتهك حرماتك أناء الليل وأطراف النهار ، وتحت بصرك وسمعك ، ومرارا وتكرارا ، وبمختلف الأنواع والأشكال ، وبكل الكبائر والصغائر ، وبأشد الانتهاكات وأهونها ، ومن كل المخلوقات والثقلين ، ورغم ذلك تمهل وتستر ، وتقدر وتعفو ، وتغفر وترحم ، وتتودد وتتقرب ، وتلزم نفسك وأنت سبحانك لا يلزمك شيء ، وتوجب على نفسك وأنت الذي لا يتوجب عليك مخلوق بشيء ، وتتعهد وليس أصدق منك وفاءا بالعهد ، بأن تجيب دعوة الداعي إذا دعاك ، وتزيل كرب المضطر إذا رفع أكف الضراعة وناداك ، وتفرج هم المكروب والخائف الوجل إذا احتمى بحماك ، بل وتتنزل بجلالك وسلطانك ، وبعفوك وغفرانك ، تنزلا يليق بذاتك ، ويناسب قدرك وإحسانك ، فتنادي هل من مستغفر فأغفر له ، هل من تائب فأتوب عليه ،
يا رب مكرت بي وأنا مترد في أوحال المعصية والخطيئة ،فكان في مكرك الخير ، إذ رددتني إليك ، وأدخلتني في عبادك ، وفتحت لي بابك ، وسمعت شكوتي عند مناجاتك .
أتمكر بي الآن وأنا في جنابك ، أحتمي بحصنك وأمانك ، وأجزع خوفا على أعتابك ، أتلو ذكرك وقرآنك ، وأقسم عليك بعزتك وجلالك ، فيكون في مكرك بي هلاكي ، ومنقلبي على أعقابي ، فأخسر دنيايا وأخرايا
أسألك يا رب بأسمائك الحسنى وصفات الرحمة وآيات المغفرة التي نطق بها كتابك ، وقال بها نبيك r ، وتحدث بها التاريخ ، ودلت عليها الشواهد والوقائع ، أن تنزل علي قطرة من بحار رحمتك ، وترسل إلي نسمة من نسائم مغفرتك ، وتنظر إلي بنظرة من نظرات عطفك فتسترني وتنقذني ، وتصرف عني وسواس يقهرني ، بأنني بما قدمت يداي وبما اكتسبت من آثام ، لا أستحق رحمتك ، ولا أستحق فيضا من عطفك وغفرانك .
يا رب أمهلتني ، وأريتني علامات كثيرة ، فلم أفهمها ، فلم أرعوى ولم أزدجر ، ولأنك لا تريد بي إلا الخير ، فقد أخذتني بوازع السلطان ، والخوف من العار ، فأنا الآن محتم بحماك ، ولائذ بجنابك ، وواقف على أعتابك ، أرجو رحمتك وأخشى عقابك ، فليس لي إلاك ، وليس لي حمى إلا حماك ، فلقد وجدت نفسي بين يديك ، وأدركت قيمة ذاتي في ذهابي إليك ، فمد إلى يدك ، وأدخلني في رحمتك
يارب لن أتوسل إليك بمخلوق ، فكيف أتوسل إليك بمخلوق أنت خالقه
ولن أستشفع لديك بعمل عملته ، فكيف أستشفع بعمل أنت هديتني لفعله
ولن أقسم عليك بمقدس ، فكيف أقسم عليك بمقدس وأنت القدوس الذي تسبح بحمدك كل المقدسات
ولكن أتوسل واستشفع وأقسم بعزتك وجلالك ورحمتك وغفرانك
يا رب دعوتك لقولك
( أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )
، وإن لم أدعوك فلن تعبأ بي لقولك ( قُلۡ مَا يَعۡبَأُ بِكُمۡ رَبِّى لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡ ) ، وإن يأست من الاستجابة فأنا من الضالين لقولك ( وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ) ، فلا بديل إذن عن الإجابة ، لا بديل إذن عن الإجابة وأنت المجيب ،
أنت المجيب
[/align]
يا حي ، يا قيوم
بيدك الأمر وحدك ، ولا مخلوق مما خلقت بيده أمري
بيدك وحدك نجاتي ، وبيدك وحدك ستري ومغفرة زلاتي
أتضن على عبد من عبادك بشيء أنت وحدك تملكه
أتحرمني من شيء أنت وحدك تقدر على عطائه
يا رب ، كل المخلوقات لا تقدر ، وكلها مجتمعة أو منفردة لا تستطيع حتى ولو كانت كل هذه المخلوقات محمد صلى الله عليه وسلم محمد فقط ولا مخلوق غيره ، بما نعرفه وبما لا نعرفه عنه ، بنوره وبهائه ، بحسنه وجماله ، بعطفه وحنانه ، وبكل صفات الرحمة التي منحته إياها ، وبكل صفات الخلق العظيم الذي وسمته بها ، فلن يستطيع ، وإن استطاع فلن يرضى ، لقد رجم صلى الله عليه وسلم ماعز والغامدية ، وما رضي عليه الصلاة والسلام أن يشفع في حد من حدودك ، ولم يصلي صلى الله عليه وسلم على بعض العصاة من المسلمين ، وأعرض عمن أتى امرأة في قبرها ، وقال لوحشي قاتل عمه حمزة غيب عني وجهك ، لأنه صلى الله عليه وسلم مهما سما قدره ، ومهما علا شأنه ، ومهما ارتفع ذكره ، ومهما كان رءوفا رحميا ، فهو بشر ، يطبق شرعك وينفذ حكمك ، وليس له من الأمر شيء ، وخزائن الرحمة ليست بيديه ، وإنما هي بيدك أنت ، أنت وحدك .
أنت يا رب ، بلا قياس ولا مقارنة ، تنتهك حرماتك أناء الليل وأطراف النهار ، وتحت بصرك وسمعك ، ومرارا وتكرارا ، وبمختلف الأنواع والأشكال ، وبكل الكبائر والصغائر ، وبأشد الانتهاكات وأهونها ، ومن كل المخلوقات والثقلين ، ورغم ذلك تمهل وتستر ، وتقدر وتعفو ، وتغفر وترحم ، وتتودد وتتقرب ، وتلزم نفسك وأنت سبحانك لا يلزمك شيء ، وتوجب على نفسك وأنت الذي لا يتوجب عليك مخلوق بشيء ، وتتعهد وليس أصدق منك وفاءا بالعهد ، بأن تجيب دعوة الداعي إذا دعاك ، وتزيل كرب المضطر إذا رفع أكف الضراعة وناداك ، وتفرج هم المكروب والخائف الوجل إذا احتمى بحماك ، بل وتتنزل بجلالك وسلطانك ، وبعفوك وغفرانك ، تنزلا يليق بذاتك ، ويناسب قدرك وإحسانك ، فتنادي هل من مستغفر فأغفر له ، هل من تائب فأتوب عليه ،
يا رب مكرت بي وأنا مترد في أوحال المعصية والخطيئة ،فكان في مكرك الخير ، إذ رددتني إليك ، وأدخلتني في عبادك ، وفتحت لي بابك ، وسمعت شكوتي عند مناجاتك .
أتمكر بي الآن وأنا في جنابك ، أحتمي بحصنك وأمانك ، وأجزع خوفا على أعتابك ، أتلو ذكرك وقرآنك ، وأقسم عليك بعزتك وجلالك ، فيكون في مكرك بي هلاكي ، ومنقلبي على أعقابي ، فأخسر دنيايا وأخرايا
أسألك يا رب بأسمائك الحسنى وصفات الرحمة وآيات المغفرة التي نطق بها كتابك ، وقال بها نبيك r ، وتحدث بها التاريخ ، ودلت عليها الشواهد والوقائع ، أن تنزل علي قطرة من بحار رحمتك ، وترسل إلي نسمة من نسائم مغفرتك ، وتنظر إلي بنظرة من نظرات عطفك فتسترني وتنقذني ، وتصرف عني وسواس يقهرني ، بأنني بما قدمت يداي وبما اكتسبت من آثام ، لا أستحق رحمتك ، ولا أستحق فيضا من عطفك وغفرانك .
يا رب أمهلتني ، وأريتني علامات كثيرة ، فلم أفهمها ، فلم أرعوى ولم أزدجر ، ولأنك لا تريد بي إلا الخير ، فقد أخذتني بوازع السلطان ، والخوف من العار ، فأنا الآن محتم بحماك ، ولائذ بجنابك ، وواقف على أعتابك ، أرجو رحمتك وأخشى عقابك ، فليس لي إلاك ، وليس لي حمى إلا حماك ، فلقد وجدت نفسي بين يديك ، وأدركت قيمة ذاتي في ذهابي إليك ، فمد إلى يدك ، وأدخلني في رحمتك
يارب لن أتوسل إليك بمخلوق ، فكيف أتوسل إليك بمخلوق أنت خالقه
ولن أستشفع لديك بعمل عملته ، فكيف أستشفع بعمل أنت هديتني لفعله
ولن أقسم عليك بمقدس ، فكيف أقسم عليك بمقدس وأنت القدوس الذي تسبح بحمدك كل المقدسات
ولكن أتوسل واستشفع وأقسم بعزتك وجلالك ورحمتك وغفرانك
يا رب دعوتك لقولك
( أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )
، وإن لم أدعوك فلن تعبأ بي لقولك ( قُلۡ مَا يَعۡبَأُ بِكُمۡ رَبِّى لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡ ) ، وإن يأست من الاستجابة فأنا من الضالين لقولك ( وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ ) ، فلا بديل إذن عن الإجابة ، لا بديل إذن عن الإجابة وأنت المجيب ،
أنت المجيب