قصد بيت العم حليم ولم يعرف هو نفسه لماذا لم يختر صديقه الألباني الوحيد, قد تكون الفطرة السليمة؟ أو الحس بالرجوع إلى الأصل والجذور؟ قرع جرسه حتى خرجت زوجته وكان العم حليم قد أطلعها على المستجدات ولم تسأله نهائياً, بل رحبت به ودخل بعد أن حياها بصوت مخنوق. تلقاه الآخر أمام حجرة مكتبه وعانقه وانفلت سلوان بالبكاء وارتفع صوته حتى أن إليني صارت تبكي ويسمع بكائها وهي في المطبخ. "عمي, أنت والدي الذي عرفته, أنا لا أذكر من أبي غير خيال والآن نقمت عليه وعلى أمي وكل الناس, ماذا أفعل يا عمي؟ أنا تائه حائر" "ولدي ارجع إلى الله, إنك ما بدأت متاهتك إلا لبعدك عن الدين بعدما عرفت الحق من الباطل, ما أتعبك إلا تخليك عن أصلك وربك الذي لم تعرفه مرة وكل الإثم على والدتك, كنت تحرق قلبي في كل مرة أسمع أنك تخليت عن شيء من جذورك تارة اسمك وأخرى تعمدك في الكنيسة حتى ترضي زوجتك. ولدي ليس هناك ما هو أجل وأقوى من التمسك بالدين وعروبتنا رغم ذلنا وضعفنا" "إني تبت إلى الله يا عم ولن أرجع بعد هذا اليوم إلى الماضي, أعاهدك يا عم أني سأبقى على عهدي معك حتى الموت" فاضت عيناهما بالدموع والأخرى صار بكائها نحيب. "ولدي...
أكثر...
أكثر...