تويت
[align=center]تلك الأيام
... ثم هل تذكر يوم سرنا معا طويلا على شاطئ البحر، فطاب لنا الممشى وطاب لنا الحديث، وكانت الشمس يومئذ تقترب شيئا فشيئا من الغروب؟ وذاك اليوم، الذي كنت تقرأ فيه علينا ما خطته يدك من قديم شعرك المنثور، أتذكره؟ ..
كان الرد بالإيجاب ينبعث متوثبا من عيني صاحبه، وكانت قوة الذكريات وشدة الحنين إلى الذي مضى ولن يعود، قد ملكا عليه نفسه، وشدا وثاق لسانه، إلا أن نظراته الناطقة كانت البديل في تلك اللحظة المؤثرة، ولم تحد عن الغوص تارة والإبحار تارة أخرى في تجاعيد وجه مخاطبه، ولم تتوقف عن الترحال بين الشيب الذي نزل ضيفا على رأسه، والشجن الذي ارتوى بالدمع المتحرك في عينيه ...
لا أظنك يا صاحبي قد نسيت أيام ابتساماتنا العسيرة، وفرحتنا المسكونة بأحزان نزفت بها القلوب وذابت؟ ألا ترى معي أن تلك الأيام وإن خلت، فإنها قد وصلتنا بها وعادت بنا إليها هذه الأيام التي منا دنت؟ ...
إني لا أحسبك إلا ذاكرا أياما ولت مسرعة، تلك التي بسطنا بيننا فيها رسائل كثيرة، لربما عزت نظيراتها اليوم، وهيهات أن نكتب في أيامنا هذه مثلها، ثم أتذكر ذاك اليوم الذي جمعنا فيه اللقاء بوجوه لا تنسى أبدا، فأزهر الحوار، وأورق الحديث المتبادل بيننا؟ وتلك الأيام الخوالي قبله وبعده، والتي رأينا فيها الكثير، وقرأنا فيها الكثير، وكتبنا فيها الكثير، أتذكرها؟ ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]
... ثم هل تذكر يوم سرنا معا طويلا على شاطئ البحر، فطاب لنا الممشى وطاب لنا الحديث، وكانت الشمس يومئذ تقترب شيئا فشيئا من الغروب؟ وذاك اليوم، الذي كنت تقرأ فيه علينا ما خطته يدك من قديم شعرك المنثور، أتذكره؟ ..
كان الرد بالإيجاب ينبعث متوثبا من عيني صاحبه، وكانت قوة الذكريات وشدة الحنين إلى الذي مضى ولن يعود، قد ملكا عليه نفسه، وشدا وثاق لسانه، إلا أن نظراته الناطقة كانت البديل في تلك اللحظة المؤثرة، ولم تحد عن الغوص تارة والإبحار تارة أخرى في تجاعيد وجه مخاطبه، ولم تتوقف عن الترحال بين الشيب الذي نزل ضيفا على رأسه، والشجن الذي ارتوى بالدمع المتحرك في عينيه ...
لا أظنك يا صاحبي قد نسيت أيام ابتساماتنا العسيرة، وفرحتنا المسكونة بأحزان نزفت بها القلوب وذابت؟ ألا ترى معي أن تلك الأيام وإن خلت، فإنها قد وصلتنا بها وعادت بنا إليها هذه الأيام التي منا دنت؟ ...
إني لا أحسبك إلا ذاكرا أياما ولت مسرعة، تلك التي بسطنا بيننا فيها رسائل كثيرة، لربما عزت نظيراتها اليوم، وهيهات أن نكتب في أيامنا هذه مثلها، ثم أتذكر ذاك اليوم الذي جمعنا فيه اللقاء بوجوه لا تنسى أبدا، فأزهر الحوار، وأورق الحديث المتبادل بيننا؟ وتلك الأيام الخوالي قبله وبعده، والتي رأينا فيها الكثير، وقرأنا فيها الكثير، وكتبنا فيها الكثير، أتذكرها؟ ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com[/align]