صاعقة الموت ..قصة طويلة (في أجزاء) 2&3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميرة فايد
    عضو الملتقى
    • 30-05-2010
    • 403

    صاعقة الموت ..قصة طويلة (في أجزاء) 2&3

    -2-

    ظللت غيمة من الدهشة و رائحة الدخان أجواء بهو الاستقبال الواسع. لم تعلمهم ريم بقدومها الذي يشارف للمرة الأولي وقت الغروب . متكلفة ابتسامة قالت : أنا وصالح قررنا إجراء تفتيش مفاجيء.
    * وسوف يأتي صالح ؟
    أومأت برأسها و مالت به كثيرا للوراء كأنها تتحسس موضع الألم فيه .. تتأوه .
    _ هل أجد عندكم قرصا مسكنا للصداع يا أمي؟
    لم تكد تبلل شفتيها بالماء حتي علا نفير الهاتف..إرتبكت فإنحشر القرص في حلقها مضيفا مكمنا جديدا للألم .
    إطمأن صالح علي سلامة وصولها منتهكا بذلك رسوخ عاداته..أفاض في السؤال عن ذويها..ولشدة عجبها لم يبتر المكالمة بقسوة ولامبالاة كما ترقبت.

    حاولت إن تسقط من رأسها الذي إزدحم بأوجاعه علامات الإستفهام المتكاثفة.

    لم تتصور مطلقا أن مكالمتي الهاتف ما هما إلا بداية طرف خيط جذبه صالح من بكرة مفاجآته المتخمة.
    أمام فيلا صغيرة من طابقين - شيدت في المدينة الجديدة الرابضة علي أعتاب العاصمة - توقفت سيارة صالح.
    ترجل منها.. تردد هنيهة للملمة شتاته وتهدئة خاطره, وإحكام إسدال الحجب لإخفاء ما يمور بين جنباته.
    لمسه دفء الشمس فتعلق بصره بنورها الآخذ في الفتور.. ترقرت عيناه بالدمع وأطبق علي صدره الحزن.. كانت الشمس تتمرغ مكلومة في أحضان الارض المقهورة.. تربت علي وجهها بعطف شفيف وتسحب ستائرها - في تثاقل و إعياء - عن ترابها وشرفات منازلها وغصون أشجارها وكذا هامات النخيل. بلا طائل تتشبث الارض ,كطفل حائر, بذيل اشعتها الذهبية.. وكأن طقس فراقهما نزف وداع أخير.




    - 3-

    بدا صالح متوترا بالغ الإجهاد.. لكن ودود غير متكلف الاهتمام. إقترب في مجلسه من والد زوجته الأستاذ عبد الرحمن متسائلا:
    - عمي ما أخبار غرفة الحديقة الصغيرة ..التي إستضافتني كثيرا ايام الخطبة؟
    * علي حالها يا ولدي .. لكن فيم السؤال؟
    باغته دون تمهيد :
    - أيزعجك إنتقالنا للعيش فيها انا وريم؟


    ألجمت المفاجأة الرجل كما خطفت إنتباه الحضور . لم يشأ أن يبدو رافضا لإستضافة زوج ابنته ..تراجع قليلا في جلسته وتلطف في كلامه :

    * وجودكما بيننا هو غاية ما نتمني ..لكن لم؟
    - سوف يستغرقني العمل في الفترة القادمة ووجودنا بينكم سوف يريح بالي .
    حاولت ريم التدخل : ماذا تقول يا صالح ..وبيتنا ومعملك ومكتبتك الضخمة بحجم غرفة كبيرة؟
    - سأتدبر كل شيء ..سأنقل ما احتاجه فقط.
    * لكن..
    - ريم هذا قرار نهائي بعد إذن عمي بالطبع.. ورمقها بنظرة تفهمها .
    تدخلت امها هذه المرة متسائلة : وشقتكما؟
    - سنغلقها ..ستظل كما هي لن تمس.
    * أهلا بكما يا بني..لكن غرفة الحديقة ضيقة بالفعل. يمكنكما الإستقرار في غرفة ريم في الطابق الثاني.
    - لا ..لا .. غرفة الحديقة ستناسبنا تماما إن شاء الله.لا أريد التسبب في أي حرج للبنات.
    * كما تشاء.

    إستقر الأمر علي إرجاء الإنتقال إلي مستقرهما الجديد حتي نهاية الشهر. تطوع أستاذ عبد الرحمن بإقتطاع جزء صغير من الحديقة وبناءه .. يضاف كملحقة إلي الغرفة .


    إتسعت رقعة الحيرة في نفس ريم ..طوي كل فرد من أفراد الأسرة صدره علي هواجس ووساوس عديدة.

    كان الهاجس الأكبر: ما غايته الحقيقية في إبعادها عن منزلها؟
    تفاوتت إجابات هذا الهاجس بين ما هو سيء وما هو أسوأ. حجة انشغاله الدائم أكثر من واهية . غيابه الطويل وضع أصيل في حياتهما .
    لكن هذه ماهية صالح.. قد يغدو التنزه برفقته في حديقة الحي دربا من المستحيلات.. مهما أذرف الدمع أو لهج اللسان ..في حين يغدو قلب المسلمات والثوابت الحياتية رأسا علي عقب - مما لم يخطر في عقل أو يعتمل في وجدان- ممكنا سانحا يسيرا.

    ..يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة أميرة فايد; الساعة 04-06-2010, 20:39.
    [SIZE=3] [B][FONT=Simplified Arabic]http://amirafayed.maktoobblog.com/
    [/FONT][/B][/SIZE]
يعمل...
X