وأبيـةٌ شَكَـرَ الوشـاحُ دَلالَهـا *** بِلِسَـانِ حَـالٍ خِلْتُـهُ يتكلَّـمُ
تَمْشِي؛ يُزَوِّقُ خَطْوُهَا شَطَّ الْمصبّ *** وَمَوْجُهُ يُقْـرِي الْخُطَـى فَيُعَـوِّمُ
والنهْرُ عانَقَـهُ الْمُحيـطُ مرَحِّبـاً *** والغابُ تُنشِدُ عِشْقَهـا وتُسَلِّـمُ
فإذا بَعَثْتُ لِعَيْنِهَا رُسُـلَ الْهَـوَى *** طَـلَّ الْجَمَـالُ بِخَدِّهَـا يَتَبَسَّـمُ
تزْهو السُّهُولُ الْخُضْرُ في بَسَماتِـهِ *** تَسْتَلْهِمُ الأَطْيَافَ عِشْقـاً يُرْسـمُ
وأَظَلَّنـا بَيْـنَ الْمَعَـانِـي وَارِفٌ *** فِي وَشْيِهِ ضَمَّ الْمَشَاعِـرَ مُعْجَـمُ
إِسْهَابُهُ فِي شَرْحِ مَا صَنْعَ الْجَـوَى ***بجوانحـي عِقْـدٌ بَرَتْـهُ الأنجـمُ
وكأنَّما ابْتَدَعَـتْ لَوَاحَظُهـا لَنَـا *** لُغَةً بِلاَ صَـوْتٍ تُحَـسُّ فَتُفْهَـمُ
حَتَّى إذا طَرِبَتْ وهَدْهَدَ سَمْعَهـا *** شَدْوُ العَنــادِلِ بالهديل يُرَخّـمُ
طَرَقَتْ بِبَابِ الْحَكْيِ دِيوَانَ النَّوَى *** ومضَتْ بِنَبْـرةِ شَجْـوِهِ تتَرَنَّـمُ
فتلألأتْ صـوَرُ الخيـالِ كأنَّهـا *** دُرَرٌ خَرائدُ فـي النسيـبِ تُنَظَّـمُ
ما ضرَّ قلبِي أننِـي كَلِـفٌ بِهـا *** ما شَانَ شأْنـي أنْ يُقـال مُتيَّـمُ
طَفَحَتْ بأشعاري الكُؤوسُ فزدْتُها *** شِعْراً وما وَهْجُ الصَّبابـةِ يُكْتَـمُ
إنْ تُشفِقُوا منْ صَبْوَتِـي فَلعلَّهـا *** هِبَةٌ بِها يَنْـدَى الشُّعُـورُ ويُلْهَـمُ
هِيَ لي الخَلِيلَةُ مُنْذُ أَزْهَـرَ قَدُّهَـا *** وأَنَا لَهَا الخِـلُّ الوفـيُّ الأشْهَـمُ