عَهْدِ الْمُسْتَحِيْلْ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد محمد النادي
    مغرد علي حافة الأسلاك
    • 22-03-2010
    • 215

    عَهْدِ الْمُسْتَحِيْلْ



    مَا تَزَالُ الْقِصَّةِ الْأَبَدِيَّةُ
    تَهْبِطُ عَلَيْهَا لِتُذَكِّرَهَا
    بِشَيْءٍ يَنُوْءُ بِدَاخِلِهَا
    وَلَا تَعْرِفُ مَا هُوَ
    يَتَشَابَكْ كَمَا الْأَغْصَانِ
    وَيتُعَقَدّ خَالِقُ ّ أَلْفَ شَوْكَهُ
    تُنَغِّصُ عَلَيْهَا حَيَاتِهَا
    تَلْسَعُها نَشْوَةُ مَقْتُوْلَةً
    كُلَّمَا حَلَّتْ عَلَيْهَا أُنْشُوْدَةَ
    عَهْدِ الْمُسْتَحِيْلْ
    كَانَ فَجَرَ قَدِيْمٌ
    يُشْرِقُ عَلَيْهَا
    كَمَا أَمِيْرِ مِسْكِيْنٍ
    خَطِفَ أَحْدَاقِ عَيْنُهَا
    مُرْجِفا خُطَاهَا
    مُحْتَلا أَرْجَائِهَا
    سَائِرِ عَلَيَّ سَيْفَ صَدْرِهَا
    يُشْعِرُهَا بِأَنَّاتِ تَعْزِفُ
    بَشِّرَيَانُهَا
    لَحْنِ مُسْتَحِيْلٌ
    لَكِنَّهَا قَدْ لَا تَعْرِفُ حَبِيْبَهُا
    مَنْ هُوَ؟
    الَّذِيْ اسْتَحَلَّ قَلْبِهِ الْدِّقَّ بَيْنَ ضُلُوْعِهَا
    وَمَشْيُ يَرْوِيَ قِصَّتَهُمَا الْمُبْهَمَةٌ بِنِسْبَةٍ إِلَيْهَا
    فمَنْ هُوَ ؟
    أَيّا هُوَ صَرَّحَ كَبِيْرٌ بَنَاهُ الْأَمَلْ
    لَكِنْ تَحْقِيْقِهِ صَعْبٌ
    وَكَيْفَ ؟ سَتَعْرِفُ عَنْهُ
    وَهُوَ الْغَائِبُ الْظَّاهِرُ
    بَيْنَ مِرْوَاهُ الْحُطَامِ
    وَرُكَامٍ الْأَنْقَاضِ
    لِلْمَدَائِنِ الْأَحْلَامِ المُجْهَضَةٌ وَالْأَنْفَاسُ
    الْمُتُلَفَظَةً الْمَنْفِيَّةُ مِنْ أَوْجُهٍ الْحَيَاةِ
    أَلِيَ أَدْمِغَةِ الْنَّارِ وَالْجَحِيْمِ
    فَالَجِلْدُ عِقَابَا سَمَاوِيَّ إِذَا ذُكِرَتْ هَذَا
    وَإِذَا تَهَيَّأَتُ لِهَذَا
    يَقْتُلُهَا سِكِّيْنُ يُمْسِكُ يَدَهَا
    يُشْعِرُهَا بِالْخَطِيْئَةِ الْنَّكْرَاءِ
    فَيَحْتَلُّ الْطَّقْسِ الْعَاصِفِ
    اذْكُرْهَا وَيَغْمُرُ أَنْهَارُهَا بِفَيَضَانِ
    يَسِيْلُ يَشُقُّ أُخْدُوْد لَهُ فِيْ وَجْهِ الْحُبُّ والْزَّمَانِ
    مِثْلَ عَلَامَةً وَدَلِيْلُ
    عَلَيَّ مِنْ حُفَرِ صَدْرِهَا
    بِأحَجِبةً الْمَرَدَةِ وَالْجَبَّارِينَ
    تُمَزِّقُ تُقَطَّعَ
    أَجْزَائِهَا الْمُشْتَعِلَةِ بِالْحِرْمَانِ
    الْذَّائِبَةَ
    مِثْلَمَا مَخْرُوْطٌ حِمَمْ انْطَلَقَ مِنَ الْجَحِيْمِ
    يَنْدَفِعُ نَحْوَ سُهُوْلٍ الْوُدِّيَّ الْخَضْرَاءَ
    وَالْزُّهُوْرِ النُّظَرَاءِ
    الَّتِيْ لَمْ تَزَلْ فِيْ مَهْدِ الْغَضِّ لَمْ تَنْطِقْ بَعْدَ
    تَبْكِيْ أَشْجَانُ وَتَرْثِيَ أَيَّامٍ
    لَكِنَّهَا تَلْتَوِيْ لِهَذَا الْقَادِمْ الْمُفَاجِئَ الْمُهَدَّدِ
    لِهَذِهِ الْأَغْصَانِ
    الْبَغْدَادِيَّةُ الْبَاسِقَةِ الْمَيْلَاءَ
    وَلأَفَرّعَ الْمُسْتَقِيْمَةِ
    يَسْمَعُ مِنْهَا حَفِيْفُ يَتَنَهَّدُ بِعُمْقٍ
    يَتَأَنَّ بِضَعْفِ
    فِيْ وَجْهِ حِصَارٌ يُسْلَبُ حُلْمَهَا الَطَيْفِيّ بِعُنْفٍ
    وَيُصْلَبَ هَذَا الْجَسَدِ ألمَرَّمْريّ مُعْتَلِا فِيْ وَجْهِ الْقَيْظِ
    لِيكُوْنَ ذِكْرِيْ تِمْثَالَ شَاهِدٌ
    عَلَيَّ فَوَرَانِ شُعُورٍ
    خَمَدَ مُنْذُ أَزَلِيَّةٌ صَمَّاءَ لَا تَعْرِفُ غَيْرَ
    مُحَبَاهُ الْنَّفُوْرِ
    وَكَسْرِ أَنَامِلٌ تَكْتُبُ عَنْ مَاذَا ؟
    يُخَبِّئُ لَهَا الْقَدْرِ
    عِنْدَ حُلُوْلِ
    شُعُورٍ سَرْمَدِيّ
    يَنْتَابُهَا كُلَّمَا تَذَكَّرَ هَذَا الْشُّعَاعُ الْقَدِيْمِ
    الَّذِيْ تَوَجَّهَ صَوْبَ مَدِيْنَتِهَا الْإِلَهِيَّةِ
    الَّتِيْ تَحْكِيْ لَهَا تَارِيْخُ قَدِيْمٌ
    عَنْ قِصَّةِ صَاحِبَةً الْغُرَف الْسَّعِيدَةِ
    لَكِنَّهَا ابْتُلِيْتَ بِعِلَّةٍ الْعَلِيْلْ
    وَتَحَمَّلْتُ أَسْقَامٌ الَّذِيْ
    عِنَدَمّا كَانَ يُقَبِّلُهَا سَابْقا يَسْقُطُ صَرِيْعَ
    فَهَلْ ؟ هِيَ الْحَيَاةُ ؟
    هَكَذَا إِحَسَّاسْ صَرِيْحٌ
    وشُعُورٍ يُضِيْعُ
    سَاقِطٌ مِنْ ذِكْرِهِ الْلَّيْلِ الْبَهِيمِ
    الْخَالِيْ مَنْ تُعَانِقُ الْقَمَرَ وَالْنُّجُوْمَ
    الْمُشِعِّ بَزَمْهُرِيّرِ الْبَرْدِ وَالْجَحِيْمِ
    مِثْلَمَا الْشِّهَابِ الْسَّاقِطُ
    وَالْأَسْهُمِ الْمُوَجَّهَ
    وَخِنْجَرٌ الْقَلْبِ الْذَّبِيْحِ
    صَدَرَ يَنْزِفُ
    مُتَصَلِّبٌ بِالْجُمُوْدِ
    فَكَيْفَ ؟
    يَكُوْنَ لِهَذَا الْشُّعُوْرِ أَمِيْرِ
    وَ ظَلَامُ الْلَّيْلِ مَازَالَ يَنْسَدِلُ بِتَحَدٍّ
    قَاتِلا رَاحَةُ الْنَّهَارِ
    وَقَاطِعَا أَيُّ طَرِيْقِ يَشْحَذُ لَهَا سَبِيْلا
    لْنجَاهُ
    وليدة اللحظه
    قلمي
    أحمد النادي
    ليس هناك من حقيقة سوي الله

    الذئاب لا تخيف أكثر من الكلمات
    ؛
    أحمد النادي

    سنديان الجنوب

    © ®

يعمل...
X