رحلتي مع عصام الحاج مذيع مونت كارلو الدولية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو الملتقى
    • 10-10-2009
    • 2967

    رحلتي مع عصام الحاج مذيع مونت كارلو الدولية

    الاثنين, 27 اغسطس, 2007


    رحلتي مع عصام الحاج مذيع مونت كارلو الدولية


    لطالما تأثرت براديو مونت كارلو وعلى مدى عقدين فمنذ عام 1990 كما أذكر وأنا استمع إليه وبطريقة شبه منتظمة وتعلمت منه الكثير ,و شكلت الكثير من برامج تلك الإذاعة الغنية عن التعريف مرحلة من حياتي ,وكثيرا ما استمعت سواء الى برامجها الإخبارية أو المتنوعة.فضلا عن مذيعيها النجوم من غابي لطيف الى كمال طربيه الى علياء قديح وحسان تليلي والمرحوم غسان عبد الخالق والذي تأثرت كثيرا لوفاته في شهر رمضان وقبل عدة أعوام ولا أدري لم بكيت صوته,ومنذ عامين فحسب لاحظت بروز الجيل الجديد بهذه الإذاعة المتجددة وعلى الدوام فبعد حنا مرقص وفايز مقدسي و الكثير من الصحفيين والمذيعين من الرعيل الأول والذين لازالوا متألقين,لفت أنظار الشباب العربي صوت عصام الحاج الطفولي والملائكي والذي أعتقد جازما أنه لفت بصوته أفئدة الكثير من الفتيات ليحاول الكثير من الشباب توليف موجاتهم الصوتية على أثير صوت عصام الحاج عسى ولعل يبلغ ما بلغه هذا الصديق الرائع من صوت وهبه الله إليه وبالفعل لا يوجد مذيع بمونت كارلو إلا ويلفت الأسماع بصوته العذب والمتلألئ,بل ويلهب الأفئدة والألباب لتقتص من قلوب المولهين بهواها وأثيرها, لما تحمله تلك الأصوات من دفء وصدق وروح مبدعة ومتوثبة على الدوام ,إنهم بكل بساطة النموذج العذب القادر على صنع الحياة في أمتنا.
    فتلك الأصوات الأسطورية ستبقى عالقة في الذهن وأريد فقط أن أعرف من ذاك العبقري الذي ينتقي تلك الأصوات فبالتأكيد هو متخصص بعلم النفس الإذاعي ولأنه يعرف مدى حميمية تلك الأصوات ومدى وصولها الى قلوب المستمعين,ويعرف مدى مستوى إذاعته الدولية وقدرتها الخلاقة والمتميزة,ومع أني اختلفت مع الإذاعة في بضعة أمور, ولكنني في النهاية وجدت من ينتشلني من كون العالم لا يستمع إلي ولا حتى لأفكاري,لأصل بها الى أكبر عدد من الجماهير وكان ذلك عبر عصام الحاج نفسه,الصوت الذي طالما تأثرت به لإنسانيته الراقية والمرتقية على الدوام, فمن الواضح أن لديه وعلى الدوام شيئا ليقدمه الى العالم ومليئا بالمحبة والعرفان لإنسانية الإنسان ,وحتى كانت العديد من عباراته التي لا تنسى وهو يتحدث عن الحرب على لبنان العام الماضي وكم كنت أود شكره ومن كل قلبي على أدائه الرائع وتعليقاته المنتقاة في التعبير عن المأساة آنذاك,فهو وبقلبه الكبير يبني الكثير في قلوب من يستمعون إليه, بل وحتى يغير من رأي قد يكون متشددا بعض الأحيان,لأنه بكل بساطة صادق وواضح في كلماته,فبرامجه المتنوعة وتعليقاته الصحية تبني ولا تهدم وبالتالي فأنا أمام مدرسة تنظر الى العالم من نصفه الملآن وليس العكس,(وهو ما يصنع بالتالي أشياء جديدة كبرنامجي تاتيانا مسعد "أوكسجين" و"حول المتوسط"),ولكن ما لفت نظري في الصديق العزيز عصام الحاج برنامج آخر هو "صالون الجمعة"وحضوره في إحدى المرات لمسرحية للصم والبكم في باريس وكيف يشرح تلك المسرحية بعين ناقد مسرحي تارة وبعين إنسان تارة أخرى ليخلق لديك شعورا بمدى عمق وحساسية هذا الإنسان,كما قلت وذكرت هذا الصوت خلق أجواء حقيقية وكأن عصام الحاج وعائلة مونت كارلو ومستمعيها عائلة واحدة.
    ثم كان لقاءنا عبر برنامج "كلوب آ رام سي",والذي استمعت إليه لأول مرة في رمضان من العام الماضي وكم كنت أتمنى أن استمع لناطق باسم سوريا ,ولكنني لم أبعث بأي رسالة لعصام الحاج آنذاك وإنما كنت أكتفي بالاستمتاع بنشاطات الشباب العربي من اليمن الى السودان فموريتانيا فالأردن فغيرها من الدول العربية وعلى امتداد العالم العربي ككل,ولكن وفي آذار تنبهت لصوت قادم من سورية,وهو صوت الزميلة "كاترين الزين" وكان صوتها منتقى كما يبدو بدقة من الصديق المتميز عصام,فقررت أن أراسل عصام ولأول مرة وجها لوجه ولو أنني لم أكن لأتوقع أن رسائلنا تصل لمونت كارلو اللهم ماعدا الرد الآلي الذي يصل عبر البريد الالكتروني,فكتبت تلك الرسالة للتعليق فحسب على ما ذكرته كاترين وللإضافة بذات الوقت وإنارة الضوء على المزيد من النشاطات الثقافية المتنوعة والمهمة والتي تجري في سورية وعلى مدار العام.
    فعلا وبعد أسبوعين من الرسالة وفيما كنت مكتئبا بسبب الطقس أي في 4 نيسان2007 ,وفيما أتابع فيلم لبراد بيت عبر الدي في دي,جاء صوت عصام الحاج في الطرف الآخر من السلك الهاتفي وكأنني أمام مشهد من مشاهد رواية العجيلي الشهيرة والتي تحولت كما أذكر الى عنوان برنامج رائع للدكتور فايز مقدسي,وللمصادفة أنني أنا من رفع السماعة وفي تمام الثانية و17 دقيقة ظهرا أسمع ذاك الصوت القادم من باريس ومن ؟انه عصام الحاج؟في الحقيقة ارتبكت وتساءلت هل أنا في حلم أم في علم؟! فتعرف علي وفحص صوتي وطلبني للمشاركة في برنامجه البديع والمثمر,فلم أتوقع في يوم من الأيام أن يخرج صوتي الى العالم وأن أعبر بصوتي وبطبيعتي التفاؤلية عن بلدي ,فذكرني بكاترين فسألته عنها وكما يبدو أنها كانت مشغولة بامتحاناتها وكنت البديل,أو "الاستبنة" كما يقال؟؟! على العموم كنت سعيدا لدرجة لا توصف بشرف المشاركة للحديث عن بلادي وعن أحلامي كشاب عربي وطموحاتي وأمسياتي الثقافية التي أحضرها بل وحتى قراءاتي وكتاباتي.
    كل هذا بسبب اتصال شخص ليس بغريب علي بالحقيقة ولكن أن يحصل تواصل فهذا الجديد’ واكتشفت أن مونت كارلو تصل الى كل بيت وهي تهتم لنا وتصغي لكلماتنا,وهذا ما صنعه عصام الحاج معي فهو يصغي إلي جيدا في الوقت الذي أحاول الالتفاف على بعض أسئلته الجيدة والذكية واللماحة,وهذا ما يبديه ارتباك صوتي أحيانا ,كما أنني أحضر دائما لبرنامجه فأنا بطبيعة الحال أقرأ وسطيا 20 مقال يوميا وأهتم بالسياسة ومن يهتم بالسياسة فهو مهتم بالحياة العامة للناس بالضرورة ,فضلا عن حضوري الدائم للمزيد من الحفلات الموسيقية والمهرجانات والمسرح طوال العام,كل ذلك ساعدني على التماسك نوعا ما أمام سيل أسئلة عصام الحاج, والتي تحث دوما على التفكير والقراءة والعمل, وبالتالي فقد اكتسبت صديقا جيدا ومن العيار الثقيل أولا وثانيا صانع للحياة ,وبذلك أكون استكملت كما قال بول ريكور في تفسيره لمسرحية "أوديب ملكا" لسوفوكليس أن القضية هي قضية "البحث عن المعرفة",ولو أنني أشعر بالنقص الدائم حيالها والتعطش المستمر لها, فأربعة آلاف مقال أقرأها سنويا لاتكفيني ولا حتى مائة كتاب سنويا أختارهم منذ بداية كل عام وان أغير خطتي كل شهر,فضلا عن الويكيبيديا الفرنسية التي تساعدني ومدونتي التي تغنيني وتغني تجربتي ,كل ذلك لا يكفي أمام عصام الحاج؟! فالقضية ليست اختبار معلومات ولا حتى نقل تلك المعلومات وإنما صنع حياة وإطلاق أمل في قلوب الشباب العربي ,ليندفعوا للعمل والإبداع والانفتاح على الآخرين والإصرار على البحث عن كل جديد,فضلا عن الجو الثقافي العام أو المشهد الثقافي العام لمدينة دمشق والتي كنت أحضر فيها حوالي ال50 أمسية منذ عام 2001 أما العام الماضي فوصلت الى حوالي70 وهذا العام وحتى اليوم الى 113 أمسية ونشاط ثقافي متنوع ,بكل بساطة كل ذلك غنى بحد ذاته وقمت بتفريغه عبر إذاعة مونت كارلو وبفضل مذيعها الكريم والشاب عصام الحاج ,فمنحني الوقت وأعطاني الفرصة ,وساعدني لأخرج من "مقبرة" مدونتي وكتاباتي الورقية والتي تصل الى ما يعادل 3500 مقال بين دراسة وبحث ونقد وشعر وحوارية ممسرحة الى العالم عبر إسماع صوتي,فلم أعد اليوم"عازف الكونترباص" لباتريك زوسكيند, بل أحمل العطر السحري عبر إذاعة سحرية وشيقة وممتعة فضلا عن مذيع سحري فصوته كعطر باتريك زوسكيند الشهير وكذلك إذاعته.
    محمد زعل السلوم
    سوريا-دمشق
    27/8/2007
    ملاحظة: البرنامج "كلوب آ رام سي" كل يوم سبت من الساعة 5 بتوقيت دمشق والقاهرة والقدس ومكة المكرمة الى الساعة السادسة أي قبل نشرة الأخبار المفصلة.
يعمل...
X