كان في دمشق في سالف العصر والأوان قهوة شعبية مجانية للأدباء والشعراء الكبار في سوريا وغيرهم من العالم العربي كالشاعر العراقي الكبير أحمد صافي النجفي الذي عاش في دمشق وكانت هذه القهوة الجميلة في الربوة وتدعى قهوة "خود عليك" أي اسمح لنا بمطرح أو امنحنا فرصة الجلوس حيث يقدم فيها الشاي والأرجيلة مجانا وعلى حساب متبرعين للفضفضة والحديث على النازلة والطالعة وبكافة الاتجاهات وكانت محل اقبال واعجاب فمن عادة دمشق ان تتلقى ابناءها وضيوفها بذات الرحابة من الصدر وهذا ما كان عليه بالفعل برنامج "كلوب آر ام سي"الجميل للصديق والأخ عصام الحاج مذيع مونت كارلو ولكن موعد البرنامج تغير واللقاء انتقل من السبت كالعادة الى الجمعة حسب الدورة الجديدة لمونت كارلو الدولية وتم اختصاره أو اختزاله من ساعة الى نصف ساعة وبالنسبة لي فقد شاركت حتى ما قبل التوقيت الجديد ب25 مداخلة وعبر حوالي سبعة أشهر الى درجة أنني أصبحت أعتز بعلاقتي بمونت كارلو وأحدث الأهل والأصدقاء والمعارف بل وحتى أساتذتي بالجامعة عن علاقتي الحلوة والعذبة بمونت كارلو وعصام الحاج المذيع الجيد في تلك الاذاعة الشهيرة بل وحدثت مدير مكتب الجزيرة بسوريا عن تلك العلاقة وتغطيتي لأكثر من 200 حدث ثقافي ورياضي في سوريا منها حوالي 150 حدث ثقافي متنوع وعلى مدار أشهر طويلة وقد سعدت لتلك المداخلات وبشكل تطوعي حتى لا يظن البعض بأنني أسترزق من وراء الحديث الجميل عن بلدي الغالي والذي لطالما أعتز به وكان لأخي العزيز عصام الحاج الفضل في اضافة صوتي الى باقي أمتي العربية وان كانت مداخلاتي قد عكست مقولات أورهان باموق الكاتب التركي العملاق في حديثه عن علاقته بين الشرق والغرب حين يقول:"المادة الأولية القاتمة لرواياتي :الخجل والكبرياء والغضب والشعور بالفشل"وهو يلخص بذلك ليس الشخصية التركية فحسب وانما الشخصية العربية والمسلمة في كل الأرض وطالما عبرت بصوتي عن تلك العلاقة وان كانت بشكل او بآخر.
على العموم يسرني أن أكتب عن البرنامج مجددا وان كنت منشغلا بدراسات متنوعة حاليا حول الكابويلا وهي فن قتالي برازيلي او اورهان باموق وانا اقرا له حاليا روايتي الثلج واسمي الاحمر وغادة السمان وانا ادرس واترجم لها والديمقراطية في اليابان وزكريا تامر وغيرها وغيرها من الدراسات والأبحاث الخاصة بدراستي.
فتحيتي الخاصة للصديق عصام الحاج وأقول له رغم احباطي المؤقت لاختصار وقت البرنامج فأنا مستعد للمشاركة مجددا ولا ضير عندي سواء كانت ساعة أو حتى خمس دقائق فمكان الضيق يتسع لألف صديق خصوصا عند المحبين.
محمد زعل السلوم
سوريا دمشق