راحلة الدهر من أحق بها ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يعقوب القاسمي
    محظور
    • 23-07-2010
    • 215

    راحلة الدهر من أحق بها ؟

    راحلة الدهر من أحق بها ؟

    الدهر تلك الراحلة المجهولة الصاحب .وكل امرء من جانبه يمشي كالقراد وراء تلك الراحلة المجهولة . وفي رحلة مجهولة . الراحلة مغلقة على الأعين لكنها محرضة في ذات الوقت على الفضول . الراحلة التي تحث الحابل والنابل على حث الخطى والاشرئباب إليها والتطلع نحوها والنهي على الوقوع في مؤخرة عيرها .

    وكثيرون من هم يقلعون عن الحلم وعن رغبة معاينة ما في تلك الراحلة وعن كشف أسرارها .. وكثيرون من هم لا يقلعون عن الحلم . يراوغون كل المراوغة بغية معرفة ما تحمله تلك الراحلة في أكنافها من إكسير يحيل التراب حين التمني إلى تراب الذهب أو ذهب أبريز . ويمرغون أنوفهم طوعا في التراب لعلهم يختلسوا نظرة إلى ما فيها من عشب الجرجير . وربما طعام الراكب في الهجير .

    ولاريب فأن القوم وهم يمرقون ويرشقون بأنظارهم تلك الراحلة جوعى . أو يأخذهم الطمع في أن يجدوا في تلك الراحلة ما يشبع نهمهم ويتخم جوعتهم . وان يجدوا في تلك الراحلة إكسير سرورهم وبرد أكبادهم .

    وإن رام المرء أن يشبه مكنون تلك الراحلة بعطايا الملوك فإن له أن يفعل ذلك . مع فارق أن ليس في مقدور كل أبناء الأقوام أن يصلوا إلى أبواب قصور الملوك لينالوا من عطاياهم . بينما في وسع عدد من أبناء الأقوام التعلق بما في تلك الراحلة المجهولة الصاحب . وهناك فارق جوهري في الطبع بين من يكف عن ملاحقة تلك الراحلة وبين من يعمل حيلته و يجهد جهده في أن يصل إليها ويتسلط عليها. فشتان بين طبع هذا وطبع ذاك . وشتان بين سحيم وسحيم . فهذا سحيم دأب على عيش حياة العبيد أو في عبودية وتعود على جر ذيله ورجوع القهقري أمام كل كبيرة . إنه ألف أن يكون إمعة . وهذا سحيم إبن جلا وهو طلاع الثنايا. على راحلة الأسفار والوفادة والكرم . لا ينقطع عن الاتيان بكل كبيرة . أترى أي الفريقين أحق براحلة الدهر هذا الذي لا يركب راحلة الوفادة منقطع عنها أم ذاك الذي منقطع إلى تلك الراحلة والقائم على شؤونها .
    التعديل الأخير تم بواسطة يعقوب القاسمي; الساعة 04-10-2010, 03:54.
يعمل...
X