تويت
حـضـارة الـســاد
لكنها أبت فما لبثتُ إلا أن فديتها بأغلى ما أملك عيناي ذاتا الساد , كل العيون في عيني حوراء , لكنها تلك العينان بذاتهما حوراوتان حقاً , و ليس هذا ما عنى أمري و أمرها و لكن القول فيه محبب .
منذ بداية القصة و القلم خليلي , و عنواني و كلماتي و خطابي إليها , و لها نفس الخليل , تلك الورقة التي قد كتبنا كلانا فوق سطورها ما يحلو لنا , لم نتكلم يوماً عن نفسينا و لا عن غيرنا , و لكن غالب القول لم يعني الدنيا بشيء من جمهور الملموس و عنى روحينا إذ حامتا بيننا و آلاء من الحقائق التي أضحينا نتغنى بها و نجمع أشتات الروح في بوتقتها المرغوبة و مرادها السامي و حبها لخالقها و أشواقها , نعم رغبنا بعلم الغير الملموس هذا و ما كان لنا به علم إلا ما علمنا القلم , و تهنا في الدرب الصحيح و صارت الأحوال غير معروفة في أصل المعرفة و الوضوح , حتى إذا كتبتُ أكرهها قرأتْ أحبها , و حتى إن كتبتْ أكرهه قرأتُ أحبه ,و لم نعد نصدق إلا ما يحلو لنا , و لم تعد تنفع لعبة الكلمة فقد قضي الأمر بيننا , و ليسكن قلبان قالباً واحداً , طريق الإبداع الأزلي من وراء العاطفة الصدّيقة .
تُفرقنا الأيام , و المسافات ..... صحارى و جبال و مدادٌ من الأُجاج , و لكن القلم يجمعنا في عصر يصف العالم بقرية أدنى من حدود البصر .
و تقضي مشيئة من خلق بأن لا نكتب , و تذهب بنا الأمور إلى منع اللقى , حتى يحول الحول على أخر كلمة , من سيقوى أكثر , لا أعلم , عام من المنع بشروط الواجب و أدائه , و حقيقة الحياة المرة و أصل الوجود و حكمة الابتلاء , من سيبقى على العهد القديم الأول .
لم يعد لكلينا سوى أشلاء من الصورة التي لم نكد نكمل رسمها , لكنها ليست الهدف المنشود .
و تمضي الأيام و كلانا قبل أن يعشق ذات الأخر يعشق التحدي و النجاح , يحب الله جل علاه و يسعى لمرضاته و أخر ما تفرقنا عليه أنه لا إله إلا الله , محمد رسول الله .
و نعود لنلتقي عليها بعد عامنا هذا فترميني بتلك العَبرة الأولى , ألستَ من فداني بعينيه , و قد كانا فيه أعز قدراً و أعلا مقاماً من حياته , ألم أكن لكَ عينا برضاك دون أن ترضى , فهلا سمحت لي بأن أرى النور كما أرغب و كما ترغب أو لا ترغب , لماذا قتلتني بسادك العظيم , غيرتَني أضحيت أكره النور لأحبك , أضحيت أحب أن أرى كما ترى أضحيت أعشق أن أغمض عيني لأراك , فهلا ترفقت بحالي و قد كنتُ امتحانك الأخير الذي باء بالنجاح .
بلا سيدة الكلمات , قد وهبتُ عيوني فافعلي ماتشائين بهما , و تقرر ما يرعبني و يفرحني أن أفارق الساد
يفارقني الساد المبجل و بعد إنجازات الطب , لأصحو و أجد نفسي إنساناً أخر و بجانبي هي توأم روحي و بيدها تلك الورقة التي أعطيتها إياها قبيل اللحظة الأخيرة قبل خلوتي بعباقرة النوم و الشفط و الزرع و أشياء لا أعرفها و تقرأ : ناشدتكِ الله ألا تسمحي لتلك العَبرة أن تنهمر فلربما لا أطيق المنظر بعد التغيير فتبتسم و لكنها كما تخيلتها و كما رأيتها من قبل
لكم يحزنني أنها ليست حقيقة أنها من عالم غير الملموس و يسعدني قصائدي و قصائدها , إنها حضارة الساد , و يفرحني أكثر أن أقول
ســـــــ الله ـــــبـحـان
من مجموعتي أكاذيب صادقة