.
في وطني أجمع كل الشعب على حب السمك المشوي على الفحم إلا واحد بالمئة خانتهم ذائقتهم المريضة ففضّلوا على سمكنا المشوي - على الفحم - المعكرونة بالباشميل ، حاولنا
هدايتهم بشتى الوسائل ( الإنسانية ) إلى الذائقة الصواب ، وذلك بشرح فوائد ومميزات السمك المشوي - على الفحم - بدءاً بطعمه اللذيذ ورائحته الزكية وصولاً إلى شكله
المتناسق الرشيق ، إلا أنهم أبوا واستكبروا وأصرّوا على المعكرونة بالباشاميل . قتّلنا بعضهم وسجنا آخرين ولاحقنا البعض وهجّرنا الكثيرين ، لكن دون جدوى ، هؤلاء
الخونة للذائقة الشعبية مصرّين على أن السمك المشوي - على الفحم - خرج من أنوفهم وأصابتهم تخمة من تناوله طيلة واحد وأربعين عاماً تحت التهديد والوعيد
والترويع - الوطني - الذي يمارسه عليهم طبّاخو الوطن ذوو الأيادي البيضاء ، ورغم أننا نحن الذوّاقين الشرفاء لا نرى بأساً من تنويع في الوجبة الوطنية إنما ليس
بطريقة هؤلاء المندسين في المطبخ الوطني ، إنهم يستخدمون أساليب مقززة ومقرفة لتشويه صورة وسمعة سمكنا المشوي - على الفحم - ، فتارةً يقولون أنه فاسد ، وتارةً
الفحم رطِب ، وتارةً أخرى يشككون بوطنيته ، وإننا لنقسم بربّ البحار أن سمكنا بلحمه وأشواكه وحراشفه وزعانفه وطني مئة بالمئة ، وإن كان قليل الحريرات والدسم
وعديم الفائدة الغذائية لنا فيشفع له أنه وطني ، وهذا ما لم يستطع هؤلاء الضّالون فهمه ، تلك هي الوطنية الحق التي لا يعرف طعمها إلا من تناول السمك
المشوي -على الفحم - صبح مساء ، ونحن إذ لا ننكر أن أغلب الشعب تسمّم على مدى واحد وأربعين عاماً وعانى الكثيرمن الإقياء المتكرر والإسهال
الشديد الذي وصل حدّ الجفاف ، إنما نربأ بأنفسنا كذواقين شرفاء عن الكفر بمعتقداتنا السمكية ، ونسعى ونأمل ونرجو دائماً أن يتحفنا سمكنا بنكهة جديدة
له يستسيغها الجميع ، لكن ارتكاب ذنب الكفر الذي يتمثّل بالاستغناء عنه غير وارد في قاموسنا أبداً ، وحاشى وكلا أن نأثم هكذا إثم ؛ لأننا ببساطة
شديدة لا نجد في الوطن وجبة ( وطنية ) بهذه القوة وهذا الطعم اللذيذ .
علينا نحن ذوّاقو الوطن - الشرفاء- مهما تقيأنا ومهما عانينا من حالات إسهال مميتة أن نظهر أمام المطابخ الغربية المعادية والمطابخ المحبّة لنا والحقودة بنفس الوقت
وأمام مدّعو الذائقة الحرّة بأننا مستمتعون بسمكنا المشوي -على الفحم – لأبعد الحدود وأننا ملتفون حول مائدتنا والكتف ملتصق بالكتف والابتسامة مشرقة على
وجوهنا ( والرقص شغّال ) ولو تقطّعت أمعاؤنا من شدة الإسهال ، علينا أن نكافح بأشواكنا في كل العزائم والولائم ونلعن من لا يسبّح بحمد سمكنا المشوي - على الفحم - ونصرخ ، بأعلى
صوتنا نصرخ حتى لو كان بحناجرنا ألف شوكة أننا نفتخر بمواقف سمكنا المشرّفة بوجه سمك القرش المفترس الذي أكل بعض أسماكنا البريئة ، وإننا لنرفع رؤوسنا عالياً
بدعم سمكنا المشوي - على الفحم – سمك الجيران الشهيّ الذي يصد هجمات الفكّ المفترس ، وكم فخرنا بسمكنا عندما أثبت لأسماك العالم أنه سمكاً كاملاً بينما غيره أنصاف
أسماك ، وإننا لو تعلمون حين قالها كيف فاحت من عقولنا رائحة ( الزنخة ) التي طالما ناطحنا بها الغيوم شموخاً وعزّةً وإباء .
إننا مختلفون عن باقي الشعوب ، تركيبة عظامنا تختلف عن باقي الشعوب ، فعظمة الترقوة عندنا موجودة خلف الحجاب الحاجز ، وكوعنا بمكان بوعنا ، ولساننا أشدّ و أقوى من أقدامنا حيث
يمكننا استخدامه عكّازاً لتخطّي الأزمات المتكررة والهجمات الشرسة من قبل أعداء السمك المشوي -على الفحم - ، نحن مختلفون حتماً ، فكل الشعوب في عجلةٍ
من أمرها لتغيير الطعم والنكهة والتخلّص من السموم الموجودة في غذائها ، إلا نحن لسنا في عجلةٍ من أمرنا أبداً ؛ فالعمر أمامنا طويل جداً ، وسيدنا نوح أكبر دليل على
صحة كلامنا ، وأمعاؤنا تمتص السم لتحوّله - بقدرة قادر- إلى فيتامينات . إنهم أغبياء ، يريدون تغيير كل شيء بخمسين سنة ، هم يظنّون أن الأمر بهذه السهولة ، ويعتقدون
أن تغيير الفحم يتمّ بكن فيكون ، فما قولهم لو (( فكّرنا )) بتغيير السمك والفحم معاً !
نحن شعب مختلف تماماً ، مخلصون حتى الموت ، صامدون حتى التلف ، مكافحون حتى آخر شبرٍ من لساننا ، نرى السمك الأسود أبيض والأبيض أسود ، نذمّ كافة أسماك
العالم الطاغية التي تأكل أسماكها الصغيرة نعم ، لكن أبداً لن نقبل أن يذمّ سمكنا أحد ولو لم يبقى سمكة صغيرة توحّد ربّها ؛ فسمكنا نصفه إله ونصفه ملاك ، والله سبحانه
وتعالى أرسله لنا رحمة لتوحيد البطون حول مائدة واحدة نتسمم بها جميعاً إلى الأبد ، فموتوا بغيظكم أيها الجبناء ولنمت نحن كمداً وقهراً مرفوعين الرأس شامخين لا نرى ما تحت أقدامنا .
.
في وطني أجمع كل الشعب على حب السمك المشوي على الفحم إلا واحد بالمئة خانتهم ذائقتهم المريضة ففضّلوا على سمكنا المشوي - على الفحم - المعكرونة بالباشميل ، حاولنا
هدايتهم بشتى الوسائل ( الإنسانية ) إلى الذائقة الصواب ، وذلك بشرح فوائد ومميزات السمك المشوي - على الفحم - بدءاً بطعمه اللذيذ ورائحته الزكية وصولاً إلى شكله
المتناسق الرشيق ، إلا أنهم أبوا واستكبروا وأصرّوا على المعكرونة بالباشاميل . قتّلنا بعضهم وسجنا آخرين ولاحقنا البعض وهجّرنا الكثيرين ، لكن دون جدوى ، هؤلاء
الخونة للذائقة الشعبية مصرّين على أن السمك المشوي - على الفحم - خرج من أنوفهم وأصابتهم تخمة من تناوله طيلة واحد وأربعين عاماً تحت التهديد والوعيد
والترويع - الوطني - الذي يمارسه عليهم طبّاخو الوطن ذوو الأيادي البيضاء ، ورغم أننا نحن الذوّاقين الشرفاء لا نرى بأساً من تنويع في الوجبة الوطنية إنما ليس
بطريقة هؤلاء المندسين في المطبخ الوطني ، إنهم يستخدمون أساليب مقززة ومقرفة لتشويه صورة وسمعة سمكنا المشوي - على الفحم - ، فتارةً يقولون أنه فاسد ، وتارةً
الفحم رطِب ، وتارةً أخرى يشككون بوطنيته ، وإننا لنقسم بربّ البحار أن سمكنا بلحمه وأشواكه وحراشفه وزعانفه وطني مئة بالمئة ، وإن كان قليل الحريرات والدسم
وعديم الفائدة الغذائية لنا فيشفع له أنه وطني ، وهذا ما لم يستطع هؤلاء الضّالون فهمه ، تلك هي الوطنية الحق التي لا يعرف طعمها إلا من تناول السمك
المشوي -على الفحم - صبح مساء ، ونحن إذ لا ننكر أن أغلب الشعب تسمّم على مدى واحد وأربعين عاماً وعانى الكثيرمن الإقياء المتكرر والإسهال
الشديد الذي وصل حدّ الجفاف ، إنما نربأ بأنفسنا كذواقين شرفاء عن الكفر بمعتقداتنا السمكية ، ونسعى ونأمل ونرجو دائماً أن يتحفنا سمكنا بنكهة جديدة
له يستسيغها الجميع ، لكن ارتكاب ذنب الكفر الذي يتمثّل بالاستغناء عنه غير وارد في قاموسنا أبداً ، وحاشى وكلا أن نأثم هكذا إثم ؛ لأننا ببساطة
شديدة لا نجد في الوطن وجبة ( وطنية ) بهذه القوة وهذا الطعم اللذيذ .
علينا نحن ذوّاقو الوطن - الشرفاء- مهما تقيأنا ومهما عانينا من حالات إسهال مميتة أن نظهر أمام المطابخ الغربية المعادية والمطابخ المحبّة لنا والحقودة بنفس الوقت
وأمام مدّعو الذائقة الحرّة بأننا مستمتعون بسمكنا المشوي -على الفحم – لأبعد الحدود وأننا ملتفون حول مائدتنا والكتف ملتصق بالكتف والابتسامة مشرقة على
وجوهنا ( والرقص شغّال ) ولو تقطّعت أمعاؤنا من شدة الإسهال ، علينا أن نكافح بأشواكنا في كل العزائم والولائم ونلعن من لا يسبّح بحمد سمكنا المشوي - على الفحم - ونصرخ ، بأعلى
صوتنا نصرخ حتى لو كان بحناجرنا ألف شوكة أننا نفتخر بمواقف سمكنا المشرّفة بوجه سمك القرش المفترس الذي أكل بعض أسماكنا البريئة ، وإننا لنرفع رؤوسنا عالياً
بدعم سمكنا المشوي - على الفحم – سمك الجيران الشهيّ الذي يصد هجمات الفكّ المفترس ، وكم فخرنا بسمكنا عندما أثبت لأسماك العالم أنه سمكاً كاملاً بينما غيره أنصاف
أسماك ، وإننا لو تعلمون حين قالها كيف فاحت من عقولنا رائحة ( الزنخة ) التي طالما ناطحنا بها الغيوم شموخاً وعزّةً وإباء .
إننا مختلفون عن باقي الشعوب ، تركيبة عظامنا تختلف عن باقي الشعوب ، فعظمة الترقوة عندنا موجودة خلف الحجاب الحاجز ، وكوعنا بمكان بوعنا ، ولساننا أشدّ و أقوى من أقدامنا حيث
يمكننا استخدامه عكّازاً لتخطّي الأزمات المتكررة والهجمات الشرسة من قبل أعداء السمك المشوي -على الفحم - ، نحن مختلفون حتماً ، فكل الشعوب في عجلةٍ
من أمرها لتغيير الطعم والنكهة والتخلّص من السموم الموجودة في غذائها ، إلا نحن لسنا في عجلةٍ من أمرنا أبداً ؛ فالعمر أمامنا طويل جداً ، وسيدنا نوح أكبر دليل على
صحة كلامنا ، وأمعاؤنا تمتص السم لتحوّله - بقدرة قادر- إلى فيتامينات . إنهم أغبياء ، يريدون تغيير كل شيء بخمسين سنة ، هم يظنّون أن الأمر بهذه السهولة ، ويعتقدون
أن تغيير الفحم يتمّ بكن فيكون ، فما قولهم لو (( فكّرنا )) بتغيير السمك والفحم معاً !
نحن شعب مختلف تماماً ، مخلصون حتى الموت ، صامدون حتى التلف ، مكافحون حتى آخر شبرٍ من لساننا ، نرى السمك الأسود أبيض والأبيض أسود ، نذمّ كافة أسماك
العالم الطاغية التي تأكل أسماكها الصغيرة نعم ، لكن أبداً لن نقبل أن يذمّ سمكنا أحد ولو لم يبقى سمكة صغيرة توحّد ربّها ؛ فسمكنا نصفه إله ونصفه ملاك ، والله سبحانه
وتعالى أرسله لنا رحمة لتوحيد البطون حول مائدة واحدة نتسمم بها جميعاً إلى الأبد ، فموتوا بغيظكم أيها الجبناء ولنمت نحن كمداً وقهراً مرفوعين الرأس شامخين لا نرى ما تحت أقدامنا .
.