الى ابنتي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى قدور
    • 27-02-2011
    • 1

    الى ابنتي

    الى ابنتي
    ------------------------------------------------------------
    هو حلمه منذ الطفولة اعتاد على المضي خلفه والسعي إلى تحقيقه هو الشيء الوحيد الذي يدفعه ليكمل دورة الحياة لم يشأ يوما التخلي عنه فالسير وسط الكلمات كان يعني له الكثير والتخبط في الأفكار يحقق له سعادة قصوى وعندما كبر أحس أن لديه شيء فريد أراد أن يخبرهم بما عنده لم يدفعوه ولم يمهدوا له الطريق حتى أنهم لم يحاولوا أن يفهموا ما يجوب بداخله فهم اعتادوا على أن يحلما بالنقود بينما كانت أحلامه تمشي على الأشواك تركوا له ذكرى هي سخرية وتهكم له ولما يحمله ثم رحلوا شيء واحد دفعه إلى العيش هو رؤية ابنته الصغيرة وهي تخرج إلى الحياة ,قدره الأحمق وسجائر تبغه دفعاه الى أن يكبر بسرعة وعندما أدرك أن الارادة هي ملح الحياة عندها اصر على رؤية الحلم يغدو كشمس الصيف سافر كثيرا في الاحلام تعلم أن الكلمات جواز سفر للقلوب دخلها جميعا لم يجد فيها شيء يستحق الذكر سوى بقاي للحب واخرى للحياة الى أن حل عليه غضب المساء ورأى تلك العرافة جمالها سلب عقله بدل تفكيره اعاد عمره الى الوراء بعضها للحب واخرى للحياة ادخلها قلبه المفعم بالمشاعر ومن اول نظرة انهار سده العالي المنيع وقلبت كيانه في ثواني جعلته يتراجع عن قراره بعد أن حزم امره على أن يتابع المشوار دون أن يأخذ أي واحدة منهن ,عندها احس أن القدر الاحمق قد سار معه للحظة وان الرياح وعلى غير عادتها قد جرت مع سفنه اقترب منها رأى جمال الله في اضعف مخلوقاته حديثها عن الادب والكلمات شد انتباهه لا بل اكثر من ذلك فلقد زاد في حبه لها تعرف عليها كانت اعينه تسبق لسانه للكلام رأى فيها كل ما يريد عندها كبر الحلم وتفجر الأمل بان تصبح ابنته وليدة في هذه الحياة أطلق أحلامه وشاهدها تطير بل ورافقها حيث مواطن الكلمات وآفاق القصائد زار جبران واحتسى في القهوة مع محفوظ خرج نزار مسرعا الاستقبال بينما أحلام قبلته قبلة الوداع رحبوا بما لديه دفعوه نحو الأمام سر يا بني فلديك طريق طويل عاد إليها أعطاها كل ما كتبه قرأته شجعته وتعهدت بالسير معه خطوة بخطوة عندها في لحظة صمت باحت القلوب بما يجوب بها بعيدا عن الكذب والرياء ووعدته بأنها سوف تشاركه الأم المخاض وفرحة الولادة وعندها تفجر قلمه وبدا يكتب وكلما كتب شيئا كان يطلعها عليه إلى أن حان الموعد اقتربت منه بصمت حدثته قليلا وسألته أين وصلت فرح كثيرا لقد حان موعد ولادة ابنتنا عندها أخذت حقيبتها وأخرجت بطاقة كتب عليها اسمي سألتها ما هذا لم تجب ورحلت وأذابها دعوة للحضور . عندها أحس بان قدره الأحمق عاد إليه وأن رياحه رجعت إلى عادتها نظر إلى المساء كم أنت جبار أيها المسكين أبكيت عيوني ودمرت روحي وأخذت أحلامي وأدخلتني النار بعدما كنت في الفردوس العظيم كل ذلك كان في كذبة خرافية أسميتها ظلما الحب والتي طالما ابتعدت عنها أما ابنتي الصغيرة التي عشت لأجلها وأطعمتها من أحلامي وربيتها على حساب رغباتي وألبستها مشاعري وخفق لها قلبي بالحب ونسي أن يخفق لها بالخوف لقد كان لزاما عليها أن تولد في صمت فلن تمسها الأيدي ولن تمر عليها العيون ولن تؤخذ لها الصور التذكارية ولن تكتب عنها جريدة.
    بقايـــــــــــا روح


    أرجو من المشرفين الاعضاء نقد وتقييم مشاركتي وهي من كتابتي الشخصية ..... ودمتم بود
يعمل...
X