ف1/ اعترافات عضو فى تنظيم القاعدة / صدور 2008/ مصادرة أمنية 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طلال سيف
    أديب وكاتب
    • 24-01-2011
    • 91

    ف1/ اعترافات عضو فى تنظيم القاعدة / صدور 2008/ مصادرة أمنية 2008

    إهداء
    ــــــــــ إلى الولد النائم فى أحضان الشوك سنين
    "سامى الحاج"


    كرستين لا تعرف الخوف...
    فهويتها الأمريكية تمنحها مساحة من التصرف بجرأة لا يعرفها المصريون خاصة حيال الأنظمة الأمنية،ولها من المواقف المثيرة ،ما يجعلها فى مصاف الكبار من وجهة نظر المواطنين المحليين. بالأمس تم القبض على أربعة عمال من الفندق المقابل لشقتها،وبمجرد أن وصلها الخبر، اتجهت إلى قسم شرطة شرم الشيخ متطوعة كعادتها وكما عرفها أهل المدينة الآمنة
    عند الباب الخارجي للقسم.استقبلها المأمور ورئيس المباحث استقبالا يليق بها.أقسم المأمور بأن تجلس على مقعده.خلف المكتب الفاخر وعلى المقعد الدوار،كانت كرستين تهتز بثقة يعرفها الجميع،وعلى رأسهم أحمدعبيد رئيس مباحث القسم ،الذى دخل لتوه بالقهوة الطازجة حيث تجلس كرستين.برفق وضع الفنجال، ثم تراجع خطوتين إلى الوراء،وقد أحنى رأسه إلى أسفل فى أدب جم.فله معها ذكرى لا تنسى،عندما كان ملازما فى الأمن المركزى بمحافظة أسيوط،وكانت كرستين مجرد سائحة كادت تتعرض لحادثة سرقة،لولا تواجد أحمد عبيد مصادفة فى موقع الحادث.يومها أبرز كل قدراته الشرطية التى تعلمها أثناء الدراسة لارضاء السائحة .لحظتها تناولت هاتفها الخلوي واتصلت بشخص ما.فى اليوم التالى إنتقل عبيد من الأمن إلى المباحث.ومنذ ذلك التاريخ وأحمد تعاوده ذكرى الحنين.فهو يعرف هويتها التى أبرزتها فى قسم شرطة أسيوط . وكنوع من رد الجميل وإرضاء" لها ،كان عمال الفندق أمام مكتبها فى حجرة المأمور.على الفور اصطحبتهم برفقتها دون أن تلتفت أو تلقى كلمة شكر إلى رئيس المباحث أو المأمور،الذى أصر على مرافقتها حتى تركب السيارة برفقة العمال الأربعة.
    عند الباب الرئيسى للفندق كان المالك فى انتظار السيدة الأمريكية.استقبلها بحفاوة بالغة،وبتذلل منقطع النظير راح يشكرها على المعروف التى قدمته لتوها مذكرا إياها بما صنعته من قبل،حينما رفض محافظ الجنوب اعتماد أوراق الفندق فطمأنته واتجهت إلى مبنى المحافظة،وبمجرد أن تسرب خبر قدومها.كان السيد سعد جلالة محافظ الجنوب،على رأس وفد كبير عند الباب الكبير فى شرف استقبالها.
    خلف المكتب الفاخر وعلى المقعد الدوار كانت كرستين تهتز بثقة.وقبل أن يقدم إليها القهوة الطازجة .ناولته الأوراق،فقام باعتمادها على الفور.فله معها ذكرى لا تنسى،يوم أن كانت مجرد سائحة فى قرية" جراح".ساعتها كان ميقات الجمعة قد اقترب.سمع المصلون ضجيجا وصفيرا وأصوات تدافع غير عادية.خرج إمام المسجد مسرعا،فرأى كرستين الفاتنة بملابسها شبه العارية يحيطها شباب القرية.كل منهم يحاول أن يحصل من جسدها على حصته،ربما لمسة أو مسكة نهد أو حضن عاجل .طرح الإمام عباءته على جسدها فى محاولة لتهدئة ثورة الأجساد المتعبة.مسرعا اتصل بشرطة النجدة التى تأخرت كثيرا.فاتصل بالسيد سعد جلالة،الذى يعتبره الناس فى أجا وقراها محطة للرعب.وقتها كان أمينا عاما للحزب الحاكم.فور وصوله كانت الثورة قد انتهت ،وبإنجليزية رديئة اعتذر إلى السيدة الأمريكية،معتبرا ما حدث من قبيل الخطأ غير المقصود،ثم اصطحبها جلالة الى منزله.تناولت السيدة الأمريكية هاتفها الخلوى واتصلت بشخص ما.ومنذ ذلك التاريخ يترقى فى الوظائف العامة بسرعة أذهلت الجميع،إلا كرستين التى تعتبر ما تقدمه من خدمات إنسانية أمر طبيعى بصفتها مواطنة أمريكية وبالأخص لأنها تعيش فى مصر منذ عشرين سنة.أنجبت خلالهم طفلها الوحيد من شاب لا تعرف هويته بالتحديد،فأحيانا تذكر أنه مصرى ومرات تجزم بأنه من هولندا و غالبا ما تصر على أنه يشبه الطليان.فالأمر لا يعنيها كثيرا فقد اعترفت فى دير سانت كاترين بفعلتها ،وعندما طلب الأب أن تعترف بخطيئتها .لم تقر بها.فرفض الأب الاعتراف بوصفه ناقصا.على الفور أشاحت بهويتها فى وجه الاب الذى طلب الغفران على عجل.فكرستين لا تعرف الخوف .وكل أهل المدينة يعلمون ذلك جيدا.فيتجنبون غضبها ويتحاشون سطوتها،ومن باب التقرب إليها.أنتج عباقرة شرم الشيخ ثلاثة أعياد باسم كرستين،أشهرهم يوم البول الأعظم.فى ذلك اليوم كانت كرستين تصطحب طفلها فى نزهة وقد حاصرها البول فى ميدان الساعة.كان طفل كرستين جائعا.حاولت أن تتلطف معه حتى تقضى حاجتها فى أقرب دورة مياه.لكنه رفض تماما،فما كان منها الا أن خلعت لباسها وجلست القرفصاء وسط الميدان،وقامت بفعلتها.وبينما كان البول يتدفق من منحدر صغير،كان أهل المدينة والسائحون يلتفون حولها فى شكل د ائرة كاملة.يصفقون لها فى حالة من الفرح عمت المدينة،إلى أن أفسد تلك الفرحة أحد عمال البناء ويدعى مختار أبو ستيتة،الذى بصق على وجهها وكال لها الشتائم واللعنات.انتفضت كرستين وارتدت سروالها،ثم أخرجت بسرعة فائقة هويتها،وقبل أن تسددها فى وجه مختار ،كان قد تناولها من يديها وألقى بها أرضا وداسها بنعليه الذى فقدهما فى الحادث، كما فقد وعيه من كثرة عصى الأمن التى طالت رأسه.وقبل أن تهدد كرستين ثانية بهويتها،كان المسئولون بالمدينة يعلنون أن ذلك اليوم سيصبح من الأن فصاعدا عيدا للمدينة بصفته الحادثة الأولى من نوعها فى مصر والشرق الاوسط ،وفى كل عام وفى نفس المكان ونفس التوقيت سيقدم المسئولون عن شرم الشيخ هدية عظيمة لأى سائحة تنهج نهج كرستين الرقيقة ،التى لم تعرف الخوف يوما .لكنها منذ تلك اللحظة وبعدما أغلقت باب حجرتها.راحت تفكر فى سر تجرؤ ذلك المواطن البسيط على هويتها.ساعتها أحست كرستين بالخوف
    التعديل الأخير تم بواسطة طلال سيف; الساعة 16-03-2011, 01:27.
يعمل...
X