جلسة الآثام في عيوب الأزواج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جاسم داود
    • 17-04-2011
    • 1

    جلسة الآثام في عيوب الأزواج

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    جلسة الآثام في عيوب الأزواج


    كان الشعور بالذنب يعذبني بعد كل جلسة ثم يخف تدريجياً إلى أن ينمحي قبل موعد الجلسة التالية فلا أستطيع المقاومة، بل أجاريهن في الأحاديث التافهة والتلميحات ذات الألف معنى، ومضغ سيرة الأزواج كحبات اللادن التي اعتادت إحداهن أن توزعها علينا في كل لقاء.


    فقد اتفقت، ومجموعة من جاراتي، على أن نلتقي كل أسبوع في بيت إحدانا نتسامر ونمضي الوقت. كانت البداية عندي. تواعدنا، وفي الموعد المحدد جاءت كل منهن ترتدي عباءة موشاة بالذهب، وتتزين بكمية حلي تكفي لافتتاح محل صائغ!
    وتفوح منها رائحة عطر كأنها نقعت جسدها في بحر من الزهور!.


    وتسابقت الأكف المزيّنة بالذهب والحناء على أطباق المكسرات والحلوى وأكواب العصير، وتنافست الأفواه أيضاً في الحديث.
    كان الأزواج مادتنا الأساسية للكلام، إذ تحوَّلت عيوبهم إلى خيط ممتد بين الزائرات، تسلمه كل منهن للأخرى، لتصل ما انقطع، وتعري زوجها، وتفضح نقائصه دون خجل أو حياء!.


    ألقت إحداهن حبة لوز في فمها، وقالت بعد تنهيدة طويلة :
    المال على قلبه أكوام، ومع ذلك فهو بخيل ولولا نفحات أخي وإرثي من أبي لمت جوعاً!! تصورن أنه يزداد بخلاً كلما زاد ثراؤه، ويضيِّق عليَّ أكثر كلَّما وسَّع الله عليه، الحمد لله أننى لم أرزق منه بأطفال، لعلِّي أقنع أسرتي يوماً بطلب الطلاق منه دون أن يكون هناك صغار يجبرونني على العيش معه!.


    مصمصت أخرى شفتيها، وقالت بأسى :
    قلبي معك الرجل البخيل لا خير فيه، فبخله يمتد إلى مشاعره، ويكون كالحجر الصوان اسأليني أنا فقد كان زوجي السابق بخيلاً أيضاً، وكنت أشعر بأنه يخشى أن يعبِّر لي عن حبه حتى لا أتدلل عليه فأطلب مالاً أو هدية وها هو قد مات، وورثت عنه الكثير، لكن أوقعني سوء حظي في الزواج من رجل استغلالي يعاملني كمصرف يغترف منه المال، وعليَّ أن أصبر، فليس فيَّ طاقة امرأة أن تخرج من الترمل إلى الطلاق، وبيني وبينك "ظل الرجل حماية مهما كان سيئاً".


    التقطت ثالثة خيط الحديث، وهي ترشف العصير المثلج :
    اضحكن ياسيدات لقد صرت على يقين من أن زوجي وُلد في المطبخ، فهو نهم جداً، وكم التبس الأمر عليَّ في بداية زواجنا حين كان يسألني ها.. كيف الحال؟ فأجيبه بخير والحمد لله، فيرد وهو يشير إلى بطنه لا أقصد حالك أنت بل حال الطعام؟! لقد صار زوجي ضخماً جداً، وهو يسمن يوماً عن يوم، وكلَّما نصحته بالحمية قال باستهانة الله تعالى لم يحرِّم علينا الطيبات، فلماذا نحرِّمها نحن على أنفسنا؟ ثم يبتسم قائلاً بالله عليك ألا تشعرين بفراغ كلما غبت عنك وخلا الحيِّز الكبير الذي أشغله في البيت؟!


    وتحدثت رابعة، وخامسة، وسادسة، وسابعة، عن الزوج المهمل، والمسرف، وابن أمه والذي يكره أهل زوجته، وذي العين الفارغة.


    لم يجدِ نصحي لهن، وكنت أضعف من أن أقاطع تلك الجلسات الشائنة حتى انقطعت إحداهن مرغمة عنها بعد أن توفَّاها الله حينئذ شعرت أن منحني خوفي من الموت قوة المواجهة، وعزمت على أن أجتهد لألقى الله نقية، وأن أظل محافظة على صورة رجلي الناصعة، فهو جنتي وناري وبعون الله سأجعله جنة.. جنة وحسب .


    منقول للكاتبة نور الهدى سعد
    دمتم برعاية الرحمن وحفظه
يعمل...
X