سبحانك يا ربّ اسرائيل ... سبحانك !! / حكيم عباس
عند معبر "كارني" الذي يصل بين أشلاء ما كان يوماً يسمّى وطناً ، قطعةً من وطنٍ أكبر ، قيل لنا أنّه عربيّ النّسب و الحسب ، و الله صدقنا حتى نخاع العظم !! هناك بالضبط وقف حاخام كبير (ليس الأكبر) يمسح على أكتاف جنودٍ تركوا أمّهاتهم و إخوانهم و أحبابهم و ربّما زوجاتهم و أبنائهم و خرجوا يتصدّون لأعداء يهوا من شراذم القبائل الهمجيّة الزاحفة كجراد الصحراء على أطراف المَدنيّة.
مسح على أكتافهم و قرأ عليهم وصايا الرب : اقتلوهم جميعا ، لا تدعو رجلا و لا امرأة ، اقتلوا أطفالهم و ابقروا بطون نسائهم ، اقتلوا دوابهم وماشيتهم ، احرقوا بيوتهم و شجرهم و حرثهم و نسلهم ، أريدها خرابا...
ثم تمتم الحاخام الكبير بضع سطور من التلمود و وشوش في أذن كلّ جنديّ بعض كلمات بلغة قيل أنها بعض بقايا من الكنعانية ... مضى الجنود و قد شدّوا الهمم ، عازمين على تطهير أرض إسرائيل المباركة من بقايا عرب الصحراء.
مسح على أكتافهم و قرأ عليهم وصايا الرب : اقتلوهم جميعا ، لا تدعو رجلا و لا امرأة ، اقتلوا أطفالهم و ابقروا بطون نسائهم ، اقتلوا دوابهم وماشيتهم ، احرقوا بيوتهم و شجرهم و حرثهم و نسلهم ، أريدها خرابا...
ثم تمتم الحاخام الكبير بضع سطور من التلمود و وشوش في أذن كلّ جنديّ بعض كلمات بلغة قيل أنها بعض بقايا من الكنعانية ... مضى الجنود و قد شدّوا الهمم ، عازمين على تطهير أرض إسرائيل المباركة من بقايا عرب الصحراء.
بضع ساعات ، و إذا بالجنود يستعرضون قوّتهم التي نفخها فيهم حاخامهم من روح نبي إسرائيل الكبير ، غالب الرّب يعقوب ، على بعد بضعة أمتار عن الطريق الذي سلكه عبد مناف ابن هاشم ، بضع سنتيمترات من آثار أقدام محمدّ ابن عبد لله حين كان في القافلة صبيا يصحب عمّه تظلّله ألسحب تحميه من قيظ الصيف ، بمحاذاة الطريق التي عبرها قُطز ثمّ صلاح الدين يطاردان فلول الأعداء(!) في طريقهما نحو أولى القبلتين ، مليمترات قبل التفرّع الذي يقودك نحو الطريق الموازي الذي سلكه تحتمس على رأس جيوش المصريين يُطارد قبائل العبرانيين حتى الفرات ، بعد أن تظلّم له عليّة القوم في أرض كنعان.
يا ويلاه .. ماذا كان هناك ، عند تلك النقطة بالذات ، تكدّس اللحم فوق الّلحم ينزّف دما و ألسنة لهب ، لحم أطفال طريّ مشويّ ، تتصاعد منه رائحة الشواء الشهي و النساء ، النساء أساطير و خرافات ، لم أر قط و لم اسمع عن قهرٍ أعظم للنساء ، هنّ ..هنّ المستهدفات ، لأنهنّ خصب الأرض.. وخصب التاريخ .. و بيضة الحسب و النسب .. و بذرة التّمرد على الموت ، لا تنفع وصايا الرّب . بقر البطون لا يكفي.. و لا قلع الأعين و قطع الأرجل و الرؤوس ، و لا اقتلاع الأرحام يكفي.. عليهم البحث عن ما يمحق النطفة ... حتى ذلك الحين ، قتلوا أبناء النساء فهم المقاتلون أو المقاتلون المحتملون.
قتلوا أزواجهن فهم يربون المقاتلين .
قتلوا إخوانهن لأنهم مقاتلون أيضا ،
قتلوا أبائهن ، لأنهم المذنبون الأوائل بحق الدولة العبرية ... إذ أنجبوا بناتا خصبات ينجبن المقاتلين.
قتلوا أزواجهن فهم يربون المقاتلين .
قتلوا إخوانهن لأنهم مقاتلون أيضا ،
قتلوا أبائهن ، لأنهم المذنبون الأوائل بحق الدولة العبرية ... إذ أنجبوا بناتا خصبات ينجبن المقاتلين.
... و هكذا بين لغز البيضة و الديك ، جلست المرأة هناك على ذاك التّقاطع، في أعينها الحزن أوسع بكثير من البحر المتوسط ، فقد رحلت القبيلة ومعها قطز و صلاح الدّين ، عبد مناف الباقي في التّراب كرائحته لا جنسيّة معترف بها له ، و تحتمس قضى و قضوا كلّ من أتوا بعده ، فصارت أيتم من مسمار دق في لحم خشبة مقطوعة من شجرة وحيدة ملقاة في مزبلة... الأب قتل و الأخ قتل و الزوج قتل و الابن قتل.. بقي ثديها وحيدا لم يجفّ حليبه ..آه منكنّ يا بنات كنعان يا بنات آوى !!!
بينما كان الجنود منهمكين في تحقيق رغبات غالب الرب ، وصلوا عند "تلّة الرّيس" (الريّس كلمة باللهجة المصرية تدلّ على أصول مشتركة تعني الرئيس و الرئيس لم تصله "الوثيقة" واضحة فيها خانة الجنسية) يقصدون العبور إلى "تلّة الكاشف" ( الكاشف اسم الفاعل المعرّف من فعل كشف ، و سمّيت هكذا لأنّها تكشف عورة إنتماء غزة حيث منها تكشف قبر عبد مناف بن هاشم ، و هاشم حجازيّ إختارالله نبيّ العرب من ذريّته ) فإذا بمفرق طرق أمامهم ، طريق تذهب إلى اليمين و طريق تذهب إلى اليسار ، بعد حيرة قرّروا عبورالطريق عن اليسار ، همّوا ، فإذ بإمرأة تظهر أمامهم ، طويلة القامة، جميلة الهيئة ، هادئة الملامح ، حدّقوا بها مشدوهين : جمالها خرافي !! ابتسامتها عذبة !! ملامحها ملوكية !! ثقتها بنفسها أربكتهم!!. لكن سرعان ما أتّضح الأمر إذ رفعت يدها و أشارت نحو الطريق في اليمين آمرة : مروا من هناك.
فأطاعوا مَسحورين مُنصاعين مُذعنين .. ما أن فعلوا حتى انفجرت عبوّة ناسفة في الطريق التي تركوها ، بالضبط حيث كانوا واقفين .. فتحلّق الجند حول المرأة ساجدين و قد نجوا من فخّ مُبيد : كيف عرفت ؟؟ من أنت بحق يهوا ؟؟
فقالت و هي تمسح على رؤوسهم بحنان يُلهِبُ القلوب : أنا راحيل يا أبنائي.. أنا راحيل... و اختفت ..
راحيل زوجة النبي الكبير يعقوب !! تقاتل معنا ...!!! خرّوا على وجوههم ثانية ساجدين للرب آدون ، و آدون هذا كنعانيّ تهوّد قصراً ... سبحانك يارب إسرائيل.. سبحانك !!!
---------------------
بينما كان الجنود منهمكين في تحقيق رغبات غالب الرب ، وصلوا عند "تلّة الرّيس" (الريّس كلمة باللهجة المصرية تدلّ على أصول مشتركة تعني الرئيس و الرئيس لم تصله "الوثيقة" واضحة فيها خانة الجنسية) يقصدون العبور إلى "تلّة الكاشف" ( الكاشف اسم الفاعل المعرّف من فعل كشف ، و سمّيت هكذا لأنّها تكشف عورة إنتماء غزة حيث منها تكشف قبر عبد مناف بن هاشم ، و هاشم حجازيّ إختارالله نبيّ العرب من ذريّته ) فإذا بمفرق طرق أمامهم ، طريق تذهب إلى اليمين و طريق تذهب إلى اليسار ، بعد حيرة قرّروا عبورالطريق عن اليسار ، همّوا ، فإذ بإمرأة تظهر أمامهم ، طويلة القامة، جميلة الهيئة ، هادئة الملامح ، حدّقوا بها مشدوهين : جمالها خرافي !! ابتسامتها عذبة !! ملامحها ملوكية !! ثقتها بنفسها أربكتهم!!. لكن سرعان ما أتّضح الأمر إذ رفعت يدها و أشارت نحو الطريق في اليمين آمرة : مروا من هناك.
فأطاعوا مَسحورين مُنصاعين مُذعنين .. ما أن فعلوا حتى انفجرت عبوّة ناسفة في الطريق التي تركوها ، بالضبط حيث كانوا واقفين .. فتحلّق الجند حول المرأة ساجدين و قد نجوا من فخّ مُبيد : كيف عرفت ؟؟ من أنت بحق يهوا ؟؟
فقالت و هي تمسح على رؤوسهم بحنان يُلهِبُ القلوب : أنا راحيل يا أبنائي.. أنا راحيل... و اختفت ..
راحيل زوجة النبي الكبير يعقوب !! تقاتل معنا ...!!! خرّوا على وجوههم ثانية ساجدين للرب آدون ، و آدون هذا كنعانيّ تهوّد قصراً ... سبحانك يارب إسرائيل.. سبحانك !!!
---------------------
24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.
25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».
28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».
30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
31 وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ.
سفر التكوين - الإصحاح 35
19 فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ.
20 فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ «عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ» إِلَى الْيَوْمِ.
25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.
26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».
27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».
28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».
30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».
31 وَأَشْرَقَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِذْ عَبَرَ فَنُوئِيلَ وَهُوَ يَخْمَعُ عَلَى فَخْذِهِ.
سفر التكوين - الإصحاح 35
19 فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ.
20 فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ «عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ» إِلَى الْيَوْمِ.
(سفر التكوين - الإصحاح 32 )
1 فَأَرْسَلَ يَشُوعُ بْنُ نُونٍ مِنْ شِطِّيمَ رَجُلَيْنِ جَاسُوسَيْنِ سِرًّا، قَائِلاً: «اذْهَبَا انْظُرَا الأَرْضَ وَأَرِيحَا». فَذَهَبَا وَدَخَلاَ بَيْتَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ اسْمُهَا رَاحَابُ وَاضْطَجَعَا هُنَاكَ.
2 فَقِيلَ لِمَلِكِ أَرِيحَا: «هُوَذَا قَدْ دَخَلَ إِلَى هُنَا اللَّيْلَةَ رَجُلاَنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ».
3 فَأَرْسَلَ مَلِكُ أَرِيحَا إِلَى رَاحَابَ يَقُولُ: «أَخْرِجِي الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَتَيَا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ، لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيَا لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ كُلَّهَا».
4 فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَا وَقَالَتْ: «نَعَمْ جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلاَنِ وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ هُمَا.
5 وَكَانَ نَحْوَ انْغِلاَقِ الْبَابِ فِي الظَّلاَمِ أَنَّهُ خَرَجَ الرَّجُلاَنِ. لَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ ذَهَبَ الرَّجُلاَنِ. اسْعَوْا سَرِيعًا وَرَاءَهُمَا حَتَّى تُدْرِكُوهُمَا».
6 وَأَمَّا هِيَ فَأَطْلَعَتْهُمَا عَلَى السَّطْحِ وَوَارَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ كَتَّانٍ لَهَا مُنَضَّدَةً عَلَى السَّطْحِ.
2 فَقِيلَ لِمَلِكِ أَرِيحَا: «هُوَذَا قَدْ دَخَلَ إِلَى هُنَا اللَّيْلَةَ رَجُلاَنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ».
3 فَأَرْسَلَ مَلِكُ أَرِيحَا إِلَى رَاحَابَ يَقُولُ: «أَخْرِجِي الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَتَيَا إِلَيْكِ وَدَخَلاَ بَيْتَكِ، لأَنَّهُمَا قَدْ أَتَيَا لِيَتَجَسَّسَا الأَرْضَ كُلَّهَا».
4 فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَا وَقَالَتْ: «نَعَمْ جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلاَنِ وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ هُمَا.
5 وَكَانَ نَحْوَ انْغِلاَقِ الْبَابِ فِي الظَّلاَمِ أَنَّهُ خَرَجَ الرَّجُلاَنِ. لَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ ذَهَبَ الرَّجُلاَنِ. اسْعَوْا سَرِيعًا وَرَاءَهُمَا حَتَّى تُدْرِكُوهُمَا».
6 وَأَمَّا هِيَ فَأَطْلَعَتْهُمَا عَلَى السَّطْحِ وَوَارَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ كَتَّانٍ لَهَا مُنَضَّدَةً عَلَى السَّطْحِ.
( سفر يشوع - الإصحاح 2 )
22 وَقَالَ يَشُوعُ لِلرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ تَجَسَّسَا الأَرْضَ: «ادْخُلاَ بَيْتَ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ وَأَخْرِجَا مِنْ هُنَاكَ الْمَرْأَةَ وَكُلَّ مَا لَهَا كَمَا حَلَفْتُمَا لَهَا».
23 فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ.
24 وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.
23 فَدَخَلَ الْغُلاَمَانِ الْجَاسُوسَانِ وَأَخْرَجَا رَاحَابَ وَأَبَاهَا وَأُمَّهَا وَإِخْوَتَهَا وَكُلَّ مَا لَهَا، وَأَخْرَجَا كُلَّ عَشَائِرِهَا وَتَرَكَاهُمْ خَارِجَ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ.
24 وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.
( سفر يشوع - الإصحاح 6 )
الأحد يونيو 22 2008
القدس - ، ا ف ب - اعلن الجيش الاسرائيلي فتح معبر كارني بين قطاع غزة واسرائيل الاحد للمرة الاولى منذ سنة. وقال جيل كاري الناطق باسم مكتب تنسيق الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة ان معبر "كارني مفتوح منذ حوالى الساعة التاسعة (السادسة تغ) هذاالصباح. وتدخل كل انواع المنتوجات وليس فقط المواد الغذائية".
القدس - ، ا ف ب - اعلن الجيش الاسرائيلي فتح معبر كارني بين قطاع غزة واسرائيل الاحد للمرة الاولى منذ سنة. وقال جيل كاري الناطق باسم مكتب تنسيق الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة ان معبر "كارني مفتوح منذ حوالى الساعة التاسعة (السادسة تغ) هذاالصباح. وتدخل كل انواع المنتوجات وليس فقط المواد الغذائية".
-------------------
يقول المؤرخ والباحث عجاج نويهض - مؤلف كتاب بروتوكولات حكماء صهيون بجزئيه - إن التلمود يمثل تفسيرا وشرحا وتعليما للتوراة ويعتبره اليهود أهم من التوراة والتلمود هذا هو كتاب ضخم جدا بدء الحاخامات اليهود بكتابته في أرض السبي الأول ومازال يضاف إليه حتى يومنا هذا .. ولقد عمد كتبة التلمود إلى وضع الكثير الكثير من الأساطير المبالغ بها التي تظهر القوة الإلهية التي ترافق وتعنى ببني إسرائيل وذلك لشحذ الهمم وتقوية النفوس انطلاقا من المعجزات التي وردت بالتوراة وأهمها شق البحر بعصا موسى وقوة الرب التي تتقدمهم في حلهم وترحالهم على شكل عامود نار ودخان بعيد خروجهم من مصر .. وهكذا امتلأ التلمود بأكاذيب وأساطير فاقت أي أساطير قد يسمع بها وكانوا يفعلون ذلك انطلاقا من مبدء عنصري وضيع .. هو أن اليهود هم شعب الله المختار وباقي شعوب العالم جميعا هم ( غوييم ) أي حيوانات ولهذا زخر تلمودهم بالكثير الكثير من المبالغات الأسطورية التي تظهر القوة الفائقة الناصرة لليهود .. وكل ذلك فقط من أجل بث روح الشجاعة والإقدام المفتقدين في نفوس شبابهم .. لتتحول أبسط التصرفات إلى بطولات عظيمة لا بل أعمال الدعارة تصبح بطولة تسجل وتحسب لصانعتها في سبيل الشعب ..!!
على هذه الأرضية الأسطورية اعتمدت الحركة العنصرية الصهيونية بقيامها(( ففي عام 1896 كتب صحفي نمساوي يهودي يدعى تيودور هرتزل المعروف بـ"أبو الصهيونية" كراس "دولة اليهودية" . وبعد عام عقد هرتزل أول مؤتمر صهيوني في بازل بسويسرا. ووافق مائتي مندوب من 17 بلد على تكوين المنظمة الصهيونية العالمية للمطالبة "بوطن معترف به ويتمتع بالحماية القانونية .. )) ويذكر المؤرخ والباحث عجاج نويهض أن أعمال المؤتمر استعرضت عدة أماكن لإقامة الدولة الصهيونية وكانت معظمها في العالم الجديد وهيرتزل نفسه كان يتبنى بقوة الأرجنتين مكانا لهذه الدولة الخبيثة ولكن معارضات كبيرة اتصفت بالحدة ضد هرتزل وصلت إلى حد تهديده بالقتل أدى إلى إقرار قلسطين كمكان لإقامة هذه الدولة الصهيونية ..
ومنذ ذلك الوقت تبنت الصهيونية التوجه التلمودي بكل مافيه من عنصرية وخرافة وترهيب وترغيب لحشد أصحاب الدين اليهودي في العالم ودفعهم إلى وطن يقام على أرض فلسطين
وقد عمل الصهاينة وما زالوا على طرح قضيتهم على جميع القوى العالمية الفاعلة باعتبار أنهم شعب مسكين تعرض للاضهاد والتشتيت مرارا ومرارا .. وأنهم يستحقون وطنهم القومي الذي وعدهم به الله ( استنادا إلى الرواية التوراتية ) فوق التراب الفلسطيني الذي كثيرا ما روجوا أنه أرض خالية وفيها قليل من القبائل المتنقلة الهمجية وغير المتحضرة ..
وهكذا نرى أن القصة بدأت من الصهاينة في طرح مشروعهم و محاولة كسب التأييد الدولي له وحشد التأييد والإيمان به في نفوس الأفراد اليهود في العالم ..
لقد اعتمدت كل الحكومات الصهيونية المتوالية ومنذ قيام الكيان الغاصب على استراتيجية واحدة لتحقيق واستمرار مشروعهم وكسب معاركهم ..
على هذه الأرضية الأسطورية اعتمدت الحركة العنصرية الصهيونية بقيامها(( ففي عام 1896 كتب صحفي نمساوي يهودي يدعى تيودور هرتزل المعروف بـ"أبو الصهيونية" كراس "دولة اليهودية" . وبعد عام عقد هرتزل أول مؤتمر صهيوني في بازل بسويسرا. ووافق مائتي مندوب من 17 بلد على تكوين المنظمة الصهيونية العالمية للمطالبة "بوطن معترف به ويتمتع بالحماية القانونية .. )) ويذكر المؤرخ والباحث عجاج نويهض أن أعمال المؤتمر استعرضت عدة أماكن لإقامة الدولة الصهيونية وكانت معظمها في العالم الجديد وهيرتزل نفسه كان يتبنى بقوة الأرجنتين مكانا لهذه الدولة الخبيثة ولكن معارضات كبيرة اتصفت بالحدة ضد هرتزل وصلت إلى حد تهديده بالقتل أدى إلى إقرار قلسطين كمكان لإقامة هذه الدولة الصهيونية ..
ومنذ ذلك الوقت تبنت الصهيونية التوجه التلمودي بكل مافيه من عنصرية وخرافة وترهيب وترغيب لحشد أصحاب الدين اليهودي في العالم ودفعهم إلى وطن يقام على أرض فلسطين
وقد عمل الصهاينة وما زالوا على طرح قضيتهم على جميع القوى العالمية الفاعلة باعتبار أنهم شعب مسكين تعرض للاضهاد والتشتيت مرارا ومرارا .. وأنهم يستحقون وطنهم القومي الذي وعدهم به الله ( استنادا إلى الرواية التوراتية ) فوق التراب الفلسطيني الذي كثيرا ما روجوا أنه أرض خالية وفيها قليل من القبائل المتنقلة الهمجية وغير المتحضرة ..
وهكذا نرى أن القصة بدأت من الصهاينة في طرح مشروعهم و محاولة كسب التأييد الدولي له وحشد التأييد والإيمان به في نفوس الأفراد اليهود في العالم ..
لقد اعتمدت كل الحكومات الصهيونية المتوالية ومنذ قيام الكيان الغاصب على استراتيجية واحدة لتحقيق واستمرار مشروعهم وكسب معاركهم ..
1- اعتمادا للنظرية التلمودية كان لابد أن تكون جميع معارك إسرائيل .. معارك خاطفة وسريعة وتحقق انتصارات ساحقة ولذلك كانت جميع المعارك التي خاضتها إسرائيل معارك مخططة مسبقا وقد حشدت لها كل وسائل التفوق والنجاح الباهر والدعم الدولي شبه الكامل إضافة إلى دعم ( عَمَالي خياني ) من صفوف العرب لتحقيق هذا النوع من الانتصارات الأسطورية .. وكانت النتائج باهرة كما خطط لها منذ مطلع القرن الماضي وبدء الاستعمار الغربي لمعظم أراضي الوطن العربي ومنها فلسطين .. واستمرت في حرب 1948 ثم 1967 ثم 1973 التي كانت آخر حروبهم مع الجيوش النظامية العربية المجتمعة والتي تكفلت خيانة السادات بإجهاض أي إنجاز لرجالها حيث أصر على قرارات عسكرية خاطئة متعمّدة خالف بها جميع قادته العسكريين خدمة للصهاينة وبإيعاز من كيسنجر - الصهيوني - مما أدى إلى تغيير مجريات الحرب بخرق الدفرسوار ومحاصرة الجيش الثالث .. وتقييد الجيش المصري البطل وإجهاض إنجازاته الباهرة في العبور وخروجه المبكر من الحرب في اليوم الثامن عشر وترك شقيقه الجيش السوري البطل وحيدا في مواجهة العدو الصهيوني والحلف الأطلسي برمته وجسر جوي لدعم وتجديد معداته وأسلحته وليخوض أشرس المعارك مسجلا ملاحم بطولة استمرت 90 يوما قبل أن يتم وقف لإطلاق النار بقرار من مجلس الأمن ..
2- لقد حرصت جميع الخطط العسكرية الصهيونية على توفير عامل الأمان بأعلى هامش ممكن للقوات الصهيونية وذلك من خلال :
- الحفاظ على تفوق كبير تكنولوجي وعلمي من خلال الحصول على أحدث المعدات والأسلحة والدراسات الاستراتيجية والدعم اللوجستي
- خلق مناطق عازلة محتلة أو شبه محتلة تحيط بما يعتبرها أراضيه تبعد النيران عن مدنه وكانت هذه الخطة تسمى ( حاربهم على أرضهم ) وبهذا التوجه تم احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية في حرب 1967 ثم جنوب لبنان وهذا الوضع مستمر حتى الآن ( مع سيناء شبه المحتلة الخالية من الجنود المصريين تماما وفق كامبديفيد بما يتيح لهم اجتياحها في دقائق إضافة لوجود عسكري أميركي داعم لا يقل عن 3000 جندي فيها ) فيما خرج جنوب لبنان عن هذه القاعدة ..بعد تحريره
- الحفاظ على تفوق كبير تكنولوجي وعلمي من خلال الحصول على أحدث المعدات والأسلحة والدراسات الاستراتيجية والدعم اللوجستي
- خلق مناطق عازلة محتلة أو شبه محتلة تحيط بما يعتبرها أراضيه تبعد النيران عن مدنه وكانت هذه الخطة تسمى ( حاربهم على أرضهم ) وبهذا التوجه تم احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية في حرب 1967 ثم جنوب لبنان وهذا الوضع مستمر حتى الآن ( مع سيناء شبه المحتلة الخالية من الجنود المصريين تماما وفق كامبديفيد بما يتيح لهم اجتياحها في دقائق إضافة لوجود عسكري أميركي داعم لا يقل عن 3000 جندي فيها ) فيما خرج جنوب لبنان عن هذه القاعدة ..بعد تحريره
ولكن الذي حصل في صيف 2006 في جنوب لبنان قلب كل الموازين وشكل سابقة وخرقا لأول مرة لكل استراتيجيات الحرب الصهيونية الآنفة الذكر ضد العرب .. فرغم أن الصهاينة حرصوا على توفير كل أسباب الانتصار من دعم وتأييد دولي وتفوق عسكري شاسع بالمعدات والسلاح والدعم اللوجيستي وعملياتي حتى بالأقمار الصناعية التجسسية الغربية وبغطاء عربي علني منذ الساعات الأولى أعلن من شرم الشيخ مؤيدا للصهاينة وبدعم من رأس الإفتاء الإسلامي في أرض النبوة ( السعودية ) - بتحريم حتى الدعاء بالنصر لحزب الله على المسلمين - وهذا مثّل السابقة الأكثر جرأة وعلنية في التواطؤ الرسمي العربي مع الصهاينة في حروبهم على العرب ..
ولكن الصلابة والثبات والإيمان بالنصر لدى أبطال المقاومة أحبط كل ذلك وهزم الصهاينة وجعل الحرب تدور في ما يعتبرونه عقر دارهم وهز أركان كيانهم وأسس قيامه مما فتح الباب على مصراعيه أمام التحقيقات والبحوث لما حدث وسوف يتكرر فهذا لم يحصل هكذا كطفرة بل كان مخططا له من سنين بصبر وجهد وإيمان ..
ثم تكرر وبما يشبه المعجزة في غزة البطلة التي تكرر ضدها السيناريو نفسه من تفوق شاسع وتأييد دولي - وتواطؤ رسمي عربي علني - للصهاينة تكرر وانطلق من شرم الشيخ مضافا إليه حصار عربي صهيوني مسبق ممهد ليستفرد الصهاينة - في محاولة لرد اعتبار لهزيمتهم في جنوب لبنان - بغزة المحاصرة والمتروكة بتواطؤ عربي ودولي سافر وبمباغتة صهيونية بضربة حصدت مقاتليها النظاميين وكان كل ذلك يبدو كأن غزة ساقطة لا محالة في أيدي الصهاينة منذ أولى ساعات الحرب ..
ولكن البسالة والجلد والإيمان بالنصر لدى المجاهدين صنع المعجزة وهزم كل هذا التحالف الغاشم ورغم كل إجراءات التكتم ومنع الصحافة من الوصول إلى ما يحدث .. إلا أن الحقائق تسربت عن 36 محاولة اختراق أحبطت من قبل مقاتلين يخرجون من باطن الأرض ويدكون قوات الاحتلال المهاجمة من الخلف ويدمرون آلياته ويبيدون أفراده ويأسرون جنوده مما أثار جنون قادتهم ليتصرفوا بأقصى درجات الإجرام ويستخدموا كل أنواع السلاح المحرم دوليا ضد المدنيين وعلى مرأى ومشهد من العالم المتواطئ ..
مما أثار جدلا عنيفا في الأوساط المدنية والإنسانية حتى داخل الكيان الصهيوني وكذلك أثار ترددا وعصيانا في صفوف جيش العدو وهذا ما حدا بقادة الصهاينة إلى بث حملات دعائية لرفع الروح المعنوية لدى جنودهم المهزومين بقصص خرافية نقلتها صحافتهم من أجل تثبيت قلوب جنودهم المهزوزين والمنهزمين وكانت تدعي في فحواها التأييد الإلهي المزعوم لحربهم الغاشمة و على لسان رموز دينية مثل راحيل زوجة نبي الله يعقوب ..
.....
.....
كانت هذه مقدمة لابد منها لفهم أرضية الصراع وجذوره التي دار حولها النص ..
(( عند معبر "كارني" الذي يصل بين أشلاء ما كان يوماً يسمّى وطناً ، قطعةً من وطنٍ أكبر ، قيل لنا أنّه عربيّ النّسب و الحسب ، و الله صدقنا حتى نخاع العظم !! ))
بهذه المقدمة التى تضج بالأسى والألم .. والسخرية والاستنكار لما حدث وللتواطؤ الدولي والعربي الرسمي ( الزعامي ) خصوصا وترك غزة لتذبح على أيدي الصهاينة .. وكان هذا مفتاحا وعنوانا لكل ما سيحكيه النص بعد ذلك ..
بعد هذه المقدمة نرى مرافعة حقيقية في محاكمة وجود وعلى خلفية ما جرى يبدؤها الصهاينة لأنهم هم من جاؤوا إلى أرضنا وادعوا الحق فيها فكانت مرافعتهم أولا ..
وكانت ذات طبيعة خرافية ووفق أساس ديني تلمودي يعتبر أصحاب الأرض ( الفلسطينيين ) أعداء الله ( يهوا بلغة التوراة ) من شراذم همجيّة زاحفة من الصحراء على أطراف مَدنيّتهم .. ولهذا كان قتلهم وبوحشية وقسوة واستئصالهم عن بكرة أبيهم مبرر إلهيا ..!!
وكان لا بد أيضا من التنويه إلى الكنعانيين الذين منهم أخذت أرض فلسطين وأعطيت للصهاينة وبقرار إلهي حسب ما جاء في توراتهم ولهذا فهم بلا شك أصحاب الأرض - بحسب ادعائهم - ولهم الحق - المزعوم - في تطهيرها من المتطفلين ..!!
وكانت ذات طبيعة خرافية ووفق أساس ديني تلمودي يعتبر أصحاب الأرض ( الفلسطينيين ) أعداء الله ( يهوا بلغة التوراة ) من شراذم همجيّة زاحفة من الصحراء على أطراف مَدنيّتهم .. ولهذا كان قتلهم وبوحشية وقسوة واستئصالهم عن بكرة أبيهم مبرر إلهيا ..!!
وكان لا بد أيضا من التنويه إلى الكنعانيين الذين منهم أخذت أرض فلسطين وأعطيت للصهاينة وبقرار إلهي حسب ما جاء في توراتهم ولهذا فهم بلا شك أصحاب الأرض - بحسب ادعائهم - ولهم الحق - المزعوم - في تطهيرها من المتطفلين ..!!
وبعد ذلك تبدأ مرافعة أخرى لم تكن مرافعة الفلسطينيين .. !! وإنما كانت مرافعة فريدة وذات طابع تاريخي تعتمد الوقائع .. لقد كانت مرافعة الأرض .. !! ( الأرض تتكلم عربي ..!! )
وتحدثت بالشواهد الدقيقة وتتحدث بالمقاييس ( بالسنتيمترات والميلليمترات ) في مقابل الخرافة الساذجة التي حملها الجنود الصهاينة ( أحفاد غالب الرب ) على حد زعمهم ..!!
تحدثت الأرض عن ( .. عبد مناف ابن هاشم ، محمدّ ابن عبد لله , قُطز و صلاح الدين في طريقهما نحو أولى القبلتين ، تحتمس الذي طارد قبائل العبرانيين حتى الفرات بعد تظلّم القوم في أرض كنعان ) ..
ثم بدأت بعد ذلك استعراض الجريمة .. ابتداء بلفظ الاستنكار والسخط .. يا ويلاه .. قالته الأرض صاحبة المرافعة الثانية .. تستعرض بشاعة المجزرة .. ولا إنسانية ووحشية المهاجمين الصهاينة الذين أعملوا النار الفوسفورية والإشعاعية في اللحم المدني من أطفال ونساء ..
تحدثت الأرض عن ( .. عبد مناف ابن هاشم ، محمدّ ابن عبد لله , قُطز و صلاح الدين في طريقهما نحو أولى القبلتين ، تحتمس الذي طارد قبائل العبرانيين حتى الفرات بعد تظلّم القوم في أرض كنعان ) ..
ثم بدأت بعد ذلك استعراض الجريمة .. ابتداء بلفظ الاستنكار والسخط .. يا ويلاه .. قالته الأرض صاحبة المرافعة الثانية .. تستعرض بشاعة المجزرة .. ولا إنسانية ووحشية المهاجمين الصهاينة الذين أعملوا النار الفوسفورية والإشعاعية في اللحم المدني من أطفال ونساء ..
واستأنف المرافع الأول .. نساء ..!!
( وتمتم في نفسه .. خصب الأرض والتاريخ والحسب والنسب التي يجب أن تخمد وتخفى معالمها .. ؟؟ )
( وتمتم في نفسه .. خصب الأرض والتاريخ والحسب والنسب التي يجب أن تخمد وتخفى معالمها .. ؟؟ )
ثم جهر غاضبا : .. هؤلاء الذين لم تنفع معهم وصايا الرب ( فلا بقر البطون .. و لا قلع الأعين و قطع الأرجل و الرؤوس ، و لا اقتلاع الأرحام كان كافيا لردعهم وكسرهم وهزيمتهم وإعلان استسلامهم .. ) وصارت حربنا بكل ما نملك هي حرب ضد الخصوبة التي وقفت صامدة أمام ضرباتنا .. للذود عن دولتنا ( العبرية ) أمام الشراذم اللاحضارية المتطفلة .. !!
وهنا وسط الأخذ والرد بين المرافعين وقفت حاملة الخصوبة ..
وقفت تستعرض نفسها شاهدة على ما حدث ( .. في أعينها الحزن الأوسع من البحر المتوسط لرحيل القبيلة و قطز و صلاح الدّين و تحتمس و عبد مناف الباقي في التّراب بلا جنسيّة معترف بها له ،فصارت أيتم من مسمار دق في خشبة مقطوعة من شجرة وحيدة ملقاة في مزبلة ... بلا أب أو أخ أو زوج أو ولد .. وبقي لها فقط خصوبتها .. )
وقفت تستعرض نفسها شاهدة على ما حدث ( .. في أعينها الحزن الأوسع من البحر المتوسط لرحيل القبيلة و قطز و صلاح الدّين و تحتمس و عبد مناف الباقي في التّراب بلا جنسيّة معترف بها له ،فصارت أيتم من مسمار دق في خشبة مقطوعة من شجرة وحيدة ملقاة في مزبلة ... بلا أب أو أخ أو زوج أو ولد .. وبقي لها فقط خصوبتها .. )
وهنا تأوه المرافع الآول ( .. آه منكنّ يا بنات كنعان يا بنات آوى !!! )
وكان لابد من أن يقدم شهادة نفي وبالأسلوب الخرافي نفسه .. امرأة أخرى و من نوع آخر .. امرأة تحمل كل معاني الطهر والمصداقية والمدنية والتأييد الإلهي وقد حرصت أن تظهر فوق موقع التحديد والتبرير المستندي لعروبة غزة .. لتسد مجال الرؤيا عن قبر عبد مناف بن هاشم هناك .. وتعلن تأييدها المزعوم لجنود الظلم و الوحشية .. وبقصة خرافية تفوق الأساطير ..
وبشرك علني بالله منح الربوبية حتى لكنعاني أسير اسمه أدون ..!!
وبشرك علني بالله منح الربوبية حتى لكنعاني أسير اسمه أدون ..!!
وهنا لم يبق إلا أن وقف المرافع الثاني ( الأرض ) مدهوشا و عاجزا عن مجاراة المرافع الأول في شركه ..
وقالت ساخرة .. ( سبحانك يارب إسرائيل.. سبحانك !!! )
وقالت ساخرة .. ( سبحانك يارب إسرائيل.. سبحانك !!! )
وكان هذا عنوانا بديعا كثف حقيقة هذه المحاكمة وعرى بادئ مرافعاتها ..
....
....
ملاحظات تجدر الإشارة لها
1- إن هذا النص نخبوي , بمعنى أنه موجه للنخبة وسوف لن يفهمه كل من لديه ضحالة معرفية وثقافية ..
2- إن هذا النص يتعرض لقضية قومية ووطنية من قضايانا المصيرية ويندرج تحت أدب المقاومة وهذا يطرح مسألة مهمة عن دور الأدب برمته في هذا الإطار ..
- يقول درويش .. إن كان أدبنا لا يفهمه الأطفال فهو ليس أدبا .. وهذا يطرح العملية الإبداعية في إطار الالتزام بما يخدم المقاومة ويسهم في معركة التحرير ولكي يحقق الأدب ذلك لابد أن يقترب من الجماهير ويلتصق بأمانيها ويحرض إمكاناتها ويثبت مبادئ الحق والإيمان بحقوقها في النصر والتحرير ..
- ويرى آخرون أن الأدب يجب أن يقود حركة التطور والرقي المعرفي والعلمي ورفع المستوى الثقافي لدى أفراد المجتمع من خلال أعمال نخبوية تواكب حركة العصر ..
رأيي الشخصي :
وأأكد هنا أن هذا هو رأيي الشخصي وليس له علاقة بالنقد والأدب وإنما يستند إلى مبررات وطنية بحتة ..
أنا ضد الأعمال النخبوية عندما يتناول العمل الأدبي قضايا قومية مصيرية ما لم يترافق العمل مع شرح واف لفك أي لبس قد يشوبه ..
فمن غير المقبول السماح بنصوص - وإن كانت نخبوية - قد تثير أية شبهة ( لدى المتلقي العادي ) نحو حقوقنا المشروعة وثوابتنا ومقدساتنا وإيماننا الراسخ .. مما قد يسهم في إضعاف ذوي النفوس الضعيفة ومنح المبررات لليائسين ولأنصاف المتعلمين وأنصاف المثقفين من أبناء الأمة .. خصوصا عندما يتخذون من الكاتب النخبوي أسوة ( غير حسنة ) وبحسب نواياهم .. ولهذا فعلى الكاتب أن يكون حذرا كل الحذر ويدرك خطورة ودقة مهمته ودوره في معركة الأمة ..
أنا ضد الأعمال النخبوية عندما يتناول العمل الأدبي قضايا قومية مصيرية ما لم يترافق العمل مع شرح واف لفك أي لبس قد يشوبه ..
فمن غير المقبول السماح بنصوص - وإن كانت نخبوية - قد تثير أية شبهة ( لدى المتلقي العادي ) نحو حقوقنا المشروعة وثوابتنا ومقدساتنا وإيماننا الراسخ .. مما قد يسهم في إضعاف ذوي النفوس الضعيفة ومنح المبررات لليائسين ولأنصاف المتعلمين وأنصاف المثقفين من أبناء الأمة .. خصوصا عندما يتخذون من الكاتب النخبوي أسوة ( غير حسنة ) وبحسب نواياهم .. ولهذا فعلى الكاتب أن يكون حذرا كل الحذر ويدرك خطورة ودقة مهمته ودوره في معركة الأمة ..
تحيتي وتقديري للكاتب الدكتور حكيم عباس ولجميع الأخوات والأخوة المداخلين