
موعدنا اليوم الأحد 17 يوليو
مع برنامج تحت الضوء وسنتناول اليوم المرأة في روايات إحسان عبد القدوس هل هي مرأة واقعية أم من نسج الخيال
إحسان عبد القدوس 1 يناير 1919 - 12 يناير 1990، كان صحفيا وروائيا مصريا هو ابن السيدة روز اليوسف اللبنانية المولد والمربى وتركية الاصل وهي ُمؤَسِسَة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير. أما والده محمد عبد القدوس فقد كان ممثلا ومؤلفا.[1] ويعتبر إحسان من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية. ويمثل أدب إحسان عبد القدوس نقلة نوعية متميزه في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات اجنبية متعددة.[2]
نبذة
-الأديب المعروف، صاحب القصص المشهورة، ولد ليلة أول يناير سنة 1919م.
"نشأ في بيت جده لوالده الشيخ رضوان والذى تعود جذوره إلى قرية الصالحية محافظة الشرقية وكان من خريجي الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جداً وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب..([3])"
"وفي الوقت نفسه كانت والدته الفنانة والصحفية السيدة روز اليوسف سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن([4]). "
"وكان ينتقل وهو طفل من ندوة جده حيث يلتقي بزملاك من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التي ارتضاها له جده وقبل أن يهضمها. يجد نفسه في أحضان ندوة أخرى على النقيض تماماً لما كان عليه.. إنها ندوة روز اليوسف"([5])
ويتحدث إحسان عن تأثير هذين الجانبين المتناقضين عليه فيقول: "كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه"([6])
ووالدة إحسان "روزاليوسف" اسمها الحقيقي فاطمة اليوسف وهي لبنانية الأصل، نشأت يتيمة إذ فقدت والديها منذ بداية حياتها واحتضنتها أسرة (نصرانية) صديقة لوالدها والتي قررت الهجرة إلى أمريكا وعند رسو الباخرة بالإسكندرية طلب أسكندر فرح صاحب فرقة مسرحية من الأسرة المهاجرة التنازل عن البنت اليتيمة فاطمة ليتولاها ويربيها فوافقت الأسرة. وبدأت حياتها في الفن!
وتعرفت فاطمة اليوسف على المهندس محمد عبد القدوس المهندس بالطرق والكباري في حفل أقامه النادي الأهلي وكان عبد القدوس عضواً بالنادي ومن هواة الفن فصعد على المسرح وقدم فاصلاً من المونولوجات المرحة، فأعجبت به فاطمة وتزوجته، فثار والده وتبرأ منه وطرده من بيته لزواجه من ممثلة، فترك الابن وظيفته الحكومية وتفرغ للفن ممثلاً ومؤلفاً مسرحياً([7])".
درس إحسان في مدرسة خليل آغا بالقاهرة 1927-1931م، ثم في مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932م-1937م، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة.
وتخرج إحسان من كلية الحقوق عام 1942م وفشل أن يكون محامياً ويتحدث عن فشله هذا فيقول: "كنت محامياً فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً([7]).
إنتاجه الأدبي: لقد كتب أكثر من ستمائة قصة وقدمت السينما عدداً كبيراً من قصصه، ويتحدث إحسان عن نفسه ككاتب عن الجنس فيقول: "لست الكاتب المصري الوحيد الذي كتب عن الجنس فهناك المازني في قصة "ثلاثة رجال وامرأة" وتوفيق الحكيم في قصة "الرباط المقدس" و….و…. وكلاهما كتب عن الجنس أوضح مما كتبت ولكن ثورة الناس عليهما جعلتهما يتراجعان، ولكنني لم أضعف مثلهما عندما هوجمت فقد تحملت سخط الناس عليّ لإيماني بمسؤوليتي ككاتب!! ونجيب محفوظ أيضاً يعالج الجنس بصراحة عني ولكن معظم مواضيع قصصه تدور في مجتمع غير قارئ أي المجتمع الشعبي القديم أو الحديث الذي لا يقرأ أو لا يكتب أو هي مواضيع تاريخية، لذلك فالقارئ يحس كأنه يتفرج على ناس من عالم آخر غير عالمه ولا يحس أن القصة تمسه أو تعالج الواقع الذي يعيش فيه، لذلك لا ينتقد ولا يثور.. أما أنا فقد كنت واضحاً وصريحاً وجريئاً فكتبت عن الجنس حين أحسست أن عندي ما أكتبه عنه سواء عند الطبقة المتوسطة أو الطبقات الشعبية –دون أن أسعى لمجاملة طبقة على حساب طبقة أخرى".
-تولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وهي المجلة التي أسستها أمه وقد سلمته رئاسة تحريرها بعد ما نضج في حياته، وكانت لإحسان مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه.
-بالرغم من موقفه تجاه اتفاقية كامب ديفيد إلا أنه في قصصه كان متعاطفاً مع اليهود كما في قصص: "كانت صعبة ومغرورة" و"لا تتركوني هنا وحدي"
ويقول الأستاذ أنور الجندي:
: "لقد استطاع إحسان عبد القدوس أن يغلف أفكاره ودعاواه وإباحيته بأن يديرها في إطار قصة سياسية أو وطنية ليخدع بها الشباب"([9])
-التناقض الذي عاشه إحسان في طفولته بين بيئتين متعارضتين : بيئة (جده أبو والده) وبيئة (أمة الفنانة !) أثر في فكرة السياسي والأدبي، ونلمح هذا كثيراً في قصته (فوق الحلال والحرام) إذ جمع بين النقيضين في آن واحد!.
-وفيما يلي نعرض لأبرز محتويات قصصه ملخصين لها من الدراسة القيمة التي كتبتها الأديبة المسلمة (سهيلة زين العابدين) في تعقب أدب إحسان عبد القدوس بعنوان (إحسان عبد القدوس بين العلمانية والفرويدية) ([10]) .
قصة (منتهى الحب) والدعوة إلى وحدة الأديان!
ملخص القصة أن فتاةً كانت تعيش في قرية وتحب الخير للناس (جميعاً)، لما ماتت ذهبوا بها إلى الجنة! ولكنها في الجنة سمعت أنين وعذاب أهل النار، فرفضت أن تعيش في الجنة حتى يلغي الله النار !! ويُدخل جميع الناس الجنة! وقد أثرت في كثير من أهل الجنة أن يؤيدوها على هذا، حتى (صدر قرار إلهي بإلغاء الجحيم) !!
ففي هذه القصة دعوة إلى (وحدة الأديان) وأنه لا فرق بين مسلم وكافر، فالجميع يستحقون الجنة –كما يزعم إحسان!- .
كما أن فيها اعتراضاً على أفعال الله تعالى، واستدراكاً عليها، واتهاماً له تعالى بالظلم لتعذيبه الكفار .
إضافة إلى سوء أدبه مع الله عز وجل، وملائكته، حيث تخاطب معهم وامتهن ذكرهم.
دفاعه عن اليهود ! واعتراضه على الشريعة
-في قصة (كانت صعبة ومغرورة) يتعاطف إحسان مع اليهود، متناسياً كل مكايدهم وعدائهم التاريخي للإسلام وأهله؛ وذلك بتزويجه المسلمة (ناهد) من اليهودي (شريف الهنداوي) بعد أعلن إسلامه نفاقاً ليتمكن من الزواج منها.
ومن خلال كلمات شريف عن اليهود تجد الدفاع الحار عنهم الذي يصوغه إحسان على لسانه .
-ويقول إحسان في مقدمة قصته الثانية (لا تتركوني هنا وحدي) : "ليست هذه أول قصة أكتبها وأنشرها عن المجتمع اليهودي المصري.. ربما كانت ثالث أو رابع قصة، فقد عشت هذا المجتمع منذ كنت أعيش صباي وشبابي في حي العباسية الملاصق لحي الظاهر الذي كان يضم أغلبية من السكان اليهود.. وكان لي من بينهم أصدقاء وصديقات كثيرون" .
-وملخص هذه القصة (لا تتركوني هنا وحدي) هو زواج (لوس) اليهودية من المسلم (شوكت بك)، وعندما أخبرت شوكت بأنها ستسلم، قال لها: "لماذا؟ إننا نستطيع أن نتزوج دون أن تغيري دينك.. إنها أنانية الإسلام.. البنت المسلمة لا تستطيع أن تتزوج غير المسلم، ولكن الرجل المسلم يستطيع أن يتزوج من كل الأديان" !!
وفي هذا اعتراض على حكم الإسلام !
قصة (فوق الحلال والحرام) والدعوة إلى تحرير المرأة !
قصة (فوق الحلال والحرام) تدور حول الإسلام والعلمانية، وفيها يجمع إحسان بين عبد الرحمن (شاب متدين) وهاني (شاب علماني) ويدور بينهما الحوار.
ومن خلال هذا الحوار حاول إحسان أن يمرر ما يعتقده من أفكار تحريرية؛ كمهاجمته للحجاب، ودعوته للرقص والاختلاط، وتحليله للموسيقى، وغير ذلك. وإليك شيئاً من أقواله فيها:
-(إن أي شيء مخبأ أو مغطى هو أكثر إثارة للإغراء من أي شيء مكشوف..)
-(إني لم أحس بأني أدفع إلى الحرام، وأنا أستمع إلى الموسيقى الأجنبية، أو حتى وأنا أراقص هاني..)
-(المايوه ليس خطيئة ما دام لا يتعارض مع التصرفات الفاضلة، والنفوس الفاضلة)
-في قصة (خطاب إلى ابنتي) يقول إحسان :
-(قد كانت البنات قبل أن تولدي وأولد أنا يعشن وراء المشربيات، ولكن هذه المشربيات لم تحمهن من الخطيئة)
فهو يوحي للقارئ بأن الحشمة والحجاب لا تحمي من الخطيئة، فالحل - في نظره– في ترك ذلك ما دام لا نفع منه !! متناسياً أن الحجاب أمرٌ إلهي لا دخل للأهواء وحسابات الإنسان به.
الخمر في قصصه !
لا تكاد تخلو قصة لإحسان عبد القدوس من كؤوس الخمر، ووجود البار في كل منـزل، وكأن جميع المصريين على اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم وحِرَفهم يشربون الخمر.
وأما الحشيش –وهو أخبث من الخمر- فيقول عنه:
(ليس هناك نص في الإسلام يحرم الحشيش) !
سوء أدبه مع الله
يقول في قصة (البنات والصيف) عن رقية: (عندما أصبحت في الثامنة من عمرها علموها الصلاة، وضعوا في رأسها صورة مخيفة لإله المسلمين ! .. كانت تتصور الله شيئاً هائلاً ضخماً، يمسك في يده (مرزبة) وينظر إليها مقطب الحاجبين، غاضب العينين، وهو متربص بها، حتى إذا أخطأت خطأ صغيراً.. أقل هفوة .. زمجر الله وحملها بالمرزبة وألقى بها في النار.. كانت تخاف هذا الإله)
وفي هذا سوء أدب مع الله عز وجل، ومقدار قدره في نفس إحسان. وصدق الله (وما قدروا الله حق قدره) فإحسان عامله الله بما يستحق يحاول تشويه وتحطيم هيبة الله من نفوس المؤمنين.
الشخصيات المتدينة في قصص !
الشخصيات (المتدينة) في قصص إحسان ضعيفة مهزوزة، بل بعضها حائر بين الحلال والحرام؛ لأنه لا يعرف الحلال من الحرام، كما في قصة (حائر بين الحلال والحرام)، وبعضها ضعيف الشخصية لا يستطيع أن يقاوم الفاحشة، كما في قصة (البنات والصيف)، ومنهم من يرتكب الفاحشة –فعلاً- كما في قصة (وسقط قبل أن يصل إلى الجنة).
بل وصل به الحال أن يجعل (إمام المسجد) وسيطاً لتطليق امرأة من زوجها وتزويجها لحبيبها !! كما في قصة (الحب في رحاب الله) ! الذي صوَّر فيها الرجال والنساء يصلون جنباً إلى جنب في المسجد!
ثم زيادة في امتهان المسجد جعله مكاناً لالتقاء الحبيب بحبيبته! أو كما يقول: (لقد جمعه الحب داخل جامع، والجوامع لا ينطق فيها إلا حب الله)!
إحسان والغريزة الجنسية
تقول الباحثة سهيلة زين العابدين : (من خلال دراسة قصص الأستاذ إحسان عبد القدوس نجد ونلمس بوضوح مدى تركيز الأستاذ إحسان على الغريزة الجنسية لدرجة أنه جعل سلوك شخوص قصصه نساء أو رجالاً، فتياناً وفتيات يدور في تلك الغريزة الجنسية: لا أسرة، لا زواج، ولا احترام لرباط الزوجية، ولا أمومة، ولا أبوة، ولا بنوة ، ولا أخوة، ولا عمل، وسعي على طلب الرزق، ولا دين ولا عبادة، ولا صوم ولا صلاة، ولا قيم، ولا أخلاق، ولا مبادئ!، شيوعية إباحية حرية مطلقة، تحلل وانحلال، هذا ما نجده في قصص الأستاذ إحسان عبد القدوس، فالغريزة الجنسية هي كل ما في حياة الإنسان والمجتمعات ولا فرق بين مجتمع ومجتمع، وامرأة مسلمة محجبة تعيش في كنف الحجاب وامرأة أوربية متحللة مومس، كل النساء سواء، وكل المجتمعات سواء، بل إن المجتمعات التي تسير على نهج الله وتوجب الحجاب وتحرم الخمر وتمنع الاختلاط هي في نظره من أكثر المجتمعات تحللاً وفساداً)
قلت: ولا يخفى تأثر إحسان بفرويد اليهودي الذي يحيل جميع العلاقات البشرية إلى الغريزة الجنسية !
الرجل في قصصه:
-(لقد جرد الأستاذ إحسان عبد القدوس الرجل من كل شيء إلا من غريزته الجنسية، بل جعلها هي محور حياته ودوافع سلوكه)
-(الرجل في قصص الأستاذ إحسان عبد القدوس وحش كاسر يفترس النساء والفتيات والصغيرات والأرامل والمطلقات والحوامل والعذارى)
الرجل في قصص الأستاذ إحسان لا يقدس الحياة الزوجية، ولا يحترمها، فالخيانة تجري في عروقه مجرى الدم، ولا يوجد رجل في قصص الأستاذ إحسان إلا وله وكر يمارس فيه شهواته ونـزواته) .
المرأة في قصصه:
(المرأة في نظر الأستاذ إحسان عبد القدوس عبدة لغريزتها الجنسية التي تسيرها وفق ما تشاء لا كابح يكبحها ولا ضابط يضبطها تسلم نفسها لكل الرجال وتجمع بين أكثر من رجل في آن واحد، عرى جسدها وجعله حقاً مباحاً لكل الرجال، لا قيمة البتة -في نظره– لعذريتها وشرفها، لقد جردها من زوجيتها وأمومتها وبنوتها وأخوتها كما جردها من شرفها وملابسها، دعاها إلى الحرية الوجودية المطلقة، وجعلها تتحرر من كل القيم والتعاليم الإسلامية بل سد أمامها كل أبواب الفضائل، وفتح لها كل أبواب الخطايا والرذائل، وجعل المجتمع مسؤولاً عن خطاياها، دعاها إلى التمرد على كل القيم والفضائل باسم الحرية والمساواة ومتعة الحياة ولذتها.
حلل المحرمات: الخمر والمخدرات والسفور والتبرج والاختلاط ومراقصة المرأة للرجل وتعريها أمامه وحلل القبلات والخلوات "خلوة المرأة بالرجل" ودعا إلى زواج المتعة وهاجم وعارض بشدة تعاليم الإسلام التي تدعو المرأة إلى الفضيلة والاحتشام وهاجم المجتمعات التي تلتزم بحجاب المرأة وتمنع الاختلاط.
والنساء كلهن في نظره سواء لا فرق بين متدينة متحجبة وبين سافرة متبرجة، أستاذة جامعية وخادمة، وامرأة مومس ساقطة، راقصة أو معلمة، فتاة عذراء أو زوجة، أرملة أو مطلقة، أماً أو ابنة، بل نجده أساء كثيراً إلى الأرامل والمطلقات واتهمهن أنهم أكثر النساء يرتكبن الفواحش.
فالنساء عنده جميعاً يسيطر عليهن "حيوان الجنس" بل المتحجبات المتدينات –في قصصه- أكثر نهماً ويسلمن أنفسهن لأي كان لأنهن –كما يدعي- يعانين من الكبت والحرمان).
نظرته إلى المجتمعات المحافظة:
يقول : "هناك مجتمعات عربية لا تزال تحرم الاختلاط بين الجنسين، فلا يستطيع الزوج –مثلاً- أن يصحب زوجته إلى زيارة عائلة صديق، ولا يستطيع أن يظهر بها أمام الناس في منتدى أو ملهى عام، أو يراقصها إذا كان من هواة الرقص، .. هذا الزوج وهذه الزوجة ينتظران في كبت، وضيق، وزهق إلى أن يسافرا إلى بلد آخر، حتى لو كان بلداً عربياً، وينطلقان.. الزوج يقدم زوجته إلى أصدقائه سواء كانوا من بلده، أو من البلد الآخر، ويطوف بها النوادي والملاهي ويراقصها ويعيشان كل حياة المجتمع الذي سافرا إليه إلى أن يعود إلى بلدهما.. وهناك يعودان إلى كل ما يفرضه المجتمع المحلي عليهما.. لا يصبح لأصدقائه من نفس بلده والذين كانوا في الخارج معه الحق في أن يروا زوجته، ولا هو يرى زوجاتهم.. ولا يصبح من حقه أن يخرج معها في الشوارع كما كان يخرج معها في شوارع القاهرة، أو يراقصها كما كان يراقصها في فندق سميراميس.."
-وفي قصة (خلف العباءة) يتحدث إحسان عن الفتيات في المجتمعات الملتزمة بالحجاب، التي لا يسودها الاختلاط، فيصور بيوتهن بالسجون ويصف حياتهن بالملل والضجر؛ لأنهن يخرجن سافرات، ولا يختلطن بالرجال؛ لذا فإنهن يتحايلن للوصل إلى الخطيئة .
دعوته إلى الزنا، وسخريته من عقد الزواج:
-في قصة (أنا حرة) يُبطل إحسان الزواج، ويشرع العلاقة غير الشرعية (الزنا)، بل يجعل المجتمع يقرها ويعترف بها، حيث تعاشر (أمينة) (عباس) بلا زواج ثمان سنوات !
-أما في قصة (أيام في الحلال) فعدلية ترفض أن تعيش مع مجدي بالحلال! وتطلب الطلاق لتعيش معه بالحرام كما كانت ! لأنها لا تريد أن تكون زوجة ثانية، بل تكون عشيقة !
-وفي قصة (خواطر فتاة متحررة) يسفه إحسان على لسان بطلة القصة الزواج الشرعي ويتهمه بأنه مجرد (بنت تتوظف عند رجل .. تشرف له على بيته … الخ)
-تقول الأستاذة سهيلة: (إن دعوة الأستاذ إحسان المرأة للتمرد على الزواج واعتباره عبودية، مهّد لها الاستهانة بالشرف والفضيلة)
-وتقول (ما دام الأستاذ إحسان قد دعا إلى إبطال الزواج والإباحية الجنسية باسم التحرر والمدنية والتطور، فالأسرة في قصصه لا وجود لها)
نظرته للدين:
-(معظم أبطال وبطلات قصصه لا قيمة للدين لديهم، ولا يوجد شيء يشدهم إليه).
-(وبعد، فهذه نتائج بحث ودراسة أكثر من خمسين قصة للأستاذ إحسان عبد القدوس، وهي بلا شك تعكس مدى تأثر الأستاذ إحسان بالفكر الغربي وسيطرته عليه، حتى أضحى يردد نظريات وفلسفات تبتعد كل البعد عن الإسلام).
المصادر ويكييديا