تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوران ملهمتي ..
قصيدة طويلة جاوزت الثمانين بيتاً فلا أدري أتنزل مرتبة أم قد يُنتج النشر خللا ؟
إن رأيتم خللا فسامحونا
أبو منتصر الدرعاوي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوران ملهمتي ..
قصيدة طويلة جاوزت الثمانين بيتاً فلا أدري أتنزل مرتبة أم قد يُنتج النشر خللا ؟
إن رأيتم خللا فسامحونا
حوران هذي حرَّةٌ شماءُ
وجـــراحـــهــــا قـَـدَرٌ لــــهــــا وقـــضـــــاءُ
صـــبــرت عـــلــــى قـــهـــر الـــســنــيــن أبيةً
ولــــهـــــــــا بــــــــصـــبــرٍ عُــزوةٌ وعـــــزاء
كيف السبيل لوصلها ولها
بين الحنايا موطنٌ وبقاء
حوران أمٌّ.. ربنا أوصى بها
ولها علينا طاعة وولاء
لله درُّ رجالها كم قدموا
مــــا فــــي البــــــلاد لشأسهم نـــــُـظــــــراء
حـوران يــا أرض الــسَّنـــابـــل والــنــَّـــدى
يـــــا مــــن لـــنـــــا بـــظــــلالــــهــــــا أفـــيـــــاء
كــــتمــــامِ بــــدرٍ فــــي لــيــــالـــي ظــلمةٍ
لــلـــنــــاظــريــــن لــــحـُـســـنــهـــــــا إغــراء
مــــن عـــزّةٍ قــــد أرضعــــتْ أبـــنـــاءهـــــا
فـــي حـــيــــن جــفَّـــت فـــي النســـا أثــداء
فـــلأهـــلـــهـــا هـــي سـِـترهم ودثارهم
ولــجـــارهـا حنَّانةٌ مـــعـــطــــــاء
يــتــســـــــاءلـــــون: جــمـــالــُــهـــا مــا سِرُّه؟
ولــمــا خـــدودُ ســــهــــولــــهـــا حـــمراء؟
أ لأنــــــهــــا مكنونةٌ بـــيــــــــن الــــجــبـــــا
ل، خـــجـــولـةٌ وربـــوعـــهـــا خـــضـراء؟
أم أنــــهــــا قــــد أشـــبــــهــــت بـــتـــرابــهــــا
بــــــــدويــَّـةً لــــــقــــوامـــــهـــــــا إغـــــــــواء؟
بـــــل بــالــــدّمــــاء تمازجتْ ذرَّاتـــُــهــــا
وكــذاك تـــفـــعــــلُ فــي الــخدودِ دماء
أكــــرم بـــهــــا وبـــأصلهــــا مــــــن حرَّةٍ
حـــــــــورانُ نـــجـــمٌ ســـــــاطــــــعٌ لألاء
نــفضـتْ غُبـــار الصـَّـمـت عن أركانها
فــسـرَتْ عــلــيــهــا فــي الــدُّجــى رقطاء
بــــــمــــــدافــــــعٍ وقـــــــوافــــــــلٍ جــــرَّارةٍ
ورجـالُنا بصدورهم قـد جـاؤوا
ما هـمـَّهـم رشقُ الـــرَّصـــاص عــلــيهـمُ
طــلاب حـــقٍّ دأبـــــهـــــم عـــــلــــيـــاء
لــمـَّــا تـَــنـَـــادى جـَـمـْـعُــــنـــا (حـُــريّـــــــــةٌ
حُــــريـــــّةٌ، ولـــيـــخـــســـأ الـــجــبناء)
هبت كلاب البعث من أوكارها
لَمَمٌ تسيرُ وراءها.. وجِراء
متأهبين ليقتلوا أحلامنا
فتسارعت في قومنا الأنباء
فـــتــنـبـَّهــــوا وتـــفــرَّقـــــوا وتــجــــمـَّـعــــوا
وتــنـــاثـــرتْ في أرضنــــا الأشــــــلاء
تترى تَصَاعَدُ في الفضـــا أرواحـــهـــمْ
ودمــــاؤهــــمْ بتـرابنــــــــــا ذَكَّــــــاء
سقـطَ الـشـــهـــيـــدُ مُضمَّخـــــاً بــدمـــائــــه
فـــتــيـــقَّـــظـــتْ مــــن تــحــتــه الحصبـاء
وتـــذوَّقـــــتْ طـــــعــــمَ الـــدّمـــاء بلوعةٍ
وكــــأنــَّــهـــا مــــن دونـــه جـــدبـــــاء
والــفـــارغـــاتُ مــن الــقبـور تصارعتْ
لــمَّــــا تــــراءى نـــعـــشــُــــه الـــــوضَّــاء
يــــا راحـــلــيــنَ إلى الـــجــنــــان تــحــيــَّــةً
فلفـقدكمْ قد مُــــزِّقتْ أحشـــــاء
أمَّ الـــشـــهـــيـــد تـجلَّـــد ي لا تـــحــزنـــي
شـــهـــداؤنــــا فـــــي جـــنَّـــةٍ أحـــيـــــاء
حـــوران صـــبـــراً فـــالـــبــلاد تــيــقَّظـتْ
وتــــعـــالــت الصــرخــــات والأصـداء
مــــن "بـــانـِـيـَــاسَ" إلـــى ذُرَى "تلبيسةٍ"
أشبال "دوما" ما لهم إبطاء
من" إدلبِ" الأحرار قامتْ ثورةٌ
وكذا "حَمَاةُ" لثأرها إبقاء
"حمصُ" الكرامةِ قدَّمتْ أبناءها
نِعم الرجالُ أعزَّةٌ شرفاء
أحفــادَ خـــــالـــدَ حـقُّـــكمْ إجـــــلاءُ
وبمــدحـكـمْ يتفــــاخـــرُ الشعراءُ
أيقــــظــــتـــمُ المجـــدَ القـــديمَ وقد غفا
بــدفــــاتــر ٍقـــــــد مــلَّـــهـــــــــا الــقــرَّاء
فدخلــتــمُ الــتـــاريــــخَ مــــن أبـــوابـــــــه
ســَبـْــقـــــاً تــنـــــاءى دونـــــه الـــعـــدَّاء
مـــــاذا أَعُــدُّ مــن الكرام ببابكـمْ
فرجالكم وشبابكم كُرماء
ورضيعـــكــم خرَّت لديــه جبابــرٌ
مـــــن حــَزمــــــه قد أُذْهِلَ الأعــداء
حــيّ البـطــــونَ المنجبــاتِ لـيـوثـكــم
بــزئــيــرهـــــا تتردَّد الأصـــداء
جــــادتْ بـمــن عـــزَّ الــزَّمــان بــمـثـلـهم
أبــــنـــاءُ عـــزٍّ عُـــودهـــم شَــــأشـــاء
يــتــســـابـــقـــونَ إلى الـشـهـــادة حـــيـثـمــــا
وُجــــدتْ، ومـا في عــزمهم إعيــاء
حــنَّـــتْ "كـــتــيـبُ" فــشــرَّعـتْ أبوابها
لــقــــوافــــــلٍ تــُجـــــارهــــــا شــهــــداء
مـــــرَّ الــــزَّمـــان بـــأهـــلـها فاستوحشتْ
وبـَـــدَتْ تــُـــشــابـــه مـَــرجها الأشياء
لـبـــُّــوا الــنــــداء" لأذرعــــاتَ "وأهـــلـِـهــــا
وتـــبـــاطـــأتْ عـــن نــَصـرهـــا "الشهبــاء"
فانثالت الوديانُ مـــن أحــرارهــم
شـــرفـــاً، وطــابــتْ منهم الأرجاء
وأحــالـــتِ الأرضَ الـــيَـبَـاسَ جــنـائـنــــاً
فـــيـــهــــــا تــُـــغـــــرّد حُـــرّةٌ ورقــــــاء
فــتــراهــمُ السَّــيــلَ العَرَمْرَمَ إن غَزَوا
وبـــسِلــمــهــم وديــــانـــُهــم صَـــدَّاء
******
اللـــــــهُ أوحـــــــــى أمــــــرَهُ لــــــسمــائــــــِـه
فـــتـــزيَّــنــتْ بـنـــجــومِهــــا الظلمـــــــاء
ودعـــــا لــتـُـعـْـمــَـرَ في الــبـــلاد مساجدٌ
فادَّافعت لــبــنــــائــهــــا الأحــياء
اللـــــــهُ بـَـشَّـــــرَ مـــَـنْ بــَـنــَــى بيـتــــــاً لــــــه
قـــصــــراً بــعــــدنَ وربـــُّــك المعطـــــاء
لبَـِـنــــــاتـُـــــهُ مــــــن فــضـَّـــــةٍ مــنـــضـــــودةٍ
والــــزَّعـــفــران ُبـــأرضـــــه وضـَّــــاء
أفـــتـهـدمــونَ مـســـاجـــداً قد أُعمـــِــرتْ
و"أبــــــــو الـــرئــيــــسِ" لــنـــصبــه إعـلاء!
تـــاريــــخُ سـَــجِّـــلْ بــالـــدّمـــاء شهيـــدنا
واطــــو سـِــجِـــلَّـكَ عــنـهــمُ الفقهاء
قـــد كنتــــمُ الأعلـــونَ عنـــد شـبابنا
واليـــوم في تــذبــيــحهم شُركاء
"حســُّــــون" يـُقــبـلُ هـــازئــــاً بـنــضــالـــنــــا
ولسانه بــنـــفـــاقـــــه مـــشّــــــــاء
وكــــــأنــَّـــه حـــــازَ الـــــجِّنــــان بهذْره
وليــــــومِ حــــشــــرٍ عـــقـــلــُــه نــسَّــــاء
لا يـــكــفــرُ الـــحـــرُّ الأبـــيُّ بـــدِيـْـنـِـه
أبــــداً، وإن حــاطـــتْ بــــــه الأرزاء
وشــــيـــوخُـــنــــا مــتــطــوّعـــون لـــغـــايــــةٍ
قـــــد بــــدَّلــــتْ إيـــمـــانهَــــم أهـــــواء
عـَــرَّتـــْكُمُ الثوراتُ من إيمانكم
وبـَــدَتْ تـَـسـُــــوءُ عـُــيـــونـَـنـا الأخطاء
"بــُـوطـــيُّ" هـــوّن لا تــَــصِـــفْـــنـــا ثـُـــلَّـــــــــةً
وحـُـثـَــــالـَــــةً وبـــأنـَّــنــــــــا عــُــمـــَــــلاء
وبـــــأنــَّــنـــــا عِـثْـنــــا الــــفســــاد بـــدولــــةٍ
قـــد زانهــــا حُــــكـَّـــامُـها الشرفاء
وبـــــأنــَّــــنــا مُــتسلـّــحــــــون بـــــبـــــنــدرٍ
وبــــأن درعـــــــــا كـــلّهـــــــا أمـراء
وبأنكم لا تنطقــــــونَ عـــــن الـــــهــــــوى
وبأننـــــا مـــن دونــكــــــم فُقـَـــــراء
وبأننـــــا مـــن دونــكــــــم فُقـَـــــراء
أســـفـــاً عـــلــى عـــلمٍ تأصَّلَ فيكمُ
أســـفــاً عــلـــيــكـم، أيـّهــا الفقهاء
"بـــُوطـــيُّ" أصـــغِ لغـــرغــرات شــهيــدنـــا
ونـــُـواح ِأمّ طــفـــلُــهـــــــا بـــكَّــــــــــاء
وأنــيـــن ِثــــكلــى رُمـّـــلَــتْ بشـبــابهــا
وبـــُكـــاءِ شـــيـــخٍ شاقه أبناء
يا شيخُ دوَّى قصفُهـــــم لمساجــــــدٍ
قـــــد أُقــفـــلـــتْ، أفهل لكم إصغاء
مـُـنـــع الأذان وحُـــرّمـــــت ألـــــفــــاظـــــه
وشـــيــوخـــنـــــا مــــسَّتــهـــمُ الضراء
"اللــــــــهُ أكبـرُ " أصـــبحـــــتْ محجوبةً
ولـوقـــعِـــهــــا في قــَــلبــــهـــــمْ إيــــذاء
هــــلْ عينكـــمْ عن فعلهم مَعصوبـــةٌ؟
أم أُذنــــكــــمْ عـــــن صوتنا صمَّاء؟
يـــا غــافــلــيـــن عـــن الــنــِّدا هـــبُّــوا غداً
هــــل خـــضـَّـبتْ أقـــدامـكم حِنَّاء
أم هـــل أنــفــتـــم شُــربـــةٍ مــــن عـــزَّةٍ
تـــشــــفـــي عـــلـــيـــلاً كـــلّـــه أدواء
عــجــبـــاً لـــشـــعـــبٍ لا يــُـحــرك صـمتَه
طــفـــلٌ قــضــى وعجائزٌ وإمـــــــاء
******
غُــرَبـــاءُ فـــــي أوطــانــنـــا، مــمــنــوعـــــــــةٌ
أحـــــلامــنـــا، فــــي نــومــنـــا غـربــــــاء
ومـــكـــرَّمـــون بـغــربـــةٍ عـــن أهــلــنــــــا
في حين أنَّا عــنــــدكـــم حُــقــــراء
"سقط القــنــــاع عـــن القنــــاع" تكشَّفتْ
أحـــــقــــــاد ذئـــــبٍ مـــا لــــهـــا إخفــــــاء
مـــاذا أُعــدّدُ مــــن جـرائـــم بَعثكــــم
مـــــا لــلــكـــــــلام بــحــقــهـــا إيــفـــــاء
"ابنُ الخطيب" و"هاجرُ" الـــمــســكينـة
و"ضيــــاؤنـــا" و"مُــــحمــَّــــدٌ" و"عَــــلاء"
أبــــنـــــاؤنـــــا ورفـــــاقـــــنـــا ونــســـاؤنــــــــا
وترابــنــــا وزهــــــورنـــــا شــــــهــــــداء
يا أمــَّــــنـــا يــــا عِرضــــنــــا لا تـــجـزعي
لـن نــســـتـــكــين وفي السما جوزاء
ســــقــــط الــنــظــــام بــشــرعــنــا وتهدَّمتْ
جـــدرانُ خــــوفٍ شــــادهــــا الآبــــاء
أضحى "الأُســـيـْــدُ" بــشـــرعنـا متأرنباً
وبــــدا لــزامـــــاً عنــــدنـــــا الإقــــصــــاء
أَمِنَ النظــــام سكــونـــنـــا مـــتــجـــبـــراً
فتراكمتْ في قــاعنـــــا الـــبــغــضـــاء
فـــغــــــدا حـُـــمـــــــاةُ ديــــــارِه كابوسَه
كــــســــفـــيـــنـــةٍ لعبــَـتْ بهــــا الأنـــواء
بنيان جنده قد غدا متصدّعاً
وبدت تحيط بركنه الجأجاء
إنــّـي أراهـــــا مــــن بــــعـــيــدٍ أشـــرقـــتْ
فــــي أرضــــنـــــا حـُــريــَّـةٌ حَــــمــــراء
وأرى قـــريـــبـــاً قـــولنــــــا مــــتــــحــقّــقـــاً
"ســَــقَـط الـــنــــظــــام ورُمِّلَتْ أسماء"
أبو منتصر الدرعاوي ..