الوصايا العشر
[align=right](1)
لا تصالح
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأعينيك ،ثم أثبت جوهرة فى مكانهما ،
هل ترى ؟
هى أشياء لا تشترى
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
حسكما فجأة بالرجولة
هذا الحياء الذى الذى يكبت الشوق حين تعانقه .
الصمت _ مبتسمين_لتـأنيب أمكما
( وكأنما ما تزالان طفلين )
هذى الطمأنية الأبدية بينكما ، أن سيفيان سيفك
إنك إن مت ؛للبيت رب ..وللطفل أب
لايصير دمى بين عينيك ماء
فتنسى ردائى الملطخ ، فليس فوق دمائى ثيابا مطرزة بالقصب.
إنها الحرب قد تثقل القلب ،لكن خلفك عار العرب
لا تصالح !
ولا تتوخ الهرب !
(2)
لا تصالح على الدم ..حتى بدم
لاتصالح ، ولو قيل رأس برأس ، أكل
الرؤوس سواء ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ، أعيناه عيناه،
هل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها ظالمك
سيقولون ؛ جئناك كى تحقن الدم ،
كن ياأمير الحكم .
سيقولون :ها نحن أبناء عم !!
قل لهم :إنهم لم يرعوا العمومة فى من هلك
واغرس السيف فى جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم
إننى كنت لك ؛ فارسا
وأخا
وأبا
وملك
(3)
لا تصالح ، ولو حرمتك الرقاد
صرخات الندامة .
وتذكر إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد
ولأطفالهن الذين تخاصهم الإبتسامة
أن بنت أخيك اليمامة
زهرة تتسربل منذ الصبا بثياب الحداد
كنت إذا عدت ، تعدو على درج القصر
تمسك ساقى عند نزولى
فأردفها وهى ضاحكة فوق ظهر الجواد
وها هى الآن صامتة
حرمتها يد الغدر من كلمات أبيها
إرتداء الثياب الجديدة
من أن يكون لها ذات يوم أخ
من أب يبتسم فى عرسها ..وتعود اليه
إذا الزوج أغضبها
وإذا زارها يتسابق يتسابق أحفاده
لينالوا الهدايا ويلهوا بلحيته
وهومستسلم ..ويشدوا العمامة
لاتصالح فما ذنب تلك اليمامة
كى ترى العش محترقا ..فجأة
وهى تجلس فوق الرماد
(4)
لا تصالح ولو قلدوك الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن ابنك
وكيف تصير المليك ..على أوجه البهجة المستعارة
كيف تنظر فى يد من بايعوك ..فلا تبصر الدم
فى كل كف .
إن سهما آتانى من الخلف
سوف يجيئك من ألف ألف
فالدم الآن صار وساما وشارة
لاتصالح ولو قلدوك الإمارة
إن عرشك سيف وسيفك زيف
إذا لم تزن _ بذوائبه _لحظات الشرف
واستطاب الترف
(5)
لا تصالح ، ولو قال من قال عند الصدام
ما بنا طاقة للحسام
عندما يملأ الحق قلبك ، تندلع النار إن تنفس
ولسان الجريمة أخرس
لاتصالح ، ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان نسيم السلام المد نس؟
كيف تنظر فى عينى إمرأة
أنت تعرف أنك لاتستطيع حمايتها فى الظلام ؟
كيف ترجو غداً لصغير ينام
وهو يكبر بين يديك بقلب منكس
لا تصالح
وأروِ أسلافك الراقداين
ولا تقتسم من قتلوك الطعام
واروِ قبلك بالدم ..وارو التراب المقدس
إروِ حتى تجيب العظام
(6)
لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن الجليلة
أن تسوق الدهاء ، وتبدى القبول
سيقولون :ها أنت تطلب ثأرا يطول
فخذ الأن ما تستطيع ، قليل من الحق يكفى السنين القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك ، لكنه ثأر جيل فجيل
وغدا يولد من يلبس الدرع كاملة
يوقد النار شاملة
يطلب الثأر .ويستولد الحق من أضلع المستحيل
لا تصالح ولو قيل أن التصالح حيلة
إنه الثأر ، تبهت شعلته فى الضلوع
إذا ما توالت عليه الفصول
ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس
فوق الخيام الذليلة
(7)
لاتصالح .ولو حذرتك النجوم
وحكى لك كهانها بالنبأ
كنت أغفر لو أننى مت ، فأين خيط الصواب
وخيط الخطأ ؟
لم أكن غازيا
لم أكن أتلصص بين مضاربهم
أوأحوم وراء النجوم
لم أمد يدا لثمار الكروم
أرض بستانهم لم أطأ ..
لم يصح قاتلى بى "انتبه "
كان يمشى معى ، ثم صافحنى ، ثم سار قليلا
ولكنه بين الغصون إختبأ
فجأة .ثقبتنى قشعريرة بين جنبى
واهتز قلبى كفقاعة ..وانفثأ
وتحاملت حتى ارتكزت على ساعدى
فرأيت ابن عمى الزنيم
واقفا يتشفى بوجه لئيم
لم يكن فى يدى حربة أو سلاح قديم
لم يكن غير غيظى الذى يشكى الظمأ
(8)
لا تصالح ...إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة
والنجوم لميقاتها ..
والطيور لأصواتها ..
والرمال لذراتها ..
والصبايا لزيناتها ..
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شىء تحطم فى لحظة عابرة
الصبا ..بهجة الأهل ...صوت الحصان
التعرف بالضيف ..ضحكتك حين ترى برعما فى الحديقة يذوى
الصلاة لكى ينزل المطر ..اللحظات المريرة
حين ترى طائر الموت وهو يرفرف ، عند المبارزة
الكاسرة
كل شىء تحطم فى نزوة فاجرة
الذى اغتالنى ليس ربا يقتلنى بمشيئته
ليس أشجع منى ليقتلنى بسكينته
ليس أقهر منى
ليقتلنى با ستدارته الماكرة
لاتصالح
فما الصلح إلا معاهدة بين ندين
فى شرف القلب والنفس
لا تنتفض
والذى اغتالنى محض لص
سرق الأرض من بين عينى
والصمت يطلق ضحكته الساخرة
(9)
لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التى ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون الثريد
واقتناء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم
العريقة قد نسيت سنوات الشموخ .
لاتصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارس هذى البلد الوحيد
وسواك المسوخ
(10)
لا تصالح !!
[/align] الشاعرالعربى المصرى/ أمل دنقل
[align=right](1)
لا تصالح
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأعينيك ،ثم أثبت جوهرة فى مكانهما ،
هل ترى ؟
هى أشياء لا تشترى
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك
حسكما فجأة بالرجولة
هذا الحياء الذى الذى يكبت الشوق حين تعانقه .
الصمت _ مبتسمين_لتـأنيب أمكما
( وكأنما ما تزالان طفلين )
هذى الطمأنية الأبدية بينكما ، أن سيفيان سيفك
إنك إن مت ؛للبيت رب ..وللطفل أب
لايصير دمى بين عينيك ماء
فتنسى ردائى الملطخ ، فليس فوق دمائى ثيابا مطرزة بالقصب.
إنها الحرب قد تثقل القلب ،لكن خلفك عار العرب
لا تصالح !
ولا تتوخ الهرب !
(2)
لا تصالح على الدم ..حتى بدم
لاتصالح ، ولو قيل رأس برأس ، أكل
الرؤوس سواء ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ، أعيناه عيناه،
هل تتساوى يد سيفها كان لك بيد سيفها ظالمك
سيقولون ؛ جئناك كى تحقن الدم ،
كن ياأمير الحكم .
سيقولون :ها نحن أبناء عم !!
قل لهم :إنهم لم يرعوا العمومة فى من هلك
واغرس السيف فى جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم
إننى كنت لك ؛ فارسا
وأخا
وأبا
وملك
(3)
لا تصالح ، ولو حرمتك الرقاد
صرخات الندامة .
وتذكر إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد
ولأطفالهن الذين تخاصهم الإبتسامة
أن بنت أخيك اليمامة
زهرة تتسربل منذ الصبا بثياب الحداد
كنت إذا عدت ، تعدو على درج القصر
تمسك ساقى عند نزولى
فأردفها وهى ضاحكة فوق ظهر الجواد
وها هى الآن صامتة
حرمتها يد الغدر من كلمات أبيها
إرتداء الثياب الجديدة
من أن يكون لها ذات يوم أخ
من أب يبتسم فى عرسها ..وتعود اليه
إذا الزوج أغضبها
وإذا زارها يتسابق يتسابق أحفاده
لينالوا الهدايا ويلهوا بلحيته
وهومستسلم ..ويشدوا العمامة
لاتصالح فما ذنب تلك اليمامة
كى ترى العش محترقا ..فجأة
وهى تجلس فوق الرماد
(4)
لا تصالح ولو قلدوك الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن ابنك
وكيف تصير المليك ..على أوجه البهجة المستعارة
كيف تنظر فى يد من بايعوك ..فلا تبصر الدم
فى كل كف .
إن سهما آتانى من الخلف
سوف يجيئك من ألف ألف
فالدم الآن صار وساما وشارة
لاتصالح ولو قلدوك الإمارة
إن عرشك سيف وسيفك زيف
إذا لم تزن _ بذوائبه _لحظات الشرف
واستطاب الترف
(5)
لا تصالح ، ولو قال من قال عند الصدام
ما بنا طاقة للحسام
عندما يملأ الحق قلبك ، تندلع النار إن تنفس
ولسان الجريمة أخرس
لاتصالح ، ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان نسيم السلام المد نس؟
كيف تنظر فى عينى إمرأة
أنت تعرف أنك لاتستطيع حمايتها فى الظلام ؟
كيف ترجو غداً لصغير ينام
وهو يكبر بين يديك بقلب منكس
لا تصالح
وأروِ أسلافك الراقداين
ولا تقتسم من قتلوك الطعام
واروِ قبلك بالدم ..وارو التراب المقدس
إروِ حتى تجيب العظام
(6)
لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن الجليلة
أن تسوق الدهاء ، وتبدى القبول
سيقولون :ها أنت تطلب ثأرا يطول
فخذ الأن ما تستطيع ، قليل من الحق يكفى السنين القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك ، لكنه ثأر جيل فجيل
وغدا يولد من يلبس الدرع كاملة
يوقد النار شاملة
يطلب الثأر .ويستولد الحق من أضلع المستحيل
لا تصالح ولو قيل أن التصالح حيلة
إنه الثأر ، تبهت شعلته فى الضلوع
إذا ما توالت عليه الفصول
ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس
فوق الخيام الذليلة
(7)
لاتصالح .ولو حذرتك النجوم
وحكى لك كهانها بالنبأ
كنت أغفر لو أننى مت ، فأين خيط الصواب
وخيط الخطأ ؟
لم أكن غازيا
لم أكن أتلصص بين مضاربهم
أوأحوم وراء النجوم
لم أمد يدا لثمار الكروم
أرض بستانهم لم أطأ ..
لم يصح قاتلى بى "انتبه "
كان يمشى معى ، ثم صافحنى ، ثم سار قليلا
ولكنه بين الغصون إختبأ
فجأة .ثقبتنى قشعريرة بين جنبى
واهتز قلبى كفقاعة ..وانفثأ
وتحاملت حتى ارتكزت على ساعدى
فرأيت ابن عمى الزنيم
واقفا يتشفى بوجه لئيم
لم يكن فى يدى حربة أو سلاح قديم
لم يكن غير غيظى الذى يشكى الظمأ
(8)
لا تصالح ...إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة
والنجوم لميقاتها ..
والطيور لأصواتها ..
والرمال لذراتها ..
والصبايا لزيناتها ..
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شىء تحطم فى لحظة عابرة
الصبا ..بهجة الأهل ...صوت الحصان
التعرف بالضيف ..ضحكتك حين ترى برعما فى الحديقة يذوى
الصلاة لكى ينزل المطر ..اللحظات المريرة
حين ترى طائر الموت وهو يرفرف ، عند المبارزة
الكاسرة
كل شىء تحطم فى نزوة فاجرة
الذى اغتالنى ليس ربا يقتلنى بمشيئته
ليس أشجع منى ليقتلنى بسكينته
ليس أقهر منى
ليقتلنى با ستدارته الماكرة
لاتصالح
فما الصلح إلا معاهدة بين ندين
فى شرف القلب والنفس
لا تنتفض
والذى اغتالنى محض لص
سرق الأرض من بين عينى
والصمت يطلق ضحكته الساخرة
(9)
لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التى ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون الثريد
واقتناء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم
العريقة قد نسيت سنوات الشموخ .
لاتصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارس هذى البلد الوحيد
وسواك المسوخ
(10)
لا تصالح !!
[/align] الشاعرالعربى المصرى/ أمل دنقل