مساء الخير
في الحقيقه لم يسبق أن قدمت روايتي منذ صدورها
ولكن ولـ عودتي لجزيرتنا ,, من يستحق الحروف إذا أينعت غيركم ؟
وحروف روايتي هذه قد خلتها كذلك
فقد عطرتها بخزمى الشمال
ونفخت فيها روح بدوية لم تنم منذ عصور
,, لعلها تحضى بالمثول أمامكم ,,
وتعود إلي متوشحة بالنور
فتقبلوها قبولا حسن ,,,

.
.
صدرت عن دار المفردات للنشر والتوزيع في الرياض
بداية اخترت عنوانا رومانسيا يسقط فيه الفارق العمري ساعية بذلك لتجريد بطلة الرواية للوصول بها
إلى إنسانة محظة يسقط من خلال تفكيرها الحر حواجز وهمية لاترى بالعين الانسانية ,,
حيث استمرت المفارقات مع البطلة العائدة من كراسي العشق في باريس وسيارات الرنج روفر وأناقة الرجال المفرطة
إلى الصحراء والددسن وابن العم الذي ينظف أذنه بمفتاح الددسن ,, !
كانت في باريس إنسانه وفي الصحراء إنسانه
يهفو قلبها إلى أول ابتسامة تصادفها وكانت ابتسامة الضابط الذي قبع في الأخير في غياهب السجن مجردة بذلك من نفوذه وسلطته وسلطانه الاجتماعي
لأحتفظ به كإنسان مقابل بطلة الرواية التي وجدت به إنسان حقيقي قادرة على حبه
وكأنه آخر كأس ماء في الدنيا من يشربه لن يظمأ ابدا
بالمقابل اسقطت برستيج زوجته المعدومة من انسايتها لأصورها ممتلئة بالقيح
كان العنوان يمثل صورة حياتية من عدة صور للنساء في بلادي أعدمت انسايتهن وارتضين العيش في ماسنح لهن من حيز ضيق في عقول الرجال
كحال بعض شخصيات الرواية الذي كان مجرد اتصالهن بالرقم الأسري مجرد نزوة حياتية انتهت سريعا تحت قرع العقل الباطن الذي سيطر على تفكيرهن حالا وأدرجهن ضمن ايدلوجيا اجتماعية مارسها المجتمع عليهن بقصد أو بدون قصد
كحزمة تعاليم وطقوس وأعراف رسخت في ذاكرة مجتمعية تئن تحت وصاية الشيوخ الذي يجسدها المثل الدارج بوضوح (الشيوخ أبخص)
كانت هناك إنسانه جردتها من الاغلال والقيود الرسمية حتى جعلتها ترقص وترقص حتى خرت لها النجوم وفي لحظة يستيقظ الانسان المضطهد داخلها لتبكي وتبكي
بينما كانت تريد أن تعبر فرحتها ولكن الفرح كان عصيا على إنسانة في الاغلال
هذه الانسانة ربما كان لها الحظ الأوفر في تعليق ومتابعة قراء الرواية
وربما للانسان الجميل جدا داخلها الذي ظهر رغم القيود في لحظة
وكأنه إنبلاج فجر ولم يظهر ذلك إلا بعد أن أزلت عنها فوارق الجنسية التي جعلت منها بين أولادها مجرد إنسانة مخالفة للأنظمة وكأن النظام ينظر للأمومة كخانة فقط في دفتر إقامة الوافدات على سنة الله ورسوله !
نهاية جعلت البطلة تكتشف بطبيعتها الانسانية الاصيلة أن العوائق أمام القلوب كثيرة أهمهما عقبة كؤود وهي تصنيف
حبيبها كإنسان من درجة ثانية إنسان غير قبلي
في الأخير سجنت البطلة خلف شباك غرفتها تعبيرا عن السجن الكبير الذي تعيشه النساء في أعراف المجتمع ونظام الدولة الذي لم يتزحزح أمام إرادتهن وكأن النظام صخرة كبيرة تجثم على حرية النساء قد نقش عليها المثل الدارج (الشيوخ أبخص)
ذهب الحبيب في زحمة الناس من دون قلب وكأنه رجل منسوخ من ملاين الرجال في بلادي يعيشون من دون قلب وحب
الرواية في مجملها دعوة لإحترام الانسان داخلنا
وفتح نوافذ للشمس والهواء حتى ينمو جيدا ويتعافى هذا المجتمع الكسيح
عندما هش عظم (نصفه الآخر) نتيجة حرمانه الطويل من التعرض لشمس الحرية
لتحميل الرواية ( هـنـا )