الشاعر محمد الخولي تحت المجهر النقدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الخولي
    عضو الملتقى
    • 20-12-2008
    • 48

    الشاعر محمد الخولي تحت المجهر النقدي


    قصيدة عيد ميلادي للشاعر محمد الخولي

    تحت المجهر النقدي

    محمد الخولي:عيد ميلادي والبحث عن زمن التحقق

    هو اقتحام لزمن التمكين ....هو ارتحالهامس بالوطن....هو وجع مسيج بالانتظار...أو انتظار مسيج بالوجع...وأنا أصاحب بوحهالمفلت من صفة التطابق والباحث عن هويته ضمن مسارات التعدد ...قابلني الألم الكامنفي حرفه وذلك الحلم بالاسترجاع والتحقق ...هذا ما وجدته في نص الشاعر المصريالأستاذ محمد الخولي والموسوم بـ"عيد ميلادي"،فما يقوله النص؟

    العنوان:"عيد ميلادي" يتشكلالعنوان من ملفوظين ،فعيد تحمل دلالة الفرح والتجدد والسرور والبهجة...،وترد نكرةلتترك للمعنى الملحق أن يحدد هويتها ،وأما لفظة "ميلادي" فتدل علىالانبعاث والتجدد والبدء....،إذ النسبة دلالة اعتراف بأن الهوية اللغوية في طورالإنجاز ،حيث تسعى الذات/النص لتجديد محدداتها وخصائصها وفق انفتاحات زمنيةمختلفة،وكأن بالمنجز النصي يعلن ارتهانه للتشكل القبلي/البعدي حيث التحقق في الزمنالماضي ثم الاحتفاء بذاكرة لغوية ومحاولة استرجاعها في لحظة الذكرى حينما تلتقي أوتلامس تجدد الإعتبار التاريخي في راهنه المعاش ،ومن ثمة يعترف النص باحتوائهلعناصر الزمن المنقضي والزمن القادم في الوقت ذاته،حيث الهوية هي خليط متجانسبينهما،ومن ثمة فالنص يلتقي بهما من خلال المتعالقات الواقعية الآنية والتاريخيةمعا.

    عيد ميلادي

    التاسع بعد العشرين

    ألم وفراق وأنين

    موت وجراح وحنين

    وحروف ترقص في

    الأحشاء على النسرين

    والناس تهز خواطرهم

    نايات الحزن

    يرتلها سفر التكوين

    والعمر يسقط

    حبات

    حبات

    وتصنع سنين

    يبدأ الشاعر نصه الشعري بعبارة "عيدميلادي"،وكأن بالنص يحاول تجديد هويته من خلال لحظة السكون،إذ غياب الحركة هواعتراف بالرغبة في موضعة النص في إطار من الثبات،ليتوقف عند لحظة واحدة ويؤسسعليها راهنه القادم وكل بوحه البعدي المصاحب،فتصير بعد ذلك كل حركة منجزا ملحقا لاسببا في تغيير وجهة النص،ومن ثمة يصير الكون الإبداعي متأسسا على الوجع ،وتصبحلحظة المستقبل"ترقص ـ تهز ـ يرتلها ـ يسقط ـ تصنع" مرتكزة على هذا البوحالموجع ،حيث تسعى اللغة لخلق مستقبلها بشكل مؤجل ثورة عليه ورغبة في تهميشهواحتفاء بمركزية الاسم السابق أو المقدم إقصاء لكل المحددات الحركية الخالقة لهذاالوضع المؤلم.

    أخفقت كثيرا

    في الماضي

    وأحاول أن أنجز

    حلما

    يقطعه حد السكين

    لبلادي تسبح في لهو

    وأحارب

    وحدي التنين

    وظلام خيم من حولي

    وتغيب الشمس

    كما غابت أرض فلسطين

    وتسلم اللغة بوحها "أخفقت" فيالزمن المغيب لتبين خيبة التمكين قبلا حينما أرادت الخروج من سلطة النسق المهيمنأو سلطة النص القبلي لإنجاز وعي لغوي مغاير،حتى تعترف بمحاولاتها المتعددة فيالزمن الحاضر"أنجز ـ يقطعه ـ أحارب" من أجل استرجاع لحظتها الآنيةوصياغة الوعي الشعري الجديد بعيدا عن كل سلطة معيارية قبلية مهما كان الطريق مفخخابالعراقيل ،وحتى ما ورد في الزمن الماضي"خيم ـ غابت" يحمل رغبة التغييبلكل وجع مصاحب للنص،حيث اللغة تحاول بناء هويتها على الأمل والتجديد،ومن ثمةفموضعة فلسطين ضمن حركة فعلية مغيبة هو تعبير عن عدم التسليم بهذه الحقيقة آنياوجعلها في حكم المنقضي حتى تتجدد حركتها حاضرا بحلم الاسترجاع.

    قد صار الخبز

    لنا أملا

    يجرفنا الجوع

    ويجمعنا وهم التاريخ

    وأحرفه

    كتبت بالدم

    معلقة

    شاعرها

    طفل فلسطين

    ويمنح النص للغة/فلسطين تحققها في الزمنالفائت،حيث يبين كيف كان هذا التحقق منبنيا على وعي زائف ،إذ يتم إشغالها بإشكالاتهامشية من أجل إبعادها عن الإهتمام المركزي الأول وهو العمل على هوية الاسترجاعوحلم التمكن،وكيف تم صياغة وعي اللغة ونمذجته وفق هذا التصور آنيا"يجرفنا ـيجمعنا"،ومن ثمة تطرد الذات الجمعية التي يشتغل النص على صياغتها لحظتها إلىواقع التغييب"كتبت"لتؤكد راهنية مخلخلة وفاقدة لسلطة الوجود والحضورالفعلي.

    هذا

    عيد ميلادي التاسع

    بعد العشرين

    قرآن يسكن في قلبي

    ولساني

    يحمل توراة

    ويردد فينا

    إنجيل

    وأبث الشعر حكايتنا

    فيجوب القدس

    ويحملني

    حرفا مجروحا

    يزرعني

    أملا في القدس

    وفي غزة

    في صحن الديار

    وفي يافا

    ويعيد النص الإعلان عن ذكرى ميلاده ليبنيهويته على التعدد،حيث العوالم المختلفة في المستقبل تحاول طرد زمن الارتيابوالتبعثر من خلال لم شتات كينونته المتحققة آنيا"يسكن ـ يحمل ـ يردد ـ أبث ـيجوب ـ يحملني ـ يزرعني"،وذلك من خلال استجماع التاريخ في لحظات تمكنه ،حيثالقداسة والطهر والنقاء والحقيقة "قرآن ـ توراة ـ إنجيل"،وحيثاللغة/الوطن وعد بالإنجاز يحمل ممكنات متعددة تشي بحلم منتظر سيتحقق يومابالاسترجاع"القدس ـ غزة ـ يافا".

    تسري الأحلام

    كأغنية

    أولها القدس

    وآخرها

    دمع فلسطين

    وأراها ترقص

    في الكاسات

    على وتر

    في القلب حزين

    ويبقى النص مسلما بوحه لزمنالمستقبل"تسري ـ ترقص"،حيث يتم استحضار الحلم رمز الأمل المغيب آنياوتسليمه لهوية الحضور المؤجل الذي قد يتحقق في أي مساحة زمنية قادمة،إذاللغة/فلسطين، اللغة/القدس تسترد وجودها الأصيل بشكل مرحلي عبر مسارات النصومسافاته البعدية.

    جمجمة

    سجدت في الأقصى

    للباري

    رب فلسطين

    هان الإسلام

    فأصبحنا

    كالموت

    يأكلنا الطين

    هذا عيد ميلادي

    التاسع بعد العشرين

    وتتأخر الفعل في الزمنالمغيب"سجدت" مقدما فاعله وكأن بالنص يحاول موضعة هذا الواقع الموجع فيلحظة السكون بابتداء المقطع باسم وتأخير الحركة وتأجيلها إقصاء لها وطردها منمركزية التحقق ،كما أن حصر هذه الحركة في اللحظة التاريخية الماضية هو تهميش لممكناتهاوجعلها في دائرة المغيب الذي انقضى"سجدت ـ هان.." حيث الرغبة في تغييبالوجع لكن النص يستفيق في آخره على حقيقة الحضور"يأكلنا" حتى يبين حقيقةالراهن الواقعي والشعري المنبني على التبعثر والتوتر والقلق والوجع.

    نظريةنقدية للدكتورة /غزلان هاشمي

    أستاذةالأدب المقارن بالمركز الجامعي سوق أهراس الجزائر باحثة في مجال الفكر والأدبوالقانون قاصة










يعمل...
X