[align=center]غربة الفزانى البهى[/align]
محمد السنوسى الغزالى
ناءت به المسارب والدروب الموجعه ومعاناة الغربة ورحلة الضياع من المهد في صرمان(1936م.) حتى اللحد في بنغازى مرورا ببعض السنون في المرج حتى بلوغه عشرة اعوام ، ولذلك كان الشعر ملاذه الاختيارى ومنفاه غير الوحيد ، او فلنقل ان كل ملاذاته كانت مهلكة للقلب وللحرف بالنسبة له..فكانت حصيلة عمره من الشعر بضعة دواوين منها :
- قصائد مهاجرة.
- اسفار الحزن المضيئة.
- الموت فوق المئذنة.
- رحلة الضياع.
- مواسم الفقدان
- الطوفان آت
- فضاءات اليمامة العذراء.
- دمي يقاتلني الان والقنديل الضائع في المدن الوثنية..
ثم مجموعته الكاملة طبعتان.. ودواوين اخرى..
كان الحوار بيني وبينه حاداً حول شعره..لكنه كان قامة ادبية كبيرة..وذات مرة كتب لي اهداء على الطبعة الثانية من الاعمال الكامله..كتب بالحرف( هذا ما استطعته لك واغرب عني)!!!
الكتابة عن الراحل علي الفزانى اشبه بالغوص في يمٍٍٍٍ ٍ ربما لايمكنك استكناه منتهاه ، ولذلك كنت ارى الفزاني اكثر من شاعر أو كائن تتملكه العواطف فيفرغها شِعراً!!.
لقد كتب الفزاني الشعر ، لكنه كتب اكثر وتمظهر في معانيه في الا دب والسياسة والتاريخ والحضارة، ولكنه لم ينشره!! وكان قبل اى شىء آخر رجلا عفيف النفس كبرياءه نادر ، بالرغم من حياة الكفاف التى كان يعيشها ويحترق فى اتونها..وقد يستغرب القارىء اذا تمعنت في انى ارى على الفزانى اديب وقامة كبيرة فى السياسة والتاريخ والذائقة الادبية اكثر مما هو شاعر..رغم اشتهاره كشاعر..ومن وجهة نظرى كان الشعر لدى الفزانى جزئية فرضتها معاناته التى عاشها فى غربته الحضارية من صرمان الى المرج وقراءة الكتاتيب الى بنغازى التي رحل منها الى الخلود عام 2000م... إذ لم يكن من اليسير عليه الا يجد وسيلة يعبر بها عن هذه المعاناة الذاتية التى لابد ان لها امثلة ومثائل فوق الارض..مع ذلك استطيع ان اصف الفزانى كشاعر رجيم مثل بودلير وايضا ككائن ضد العالم مثل بول ايلوار وليس فى هذا تناقض فى وجهة النظر..فالشعر الذى تفرزه حالة الصدق هو شعر ايضا..هذه هو الفزاني من وجهة نظرى ..انه كاتب مقاله ومحلل سياسى واجتماعى بالدرجة الاولى..الشعر لديه عبارة عن تعبير عن معاناته مما يحيط به من خراب...لقد عانى الفزانى من تخلف المجتمع ومن العقليات العشائرية البغيضة ..واقصد هنا الشللية ولذلك نجد فى شعره القتال ضد التخلف والعقلية الشللية التى طاردته فى المؤسسات والشوارع حتى انتقل من منزل الى آخر فراراً من هذا الكم والضمائر الخربة!!.. ايضا الدفاع عن المحصنات التى كان يرى انها محاصرة ككائنات تريد اثبات وجودها فى مجتمع قمعى ذكورى بحت حتى الوسط الثقافى الذى ينبغى ان يكون اكثر تقدما ووعيا ً ..هكذا قال لى ذات يوم بالحرف الواحد..:ان هذا المجتمع يرفض ان تكون المراة كفاءه يشهد لها..ولذلك يساء اليها تحت طائلة الهاجس القديم تجاهها..قال لى حتى المثقفين الذين يظنون انهم تجاوزوا هذا الطرح يمارسون القذف ضد المحصنات بطريقة موغلة فى الدناءة والدونية..قال: اذا اعطاك الله عمرا ونبغت نساء لدينا فسوف تقابل بحروب شعواء تحت اى شعار..فاياك ان تتخلف عن موقع الدفاع..وقد كان الفزانى يستشرف المستقبل...فى شعره هذه هى معاناته وهذا هو موقفه وهذا هو دفاعه..لكن للفزانى افاق اخرى فى الكتابة هى ذاكرته الحضارية والتاريخية والثقافية وكنت اتمنى ان نكون اكثر وفاءا للفزانى فنجمع مقالاته وكتاباته العديدة فى السياسة والادب..بل ونترجمها الى لغات اخرى اذا استطعنا ذلك..فليس كافيا ان يكون باسمه مكتبه فى شارع عمر المختار(بنغازي)..لأنه كان يؤمن بجدوى صنع الاجيال وليس كثيرون من مجايليه على هذا النحو ...و فىمركز الصابري الذى لم ادخله بعد رحيل الفزانى تعرفت على الفزانى الاديب والانسان...وكانت بينى وبينه علاقة خاصة لاادعى انها دافئة بل احيانا ماكانت لدودة...
ذات مرة كلفت باجراء حوار معه لصحيفة الاسبوع الثقافى..جئته هنا فى هذا المركز وكنت ممتلأ شبابا وتحمسا وانفعالا وكنت مرتبا او مبرمجا ضده لسذاجتى ، ونشر الحوار بحذافيره وكان الخلاف حول ادب الشباب فى ذلك الزمن هل هو الادب العمرى اى عمر الكاتب ام الادب الشاب
بغض النظر عن عمر الكاتب..اذكر فى ذلك اليوم انه قال لاحد الموظفين لااريد ان يزعجنى احد حتى اتفاهم مع هذا الولد!!..
لكن الخبرة والاحتكاك به غيرت من وجهة نظرى فيه..والتقينا فى حب الصادق النيهوم ذلك الكائن الذى جمع بيننا فى حضوره وغيابه ، النيهوم الذى صنع اجيالا وعندما رحل لم يجد من يدافع عنه حتى من تلك الاجيال التى ابدع هو حروفها فى الاصل ، الفزانى كان يحب النيهوم والتقينا فى هذا الجانب وقضينا عدة سنوات نتحدث عنه ونجعله مرجعيتنا في كل اختلاف..وكان بالنسبة لى الصادق النيهوم قيمة ادبية علمتنى الحرف والكتابة بعد ابى رحمه الله ورحم الله الصادق النيهوم وعلى الفزانى..وكان الفزانى ينظر له كشخص وكقيمة ايضا..ومن مصادفات القدر ان يكون الفزانى هو عراب الصلح بينى وبين المرحوم سليمان كشلاف بعد خلافنا الذى وصل الى ان تطايرت بيننا الصحون والسكاكين فى فندق الشاطى بطرابلس!!..وبعد الصلح فى مهرجان النهر جاءنى الفزانى فى المنزل قال لى : الرجل يريد ان يتصل بك ويستشيرك فى امر فلاتكن نزقا كعادتك..واتصل بى كشلاف وقال : تلك المعركة اريد ان ادونها فى كتاب ولكنى اردت ان استشيرك فى عنوان للكتاب استوحيته من تلك المعركة الطفوليه كما قال ..لقد اردت ان اعنونه بــ (الشمس وحد السكين!!)..
لاانكر انه استثارنى لكنى تذكرت الفزانى فقلت له : لست بوليسا على عناوينك..انت حر..اذا كنت ترى اننا نحن الذين ندافع عن النيهوم هم السكاكين وانت الشمس المشرقة..فهناك التاريخ الذى سيقول كلمته ..وانتهى هذا الموقف الذى اكتبه هنا لاول مرة..
* الفزانى يليق به صرح ثقافى باسمه يتحول الى خلية نحل ويحتوى جميع كتاباته وهمومه واهتماماته...هذا هو اقل ما يستحقه ، الفزاني الذى قتلته عفته فى الغربة ، وكان يعرف ما به لخبرته فى المجال الطبى..وواجه قدره بشجاعة كما كان يواجهه على الارض وتحت السماء...
الفزانى الذى قاتل ضد الشللية او المافيا الثقافية كما سماها..واتمنى ان يرى النور مخطوطه:
( المافيا الثقافية عبر التاريخ) هذا الاستقراء الجميل الذى قرات جزء كبير منه ..وليته ينشر ايضا دراساته عن الشعر المعاصر..لقد كان الفزانى عظيما فى شعره وهو يعبر عن معاناته من الشللية وكان اعظم فى قراءته للتاريخ..وهنا من وجهة نظرى يمكن ان نقرأ الفزانى ونتعرف اليه فى هذه الابيات من قصيدة رحلات قابيل العربى :
ايها الساقى الوسيم
هَاتِ كأسا – منْ دَم ٍ عذْب ٍ-ودَنْدِنْ لِلنديمْْ
فرَفِيقى خَازِنُ النارِ ورُبانُ الجحيمْ
كل ما حرمهُ الانسانُ يغدو – فىلـُهانَا كالنعيمْ
مات فخذا ً وكَِبِدْ
ولِساناً عربياً من قتيل ٍ فى اُحُدْ
واذا الزادُ فى الليل نفذْ
فلدينا بعضُ قِديدٍ حَنينْ
وغدا ً ناتى براس ابى ذَر العََنيدْ
وكنت اتمنى ان يكون بين يدى الان نصه الشعرى الذى يقول فى مطلعه :
إلهى اريد ان افتح بابا للحوار الجميل..
ففى هذا النص ما يمكن ان يقال الكثير عن الفزانى الاديب والانسان..والذى رحل وهو يقاتل فى المدن الوثنيه وما يزال دمه فى الوريد ضد تصاريف القبيلة وقذف المحصنات..
اخيرا... انى اشكر صادقا اؤلئك الذين اهالوا عليه التراب فى حياته ، لقد عمقوا فينا قراءته ، وكانوا مخلصين لموقفهم فلم يذرفوا عليه دموع التماسيح بعد رحيله..وهذا موقف يعبر عن الصدق مع الذات مهما كان الاختلاف حوله..
محمد السنوسى الغزالى
ناءت به المسارب والدروب الموجعه ومعاناة الغربة ورحلة الضياع من المهد في صرمان(1936م.) حتى اللحد في بنغازى مرورا ببعض السنون في المرج حتى بلوغه عشرة اعوام ، ولذلك كان الشعر ملاذه الاختيارى ومنفاه غير الوحيد ، او فلنقل ان كل ملاذاته كانت مهلكة للقلب وللحرف بالنسبة له..فكانت حصيلة عمره من الشعر بضعة دواوين منها :
- قصائد مهاجرة.
- اسفار الحزن المضيئة.
- الموت فوق المئذنة.
- رحلة الضياع.
- مواسم الفقدان
- الطوفان آت
- فضاءات اليمامة العذراء.
- دمي يقاتلني الان والقنديل الضائع في المدن الوثنية..
ثم مجموعته الكاملة طبعتان.. ودواوين اخرى..
كان الحوار بيني وبينه حاداً حول شعره..لكنه كان قامة ادبية كبيرة..وذات مرة كتب لي اهداء على الطبعة الثانية من الاعمال الكامله..كتب بالحرف( هذا ما استطعته لك واغرب عني)!!!
الكتابة عن الراحل علي الفزانى اشبه بالغوص في يمٍٍٍٍ ٍ ربما لايمكنك استكناه منتهاه ، ولذلك كنت ارى الفزاني اكثر من شاعر أو كائن تتملكه العواطف فيفرغها شِعراً!!.
لقد كتب الفزاني الشعر ، لكنه كتب اكثر وتمظهر في معانيه في الا دب والسياسة والتاريخ والحضارة، ولكنه لم ينشره!! وكان قبل اى شىء آخر رجلا عفيف النفس كبرياءه نادر ، بالرغم من حياة الكفاف التى كان يعيشها ويحترق فى اتونها..وقد يستغرب القارىء اذا تمعنت في انى ارى على الفزانى اديب وقامة كبيرة فى السياسة والتاريخ والذائقة الادبية اكثر مما هو شاعر..رغم اشتهاره كشاعر..ومن وجهة نظرى كان الشعر لدى الفزانى جزئية فرضتها معاناته التى عاشها فى غربته الحضارية من صرمان الى المرج وقراءة الكتاتيب الى بنغازى التي رحل منها الى الخلود عام 2000م... إذ لم يكن من اليسير عليه الا يجد وسيلة يعبر بها عن هذه المعاناة الذاتية التى لابد ان لها امثلة ومثائل فوق الارض..مع ذلك استطيع ان اصف الفزانى كشاعر رجيم مثل بودلير وايضا ككائن ضد العالم مثل بول ايلوار وليس فى هذا تناقض فى وجهة النظر..فالشعر الذى تفرزه حالة الصدق هو شعر ايضا..هذه هو الفزاني من وجهة نظرى ..انه كاتب مقاله ومحلل سياسى واجتماعى بالدرجة الاولى..الشعر لديه عبارة عن تعبير عن معاناته مما يحيط به من خراب...لقد عانى الفزانى من تخلف المجتمع ومن العقليات العشائرية البغيضة ..واقصد هنا الشللية ولذلك نجد فى شعره القتال ضد التخلف والعقلية الشللية التى طاردته فى المؤسسات والشوارع حتى انتقل من منزل الى آخر فراراً من هذا الكم والضمائر الخربة!!.. ايضا الدفاع عن المحصنات التى كان يرى انها محاصرة ككائنات تريد اثبات وجودها فى مجتمع قمعى ذكورى بحت حتى الوسط الثقافى الذى ينبغى ان يكون اكثر تقدما ووعيا ً ..هكذا قال لى ذات يوم بالحرف الواحد..:ان هذا المجتمع يرفض ان تكون المراة كفاءه يشهد لها..ولذلك يساء اليها تحت طائلة الهاجس القديم تجاهها..قال لى حتى المثقفين الذين يظنون انهم تجاوزوا هذا الطرح يمارسون القذف ضد المحصنات بطريقة موغلة فى الدناءة والدونية..قال: اذا اعطاك الله عمرا ونبغت نساء لدينا فسوف تقابل بحروب شعواء تحت اى شعار..فاياك ان تتخلف عن موقع الدفاع..وقد كان الفزانى يستشرف المستقبل...فى شعره هذه هى معاناته وهذا هو موقفه وهذا هو دفاعه..لكن للفزانى افاق اخرى فى الكتابة هى ذاكرته الحضارية والتاريخية والثقافية وكنت اتمنى ان نكون اكثر وفاءا للفزانى فنجمع مقالاته وكتاباته العديدة فى السياسة والادب..بل ونترجمها الى لغات اخرى اذا استطعنا ذلك..فليس كافيا ان يكون باسمه مكتبه فى شارع عمر المختار(بنغازي)..لأنه كان يؤمن بجدوى صنع الاجيال وليس كثيرون من مجايليه على هذا النحو ...و فىمركز الصابري الذى لم ادخله بعد رحيل الفزانى تعرفت على الفزانى الاديب والانسان...وكانت بينى وبينه علاقة خاصة لاادعى انها دافئة بل احيانا ماكانت لدودة...
ذات مرة كلفت باجراء حوار معه لصحيفة الاسبوع الثقافى..جئته هنا فى هذا المركز وكنت ممتلأ شبابا وتحمسا وانفعالا وكنت مرتبا او مبرمجا ضده لسذاجتى ، ونشر الحوار بحذافيره وكان الخلاف حول ادب الشباب فى ذلك الزمن هل هو الادب العمرى اى عمر الكاتب ام الادب الشاب
بغض النظر عن عمر الكاتب..اذكر فى ذلك اليوم انه قال لاحد الموظفين لااريد ان يزعجنى احد حتى اتفاهم مع هذا الولد!!..
لكن الخبرة والاحتكاك به غيرت من وجهة نظرى فيه..والتقينا فى حب الصادق النيهوم ذلك الكائن الذى جمع بيننا فى حضوره وغيابه ، النيهوم الذى صنع اجيالا وعندما رحل لم يجد من يدافع عنه حتى من تلك الاجيال التى ابدع هو حروفها فى الاصل ، الفزانى كان يحب النيهوم والتقينا فى هذا الجانب وقضينا عدة سنوات نتحدث عنه ونجعله مرجعيتنا في كل اختلاف..وكان بالنسبة لى الصادق النيهوم قيمة ادبية علمتنى الحرف والكتابة بعد ابى رحمه الله ورحم الله الصادق النيهوم وعلى الفزانى..وكان الفزانى ينظر له كشخص وكقيمة ايضا..ومن مصادفات القدر ان يكون الفزانى هو عراب الصلح بينى وبين المرحوم سليمان كشلاف بعد خلافنا الذى وصل الى ان تطايرت بيننا الصحون والسكاكين فى فندق الشاطى بطرابلس!!..وبعد الصلح فى مهرجان النهر جاءنى الفزانى فى المنزل قال لى : الرجل يريد ان يتصل بك ويستشيرك فى امر فلاتكن نزقا كعادتك..واتصل بى كشلاف وقال : تلك المعركة اريد ان ادونها فى كتاب ولكنى اردت ان استشيرك فى عنوان للكتاب استوحيته من تلك المعركة الطفوليه كما قال ..لقد اردت ان اعنونه بــ (الشمس وحد السكين!!)..
لاانكر انه استثارنى لكنى تذكرت الفزانى فقلت له : لست بوليسا على عناوينك..انت حر..اذا كنت ترى اننا نحن الذين ندافع عن النيهوم هم السكاكين وانت الشمس المشرقة..فهناك التاريخ الذى سيقول كلمته ..وانتهى هذا الموقف الذى اكتبه هنا لاول مرة..
* الفزانى يليق به صرح ثقافى باسمه يتحول الى خلية نحل ويحتوى جميع كتاباته وهمومه واهتماماته...هذا هو اقل ما يستحقه ، الفزاني الذى قتلته عفته فى الغربة ، وكان يعرف ما به لخبرته فى المجال الطبى..وواجه قدره بشجاعة كما كان يواجهه على الارض وتحت السماء...
الفزانى الذى قاتل ضد الشللية او المافيا الثقافية كما سماها..واتمنى ان يرى النور مخطوطه:
( المافيا الثقافية عبر التاريخ) هذا الاستقراء الجميل الذى قرات جزء كبير منه ..وليته ينشر ايضا دراساته عن الشعر المعاصر..لقد كان الفزانى عظيما فى شعره وهو يعبر عن معاناته من الشللية وكان اعظم فى قراءته للتاريخ..وهنا من وجهة نظرى يمكن ان نقرأ الفزانى ونتعرف اليه فى هذه الابيات من قصيدة رحلات قابيل العربى :
ايها الساقى الوسيم
هَاتِ كأسا – منْ دَم ٍ عذْب ٍ-ودَنْدِنْ لِلنديمْْ
فرَفِيقى خَازِنُ النارِ ورُبانُ الجحيمْ
كل ما حرمهُ الانسانُ يغدو – فىلـُهانَا كالنعيمْ
مات فخذا ً وكَِبِدْ
ولِساناً عربياً من قتيل ٍ فى اُحُدْ
واذا الزادُ فى الليل نفذْ
فلدينا بعضُ قِديدٍ حَنينْ
وغدا ً ناتى براس ابى ذَر العََنيدْ
وكنت اتمنى ان يكون بين يدى الان نصه الشعرى الذى يقول فى مطلعه :
إلهى اريد ان افتح بابا للحوار الجميل..
ففى هذا النص ما يمكن ان يقال الكثير عن الفزانى الاديب والانسان..والذى رحل وهو يقاتل فى المدن الوثنيه وما يزال دمه فى الوريد ضد تصاريف القبيلة وقذف المحصنات..
اخيرا... انى اشكر صادقا اؤلئك الذين اهالوا عليه التراب فى حياته ، لقد عمقوا فينا قراءته ، وكانوا مخلصين لموقفهم فلم يذرفوا عليه دموع التماسيح بعد رحيله..وهذا موقف يعبر عن الصدق مع الذات مهما كان الاختلاف حوله..