اليوم فقط علمت أنّ أسلحتك الخفيّة أعتى وأقوى من كتائب جنودي المتواضعة.. اليوم علمت أنّ المعركة ستكون أصعب ممّا توقع قلبي عاشق شموخ الجبال .. وكبرياء النخيل.. اليوم علمت أنّها معركة عمري ضدّ عمري ..وأن دمي مباح .. مباح .. مباح ..لا دفاع لي أمام جبروتك الاّ جيوش مشاعري الصادقة النقيّة وقلب شاعرة على أتمّ الاستعداد لأن يهبك كلّ شيء مقابل بعض اهتمام ورعاية.. على أتمّ الاستعداد لكي يهبك آخر قطرة دم في شراييني مقابل دفقة حنان ومحبّة.. قلب شاعرة سافر في بساتين عمرك ينتشي من ضوع شذاك ويتبع كلّ خطاك ويرتوي من كل خفقة من خفقات روحك.. نادى عليك القلب .. والح في النداء..لم أكن في حاجة الا لمن يشعرني بآدميّتي .. يقرأني .. يفهمني.. يسكن أعماق قلب شاعرة شاغر ، الاّ من جراح الزمن وأنين الذكريات ..لم أكن في حاجة الا لبسمة تزهر على كهف افراحي المصلوبة..نغمة تنبت من حرير الكلمات لحن وفاء ومودّة..بكلّ حنين الى الأغنيات التي تموت في داخلي بدونك ..بكلّ لهفة الى تفاصيل بوح ربيع محتمل رغم الخريف الزاحف قبيل الخريف..بكلّ جنوني الى ضمّة تبعثرني في المدى أمتطي شوقها في زمان بخيل..بكلّ المواجع في الروح همت ، وأسرجت قلبي شراعا لما يكفي الحكاية أن تكون وما قد تكون وما كنت أحلم يوما لها أن تكون..أيا قبلة الروح هل كنت تعرف أنّي اشتهيتك كالموت في سفري البعيد..فجعلت عصف الريح ملحمة النهاية ..ونصبت ألوية المراسم في المشانق..أنا يا حبيب الروح بالدمع اغتسلت.. وصغت من شِعري الكفن..فاحفر فداك الروح بالأحزان قبري واجعل سبيل الموت معراجي اليك...واطفئ لهيب الشوق في حزن النخيل .. أو أضرم النيران في هذا الأفق..فالنخل سيدي لا ينحني ..الا لالسنة الحريق .. النخل يرحل مكسور الجناح كما الغريب..النخل يفنى غربة يا جراح القلب يا وجعي الغريب..