مونليزا مندائية على جدران اللوفر*نعيم عبد مهلهل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين يعقوب الحمداني
    أديب وكاتب
    • 06-07-2010
    • 1884

    مونليزا مندائية على جدران اللوفر*نعيم عبد مهلهل





    مونليزا مندائية على جدران اللوفر

    مونليزا مندائية على جدران اللوفر ..!
    نعيم عبد مهلهل- المانيا*
    بتاريخ : السبت 23-01-2010 07:46 مساء


    يضع الجمال المندائي يديه على خديه عندما يلتقط له البط الجنوبي صورة بكاميرا صنعها المعدان منذ أيام صبر أيوب وسلطان مدافع الدان وبنادق مود وجبهات الأسماك في حرب مجنون وكحلاء الله ، والآن انقلبت الصورة لتشهد موتا لملثمي الليل

    وقاعدة الأفغان ولصوص الصاغة وأشياء لم ترسم حتى في الحسبان ....!
    يضع الجمال المندائي يديه على رمشيه ويتأمل سحر الروح بلا ضوضاء ليصنع منها وطناً وأساور عرس الملكة الاكدية والبنت الميسانية ودمى من طين معابد أمس الأجداد وجدوها في تل اثري بمدينة اور ....
    سحر ميتافيزيقيا بلون أبيض كثوب الرسته ...
    يرتديه اراغون في عيد خليقة آدم ...
    ويغني لاليزا من أهل الموصل أو لأميرة من بيت السبتي أو لرجل طاعن في السن ،صاغ عبارة من كنز الرب على تاج الملكة البريطانية ومضى يبتهل نبي التعميد يحيى جوال بين قرى الاهوار يفتش عن روحه وروح الماء وروح الموسيقى ......!
    هناك الأيام تزاوج دمعتها بنجوم الليل فيأتينا صوت من بيت القصب : أذهب للمندي واستكشف روح الورد وروح الطير وروح الوطن المصلوب بمسدسات كواتم صوت الموت الليلي لابناء الرب ...
    أذهب لصحن القيمر واللبن الخاثر وسياح الخبز ونوم الجاموس وعتبة باب المعبد وقيثارة شبعاد ، وأسال أن كانت مونليزا المندائيين حقيقة أم أسطورة ...؟
    فترد الواح الطين ، وسلالة زمن المغرومين وافياء النخل وعطر الطين : كانت هنا ،حقيقة زمن ابعد حتى من توراة العين .كانت هنا اقدم من امراء الخبز وطعم التين .لبست جفن نوح واخذت بعصا ابراهيم .ومشت تمضي حتى وصلت باريس لتصنع في لوحاتها بهجة نظرات السواح اليابانيين ......!
    2
    هذا الجمال الرباني في بدءه ألايقوني وسحر نظراته كان ولم يزل ذاكرة لكتاب الجنوب المتأصل في سيقان السنبلة غزل الفلاحات وطعم شواء الطير ولمعان مناجل صنعها المندائيون لحقول الشوق بسهول الجنة ...!
    في اللوفر عينيك مرايا وعلى الماء مرايا وعلى دمعة أم مندائية يدفعها الشوق لنسيان ألم المنفى وتذكر بيت الأب بذيك الاهوار ..
    هناك لنا لغة وحضارة وكتب عجنت أشواق السرياليين بعينيها وصنعت منها برج بابل واجنحة الثيران وزقورة سومر وغلايين هنود حمر ..صعدوا الدبابات وجاءوا ...
    هناك قصيدة شاعرك الفحل تحنُ إليك ، تقبل يديك وجفنيك وحناء العرس وتمضي بين خيال الشفتين تقبل وجه الماء بليل الشطين ...
    دافنشي المندائي رسمك بأصابع ورد ولمعان السكين ....



    3

    هم أبناء الله ...والوطن الأخضر علتهم في العشق وفي التاريخ وفي الكوتة ...
    المندائي لايبتهج بموته إلا تحت السدر وبين ضفاف النهرين ...
    واميرته النجمة والوردة وامراة تتورد في الخدين ...
    مونليزا الحلم واقليات الازمنة الراجفة وضوء العين ....
    ساحرة بالرمش وبالشفتين ...
    ومثل حمام الدوح تطير الينا من باريس الى ارض الطفين ...
    هي العراق ...
    هي الزقورات واسوار المدن وتيجان الامراء المنسيين ...
    في عمق الهور ...في كل جنوب ولمعان الزيتون وآس كتاب الدين
    تفرش ضحكتها ...وتمط لسان من اعذب لحن وحنين ...
    مولنيزا المندائيين ....
    سحرت بيكاسو في ريشته ..
    جيفارا في قبعته ...
    ولميعة في الشعر..
    وحناء تعاويذ برعشة يدين ...
    رسمها ترميذا المعبد ..
    وعشقها كالليل الوف المندائيين ....!


    المانيا


    المندائيين هو من اتباع نبى الله يحيى المعمدان والمعروفين بالصابئه وهم جاليه كبير جدا في العراق اصل موطنهم جنوب العراق في محافظتي العمارة والبصرة وذي قار وينتشرون في جميع اصقاع العراق العظيم




    نقل من موسوعة حسين الحمداني
يعمل...
X