الأميرة النائمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • معتز علي القطب
    أديب وكاتب
    • 06-03-2012
    • 12

    الأميرة النائمة

    الأميرة النائمة



    د. معتز علي القطب


    جامعة القدس


    فلسطين


    -----------------------


    بَكت عَيني وزادت في بُكاها


    على بلدٍ تَجهَزَ للوداعِ



    على بلدٍ كريمٍ كانَ يوما


    عظيم الشأنِ حصنًا لدّفاعِ



    سأبكي بل وأُبكِي الناسَ حولي


    على القدسِ الشريفِ على البقاعِ



    على شجرٍ وزيتونٍ وتينٍ


    يصيرُ الآنَ مأوى لِضّباعِ



    على وطنٍ تقدَّسَ من ثراها


    ويبحرُ دون نورٍأو شراعِ



    تلومُ المؤمنين بكلِّ أرضٍ


    وتسألُ عن قُريشٍ أو خُزاعي



    فتاتُ مروءةٍ من أيّ عصرٍ


    تسامت عن فسادٍ أو جداعِ



    تنادينا ونحن لها جحودٌ


    فليس هناك في الأفاقِ واعِ



    نشاهدها بمحنتها ونمضي


    تظلُّ وحيدةً من دونِ راعِ



    ونشبع في منازلنا زيوتًا


    ونتركها تموت مع الجياعِ



    ونسمعها تئنُّ ولا نبالي


    فنحن منزَّهون عن السَّماعِ



    ويحتارُ الطَّبيب على دواءٍ


    فليس هناك طبٌّ دونَ باعِ



    وليسَ هُناكَ معتصمٌ بقومي


    ولا حتَّى إلى الخيراتِ ساعِ



    ولا رجل عظيم القدر يأتي


    يمدُّ لها يديه من الذِّراع



    فلا غوث وقد صاحت تنادي


    وليس هناك من يأتي كداعِ



    حفيفٌ حولنا في كلِّ أرضٍ


    يصدِّرُ ما تراهُ من الأفاعي



    أضاعوها بداءٍ ظلَّ يسري


    ويهتِكُ جسمها أثرُ الصُّداعِ




    وتلكَ عروسُنا ماتت بغدرٍ


    أقامَ عزائَها أهل الخداعِ



    أراهُ النَّعشَ في وَطَني مُسجَّى


    لأشرَفِ بلدةٍ حتى النُّخاعِ



    يباعُ حَنوطُها في كلِّ وقتٍ


    من التُّجارِ إخوانُ السِّباعِ



    وقد كالُوا محاسنها بليلٍ


    وبعثرَ مَجدُها مع كلِّ صاعِ



    ولم يأتوا لنجدتها بفجرٍ


    وفاضت روحها بعد انتزاع



    وبات الكلُّ متَّهم بعَيني


    وضاعَ دمُ الضحيةِ في المشاعِ



    وقاموا للعزاءِ بكلِّ حيٍّ


    فليسَ هناكَ ثأرٌ للصِّراعِ



    فقد أفتى شيوخٌ ذات يومٍ


    بأنَّ الثَّأرََ إثمٌ دون داعِ



    ستبقى جثَّةً من غيرِ قبرٍ


    تُذكِّرُ من أتاها بالنِّزاعِ



    سيأتي فارسُ الفرسانِ يومًا


    يُقبِّلُها فتنهضُ لشُّجاعِ



    على فرسٍ سيأتيها فَتاها


    يُدلِّلها ويُسكِت كل ناعِ



    يعيدُ لها الحياةَ إلى صباها


    ويحضِنها لتزهُوَ في القلاعِ



    يقبِّلها يعانقها فيشفي


    جراح الأرضِ من أثرِ الضَّياعِ



    يقبِّلها حبيبتهُ فُيحيي


    مروجًا من سهولٍ أو يفاعِ



    يبثُّ بأرضِها من كلِّ شيءٍ


    يعيدُ العزَّ حتَّى في المتاعِ



    يفيضُ الخيرُ بين يديه يجري


    كماءٍ فاضَ من عند التِّلاعِ



    سينسيها مرارتها بيومٍ


    ويكشفُ كلَّ وجهٍ أو قناعِ



    يطوفُ حنانهُ في كلِّ ركنٍ


    يدلِّلها فذاك من المطاعِ



    ينزِّهها فلن تحيا بيومٍ


    كثكلى من فراقٍ أو وداعِ



    يغازلها فتى الفتيان يأتي


    لتحيا في الفُؤادِ مع الضِياعِ



    تعود منارة إن شاء ربِّي


    لترشدنا بنور أو شعاعِ



    فذاك أميرها والقدس تدعو


    ضيوف العرس من أهل الدِّفاعِ



    وتلك رواية لدَّهر تبقى


    على الجدرانِ تكتبُ باليراعِ




يعمل...
X