سببوة علمية
منذ أن قررت وزارة التربية والتعليم إلزام المدرسين الراغبين في دخول إمتحان كادر المعلمين والحصول على الترقيات والزيادة في الراتب من غير التربويين بالحصول على مؤهل تربوي ، أو ما يسمونها بالدبلومة التربوية ، وقد أصبحت هذه الدبلومة مصدر رزق واسع لأعضاء هيئات التدريس بكليات التربية الذين تفننوا في نهب أموال المدرسين الغلابة والراغبين في الحصول على هذه الدبلومة بكل الطرق .. فأولاً بداية من التقديم الذي يستنفذ ما لا يقل عن خمسمائة جنية في تربية سوهاج ناهيك عن الإجراءات الصعبة المتعبة والأوراق الكثيرة التي لا لزوم لها .. والتعب والمشقة والطوابير التي لا نهاية لها .. مروراً بما يسمي بالاختبار الشخصي ، وهو مجرد مرمطة لا لزوم لها ، والتي يكاد البعض أن يفقدوا حياتهم أثناء الوقوف في طوابيره المكدسة بالآلاف ..
ثم تنتهي الإجراءات وتدخل بالسلامة إلى الكلية الميمونة لتؤدي الواجب الوطني المقدس وهو أن تحصل على الدبلومة التربوية التي لا تصلح لأن تكون مدرساً بدونها ..
الكثيرون يرسمون لرجال العلم ولمدرسي الجامعة صورة وردية كرجال علم وأخلاق ومثل ومبادئ .. بالفعل كثير من رجالات العلم ومدرسي الجامعة في مصر ذو أخلاق رفيعة ومثل ومبادئ لا تتزحزح .. ولكن هناك فئة قليلة منهم أشبه بالجزارين وتجار السمك .. يبحثون عن الربح بأي طريقة وبأي شكل ولو بالاستغلال والغش وإزهاق أرواح الناس .. لذلك تكالبت فئة من مدرسي كليات التربية على المدرسين الغلابة الذين أجبرتهم وزارة التربية والتعليم على الوقوع في براثنهم ، فأخذوا يتفننون في تعذيبهم وفي استغلالهم وفي نهب الأموال منهم بأي طريقة .. فأثمان المذكرات مرتفعة للغاية بدون مبرر حتى إن راتب المدرس كله قد لا يكفي لشرائها، هذا إذا كان يكفي أي شيء أصلاً ، والمادة العلمية في كثير من هذه المذكرات مكررة ومعادة أكثر من مرة .. حتى أن هناك مجموعات من المواد تجد كل مادتين منهما وكأنهما مادة واحدة أصلاً تم تقسيمها إلى مادتين .. ليس من أجل التيسير على الطلاب أو لتبسيط المادة العلمية عليهم بل لمجرد استنزاف المزيد من نقودهم .. فبدلاً من أن يشتري الطالب مذكرة واحدة يشتري مذكرتين .. وبدلاًُ من أن يدفع ثمن واحدة يدفع ثمن اثنتين ، وهكذا يعم الخير على مدرسي كليات التربية ويثرون ويركبوا أحدث السيارات على حساب الطلبة الغلابة الذين يستدين بعضهم لشراء المذكرات مرتفعة الثمن .. الكارثة الكبرى أنه لا أعرف من الذي أوحي لمدرسي كليات التربية الكرام أن معني الدبلومة التربوية هو أن تجمع للطالب ، خريج الآداب أو التجارة أو الحقوق ، جميع ما يدرسه طلاب التربية من مواد دراسية خلال أربع سنوات طويلة وتطلب منه دراسته في عام واحد أو عامين !
بل الأكثر من ذلك أن مدرسي كليات التربية ، ولا أعرف ما إذا كان هذا نوع من الرغبة في التعذيب أو إظهاراً لقوتهم وشطارتهم أم مجرد رذالة وتناحة ، أرفقوا بكل مذكرة ما يسمي بال( شيت ) وهو كتيب صغير للتدريبات والمناقشات يطلب من الطالب ملئه وتسليمه لمدرس المادة بعد ذلك في موعد يحدده مدرس كل مادة ، وطبعاً تلك الكتيبات أو الشيتات ليست سوي وسيلة إضافية تفتق عنها ذهن عباقرة السادية في كلية التربية للمزيد من تعذيب الراغب في الحصول على المؤهل التربوي وإذلاله وإشعاره بالتفوق والقدرة على تعذيبه وكسر أنفه .. وطبعاً هذه الشيتات مجرد وسيلة لكي يتأكد الجزار أو الفسخاني بتاع كلية التربية أن المذكرة التي أعدها قد بيعت وأن هذا الطالب البائس قد أشتراها ودفع المعلوم ولم يتهرب مثلاًُ ، لا سمح الله ، أو أن تكون نفسه قد سولت له أمراً .. والمؤكد أن هذه الشيتات وعلى عهدة من أدوا الدبلومة الأعوام الماضية كانت تجمع في مكان يشبه الحوش بجوار مكاتب أساتذة التربية وتلقي أكواماً فوق بعضها .. بل الطريف أنه حدث أن بعض المدرسين كانوا يكلفون معيديهم بتسلم تلك الشيتات من الطلاب بعد الانتهاء منها ولكن بعض أولئك المعيدين كانوا يرفضون تسلمها مما يدفع بالطلاب لإلقائها في الحوش بجوار مكاتب الأساتذة وكأنها قراطيس طعمية !
والأمر الذي يغيظ حقاً أنه إذا كان كل الهدف من الشيت اللعين هو التأكد من أن هذا الطالب قد أشتري المذكرة اللعينة فلماذا لا يطلب كل مدرس من المكتبة اللعينة التي تبيع مذكرته اللعينة أن تمده بقائمة كاملة بأسماء كل الطلاب الذين أشتروا المذكرة .. بدلاً من إزهاق أرواح الطلاب المساكين في مليء وحل أسئلة هذه الشيتات اللعينة ؟!
وإذا كانت المادة تشمل أكثر من فرع فلماذا لا يتم جمعهم في كتاب واحد بدلاً من تقسيمهم على أكثر من كتاب وأكثر من مذكرة ؟!
وإذا كان مدرسي كليات التربية يهدفون إلى الربح وإلي إنتهاز فرصة ( السببوة ) التي فتحتها لهم وزارة التربية والتعليم بمدرسيها الغلابة المساكين فلماذا لا يخلعون قناع العلم والوقار الزائف اللذين يرتدوهما ويكشفوا لنا نياتهم ووجوههم الحقيقية ويطلبوا ونحن ندفع لهم !
ندفع لهم هكذا ببساطة وبأريحية وبوجه مكشوف دون أن نمثل على بعضنا أو نخدع بعضنا ؟!
وإذا كانت وزارة التربية والتعليم حقاً راغبة في إعداد المدرس تربوياً فلماذا لا تكتفي بالدورات التدريبية التي تعقدها لمن يعينون بوظيفة مدرس مساعد لمدة عشرة أيام متواصلة يدرسون خلالها أهم الطرق والأسس التربوية بواسطة مدرسين متخصصين من كلية التربية ؟!
ولماذا .. لماذا تعذيب المدرس الغليان ونهبه ؟!
إن الموضوع ببساطة إن وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وهما أختين حلوين زيتهم في دقيقهم واللي عند واحدة عند الأخرى جعلتا من المدرس وسيلة للتربح وجني الأموال وذلك دون اهتمام طبعاً بماذا إذا المدرس سيستفيد أصلاً من الدبلومة التربوية هذه أم لا ؟!
إذ أن الموضوع يا أخي مسألة حسابات وترضيات وليس مسألة فائدة ولا تربية ولا تعليم وحياة وزير التعليم !
http://book-bourse.com/Mybooks.aspx?UID=845
منذ أن قررت وزارة التربية والتعليم إلزام المدرسين الراغبين في دخول إمتحان كادر المعلمين والحصول على الترقيات والزيادة في الراتب من غير التربويين بالحصول على مؤهل تربوي ، أو ما يسمونها بالدبلومة التربوية ، وقد أصبحت هذه الدبلومة مصدر رزق واسع لأعضاء هيئات التدريس بكليات التربية الذين تفننوا في نهب أموال المدرسين الغلابة والراغبين في الحصول على هذه الدبلومة بكل الطرق .. فأولاً بداية من التقديم الذي يستنفذ ما لا يقل عن خمسمائة جنية في تربية سوهاج ناهيك عن الإجراءات الصعبة المتعبة والأوراق الكثيرة التي لا لزوم لها .. والتعب والمشقة والطوابير التي لا نهاية لها .. مروراً بما يسمي بالاختبار الشخصي ، وهو مجرد مرمطة لا لزوم لها ، والتي يكاد البعض أن يفقدوا حياتهم أثناء الوقوف في طوابيره المكدسة بالآلاف ..
ثم تنتهي الإجراءات وتدخل بالسلامة إلى الكلية الميمونة لتؤدي الواجب الوطني المقدس وهو أن تحصل على الدبلومة التربوية التي لا تصلح لأن تكون مدرساً بدونها ..
الكثيرون يرسمون لرجال العلم ولمدرسي الجامعة صورة وردية كرجال علم وأخلاق ومثل ومبادئ .. بالفعل كثير من رجالات العلم ومدرسي الجامعة في مصر ذو أخلاق رفيعة ومثل ومبادئ لا تتزحزح .. ولكن هناك فئة قليلة منهم أشبه بالجزارين وتجار السمك .. يبحثون عن الربح بأي طريقة وبأي شكل ولو بالاستغلال والغش وإزهاق أرواح الناس .. لذلك تكالبت فئة من مدرسي كليات التربية على المدرسين الغلابة الذين أجبرتهم وزارة التربية والتعليم على الوقوع في براثنهم ، فأخذوا يتفننون في تعذيبهم وفي استغلالهم وفي نهب الأموال منهم بأي طريقة .. فأثمان المذكرات مرتفعة للغاية بدون مبرر حتى إن راتب المدرس كله قد لا يكفي لشرائها، هذا إذا كان يكفي أي شيء أصلاً ، والمادة العلمية في كثير من هذه المذكرات مكررة ومعادة أكثر من مرة .. حتى أن هناك مجموعات من المواد تجد كل مادتين منهما وكأنهما مادة واحدة أصلاً تم تقسيمها إلى مادتين .. ليس من أجل التيسير على الطلاب أو لتبسيط المادة العلمية عليهم بل لمجرد استنزاف المزيد من نقودهم .. فبدلاً من أن يشتري الطالب مذكرة واحدة يشتري مذكرتين .. وبدلاًُ من أن يدفع ثمن واحدة يدفع ثمن اثنتين ، وهكذا يعم الخير على مدرسي كليات التربية ويثرون ويركبوا أحدث السيارات على حساب الطلبة الغلابة الذين يستدين بعضهم لشراء المذكرات مرتفعة الثمن .. الكارثة الكبرى أنه لا أعرف من الذي أوحي لمدرسي كليات التربية الكرام أن معني الدبلومة التربوية هو أن تجمع للطالب ، خريج الآداب أو التجارة أو الحقوق ، جميع ما يدرسه طلاب التربية من مواد دراسية خلال أربع سنوات طويلة وتطلب منه دراسته في عام واحد أو عامين !
بل الأكثر من ذلك أن مدرسي كليات التربية ، ولا أعرف ما إذا كان هذا نوع من الرغبة في التعذيب أو إظهاراً لقوتهم وشطارتهم أم مجرد رذالة وتناحة ، أرفقوا بكل مذكرة ما يسمي بال( شيت ) وهو كتيب صغير للتدريبات والمناقشات يطلب من الطالب ملئه وتسليمه لمدرس المادة بعد ذلك في موعد يحدده مدرس كل مادة ، وطبعاً تلك الكتيبات أو الشيتات ليست سوي وسيلة إضافية تفتق عنها ذهن عباقرة السادية في كلية التربية للمزيد من تعذيب الراغب في الحصول على المؤهل التربوي وإذلاله وإشعاره بالتفوق والقدرة على تعذيبه وكسر أنفه .. وطبعاً هذه الشيتات مجرد وسيلة لكي يتأكد الجزار أو الفسخاني بتاع كلية التربية أن المذكرة التي أعدها قد بيعت وأن هذا الطالب البائس قد أشتراها ودفع المعلوم ولم يتهرب مثلاًُ ، لا سمح الله ، أو أن تكون نفسه قد سولت له أمراً .. والمؤكد أن هذه الشيتات وعلى عهدة من أدوا الدبلومة الأعوام الماضية كانت تجمع في مكان يشبه الحوش بجوار مكاتب أساتذة التربية وتلقي أكواماً فوق بعضها .. بل الطريف أنه حدث أن بعض المدرسين كانوا يكلفون معيديهم بتسلم تلك الشيتات من الطلاب بعد الانتهاء منها ولكن بعض أولئك المعيدين كانوا يرفضون تسلمها مما يدفع بالطلاب لإلقائها في الحوش بجوار مكاتب الأساتذة وكأنها قراطيس طعمية !
والأمر الذي يغيظ حقاً أنه إذا كان كل الهدف من الشيت اللعين هو التأكد من أن هذا الطالب قد أشتري المذكرة اللعينة فلماذا لا يطلب كل مدرس من المكتبة اللعينة التي تبيع مذكرته اللعينة أن تمده بقائمة كاملة بأسماء كل الطلاب الذين أشتروا المذكرة .. بدلاً من إزهاق أرواح الطلاب المساكين في مليء وحل أسئلة هذه الشيتات اللعينة ؟!
وإذا كانت المادة تشمل أكثر من فرع فلماذا لا يتم جمعهم في كتاب واحد بدلاً من تقسيمهم على أكثر من كتاب وأكثر من مذكرة ؟!
وإذا كان مدرسي كليات التربية يهدفون إلى الربح وإلي إنتهاز فرصة ( السببوة ) التي فتحتها لهم وزارة التربية والتعليم بمدرسيها الغلابة المساكين فلماذا لا يخلعون قناع العلم والوقار الزائف اللذين يرتدوهما ويكشفوا لنا نياتهم ووجوههم الحقيقية ويطلبوا ونحن ندفع لهم !
ندفع لهم هكذا ببساطة وبأريحية وبوجه مكشوف دون أن نمثل على بعضنا أو نخدع بعضنا ؟!
وإذا كانت وزارة التربية والتعليم حقاً راغبة في إعداد المدرس تربوياً فلماذا لا تكتفي بالدورات التدريبية التي تعقدها لمن يعينون بوظيفة مدرس مساعد لمدة عشرة أيام متواصلة يدرسون خلالها أهم الطرق والأسس التربوية بواسطة مدرسين متخصصين من كلية التربية ؟!
ولماذا .. لماذا تعذيب المدرس الغليان ونهبه ؟!
إن الموضوع ببساطة إن وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وهما أختين حلوين زيتهم في دقيقهم واللي عند واحدة عند الأخرى جعلتا من المدرس وسيلة للتربح وجني الأموال وذلك دون اهتمام طبعاً بماذا إذا المدرس سيستفيد أصلاً من الدبلومة التربوية هذه أم لا ؟!
إذ أن الموضوع يا أخي مسألة حسابات وترضيات وليس مسألة فائدة ولا تربية ولا تعليم وحياة وزير التعليم !