مروج وصحراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    مروج وصحراء

    [align=center]خاطرة خطرت لي[/align][align=center]مروج وصحراء[/align]

    طويتُ أوراقي التي كنتُ أقرأُها بين يَدَي؛ مُشِيحَاً وجهيَ عنها نحو المروج الخضراء من خلال نافذة السيّارة، ومُحَلّقاً بجمالها الأخّاذ؛ فهذه امرأة تزرع، وأخرى ترعى، وتلك تحمل حَطَباً، وآخر يفتح مجرى؛ لكنّ سرعان ما تبدّدت البشاشةُ من وجهيَ حينما داهَمَتني صورٌ مأساويّةٌ من الماضي القريب، تكاد تتمزّق لكنّها سرعان ما تَتشكّل من جديد، وكأنّها ترفضُ العَدم، بل كأنّها ما زالت تعتاشُ على فضلاتِ المنبوذين من الطّغاةِ والمتجبّرين، مُتخذةً من الليل جُنَّةً، ومن النّهار فَضْحَاً. ورُحتٌُ أَتعجّبُ في نفسي: ما أقساكَ يا أيّها الإنسان!! أَ لَمْ يكفِكَ ما فَعَلتَ !!؛ ولكنْ خَرَق سمعيَ صوتُ أحدِهم في السيارة: أَغلقوا النّوافذ يرحمُكم الله.
    كرَّرها ثلاث مرات؛ لا أدري، أَ كان هذا الصوتُ إيذاناً باختفاءِ المروج الخضراء أم كانت الريحُ المُغبَرَّة التي تريدُ الدخولَ من النّافذة لتَعصفَ بنا هي من جعلَ المروجَ صحراءَ جرداءَ قاحلة؟ كلّنا حزِنَ في نفسِه؛ لكنّي توقّفتُ عن الحزنِ ورُحتُ أَتساءلُ: هل كان حقيقةً؟، أم كان أَمَلاً موهوماً؟ وهل هذا الذي أراهُ الآن لا مفرَّ منه؟ وإلى متى؟؛ وإذا بصوت عن يساري يقول لي: إنّها يَسيرة إن شاء الله. فالتفتُّ إليه قائلاً: نعم!، تكلّمُني؟ فأجاب: أَ لَم تَقل: إلى متى؟.
    [align=left]د. وسام البكري[/align]
    د. وسام البكري
يعمل...
X