كتاب تاريخالناصرة – مسيرة عبر العصور
كتاب تاريخ الناصرة – مسيرة عبر العصور
مسح موسوعي شامل لمدينة الناصرة
نبيل عودة
كتاب "تاريخ الناصرة" للاديبة والباحثة نهى زعرب قعوار من مدينة الناصرة (http://www.nuhakawar.com)، يعتبر بحثا واسعا وشاملا حول تاريخ الناصرة، ومسيرتها عبر العصور،وهو من اوسع واضخم الابحاث التي صدرت عن تاريخ مدينة الناصرة بحاضرها وماضيها، وهويحوي كافة المعلومات المطلوبة عن الناصرة، منذ كانت وحتى يومنا هذا.
البحث /المجلد، صدر في اواخر العام (2000) ويشمل على (680) صفحة من الحجم الكبير،وهو جهد كبير كرسته نهى قعوار، عبر سنوات طويلة من البحث والاطلاع والتجميعلمعلومات نادرة عن كل ما يتعلق بتاريخ الناصرة، وقد افتتحت بحثها القيم بقصيدة من تاليفهاعن الناصرة (الباحثة معروفة كشاعرة ايضا ) بدل مقدمة، تقول في قصيدتها:
يا بلدة قبلما التاريخ حل بها روح الاله تجلى في روابيها
وتهدي الباحثة نهى قعوار كتابها / مجلدها لكل محب للناصرة، والى اهل الناصرةالذين صمدوا كالحصن الجاثم والشامخ فوق تلالها وجبالها، محافظين على ما تبقى من ترابهاالمقدس، وعلى كل قطرة ماء ذرفتها عين العذراء مريم وشرب منها سكان الناصرة قديما وحديثا، كما شرب منها سكان المعمورة قاطبة .
كذلك تهدي كتابها الى كل مغترب من الناصرة،والى كل عربي واجنبي يهتم بتاريخهذه البلدة التاريخية العريقة المقدسة، والى كل نبتة صبر مغروسة وصامدة على ارض هذاالبلد الطيب المعطاء .
وفي التمهيد تعترف نهى قعوار بصعوبة المهمة التي قامت بها لقلة المصادر والمواردالمكتوبة عن الناصرة وعن تاريخها الحافل والشامل على مدى عقود التاريخ القديم والحديث.
يعتبر هذا العمل من اهم الاعمال التوثيقية عن تاريخ الناصرة ، وهو مزين بصورتاريخية عديدة ،وتنهي نهى قعوار بحثها الضخم بقصيدة اخرى من تاليفها ،تغنى على وزن"دلعونا" تقول في مطلعها :
"بلدي يا ناصرة بلد البشارة، بلد المحبة بلد الحضارة، تاريخ الاديان منهالمغارة، ارفعي راسك حتى يشوفونا"
كذلك ارفقت نهاية بحثها بمجموعة كبيرة من الامثال المتداولة بين اهالي الناصرة،وقد استعانت في وضع مؤلفها بما يقارب السبعين مرجعا وبحثا . ولاعطاء فكرة عن هذا الكتابالهام لا بد من الاشارة الى فصوله.
قسمت الباحثة كتابها الى عشرين بحثا او فصلا ،بداتها كما هو متوقع باسم مدينةالناصرة ،موقعها، مناخها وجبالها . وفي الفصل الثاني تعالج مساكن الناصرة واحياءهاواسواقها والصناعات والحياة التجارية وعدد السكان الخ...في الفصل الثالث تطل على الناصرةفي بطون التاريخ، وفي عهد المسيح،ومواقعها التاريخية والسياحية ،ومكانتها في الكتابالمقدس وفي اقوال المؤرخين،اما في الفصل الرابع فكتبت عن عين العذراء اشهر مواقع الناصرةاطلاقا،وكتبت عن مصادر المياه ،وينابيع الناصرة ،والامطار وصلاة الغيث ،التي تعتبرمن التقاليد الفولكلورية التي بدأت تختفي . في الفصل الخامس تقدم معلومات عن المدارسوالتعليم في الناصرة قديما وحديثا، وعن الاناشيد المدرسية حتى عام 1948.وفي الفصل السادستستعرض المعالم الاثرية في الناصرة،مثل الحمام التركي، المسكوبية (التي كانت مدرسةروسية مشهورة تخرج منها الكثير من رجال الفكر والمشهورين على صعيد العالم العربي والعالماجمع مثل ميخائيل نعيمة وكلثوم عودة وغيرهم ) كما تكلمت عن مدرسة شنلر الالمانية المهنيةالتي تخرج منها الكثير من المهنيين في الناصرة والقضاء. وكتبت عن دير ابو اليتامى السلزيان،وتيراسانطةالتي هي اليوم مدرسة ثانوية ذات مستوى عال.
اما في الفصل السابع فتدخل الى عالم الازياء والحلي، وعادات الزواج والاحزانوالولادة والمشاكل لدى اهل الناصرة ".
تعالج في الفصل الثامن، موضوع الاراضي في الناصرة، والاغاني النصراوية على الارضومرج ابن عامر "قطعن النصراويات مرج ابن عامر" وقرى القضاء وتسجل قائمة بأسماءالقرى وسكانها ومساحتها. من الفصل التاسع حتى الفصل الثاني عشر، تستعرض كنائس الناصرةوقيمتها التاريخية والاثرية، والعهود الصليبية فيها، وسجل عن أملاك وأوقاف الطوائفالعربية المسيحية وغيرها من المسائل المثيرة للاهتمام، والتي تشمل معلومات بعضها غابعنا او لا نعرف عنه شيئا.
في الفصل الثالث عشر تقدم عرضاً للمقدسات الاسلامية في الناصرة، والجوامع والمقاماتالدينية المشهورة بالناصرة. أما في الفصل الرابع عشر، فكتبت عن فنادق الناصرة، بدءاًمن الخانات المشهورة تاريخياً وصولا للكازانوفا. في الفصل الخامس عشر تتحدث عن بلديةالناصرة وتقدم سجلا باسماء رؤساء البلدية فيها. وتنهي الفصل بالحديث عن مشروع الناصرة2000 الذي نفذته بلدية الناصرة الحالية.
وتعود في الفصل السادس عشر لاعماق التاريخ، لتقدم لنا بحثاً وافياً عن أصل أهلالناصرة، وأصل العرب المسيحيين،والمبنى الديني والطائفي في الناصرة، وعائلات الناصرةالقديمة.
في الفصل السابع عشر، تستعرض نهى قعوار تاريخ مستشفيات الناصرة، والخدمات الانسانيةالتي قدمتها في فترة غياب أي خدمات طبية حكومية وصولا لايامنا، واستمراراً لهذا الدوروللتطوير المتواصل للمستشفيات وتحويلها الى مراكز طبية ذات مستوى عال لا يقل عن مستوىالمستشفيات الاسرائيلية الاخرى، رغم الضائقة المالية، وتهرب السلطات المسؤولة من التزاماتهاالمالية.
في الفصل الثامن عشر، تتحدث عن العهود التي مرت على الناصرة، وخاصة في فترةالصليبيين والمماليك والعهد العثماني. وفصل خاص عن عهد ظاهر العمر، وصولا للانتدابالبريطاني وللحركات السياسية التي قامت، وبالاساس عصبة التحرر الوطني (تنظيم شيوعي)ثم احتلال اليهود والتغييرات التي جرت على الناصرة بعد اقامة دولة اسرائيل ومشاريعالتهويد والمصادرة للارض واقامة المستعمرات على اراضي الناصرة والمنطقة وخاصة نتسيرتعيليت.
في الفصل التاسع عشر، تعود لبطون التاريخ القديم، لتبين ان الجليل كان موطناللانسان القديم، ومركزا للبشارة والتعاليم المسيحية، وتقدم جدولا بالذين سكنوا الارضالمقدسة، وصلة العرب بالعبرانيين،وغيرها من القضايا التي تتحدث عن عصر العبرانيين،واصل سكان فلسطين، واسباب ادعاء اليهود بان فلسطين ارض اجدادهم، وصولا للفتح العربيلفلسطين.
وفي الفصل الاخير، العشرين تتحدث عن اعلام الفكر والعلم والادب . وعن شخصياتادبية عاشت على ارض الناصرة قديما وحديثا، وتواريخ مهمة في حياة الفلسطينيين.
ما استعرضته نهى زعرب قعوار، هو نقطة من بحر هذا البحث، اكثر الابحاث اكتمالاوتجميعا للمعارف والمعلومات عن الناصرة. وهو بلا شك مرجع ضروري، لكل من يريد ان يعرفعن الناصرة وتاريخها وحضارتها وواقعها الحديث.
nabiloudeh@gmail.com