استغاثة من داخل انسان
هل صرخت يوما باعلى صوتك و لكنك فوجئت انه لم يسمعك احد ؟
هل استغثت يوما و لكنك فوجئت انه لم يساعدك احد ؟
هل اعتصرتك الالام يوما و لكنك فوجئت انه لم يشعر بك احد ؟
هل شعرت يوما انك غير مرئى , غير محسوس ؟
هل شعرت يوما كأنك لا وجود لك فى الحياه ؟
و ادركت فى اخر الامر انك تعيش داخل نفسك
, مثل الطفل الذى يولد و هو يعانى من مرض التوحد .
التوحد !!!
هذه كلمه خطيرة و احساس افظع .
هل اختبرت فى يوم من الايام هذا الاحساس :-
ان تكون محور حياة بعض الناس , ان يكون لك كيان تمشى و تتحرك و تملاء الدنيا مرحا و صغبا و يملائك الامل و التفاؤل بالحياه .
و فجأه !!!
تستيقظ ,
تنظر لا تتحكم بعينيك , تتكلم لا ينطق لسانك , تتحرك لا يستجيب لك جسدك , تريد ان تصرخ و لكنك لا تستطيع !!!
و تتسال ؟؟؟
ماذا حدث ؟ ماذا يجرى ؟ فليجيب على احد !!!
تحاول ان تركز فى ما تراه , ترى وجوه اشخاص و تسمع اصوات تختلط عليك و ترى بعض الوجوه التى تعرفها و البعض الاخر لا تعرفه يتفرجون عليك و كأنك تحفة تعرض بمعرض للتحف و فى عيونهم نظرات لا تعرف معناها بعضها تعجب و بعضها شفقة و بعضها شماته و تشعر بايدى تمتد على كل مكان بجسدك , من يفحص يديك و من يربت على كتفك و من ينظر بعينيك و لكنك لا تستطيع ان تمنع احد منهم , و تحاول جاهدا ان تركز لتسمع لعلك تفهم ما يدور حولك , و لا تدرك لماذا تبذل كل هذا الجهد و لكنك لا تستطيع ان تقوم باى شيئ و بعد جهد مرير من التركيز تدرك ما حدث
( انك اصبت بالشلل التام )
يا الهى !!!
شلل !!
نعم شلل .
لا استطيع ان اتحرك , اتكلم , اصرخ ؟
نعم , بل انت لا تستطيع حتى ان تتبول !!!
يا الهى انا لا , لا ,لا
و تصرخ , و تصرخ و تصرخ
و لكن لا احد يسمعك او يشعر بك انك محبوس فى داخل نفسك , و تذهل و لا تصدق و تغيب عن الوعى للحظة و فى هذه اللحظة ترى حياتك تمر فى ذهنك و كانها شريط سينمائى , و تفيق على كلمة ( النهاية ) .
تستيقظ و تصرخ , لا , لا , هذه ليست ليست النهاية ليست نهايتى لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لالالالالالالالالالالالالالالالالالالا .
افق , استيقظ , ايها القارئ ,
لا تندمج انسيت اننا كنا نختبر احساس من البداية .
و الان توقف , تمهل , اغلق جميع الشبابيك و الابواب ,
اغلق الموبيل , اوقف جميع ساعات العالم , اغمض عينيك , و انظر الى شريطك , شريط حياتك , ترى ماذا سوف ترى !!
هل سوف ترى انك تعيش الحياه التى تتمناها ؟
هل سوف ترى انك تعيش الحياة التى تستحقها ؟
هل ستقول اننى اعيش قدرى و ماذا افعل ؟
ام سترى اخطائك و تدركها و تعمل على اصلاحها و ترفض ان يكون ما رايته هو حياتك و ان هذه هى نهايتها ؟
افق انك من يصنع هذه القصة انك انت بطل قصة حياتك و كاتبها ايضا ,
فنصيحتى اليك ان تحسن الكتابه قبل ان تكتب كلمة ( النهاية ) .
عبير حسنين سيد