مقهي الحب والزمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشربيني المهندس
    أديب وكاتب
    • 22-01-2009
    • 436

    مقهي الحب والزمن

    مقهي الحب والزمن لسعيد سالم ورؤية للشربيني المهندس
    .. علي مقهى في الشارع السياسي حاول إحسان عبدالقدوس أن يكشف النظارة السوداء عن عيون المجتمع وأفكاره .. وفي المقهى اكتشف محمد جبريل الأبيض أو عباس أن أمن الدولة كان يشارك في جلساتهم .. كثيراً ما لعبت المقاهي أدواراً تجاوزت وظيفتها الأولى من التسلية وتمضية بعض الوقت حول فنجان قهوة .. وهنا في تغيير انقلابي غير عادي على مستويات حياة البطل الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية احتل مقهى الشعب مركز دائرة اهتمامات صاحبه المهندس الذي تجرأ علي حياته الرخوة وأصبح المعلم مراد حاليا ، كان واعيا رغم ومضات السخرية واعتقاده أن أم فؤاد صاحبة أصغر عشه على الأنفوشى وأضخم صدر بين نساء الإسكندرية أرادت أن تكافئه بهذا المقهى عرفانا لتوضيحه لها كيفية انشطار الذرة .. يحكي الراوي وأحيانا الراوي الضمني كاتب المذكرات جانبا من حياة مراد المهنية قبل الستين ووصلات من مغامراته العاطفية ومع أجواء نكسة 67 تأتي حكايات من علي المقهي وصحف المعارضة ..
    وتأتي الدهشة وقد توزعت الحياة بين البيت والبار والمسجد وهو سعيد بهذا الانشطار مع متعة التركيز في القراءة .. ولحقه التغيير مع الحياة فوق الستين وما قبلها كما تلحق الهزيمة بالركب وإسرائيل تحتل سيناء ، وفي الغروب تتناجي أمواج البحر وعيناه ذائبتان في الندبة بذقن سميرة ليتذكر رسالة عمرو بن العاص بعد فتح مصر .. تداعبه الذكريات ويصدمه الواقع .. والحب كان لنفسه والبعث مع الحرية التي هفهفت عليه بعد أن كان يمشي في صمت بجوار الحائط ، وحب الوطن أيضا ..
    لكن أن يبحث عن الخلاص مع امرأة وقهوة ..

    في مقهى قشتمر مرت أحداث نصف القرن العجيبة علي الأصدقاء الخمسة وهم يزدادون حبا ومودة
    ، فلا سبيل لمواجهة الهزيمة وغوائل الزمن إلا بالحب .. وصار الزمن بأحداثه البطل الحقيقي لرواية نجيب محفوظ ..وهنا مع رواية الحب والزمن نقول مبروك ياعريسنا يا ابوشنة ورنة .. حلوة روايتك .. أطلب واتمني ..
    قد
    نبحث طويلا في الخيال عن مدي واقعيته وقد عاش المهندس مراد زاهدا في الكثير رغم أنفه ، أما المعلم مراد فكيف له أن يزهد في دنيا تبتسم له وتلين .. لكن سعيد سالم يكتب حالة مستعصية كاسم روايته وقد تتغير لكنه هورجل مختلف وهو يداعب خيال القارئ .. كان ينوي الاستحمام عاريا كما يحب قرب الشاطئ، وتراجع في وجود حاملة الطائرات الأمريكية فهو زمنها .. والسؤال الذي يقفز مع الأمواج ..
    ماذا يبدو لك أنه الأسوأ، المواقع الإباحية أم المواقف الإباحية ..أن تتعري جسديا أمام الجميع أم أن تتعري أخلاقيا ووطنياً
    ..؟
    هي المفارقةإذن فالممنوع والمسموح يدفعان بالبطل الباحث عن الخلاص نحو الحرية.. ويقرر الاستمرار في الكتابة الاستباقية حتي ولو وجدالسلوي فقط فقد أشعرته الصحف أن البلد رابحة في داهية .. وهنا يتعري مرة داخل حجرته كعادته حين يريد التفكير في صفاء ، لكن صرخة نبيلة شقيقته ثم صرخة وليدها غيرت تفكيره .. أيها القادم المسكين لست أدري لماذا جئت في هذا التوقيت السخيف .. صرخة المرأة وهي تهب الحياة كانت مع صرخة الهزيمة واستشهاد الأب .. هنا تبدو حرفية الكاتب وهو ينظم معمار روايته بتشظي الأحداث وتداعي الذكريات وحتي الاستباق لتبدو رؤيته للعالم أكثر وضوحا دون أن يدرك القارئ الملل ..
    نعم هنا
    أدركبعدنجاحه - أن كل من لديه الإرادة لتغيير واقعه ،لابد أن يكون قادرا على تغيير مجتمعه ، ألا أنه الانشطار لا يتركه وتجمد المشاعر لحظة امتزاج الموت والحياة ، وهو يصدم بالعجز والاستسلام للحظة حب غير مسئولة بين الأب والأم ،مع أوضاع مقلوبة وسيطرة ذكورية ، واليأس والخنوع من جانب المجتمع أمام طغمة من اللصوص والمنافقين،نهبواالبلد وأفشلوهاعن جدارة..
    قد تبدو مسألة الحب واضحة ولكن مفهوم الزمن يجنح نحو التأثير السلبي علي الحب فكيف تناول هذه الإشكالية .. تنهد في بداية نهاية رحلة العمر غرقت في غصون .. وجدت نفسي في موقف وحال وزمان بغير حيلة من جانبي .. كانت غصون معجزتي في تحدي الزمن وعودة الشباب .. هل ستعود أيام سميرة .. تعال أيها الوليد شاركنا .. تري كيف كان سيدرك أن للوليد شأن آخر مع زمانه .. هو الأمل فلم ولن تتوقف الحياة ، ما زال إسحاق يحارب ،والعيسوي يسرق ،وربيع يكتب ،وإسرائيل تماطل في عملية السلام .. ومع نرجس يقول لأول مرة أعاود اكتشاف عيني حبيبتي لأجدهما خضراوان حالمتان ..
    هي المراوحة بين اليأس والرجاء مرورا بانشطار الشخصيات ووثوبا فوق الزمن أملا في عودة الوطن المسروق .. وكالعادة لازم ينزل البحر فالذي لم يعشق البحر لا يعرف كيف يعشق الحياة ..
    ويأتي الزمن كالأمواج فالمكان هو المكان والعطر أيضا لكن لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان .. نعم هو لم يدع أنه مفجر الثورة ولكن ربما حرض عليها ..

    .. مع الشعور بالحرية من علي المنصة بالقهوة تحررت الذاكرة بالكتابة .. وكالعادة يأتيه الخاطر تحت دوش الحمام البارد وهو يكتم ضحكات مجنونة تنبعث من داخله .. مع مرور الزمن يقول وكأنه يخاطب ركن الأدب بالمقهى .. الحق أنني مللت من قراءة المذكرات ، ومع الشعور بالخوف من مجهول قادم قررت أن تشاركوني مذكراتي القديمة والحديثة التي تخللتها مع الزمن تعقيباتي عليها..
    هكذاجاءالحبوالزمنمعخبطةوعيبقرارشراءالمقهىالمفاجئلحلأزمةالسيولةوالمسكوتعنه.. الكتابة كانت مستويين متوازيين. المستوى الأول مرتبط بذكريات نكسة 1967 والثاني بإرهاصات النكسة القادمة التي كان يتنبأ بوقوعها لواستمرت الأمور في سيرهاعلى ذلك النحو من الانهيار والتراجع الذي رصدت له ملفاته . ولهذا فإن الشكل الفني كان أشبه بقفزات السيناريو السينيمائي بين المستويين ، وربما ساعد تعدد الشخصيات علي ذلك. .. نظلم الرواية لو توقفنا عند تماهي شخصية الراوي المهندس الكيميائي أو المعلم كسيرة ذاتية .. يقول باجين الصيني ما رواياتي إلا ثمرة ما مررت به من تجارب ، ولكل أثر من آثاري الأدبية ما هو إلا جني حصاد متجدد .. فهولا يعتمد على السرد والحكاية فقط وإنما يستخدم المونولوج الداخلي والسيناريو والحوار استخداما جيدا بتعبيرات فيها تكثيف وشاعرية ولغة مناسبة للظروف .. وأيضا فكرة تداخل الملفات والشخصيات وتنوعها .. نعم يا مراد الفساد بما كسبت أيدي الناس .. تلك هي المفارقة من جديد فأنت البطل الذي يبحث عن المال من أسرع الطرق ولوخان مهنته ، وتكسر زمن الرواية كما تكسر قلب المرأة، وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. ومع الجمال والقبح إذا اختفي البحرفهوسعيد سالم الآخر .. ونشعربلذتك في استخدام الرمز .. وإذا كان الدكتور مخالف يعشق نظرية التكافل الاجتماعي الإجباري، فالمفارقة في إطلاق نبيلة لصرختها ليختفي الأب ويصرخ الوليد في فناء الوطن الحبيب .. شكل الصراع هنا مختلف ، ونري خلطة الصدق والكذب في امتزاج (جنسوكيميائي ) وتساؤل مراد لماذا يأتي الوليد في هذا الوقت .. مبررات يصعب معها عودته لبطن أمه .. وتستمرخلطةالخال مراد المهندس ومرادالمعلم،والقادم المسكين قد شرب المقلب فهو لا يدري كيف يستعيذ من القلق والحشيش .. وعندما يفتقد زغرودة أم فاروق لايهدأ حتي يفهم سرالبتاع دا أويصبح حمارا .. ويظل السؤال ملحا .. ما علاقة نرجس ومشكلتها أو الخاص والعام بالنكسة والشرخ الذي حدث .. هنا يحاول البحث عن الخلاص .. الدهشة في أن يبحث عنه في امرأة ومقهى .. لكن حب الوطن شكل مختلف عندما نظر لنتيجة الحائط أدرك أن الزمن قد تحرك فلم يسأل أحد عن طائرة المشير عامر في المحاكمة الأولي،وسقطت قضية الكسب غير المشروع بالتقادم في الثانية المباركية .. وبصمات حياته جاءت لتعطي الملفات درجة من المصداقية .. ومع قطار الزمن الذي لا يوقفه أحد تغيرالملف الأول ولم ينظر أحد في الملف الثاني وتاه الملف الثالث .. واقبل اعتذاري فقد نسيت باقي الملفات فأنا أدرك أن رجال الإعلام - وقد حذر يسوع من الكتبة - كرجال الأعمال يريدون المال والسلطة الفرق في درجةالنذالة ..
    حالة مستعصية من جديد وتحية للأستاذ فقد صدق وإن تاه عبده مع الصفر الكبير : إن خرجنا منها سالمين فهي الرحمة ، وان هلكنا فهو العدل .. تذكر يا معلم مع قبلة الملكةأن الوليد هو الذي أشعل الثورة ولاتنس رحيق الروح فمصر حماها اللـه .. كن شيخ نفسك يا مراد فهذا حقك ولكن لا تنس المايوه برقبتك قبل الشاطئ ولاتعط ظهرك للقبلة
    التعديل الأخير تم بواسطة الشربيني المهندس; الساعة 14-06-2012, 13:29.
يعمل...
X