مريم أحمد عيسى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    مريم أحمد عيسى


    مريمأحمد عيسى


    بقلم:حسين أحمد سليم

    كاتب ورسّاملبناني من بعلبك – مدينة الشمس


    مريمأحمد عيسى, الملقّبة ببنت بيت الأفندي, في حي الشيخ حبيب في قلب بعلبك, مدينةالشّمس... هي مبدعة في الظّلّ... تشكل الفعل: لونا مشرقا, وعملا مميّزا, وكلمةجميلة, ترفل لها العين والأذن معا... عرفتها عن قرب, واكبتها وما زلت, قرأتها كلمةكلمة, ورافقتها فنيا خطوة خطوة... بحكم صداقة وأخوة بإيمان وثقة متبادلة معأسرتها... فكان بوحي لها وعنها في ما لم ولن ولا أستطيع إعطائها حقّها أو قدرهاالإبداعي... ولكن ما تجرأت به, ما هو إلاّ قبس من وعد وعهد ووفاء وإخلاص... وجزءمن حقّ مريم أحمد عيسى الفني والأدبي والتّشكيلي في قلب مدينة الشّمس, بعلبك...

    فالابداع هو ذاكالشّيء الممتع, الذي يتحسّس به الإنسان في كوامن تفسه, فتتجاوب له مشاعر جوارحه...وهو من وسائل التّعبير المختلفة التّنوّع, التي يُمارسها الإنسان في مجريات حياتهاليوميّة, وفق رؤاه الخاصّة ومن زوايا معيّنة... تجارب عديدة مختلف أشكالهاوألوانها, يقوم بها الإنسان قناعة ذاتيّة, في عمليّات من الخلق والإبداع أوالمحاكاة, في محاولة جادّة لإيصال الأفكار التي يريد, والبوح عن الخلجاتالإنسانيّة التي تنتابه, كرسالة إعلاميّة موجّهة بأساليب معيّنة, عبر وسائل عصريّةمختلفة, إلى الآخرين من بني الإنسان, في بيئة معيّنة أو مجتمع مستهدف, أو لشريحةما من شرائح الأمّة...

    مريم أحمد عيسى,إبنة مدينة الشّمس بعلبك, بعيدا عن الأضواء, تمتزج أعمالها بألوانها, بطريقةفنّيّة مميّزة, تعكس كلاسّكيّة تفصيليّة دقيقة, في مشهديات تُداعب عواطف المشاهد,فتراه يتفاعل مُتجاوبا مع رؤاه البصريّة... الحدث الذي يُثير أحاسيس مريم أحمدعيسى, فتتفاعل معه من خلال ترجمتها الفنّيّة, بحيث إمتطت صهوة الأشغال اليدويّةالمختلفة, ومازجتها بموسقة رفيعة بحركات فعل الإنطباعيّة الواقعيّة... وراحت تعزفألحان أعمالها المختلفة, على أوتار أناملها الحانية, لتصنع تشكيلات واقعيّة, تحكيرواية حضارة معيّنة, وتُجسّد رؤى فلكلوريّات معيّنة, في إنعكاسات فنّيّة ترفل لهاالعين, وهي تستمتع هياما مموسقا, عبر رحلة التّجاوب مع عناصر المشهديّات, التيتُصوّر الحياة بتفاصيل عناصرها, في لقطات مُقتبسة من واقع الحياة الرّيفيّة, التي تتكرّرفي كلّ قرية من قرى بلاد مدينة الشّمس بعلبك...

    المشهديّاتالغالبة في أعمال مريم أحمد عيسى, مجموعة من الأشغال في لقطات تفصيليّة متنوّعة,في لوحات عديدة, تُبرز جوانب كثيرة وعديدة, في لعبة جماليّة مميّزة, بحيث تتّسم أعمالمريم أحمد عيسى, بحركات فعل الإشراق اللوني, الذي يُضفي على كلّ لوحة عمل لمساتجماليّة, ترتاح لها العين المُبصرة, وهي ترتحل هياما فنّيّا, تُمارس فعل الإستمتاعبعناصر شكل اللوحة, التي تتموسق فيها العناصر المتنوعة مع الألوان, لتعكس الأشكالفي هارمونيّة ترفل لها الأبصار...

    ميزة فنّيّةأخرى, تسم شخصيّة مريم أحمد عيسى, فإلى جانب الثّراء الذي تتمتّع فيه بأشغالها اليدويةالفنيّة, والمُنفذّة تقليديّا من خامات كثيرة, ومن بقايا أدوات كثيرة... تُجيد مريمأحمد عيسى فعل التّشكيل بالقماش, وعمل المنمنمات المختلفة... لتتجمّع في مخزونها كميّةمن الابداعات بمقاييس مختلفة, تعكس الوجه الفنّيّ المشرق لمريم أحمد عيسى, وهي تتماهى في الزّوايا وعلى الجدران في أروقةبيتها, تحكي تفاصيل رحلة فنّيّة, مليئة بالتّشويق والإيثار...

    الجانب الإبداعيالمشرق من ناحية أخرى عند مريم أحمد عيسى, يتمحور في يراعها الحاني والذي تمسدهبأصابعها الفاترة, لتتناغم مع هارمونيات المداد وهي تتموسق فوق مساحات القرطاس,مشكلة مشهديات مختلفة من واقع البيئة التي تعيشها, حيث تعبر المشهدية الواحدةعندها عن واقع الإنسان في المجتمع الذي يعيش...

    مريم أحمد عيسىالكاتبة المبدعة, التي تسلحت بالجرأة والقوة الفكرية والفنية, خلقت لنفسها عالمامن نوع آخر, لا يجرؤ على دخوله إلا كل ذي فكر واع, وصاحب رؤى إبداعية متزنة تعكسالمستوى اللائق للكتابات والتشكيلات الفنية, المتوجة بمكارم الأخلاق الإنسانيةماهية الشخصية الإنسانية المحترمة, وهي بفعل تجربتها الناجحة تعتبر الفيصل المناسبلكل فتاة أو إمرأة من بنات جنسها, لتحذو حذوها رافعة راية الخلق والإبداع في مجاراةجريئة ومواقف قوية, تعكس وجودية المرأة ومدى حضورها الفاعل...

    قرأت مريم أحمدعيسى في عدد من النّصوص المنشورة في الشّبكة العالميّة للمعلومات, فراقني ما قرأتورحت أقرأ أكثر وأبحث أكثر عن كتابات لها, لترفل عيني لكتاباتها كلّما إنتقلت مننصّ إلى نص, تفعمني نشوة الإحساس بالسّمو وأنا أقرأ بعض نصوصها المختلفة... وفيكلمة مختصرة أستطيع البوح بجرأة, أنّ مريم أحمد عيسى بكتاباتها وبوحها, تبنيلمسالك مستحدثة في النصّ النثري, تتلألأ بالعنفوان والرّؤى في البعد, لتعكسالمستوى اللائق لكتابة أنثى ترود سرادقات الكتابة من منظور النثر في صيغ جميلةالمحتوى, تتوزع على عدد من قصار المقطوعاتالنثرية, التي حالفني الحظ بالإطلاع عليها وقراءة مضامينها في الشبكة العالميةللمعلومات, وفي دفاترها الخاصة التي تحتفظ بها بعيدة عن الأضواء, تنتظر أن يكشفعنها الغطاء لتبصر النور...

    يتراءى الحبّ الطّافح بالأمل المرتجى مشهديّة جمال, لمريم أحمد عيسى, وفيالبعد يتشكّل العطف, لوحة نبع إكتمال المحبّة بالإيمان, والحنان الموروث, يرسمأرجوزة في المدى ممّا فاضت به شغاف القلب, والفرح ومضات تمضي, تغيب في الإمتدادات,والوجع سلسلة متواصلة, لا تعزف سوى الأحزان, والأحزان حكاية تتلوها حكايات لأمهاالتي افتقدتها ذات يوم... فكتبت لها ما كتبت من شغف وتوجّد وتشاغف, كان لي الحظّالأوفر أن أتابع كتاباتها مباشرة, وأهتم بها تنقيحا وصياغة لتبصر النور في كتابخاص تحت عنوان "رسائل حنان إلى أمي"...

    شروق الشّمس يروي قصّة الحبّ, للشّفق الورديّ يتماهى عند الصّباحات, وغروبغزالة النّهار, يحكي رواية العشق لسورياليّة لوحة المساءات... والأفق الممتدّ نهاراتتضجّ بكلّ عناصر الأشياء, وكلّ المساحات إخضرار في السّهول المترامية الأطراف, وفيتاريخ الحكاية تتماهى سيمفونيّة أخرى منذ البدايات, وحركة فعل البحث عن تجلّياتالحبّ, أقلام حانية البوح, تنزف ألسنتها تراجم الأقدار, في زحمات الحياة, تكتبالأنامل المرتعشة بالدّفء, لا حبّ سوى الحبّ, ولا عشق سوى العشق في رؤى وقناعاتمريم أحمد عيسى...

    خزفيّات الحروفيّات في كتابات مريم أحمد عيسى تئنّ بالوجع الدّفين, فيمتاهات النّفس الأمّارة بكلّ الأشياء, والكلمة فعل الواقع المعاناة, تطوي فيالشّغاف الحزن الغافي في هجعة القيلولة, وفسيفساء الأحلام العذاب, خواطر تتناهى منخلف الخيال, يعشعش فيها الوجع التّاريخيّ, في جغرافيا مقطّعة الأوصال, لا يشعر فيحركة أبعادها سوى القلب العليل, يسكب ألحانه أحاسيس شفيفة, تمتطي متن شراعالوجدان, على صفحات تعتلج بالويل, تنمنم الحروف الكلمات, وتتشكّل من الكلماتالخواطر, قصائد من نثر وشعر, تبحر عنوة مقصودة في بحار الصّمت, تحصد الأحلامالسّابحات بشغف, تفرش الدّروب المكلّلة بالعواسج, أغاني وأناشيد, تنتظر الإشراق,من جوف الليل الغارق بحندس الظّلام, وتتحقّق الأماني, من أسرار الضّوء, تؤنس القلبالوحيد في الأماسي, وتسلّي الفكر الشّريد في الأعالي, رؤى مرتجاة, تبحث عن البدائلفي عصر عولمة القهر, تتشاعر الآمال في نبضات القلب الوارف بالحبّ, تتكوكب الأحاسيسفي مدارات اللهفة, لتنبت بين الضّلوع الهيمى, الأمل البعيد, المتوقّع آتيا كماالرّبيع الجديد, متّشحا بحلل العيد... الذي تنتظره مريم أحمد عيسى...

    أنامل ناعمة دقيقة, تكتب الحروف, في سكون الأرق, وترسم الكلمات مكلّلةبالشّوك, وتضمّخ الخواطر بنحيب الجمر, ترجو الخلاص, تنشد البعد, عن أناس بلا قلب,بلا ضمير يؤنّب, بلا وجدان صاح, تتوسّل الحبّ النّظيف, بلا حدّ, بلا حدود, بلاسدود, تتضرّع للسّماء, تستجلي العزم والقدرة, تتقوّى على تحمّل النّار, بالصّبرالجليل, وهو نعمة من الله... تروم في رؤاها ونواياها وإجراءاتها وأفعالهاوارتباطاتها رضى الله وتقوى الله وهي المؤمنة العابدة في بيت مشهود له بالإيمانوالتّقوى والوجاهة في مدينة الشمس بعلبك...

    كتابات مريم أحمد عيسى, مشحونة بالتّأوهات, نادية العواطف, جريحة تصرخ, علىرصيف الأفق, كما الطّفلة المدلّلة, تتفيّأ تحت الظّلال, التي يتدلّى من أغصانهاالحزن, تبحث عن نفسها, بين همسات الرّياح, في زمان منفيّ, مليء بالمواقف المختلفة,ترصد من خلالها الجزئيات, ترقب التّفاصيل, تبحث من خلالها عن النّجوى, أو تشدّالعزم, على الرّحيل, ومارد الغربة النّفسيّة, يسكن ذاتها, وتنادي ويستمرّ النّداء,تبكي حبّها الكلمات, في غابة الزّيزفون, حيث خنق الحبّ بأنفاس دخان الجحود, وأظلمالقلب, وضاع الحلم, وغدت مكسورة الأجنحة بالذّعر, وراحت تلملم صور الحروف,والكلمات, لتنسج الحياة في الرّوح اليابسة, بعدما أصبح السّرّ مبهما, ينام بينفواصل الخواطر, يُعطّر الوجدانيات بدمع القلب الوافر, تسأل المجهول عن الحبّالصّادق والعشق الأصدق؟!...

    خواطر من النّثر, تحاكي ومضات من الشّعر, مفعمة بالحبّ المصاب بالخيبة,كتبت بماء الإنفعال, صوّرت سريعا بذات اللحظة, ولم تختمر, لم ترقد بعد إنحدارالشّلال, لم تدخل في أطراف الواقع, ولم تُجسّد المخاض الحقيقي, لولادة الأشياء علىحقيقتها...

    الكلمات اليانعة في الخواطر الثّائرة, والوجدانيّات الهائمة, في الكلماتالمضمّخة بأثقال الحبّ, غدت كما أسيرة في أرجوحة الشّرود, ترسم أحاسيسها في عناصرالدّهشة, تسكب مشاعرها, في لوحات النّثر, تحاكي في صياغاتها رنين الشّعر في كتاباتمريم أحمد عيسى...

    كلمات مريم أحمد عيسى, تتراءى في نثائر منوّعة, تكتب الحزن, ترسم الفرح,تنمنم الكلمة, تنسج الخواطر, تسكب الوجدانيّات, في شكل دراميّ, في قالب قصصي, تأخذمن كلام النّاس قوام النّصّ, تجعل من تركيب رؤياها الحالمة, لغة خاصّة تقوم علىاللفظ الشّفوي السّائد, وهي أقرب للكلمة اليوميّة البسيطة, القريبة من الفهم,البعيدة عن التّعقيد, والقريبة من القلب, والتي تُطلّ من خلالها, على الفجر الوعد,بالأمل, والمستقبل القادم برؤى الحلم المرتجى...

    تلكم هي المبدعة مريم أحمد عيسى,الكاتبة والفنّانة, التي تنمنم كتاباتها وأشغالها اليدوية, بكثير من الصّبر,لتتماهى في زوايا وعلى جدران غرف بيتها في مدينة الشمس بعلبك, عاكسة صورة جليّةوواضحة, لحركات من فعل الخلق والإبداع, كتابة في خواطر منوعة, تمتزج فيها حالاتالحب والعشق والحزن, وأشكال جميلة مختلفة ولدت بين يديها من بقايا الأشياء,لتتماهى جمالا على جمال, كيفما نظرت في زوايا البيت وجدرانه, فترفل العينللمشهديات, كما ترفل الأذن للصوت الحنون الشّجيّ وهو يتموسق بقراءة الخواطر,لكاتبة وفنّانة سجنت ابداعاتها في الظّلّ, بعيدا عن الأضواء, لظروف حاقت بها قهراعلى قهر, ومعاناة تتولّد من معاناة, تنتظر من يمدّ لها يد العون وفاء وإخلاصا وعداوعهدا وقسما, لتتماهى ذات يوم ابداعاتها في أروقة وزوايا ومنتديات مدينة الشّمسبعلبك... إنّها الكاتبة الفنّانة... مريم أحمد عيسى...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem
يعمل...
X