الكاتب الإعلامي الأستاذ علي جواد الأمين في بوح شفيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    الكاتب الإعلامي الأستاذ علي جواد الأمين في بوح شفيف


    الكاتب الإعلاميالأستاذ علي جواد الأمين في بوح شفيف

    حاوره الكاتب: حسينأحمد سليم



    إنطلاقا من واجب نشر الحالات الإبداعيّة لكلّ خلاّقوالتّعريف به ونتاجه الإبداعيّ, وتوكيدا وتجسيدا وتوثيقا لحالات التّفاعل الفكريوالأدبي والفني, وتشكيلا لرؤى الإنسجام والتّكامل بين المبدع والإبداعوالمتذوّق... حملنا مسؤوليّتنا الأدبيّة التّكليفيّة التي وسمنا أنفسنا بها,وحزمنا أمرنا لتفعيل حركة فعل التّواصل الهادف, مع روّاد الأوجه الحضاريّة فيالمجتمع اللبناني أوّلا, ومن ثمّ المجتمع المحيط بنا عربيّا وإقليميّا ودوليّا,لإلقاء الأضواء المدروسة على كلّ حالة إبداعيّة, والتّعريف بها وتوثيقها ونشرهاوتعميمها, لتكون نبراسا تقتدي به أجيالنا, ترسيخا لقيامة صرح المجتمع الأرقىوالأفضل...

    لذا توجّهنا من حضرةالأستاذ الكاتب الصّحفي علي جوادالأمين بمجموعة أسئلتنا, فأتت أجوبته تُعرّف به...



    o 1-كيف نتعرّف إليك؟ سيرة ذاتيّة شاملة ومختصرة؟

    إبدأ بإسمي علي جواد الأمين إبن عائلة متواضعة، مواليد قم إيران 1991. والدي السيدجواد الأمين العاملي، جدّي العلامة السيّد محمّد جواد الأمين، القدوة الأقربنسلاً، والنافذة الأشفّ سلالةً.. أعود إلى شقراء إحدى قرى قضاء بنت جبيل رغم أننيلا أشعر بالإنتساب إليها كثيراً كوني لم ألد أو أعش طفولتي فيها، وأصل والدي منالعراق حيث عاش وولد، في مدينة الحلّة الفيحاء - النجف الأشرف.
    أحبّ الكتابة والصحافة والبحث.. تأنسني مجالسة العلماء، أحب الإبداع الفكريوالإستنتاج والتجديد، أرى نفسي متمتهاً بحرية التفكير اللاإرادي بفضل محيطيالعائلي الذي أعانني على الإنطلاق في مسرح الحرية الفكرية والإنعتاق من حدود الفكرالمنغلق الهامد... أحب الحياة العائلية والمجتمعية الحميميّة..
    في سيرتي الذاتيّة ترى ما قد تراه عند أي فرد طبيعي مندفع أحيانا، ومستأنف أحياناًأخرى.. درست في إيران في مدرسة الإمام المهدي (ع)، ثمّ إنقلت مع عائلتي إلى لبنانبعد تحرير الـ2000، فلم أعش حرباً عاشها معظم جيلي، جيل التسعينات. ثم أكملتدراستي متنقلاً بين عدّة مدارس في الجنوب - قضاء صور، حيث عشت مع عائلتي في بلدةعين بعال التي كان والدي إمامها (كما متعارف على تسمية رجل الدين المقيم فيالبلدة). ثم إنتهت دراستي الأكاديميّة بنجاح في الشهادة الرسمية بفرع الإقتصادوالإجتماع.
    بعد ذلك دخلت جامعة بيروت العربية كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة ـ فرع الحقوق.وفي خلال السنة الأولى في الجامعة كانت بداية نهوض شبابي حيث أسّست أنا وبعضأصدقائي وأولاد عمّي الذين أقدرهم جدّاً مجلّةً تحكي ما يختلج قلوبنا من أفكارومواقف التي تراكمت منذ وعينا على وطنٍ مسحوق، وشعبٍ مظلوم، ولأنّ الشّبابلايفهمهم أو يسمعهم إلاّ الشّباب، كانت المجلّة صدىً للشّباب وكان صداها إسمٌ لها:"صدى الشّباب". وهي مجلّة شهرية منوّعة، من وإلى الشّباب.
    ­نحن في مجلتنا لا نتوخى الربح، لم ولن تتلقى الدعم السياسي من أحد. حتّى ولوإضُّر الأمر إلى توضيب الأوراق والأقلام والرحيل من هذا العالم. وعرض علينا بلاطلب دعما غير لائق بأفق حريتنا، ولكنه كان إمتحان إجتزناه بالرفض.
    عملت في هذه المجلّة منذ تأسيسها رئيساً للتحرير، ولا أزال. ومع تجدّد الفرص، عملتمديراً لتحرير جريدة "الجريدة" الإلكترونية لخمسة أشهر، وإستقلت عنالسياسة "المبرمجة"، وقرّرت أن أكتب فقط لمن مثلي، لمن لا يزال في جوفهأمل في لبناننا.. للشّباب غير المغلّفون بغلاف الحزبية والتعصبيّة، فلم أدخل حزباًسياسياً ولم أنتسب لأي جمعية من أي نوع.


    o
    2- كيف يمكن تعريف ووصف المجتمع الذي نشأت فيه؟
    أبدأ بعائلتي وهي المحيط الأول والأوسع الذي نشأت فيه، هو مجتمع ديني منفتح، فأكثرما كنت أختلط بهم علماء دين وطلبة علم وإعلاميين وأبنائهم.. حيث أنبتت هذه العائلةالكثير من العلماء والإعلاميين قديماً وحديثاً، وكنت منسجماً مع محيطي، والحق أنّكلا تجد في العالم لذّةً أصدق، أو مسرّة أقوى من أن تخالط من تنسجم معهم.
    .. إنّ من أكثر ما أُحمد الله عليه هو أنني نشأت في عائلة كريمة علّمتني منذ كنتفي نعيم الجهالة والصبا بأن لا أكون وعاءً فارغ.. العائلة كانت ولا تزال منذقدومها من العراق تلعب دوراً كبيراً في مجالات وحقول شتّى ومتنوّعة، هي عائلةدينيّة إجتماعيّة سياسيّة مجدّدة، وتتميّز بالوحدة والإلتفاف على بعضها البعض، رغمأنّها لم تأخذ منحى الإنغلاق أو التعصب على نفسها، بل كانت مجتمعيّة وقويّة ومقبولةمن الجميع.


    o
    3- كيف قضيت طفولتك وما بعد وصولا حتّى اليوم؟


    o قضيت طفولتي حتّى العاشرة من عمري في عاصمةإيران الدينيّة قم، حيث ولدت. والحياة هناك تختلف كثيراً عن الحياة هنا، لكن كماتعلم هناك الكثير من طلاّب العلوم الدينيّة الذين درسوا في لبنان، أكملوا دراستهم فيقم، مما جعل الغربة منسيّة بوجود العديد من أهلنا وأصدقائنا من لبنان، كما أنّالمدرسة التي كنت فيها، كانت كما ذكرت هي من أحد فروع مدارس الإمام المهدي (ع)،فهي مدرسة عربية، شكّلت لي ساحةً لإنشاء علاقات وأصدقاء لبنانيون معظمهم منالجيران العرب.
    وبعد أن عدت مع عائلتي إلى لبنان، وجدت في أقاربي ومحيطي أصدقاء أكثر، ولكن منذحللتُ هذا البلد في العاشرة من عمري، زممت أنفي غير راضٍ بأن أعيش في لبنان، وشعرتبأنّ ما يلحق أهله إهانةُ لا يُستقرّ لي معها حياة ولا تطيب لي بعدها إقامة،فالمجتمع بين قم وجبل عامل يختلف إختلافاً كبيراَ رغم أنّ عناصره من تربةٍ واحدة.وبقيت على حالي حتّى اليوم، آمل أن أشيب على وطنٍ يستحقّ نشيده.. "كلناللوطن".


    o
    4 - كيف ولجت عالم الكتابة؟ وما الدّوافع والمؤثّرات؟
    الكتابة، هي هواية الكاتب قبل أن تكون مهنةً له. ولا أدّعي أنّني كاتب مرموق، بلإنّني هاويٍ للكتابة ولا أزال في طور النشوء والتّعلم لأصنع من هوايتي حبراًلأفكاري.. والدّوافع للكتابة كانت منذ البداية هي الحب لها، والأوراق كانت بالنسبةلي نوافذ لأخطّ عليها رسوماتي وآمالي التي كنت أشاركها مع معظم شباب لبنانالطامحون له بالإستقرار والمجد. وكانت المجلّة هي أولى أوراقي ثمّ بعد ذلك كتبت في"الجريدة"، وكتبت في بعض الصحف المحليّة إلى جانب "صدىالشباب".


    o
    5- متى كانت بداية تجربتك مع الكتابة؟ وماذا يعني لك هذا التّاريخ؟
    بداية تجربتي مع الكتابة المنشورة كانت في التاسعة عشر من عمري، منذ سنتينتقريباً، والتجربة الأولى كانت تعني لي الكثير، هو شعورٌ جديد، تشعر كما لو أخرجتثقلاً من باطنك، وكأنّني حقّقت أولى أحلامي وكانت بالطّبع كتابةً ينقصها الخبرةوالتجربة، فهي أشبه بكلام السجين عن المروج والقطعان.. ولكنّني كنت فرحاً حتّىأنّني قرأت المقال أكثر مما قرأه الناس.


    o
    6- هل يجد الكاتب ذاته من خلال الكتابة؟ ويُحقّق تطلّعاته؟
    أجد ذاتي من خلال الكتابة كلّما بعدت عن السياسة، ولكنني أكتب في السياسة كثيراً،لأنّ الكتابة لم أتّخذها لأبحث عن ذاتي، بل كانت بحثاً عن آمال مشتركة، بحثاً عنحلول لمشاكل المجتمع وخاصةً الشباب، وللأسف، السياسة دائماً هي الطريق الأقرب إلىإيجاد الحلول في البلدان التائهة كلبنان.


    o
    7- هل يتعامل الكاتب مع شكل معين للكتابة الأدبية؟
    لا تشدّني كتابة الخاطرة بقدر ما تستهويني كتابة المقالات الإجتماعية والقصصالقصيرة وإبداء الرأي، لأنّ الخاطرة ليس لها مجال أو موضوع محدّد ولا تحتمل النقاشوالبحث، رغم أنّها تتلائم وعصر السرعة الذي يعيشه القرّاء الآن حتّى في قرآتهم،إلاّ أنّني أهوى أن أتعامل مع الكتابة الصحفيّة، لأنّ الكاتب يستند فيها على مصادرالمعلومات والبينات، وكما يمكنه أن يضفي رأيه الشخصي ليمزج في مقاله كلّ مستلزماتالنقاش، وأحب أن يكون المكتوب مادّةً قصيرة غير مطوّلة وأن تكون قريبة من قضاياالمجتمع وإهتماماته.


    o
    8- هل الشكل الكتابي يقيد الكاتب؟ أم يُميّزه؟
    بطبيعة الحال يميّز الشكل الكتابي الكاتب، ولكن مثلاً يروق لي شكلين مختلفين منالكتابة، قد يكون إعتماد شكل واحدٍ منها مقيّداً لي في كثير من الأحيان، فمثلاًترى أنّ الكتابة الصحفيّة والقصص القصيرة متقاربان فقط من حيث إعتمادهما على اللغةوالفصاحة، ولكن كلاهما يقيّدان ويميّزان في آن، فلا يمكن الوصف في الكتابة الصحفيةكما في القصّة التي هي أساساً تعتمد على الوصف، وأيضاً في كتابة الخاطرة يُقيّدالكاتب بالتصوير لا الوصف الدقيق كما في القصص، ويتميّزٌ بالتوازن ورشاقةالإيحاء.لذا، يميّز الشّكل الكتابي الكاتب، ولكن يقيّده في كثير من الأحيانوالحالات.


    o
    9- ما دور الواقع والخيال والبعد المرتجى في كتاباتك؟
    يلعب الواقع والبعد المرتجى دوراً أساسياً في النوع الذي يستهويني من الكتابة، وهيالكتابة الصحفيّة وكتابة الرّأي كما ذكرت سابقاً، لأنّه لمجرّد إختيار موضوعالمقال في هذا الشكل من الكتابة، ينبغي أنّ يكون لدى الكاتب قدر كاف من المعلومات،لأنّه يعالج قضيّة معيّنة، فلا بدّ من شرح الواقع أوّلاً وتقديم أسباب المشكلةكماً والحلول كيفاً، وأن يكون العرض جزءً لا يتجزّأ من الكتابة الصحفيّة وهذاالعرض يحتاج إلى الأخبار (المعلومات) التي يجب أن تدعم بالشواهد (الوقائع)بالإضافة إلى التسلسل المنطقي للأفكار والدقة والموضوعيّة.


    o
    10- هل يتأثر الكاتب بقضايا البيئة التي يعيش فيها؟
    من ناحية ما، بالطبع للبيئة تأثير بالغ على أفكار الكاتب، فأي كاتب يستوحي أفكارهمن الواحة التي يعيش فيها، ولكنّ في كثير من الأحيان مثلاً أحاول الإنعتاق من هذاالمحيط، لتكون كتاباتي أكثر شمولاً، وكلّما إبتعدت أصبحت أتّجه نحو التحليل أكثر،علماً أنّ وسائل التواصل والإتّصال اليوم تخدم الإعلام كثيراً في تعميم القضاياالمشتركة بين الشعوب، فأصبح للكاتب أو المراقب أن يرى بعد الأمور، ومعرفة الأسبابالخارجة عن إرادة الشعوب، لذا بات تأثير قضايا البيئة التي نعيش فيها أقلّ وقعاًمما سبق، حيث كان الكاتب شبه ملزماً بالبحث عن المعطيات التي باتت اليوم متناولاليد عبر اللإنترنت والقنوات الفضائية إذا ما أراد تحرير قلمه عن ما يحيط به..ولكن في أحيان أخرى، يقصد الكاتب قضايا البيئة التي يعيش فيها حسّاً منه بمسؤوليةالدّفاع عن قضايا المجتمع الذي يعيش فيه وبالتالي قضاياه. فهو إمّا أن ينطلق منقضايا عامّة ليرمز من خلال المبادئ المشتركة إلى قضيّته الأساس التي غالباً ماتنطلق من منطلق ديني أو سياسي.. أو أن ينطلق من القضيّة التي يشترك فيها مع محيطهليرمز من خلالها إلى قضايا ومبادئ عامّة، ولكن أرى أنّ المؤثّر الأقوى هي قضاياالبيئة التي يعيش فيها.

    11- كيف يمكن معالجة القضايا من خلال كتابات الكاتب؟
    على الرغم من قلة تأثر القراء بالكتابة والصحافة اليوم، إلاّ أنّها تبقى الركيزةالأساسيّة لتسليط الضوء على أفكار تخدم القضايا العامة، فالكتابة تحدد وتعرّف القضايابفعالية كبيرة، وهي تولّد مجموعة كبيرة من الحلول المفترضة هنا وهناك كما تقييّمهذه الحلول وتغربلها إلى حين الوصول إلى الفكرة الصحيحة أو الأصح، والكتابة عنالقضايا تتضمّن عامّة كيفيّة تنفيذ الحلول بشكل مناسب.. وهناك الكثير من الطرقالتي يتّبعها الكاتب للوصول إلى حل مرضي من شأنها أن تسمح بالتّنبأ بعوائقوالوقاية منها، وهي بطبيعة الحال تبحث تلقائياً عن القضايا الأكثر إلحاحاً، وهكذايمكن معالجة القضايا عبر التّأثير الإيجابي في القرّاء والرأي العام.

    12- ماذا يتحقق للكاتب من خطواته الكتابية المختلفة؟
    في المبدأ، التأثير من خلال الكتابة هي على ذات الكاتب ومشاعره قبل أن يقعالتّأثير على القارئ خاصّةً في الكتابات الأدبيّة، ولكن التعبير في الكتابة ونسجالأفكار بتسلسل هي حاجة للكاتب والغير، فالكاتب يحتاج إلى الكتابة ليفرغ ما يختزنهفي داخله من مشاعر كما في الخاطرة والقصص التي تحتاج إلى خيال، وهنا يتحقّق الشعوربالرّضى لديه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هو إظهار ما يختزنه من أفكار ومعلوماتكما في كتابة الرأي والصحافة والتقارير التي تحتاج إلى تحقيق.. والتي هي حاجةعامّة وبالتالي يتحقق منها للكاتب القوة في المجتمع.


    o
    13- لمن يتوجه الكاتب بكتاباته؟ أم هي ذات طابع معيّن؟
    كوني شابٌ من جيل التسعينات، لا أؤمن كثيراً بمن شبوّا وشابوا على صراعات لا تنتهيوإن لم يكن لهم يد فيها، لأنّ طول الأمل بلبنان يحتاج إلى عناصر شابّة لم يلطّخهادخان الفاشية السياسيّة الزاحفة بهم من الحرب الأهليّة حتّى اليوم. والتي سحقتعقولهم من معاني المواطنية والإتحاد.. لذا، أكتب لأمثالي، للشباب الذين لم يعيشواصراعات وحروب، ولم يتّخذوا الإتّهامات والتخوين لبعضعم البعض خبزاً يومياً.. لشبابالشمال والجبل وبيروت والجنوب.. محاولةً لشبك أيدينا ببعض، وتوحيد كلمتنا علىالأقل في أمور تتعلّق بمعيشتنا وإقتصادنا ومستقبلنا وحرّياتنا.. فكتاباتي بالمجملذات طابع شبابي ثوري.


    o
    14- ما هو الدّور الذي تلعبه الكتابة بين الجنسين؟ وهل تصنع بينهما علاقة مميّزة؟
    قطعاً الكتابة بين الجنسين تغطي بعض الفجوات في الكتابة الصحفية أو الإعلامية بشكلعام، ومن مبدأ التساوي بين الجنسين في الحريات العامة، لابد من توازن ما بينهم فيالكتابة، فيجب تحقيق المساواة في بعدها الشمولي من خلال ضمان نفس الحظوظ للرجالوالنساء في الوصول إلى المنابر والسلطات ولكن في حدود! أقول في حدود من منطلق أنّالصفات التي يتمتّع بها الرجل الإعلامي هي أجدر من الصفات التي تتمتّع بها المرأة،ولا أريد أن يعد ما أقوله تمييز بين الرجل والمرأة، وإنمّا هو تفرقة بين الأدوار،من ناحية إلى من تتوجّه المرأة وإلى من يتوجّه الرّجل في كتابة أو نشاطهالإعلامي.. ولكن أنا من الأشخاص الذين يدعون إلى تطوير مهارات المرأة في الكتابةوالصحافة والتفاوض، لأنّ الكتابة مرآة الفكر، ولا فرق بين العقول من الجنسين. هناكخلل في التعامل مع المرأة الصحافية ليس في لبنان، بل في دول الخليج العربي، وهذاالخلل يكمن في بعض الدساتير التي تحرّم إنخراط المرأة في العمل الصحفي أو الكتابي،وهذا واقع مشين ومتخلّف وجاف. فما معنى أن نقول بالتساوي بين الجنسين في التّعلّممثلاً، وأن نُنكر ذلك في التعليم على سبيل المثال، كذلك أيضا في الكتابة والقراءة.


    o
    15- ماذ يُستشفُّ من خلال كتاباتك؟ وعلى ما تنطوي حروفها وكلاماتها؟
    أرجو أن يستدّل من خلال كتاباتي أنّ لبنان لا ينقصه أي من الآمال الحقيقيّة، وأنالشباب ليسوا فقط رافضون لواقع بلدهم، بل هم يعملون أو سيعملون جميعهم على تطويرهذا البلد، وإزالة كلّ البلاءات المصطنعة التي يحيكوها المسؤولين المعاندين علىتسيير لبنان في منظومات المحاور الخارجية، والمصرييّن على إبادة الطبقة الوسطىتبعاً للسياسة التي تصنعها الدّول جميعاً، وهي إمّا تحويل هذه الطبقة إلى أغنياءنسبياً أو إلى فقراء.. ليتركوا الساحة لهم، لأنّ هذه الطبقة هي الطبقة التي تعملوتراقب، فنحن الشباب سنكون الطّبقة الوسطى الغنيّة والفقيرة..


    o
    16- إلى ماذا يرمي الكاتب من خلال كتاباته؟ وما دعوته التّكليفيّة؟
    أحاول أنا وغيري من الكتاب الشباب، أن نقتبس خيوطاً من أفكار كلّ الشباب، شبابلبنان، لننسج منها فكراً شبابياً قيّماً لا يدبر له المتحاورون من الشاشات التيتحيك لباس القدر عندما تبرز من ضنت ألسنتهم عن المنابر بالهجوم على بعضهم البعض،وهم كما هم، لا يزالون فرجة للشعب المشاهد المتحسّر. لم يغيروا من واقع حالناشيئاً سوى أنّه يزداد شحناناً وسوءاً يوماً بعد يوم، وأعتبر أنّ كل من يستطيع أنيكتب لهذا الغرض، لتوحيد الشباب.. لأصحاب هذا البلد المستقبليون، هو تكليف عليهم،لنكون "قوّة" مقابل "قِوى".


    o
    17- أيّ فنٍّ كتابيٍّ هو الأفعل بين الفنون الأدبيّة؟
    الفنّ الأفعل في رأي هو النثر الأدبي الذي يممتاز بجمال خاص، والذي يدخل فيه الوصفوالتشبيه والإستعارة والكناية وغيرها..، وهذا الفنّ نادرٌ قوي، وقد أنزل اللهتعالى علينا القرآن بهذا الفن لأنّه الأكثر تصويباً للمعنى والأيسر قراءةً وفهما،فالنثر الأدبي تبلغ أهميّته من خلال التّأمل والظرافة التي عادةً تكون موجودة فيه،فهو أشبه بالحياكة الفاخرة، والسرد فيه كالرّسم يمكنك أن ترى جماله من غير أن تدققفيه كما ترى لوحةً فنيّة متناسقة الألوان.


    o
    18- كيف يُحدِّد الكاتب نسائج موضوعه؟
    قد لا يكون للكاتب خيار تحديد نسائج موضوعه دائماً، فالمشاعر والواقع والمحيط الذييعيشهم الكاتب هو ما يقود في كثير من الأحيان قلم الكاتب لأنّ هذه المشاعر والحالةهي التي تصنع الأفكار، فينسج الكاتب برأس قلمه هذه الأفكار والمشاعر، وكلٌّ بقدرما لديه من حبر..


    o
    19- هل الكتابة هي نتاج ثورة عند الكاتب؟ وهل الكتابة تصنع ثورة؟
    الكتابة إن لم نقل أنها تصنع ثورة، فهي تنمّي الثّورة والعكس.. الثورة لها عدّةأشكال وهي ثورة داخلية فكريّة يمكن للكاتب إذا أراد أن يبرح ما في وجدانه للملاء،لينفخ في النفوس الموقدة ليشعلها على أمرٍ ما يرى فيه سبباً للنهوض، وهنا يكونلديه قضيّة إيمانيّة، قد تكون سياسيّة، إجتماعية فكرية.. ثورية، وهنا لا يمكن لهأن يطال قضيّة تتشعّب فيها الآراء وتتفرّق الأهواء، بل لا بدّ أن تكون قضيّة جامعةومعتدلة.


    o
    20- هل التّحريض يصنع الكاتب؟
    نعم التحريض يصنع الكاتب في كثير من الأحيان، خاصّةً إذا كاتباً سياسياً مرموقاً،فالتّطاول على جمهور كبير يبرز الكاتب بين جمهورين متعارضين، فجمهورٌ مملوءبالكراهية يحتاج إلى تحريض.. إلى نافذة تخرج المكظوم، وجمهورٌ آخر يراقب المضاد كييحتمي منه.. وبهذه الطريقة يصبح كلاّ الفريقين متابعين للكاتب البارز هذا، وهناأرى أنّ للبروز بهذا الأسلوب، أسلوب التحريض، لا يحتاج الأمر إلى فكر وفن، بل إلىإحتراف وإنحراف بضرب الأهداف، وهو بالطّبع من ألعن الكتابات.


    o
    21- ما هو دور الحبّ في إبداعات الكاتب؟
    الحب هو دوار يستقل المشاعر، دوارٌ يُسكن الرغبات ويُفني النزعات، فهو شعورٌ يلهفالحس لشدّ ما يكابد المحب، فيعتصر من جوفه حبراً خالصاً لقلمه، ويكون سببالإبداعه، حيث يبقى التعبير منفسٌ وحيد وهواء، وفي حالة الحب، أكون أشبه بالطبيعة التيإذا لم تمر بفصولٍ أربعة، تفقد جمالها، والتعبير قد لا يكون كتابةً دائماً.. ولكنّالكتابة إبداعٌ يسكن من روعة الحب أكثر بكثير من الكلام أو غيره..


    o
    22- بين البعد المرتجى وحقائق الواقع, من يُلهم الكاتب؟
    الأمل هو الملهم الأوّل في كتاباتي، لأنّ الواقع محزن، والأخبار مؤلمة، والأفكارمشينة، يبقى الأمل وحده الغذاء الوحيد للعيش والتصالح مع أيّ طرف آخر، فالأملوالنسيان، لولاهما لخلدت النزاعات ولإستقرّينا على المنازعات.. لذا يبقى البعدالمرتجى هو الملهم في كل مكتوبٍ حميد..


    o
    23- أين يتم نشر إبداعتك الكتابيّة إعلاميا؟
    أنشر في مجلّة صدى الشباب شهرياً، وكنت أنشر في موقع"جريدة" الإلكترونيةيومياً، إلا أنني إعتزلت السياسة "المبرمجة" كما أشرت سابقاً، وكذلكنشرت عدّة مرّات في موقع شباب السفير، وعدد من المواقع الإلكترونية كـ: بانوراماالشرق الأوسط، وحروف، وكما نشرت لي سابقا بعض الأراء في موقع قناة الجزيرة.


    o
    24- عناوين وماهية إصدارتك؟ ونموذج نصّي من إبداعتك الكتابيّة؟
    هذه بعض العناوين:
    - ملف «شهود الزّور» والشّهادة المجروحة
    تصحيح الأجور و تحصيص الأدوار -
    - العرب يشترون الموت من صاحبه
    حقيقة "الحقيقة... لأجل لبنان" -
    - مواقع المتحاربين ودور التّنظيمات
    - وظيفة حلفاء أميركا في الإنطلاق من سوريا
    أيّها الثّائر السّوري.. -
    - الملفّات السّاخنة تستمر هادئه
    - النّسبيّة وإشراك المغتربين
    - الثّورة العالميّة على سوريا
    - الحرب العالميّة الطّائفية المحتملة
    - الأكثريّة : يجب أن تحسم المواقف!
    - زيادة الأجور «تتبخّر» على لهيب الأسعار
    تمويل المحكمة: على قاعدة "الفتنة أشدّ من القتل" -
    الأجور على سلّمٍ مكسور! -
    «المتحزّب»: إلتزام وإستزلام ثمّ «نفاق» -
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------
    نموذج نصي (1)
    الجيوش العربيّة: بين إسناد الثّورات والحرب المحتملة - -

    إنّ هناك اختلاف بين المحللين عن دور الجيوش العربية في حماية الثورات العربية ففيبعض الدول لعب الجيش دوراً كبيراً وهاماً في ترجيع كفة الديمقراطية وحمى الثورة،وفي بعض الدول الأخرى أحبط الجيش الثورة وقمع الشعب بالحديد والنار وبأسلوب همجيتقشعر له الأبدان. يطرح سلوك الجيوش العربية في ظل الربيع العربي الكثير منالاسئلة، فالجيش في كل من تونس ومصر حسم الموقف لصالح قوى التغيير. في هذا، يمكناعتبار الجيش في مصر وفي تونس جزءاً من قوى الثورة، لكن الجيش في كلا البلدين جزءمن النظام القديم في الوقت نفسه. في كلا البلدين انقلب الجيش على النظام القديم فيلحظة تاريخية وساهم في انقاذ كل من تونس ومصر من مجزرة وكارثة وطنية. أما الجيوشفي كل من اليمن وليبيا وسورية، فلها أدوار مختلفة حيث تحوَّل الامر الى مواجهةعسكرية، حيث قام الجيش وقواته بمواجهة المتظاهرين مما دفع إلى إبطال هذه الثورات،فالثّورة تتميّز عن الإنقلاب بأنّها تنطلق من الشّعب..
    بوقوع نكبة عام 1948 غادر الشعب الفلسطيني أرضه ووطنه، تاركاً وراءه كل ما يملك منحطام دنياه، على أمل العودة إلى دياره خلال أيام أو شهور معدودة على أبعد تقديركما وعدته الجيوش العربية الأفذاذ، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن فالجيوشالعربية التي دخلت فلسطين لتحريرها من القوات الصهيونية، بدأت تتراجع وتنسحب تحتستار الخطة العسكرية تارة، وبناء على اتفاقات الإذلال ـ الهدنة ـ مع العدو تارةأخرى ولتبرير هذا الموقف عمدت الأنظمة العربية آنذاك إلى طعن أبناء فلسطين فيمصداقية وطنيتهم، واتهامهم بالخيانة والعمالة وبيع أراضيهم للأعداء الصهاينة.فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا تتسلّح الجيوش العربيّة في ظلّ تلك "الهدنة"أو الخيانة؟! الجواب هو أنّ الجيوش العربيّة في ظل الخوف من الآخرين من أبناءالوطن، أكانوا أغلبيات او أقليات ستفقد هذه الجيوش حتماً الروح الوطنية. من هنا،يتحول الجيش الى قوة تحمي نظاماً وفئة أو قبيلة أو طائفة وليس بالضرورة الوطنوالأرض والمستقبل. فالخائفة تتحول مع الوقت الى حالة من الكراهية لفئات رئيسية فيالمجتمع، مما يخلق نظرة مشوهة لدورها في الحماية الوطنية..

    لقد غير الربيع العربي وضع الشعوب، لكنه أيضاً غير موضع الجيوش في المعادلةالعربية. الربيع أبرز دوراً جديداً لقوى جماهيرية لم تكن فاعلة حتى الأمس القريب.الربيع العربي يعكس تفجر السياسة على المستوى الشعبي بينما يدفع بلا توقف بجيلجديد يطالب بدور وحقوق وعلاقات جديدة بين الحاكم والمحكوم وبين العسكريينوالسياسيين. ونمر في مخاض كبير يتجاوز لعبة الشطرنج التي تحكم علاقة السياسيينبالجيوش.

    إننا نشهد الآن تغيراً كبيراً يساهم في تأسيس قواعد جديدة للعبة!! الجيوش العربيّةمدعومة من الخارج، وخاصّةً الجيوش الخليجيّة، فعلى سبيل المثال، يمتلك الجيشالسّعودي أسلحة لا بأس بها من طائرات مقاتلة ودبّابات ومدرّعات ومدفعيّات بحريّةوصواريخ قصيرة أو بعيدة المدى، وأميركا نجحت في سياسة التّبعيّة إليها الإلزاميّةوغير الإلزاميّة، حيث أنّ هذا السّلاح يحتاج إلى صيانة وقطع غيار بشكل دوري ومستمروقطع الغيار تصنع في أمريكا و بريطانيا.

    هذه الإمدادات من قطع الغيار لو توقفت فسيكون سلاح هذه الدّول بأكمله مجرد خردة منحديد على مدرج. وفي النّهاية، بات واضحاً أنّ تسليح الجيوش العربيّة الخليجيّة منقبل الغرب، له وظيفة في الحرب المحتملة بين إيران والسّعوديّة الأمر الّذي يحفّزأميركا إلى دعم الجيوش الخليجيّة وخاصّةً الجيش السّعودي، فبعد أن أدركت أمريكا،وخاصة بعد حربها في العراق أن الحرب المفتوحة بجيشها النظامي للمرة الثالثة بعدفيتنام، وكوبا، والعراق، هي حرب خاسرة، قررت هذه المرة أن تخوض الحرب ضد إيرانبغير جيشها، وخاصة أن السعودية تعتبر من أفضل الأهداف الأمريكية للقيام بهذهالمهمة، فمن ناحية أن الميزانية السعودية شبه متهالكة رغم المليارات السنوية التيتدخل على السعودية من عائدات الحج، والنفط، وغيرها من الموارد، بالإضافة لكونالسعودية حليف بدأ يقوى في المنطقة. وبعد العام 2000 بدأت الولايات المتحدة فيإعادة توجيه، ودعم وتسليح السعودية – من المال السعودي طبعاً- لتكسب سوقاًلأسلحتها من ناحية، ومن ناحية ثانية تؤمن دعماً لوجستياً يكون على شكل صنع الوحشالشيعي كما من قبل صنعت الوحش الشيوعي في المنطقة وحشدت جموع الشعوب ومنذ العالم2000 الآن وقّعت السعودية عدداً من الصفقات بأرقام خيالية مع الولايات المتحدة.

    يبدو في ظل ما ذكر سابقاً، أن خيارات تجنب حرب شبه كونية تبدأ من الشرق الأوسط -أصبحت شبه اكيدة - صار مستحيلاً، فإما أن ينتصر حلف الرأسمالية الأمريكية، ويفضيلتدمير قوة دول المنطقة، فيسهل إقامة الشرق الأوسط الجديد، أو أن تسير الحرببإتجاه إنتصار إيران وحلفها، وكلا الخيارين يُفضى للقضاء على آخر.. فهل تنجحأميركا بإشعال المنطقة بفتيل الطّائفية والمذهبيّة ؟
    علي جواد الأمين - جريدة
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------
    نموذج نصي (2):
    - "مشكلة لبنان ليست "الطّائفيّة -
    تشهد السّاحة اللبنانيّة بعض الحلول المفترضة، وقد تفرض على هذه السّاحة قناعات،وتبقى كل هذه الحلول والقناعات مهدّدة بتطوّرات المستقبل، لأنّ المشكلة اللبنانيّةمهما أعطيت من حبوب مسكّنةٍ ومقوّيات لن تصل إلى مستوى المناعة في مواجهة تحدّياتالمنطقة ومشاريع المنطقة، وأنّ الذين يشتركون في وضع الحلول لا أعتقد بأنّهميطرحون حلول نّهائيّة، وإنّما هي حلول من ضمن حلول، ومحكومة بضرورة المرحلة، وهيتقدّم إلى الشّعب بصيغة إنقاذ وسلام..
    فالحلول هذه ما دامت لا تتناول أصول المشكلة، ولا ترتكز على أسس جديدة للنّظام،تبقى هامشيّة، وعلى الذين يصنعون الحلول أن لا يضلّلوا الناس، لأنّه منذ تّاريخطويل تقدم إلى النّاس حلول جزئيّة، مصاغةٍ بصيغة إنهاء المشكلة لكنّها تبقى بعيدةًعن التّحقيق التّام. إنّ نقطة الإرتكاز في المشكلة هي موقع لبنان بالنسبة إلىأميركا وإسرائيل، وإقتراب لبنان من هذا الموقع، ومرتكز الحل هو بتأسيس منهجيّةإبتعاد لبنان بكل تفاصيله عن الموقع الإسرائيلي والأميركي وأن أي حلول لا تتجاوزهذه النّقطة، يبدو أنّها ذات قيمة أقل. وقد تشهد الساحة تطورات هادئه جرّاء الحلولذات القيمة الأقل، لكنّها لن تصمد ما دامت متضمّنة الإقتراب من الموقع الإسرائيليوالأميركي، وبوضوح أكثر، فإنّ إسرائيل لن تسمح بتسوية الوضع اللبناني إذا كانتتتنافى مع موقعها في المنطقة، فإمّا أن تكون التّسوية مقبولة إسرائيلياً وأمّا أنتكون مرفوضة، فإذا كانت التّسويات المفروضة الآن بعيدة عن متناول يد إسرائيل،فستنجح، وليس لديّ أي درجة من الشّك في أنّ هناك «فريق لبناني كامل» في متناول يدإسرائيل.

    إنّ إسرائيل تملك أوراقاً كثيرة في الدّاخل، فإذاً علينا، حتّى نضع تسوية نهائيّةللبنان أن نفكّر في سبل إبعاد إسرائيل من داخلنا. وهذا لا يتم إلاّ بإستمرارالمواجهة معها، فبدلا من نخوض الكثير من المعارك السياسيّة الدّاخليّة، أو بدلا منأن تشهد السّاحة أي توتّر داخلي، علينا أن ننظم السّاحة، من أجل الإستمرار فيمواجهة إسرائيل، وهذا هو المقياس الحقيقي، "الوقوف في الموقع المعادي لمشاريعأميركا وإسرائيل في المنطقة". وهل من الصّحيح أنّ لبنان لا يستطيع الإنتقالمن وضعه الطّائفي إلى موضع لا طائفي من دون مرحلة إنتقاليّة أو تدرّج؟ إنّ المشكلةفي لبنان ليست طائفيّة حتّى يكون الحل إلغاء الطّائفيّة، والمشكلة ليست في نظاممتدين يقابله نظام علماني، فالمشكلة إذاً، ليست في مسيحيّة الرّئيس أو إسلاميّةالرّئيسين الأخريين، لأنّ الحاكم السياسي لا يمارس المسيحيّة في السّلطة أوالنّظام بل يمارس المسيحيّة في الكنيسة.. ولكن المعضلة هي فيما يمثّل هذا الحاكمأو الزّعيم، كتمثيل البعض للحالة الأمريكيّة والإسرائيليّة أو الفرنسيّة أوالإيرانيّة... فكل موقع من مواقع النّظام يمثّل حالة من حالات التّسلط والحكمالّذي يمثل حالة من حالات الإستعمار، فالحل ليس بإستبدال مسيحي بمسلم، أو بتوزيعالمواقع والوظائف بين المسيحيين والمسلمين، إنّما المشكلة في ماهيّة النّظامالسياسي، لا الدّستوري.. فلو كان كل لبنان ذا لون طائفي واحد، ومنهجيّة البعض منذاك "الكل" تدور في الفلك الإسرائيلي والأمريكي، أو أساس هذا النّظاميدور في فلك المستعمر.. فهو مرفوض، وتجربة "شاه إيران" واضحة أمامالجميع. وختاماً، يبدو أن الحلول السّياسيّة المطروحة، التي تقبل أفكارها هناوترفض هناك، أو ترفض هنا وتقبل هناك، كلّها أفكار لا تبحث في أساس المشكلةوالنّظام، وعلى الرّغم من أنّها منسجمة تماما مع ما يريده الجميع. والحل الجذري هوأنه على لبنان أن يعلن عن مواقفه الدّولية بشكل واضح ورسمي تجاه الخارج وخاصّةأميركا وأوروبا، والعمل بهذه المواقف. وهذا يقع بطبيعة الحال على عاتق الأكثريّةورئيس الجمهوريّة ووزير الخارجيّة، وأمّا المعارضة والأقلّيات، فلتمارس دورها فيالنّقد ومراقبة أعمال الحكومة والعمل إلى الوصول إلى السّلطة من خلال إقامةالمشاريع الإصلاحيّة كما تفعل أي معارضة في دول الخارج. فإلى متى سيبقى لبنانعالقاً بين محورين متصارعين ؟
    علي جواد الأمين - صدى الشباب
    -----------------------------------------------------------------------------------------------


    o كلمة ختاميّة:

    أحب أن أعلّق على ما يجري اليوم من إساءة للرّسول (ص) لأقول أنّه أسيء للمسيحيينكما أسيء للمسلمين، حيث كثيراً ما يسيئون للسيد المسيح (ع) في الأفلام الأجنبيّةوحتّى بالرسوم الكاريكيتيرية في الصحافة الأمريكيّة أيضاً كما أسيء للرسول(ص)،وحُرق الإنجيل من قبل متطرّفين في الجزائر والسودان كما حرق القرآن في أميركاوالدنمارك.. لذا، أقترح أن يعلن عقلاء المسلمين والمسيحيين من رجال دين عن مؤتمرإسلامي - مسيحي كبير ينظم لهذا السبب يشارك فيه مثقفون من الديانتين يعبّروا فيهعن مواقفهم التاليه (كإقتراح) ترسيخاً للوحدة المسيحية - الإسلامية، لأنّ الهدفالأساس وراء هذه الإساءات هو ضرب هذه الوحدة والوفاق.
    الموقف من الإرهابيين وتبرءة المسلمين منهم.
    الموقف من ردود الفعل المشينة على الإساءة للرسول الأكرم في بعض الدول العربيةوتبرءة الإسلام منها.
    الموقف من الإساءة للمسيح (ع) وللرسول (ص) بالأفلام والرسوم الكاريكاتيرية، وهيكثيرةٌ.
    الموقف من المواقع التي تنشر هذه الإهانات للرّسول (ص) والمسيح (ع) وحجبها في حالعدم التّجاوب بإزالتها، والمطالبة بمنع عرض الأفلام التي تحط من كرامة أي منالأديان.
    الموقف من ظاهرة حرق القرآن الكريم في أميركا والدنمارك.. وحرق الإنجيل في الجزائروالسودان..
    وبناءً على ما تقدّم، تحضّر مجموعة مطالب تحد من هذه المظاهر.

    وأشكركم أخيراً شكراً جزيلاً لكم على هذا اللقاء، وأتمنّي كلّ الخير بمجهودكمالفكري والفني ودمتم بألف خير..

    حسين أحمد سليم
    hasaleem
يعمل...
X