ايناس العباسي ورمال الشعر المتحركة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وجدان عبدالعزيز
    عضو الملتقى
    • 09-02-2008
    • 28

    ايناس العباسي ورمال الشعر المتحركة






    إيناس العباسي
    ورمال الشعر المتحركة
    وجدان عبدالعزيز




    بات من المفروغ منه إن مساحات الشعر الحديث هي مساحات من الجمال والحدائق المؤتلفة في الخضرة وإيقاع الألوان الأخرى وبأريج متنوع وفراشات متنقلة بشغف الحياة ، رغم إن الإنسان الشاعر مثقل بإرهاصات المعاناة والسعي العجول في تحقيق الأماني الموغلة في النأي عن حيز الوجود الواقعي ...
    رغم هذا تجد الشاعرة إيناس العباسي تُقدم لك الكأس تلو الكأس لعلك ترتوي بجمال غير مجلوب ، إنما تأخذك النشوى وأنت بعد لم تشرب ، وهكذا تحلق العباسي فراشة أو لنقل نحلة تجمع رحيق الأزهار كي تقدم أحلى وأشهى من العسل الطبيعي ، عسل من نوع آخر يجعلك تتذوق حلاوته ذهنيا ، فمساحات الشعر الحديث تتسع لذوق الناطقين بلغات غير اللغة المكتوبة فيها هذا الشعر.
    لأنها مساحات قابلة للتأويل تقول الشاعرة :
    (من هنا ... من على كتف الليل
    الأمس أغصان الحلم
    ا ل م ت د ل ي ة
    برغبات يبللها قطر ...
    المدى
    ليرتد زمن القصيدة)
    فهنا دهشة بخروجها من الليل على أغصان حلم برغبات مدى متسع كي تجعل زمن القصيدة مرتدا عكس رتابة الزمن المعلوم خالقة بذلك إشكالية لذة شعرية تخالج الإنسان في شرق المعمورة بنفس خلجات إنسانها في الغرب وتعلل هذا بأن ..
    (كنا فيه روحا واحدة ...
    تتساقط
    على ساعد البحر المجروح
    بالشاطيء)
    فهي لم تحدد أي بحر مسمى ولا شاطيء محدد إنما عزفت على نغمة الروح بصوفية الإنسان الصادق النقي رغم انه ..
    (على رمال الرحيل المتحركة)
    يصرخ بنداءات الروح ..
    (لمطر السلالات ترقبنا ...
    بمكر)
    وظلت إيناس العباسي أسيرة المخادع والرغبات الحسية في مجمل إنتاجها الشعري وهو واقع حال تتلمسه بالوعي قبل إن تذوب في أحلام اللاوعي بيد إنها تحاول إن تبث روح الجمال في صورها الشعرية فقدمت قرابينا من اجل ...
    (ورودا بحجم نظرات عميقة
    يتواثب فيّ الاشتياق
    فراشات غيّرة )
    حيث عرّتْ الشاعرة هذه الرغبات وسمت إلى ...
    (ألواح المحبة المدفونة
    في صحراء النفس)
    لتقول :
    (قدمنا :
    سلالا من سعف الرائحة
    كنا قد كدسنا فيها
    ظلال اللغات
    تفاح الفتنة
    غواية المطر)
    وكان سموها عن الرغبات بواسطة اللغة ذات الأجنحة الاشارية المتلفعة بتعدد مستويات المعنى وشفافيته كي ترقى إلى ما فوق الأحلام قاضمة تفاح الفتنة لان (الحلم :
    ماء الشعراء
    ترياق العاشق
    الحلم :
    زورق مثقوب
    لعبور العدم والوحشة)
    وظلت على ديدن تطريز الصور عن الوجد والحب والاتصال بأناقة اللغة الشفافة ومرونة الحركة للكلمة من الأماكن التي تقطنها إلى أماكن أخرى مغايرة ...
    (لتمطر
    في لمحة برق خجول
    وبحة رعد
    ل ... يرتوي قرنفل الاشتياق
    وتعوي ذئاب الحنين)
    وهنا استنطقت الكلمات لتكون عكازها في البوح الشفيف ...
    (لتعبر قصيدتي برية الأسئلة والارتقاب
    كفرس مجنحة
    تغسلها فضة الأساطير
    وارتعاشات الضوء الجموح)
    أي إن الشاعرة رسمت لوحة شعرية بحروف اللغة فأحيانا تُبعثر حروف الكلمة الواحدة لتسند الفراغات بالإشارات والتليمحات واعتقد أنها أغنت تجربتها الشعرية بالتواصل والنحت في جسد اللغة .


    /قصيدة (قرابين لغواية المطر)
يعمل...
X