---الإقتباس الأصلي بواسطة (محمد نادر فرج)---*أطياف العودة* *عانقتُ طيفَكِ نَشواناً يُهيمُ به**حبٌ وعطفٌ وأشواقٌ وتَحنانُ* *وعدتُ يا حُرنةَ الأحبابِ يا بلدي**كما أنا. ولهٌ يَهفو وأشجانُ* *عاد بعد عشرين سنة هي سنيُّ غربته القسرية، قضاها بعيدا عن مراتع صباه، التي عشق مدارجها، وهام بحدائقها وسهولها، كانت مليئة بالحزن والأسى، أشبه بكابوس طويل.**تجيش في أعماقه مشاعر شتَّى متباينة، من الشوق واللهفة إلى العشق والحنين، لتلك الربوع بكل ما تحمله من مشاهد وذكريات : أهل يحبهم وقد نذر حياته لأجلهم. **صحبة تنتعش روحه الطاهرة على ذكراهم. **ديار سكنها طفلا وهي لا تزال تسكن في خَلَده، فيها كل ما يحبه ويشتهيه، ينام في غربته متوسدا الذكرى، وملتحفا الأمل، يهزه حلم العودة فينسيه ما يلقاه من أسى ومرارة.**جداول تسري مياهها الصافية في شرايينه، تطفئ ظمأه، وتشفي غليله. **رجع بكل مشاعره وكيانه، وبكل أحاسيسه وأشجانه، وبكل حبه وهيمانه، ليطبع على ثراها بصمة حبه، ويوقع عليه رسم وفائه، ويحدثها عن شوقه ومعاناته .* *------------------------* *أنا قد رجعتُ إليكِ يا هذي الربوعُ الساهمة* *وبقلبي الملهوفِ أحملُ ألفَ ذكرى مؤلمة* *لكنها لمّا رأيتُكِ كلَّها أضحتْ أمانيَ حالمةْ* *ورجَعَتُ ألمسُ هذهِ الوَجَناتِ في كفِّ الحنانِ الناعمة* *وأزفُّ فيكِ البشرَ والإشراقَ في هذي الطيوفِ الواهمة* *ولأرسمَ الأملَ الطروبَ على الشِّفاهِ الباسمة* *ورَجَعتُ أوقظُ في حناياكِ الشجونَ النائمة* *قد جئتُ آمُلُ أنْ أراكِ كما أردتُكِ سالمة* *** * *** *أنا قد رجعتُ إليكِ يا روحي مع الفجرِ الطروبْ* *وحَنوتُ ألثُمُ عاشقاً فيكِ المنازلَ والدروبْ* *كم شاقَني مَرأى شُروقُ الشمسِ فيكِ أو الغروبْ* *ولَكَمْ تَطاوَلَ ليليَ المحزونُ والغَسَقُ الغضوبْ* *كم مرَّ بي هولٌ على ذِكراكِ، كم نَزَلتْ خُطوبْ* *كم ذقتُ، كمْ عانيتُ كي أنسى هواكِ، فلا أتوبْ* *ولقد رجعتُ وقد نَضَتْ عَنّي الخَطايا والذنوبْ* *** * *** *أنا قد رَجَعْتُ إليكِ كم قد شاقَني ذاكَ الرُّجوعْ* *كم عشتُ أحلُمُ فيهِ في أملٍ وأسْحَحْتُ الدُّموعْ* *وإليكِ كم ضجَّتْ جوارحُ مُهجتي شوقا وكم ثارتْ ضلوعْ* *ينتابُني من طَيفِكِ المعشوقِ إلهامٌ ويعروني خشوعْ* *ويثورُ في الأعماقِ عَزْمٌ يمنعُ العينَ الهُجوعْ* *لا تسأليني كيف جئتَ، فإنَّ في قلبي ولوعْ* *لا تسأليني هلْ خَضَعتَ ؟ فإنني أنا ما تعلَّمتُ الخضوعْ* *كُفّي، فإنَّ فؤاديَ المحزونَ تاقَ إلى الرجوعْ* *** * *** *أنا قد رَجَعْتُ لأمسحَ العبراتِ عن تلكَ الخدودْ* *ولكي أُهَدْهِدَ مُهجةً ملهوفةً مُنِيَتْ بآلافِ الوعودْ* *ورجعتُ تَزْهو في الفؤادِ رؤىً وفي كَفّي الورودْ* *ولكي أُكفكِفَ أدمعاً حَرّى أفاضَ بها الشرودْ* *ورجعتُ أحملُ للقُلوبِ هنا تباشيرَ السُّعودْ* *ولكي أباركَ ذلكَ الفجرَ الطروبَ بما يجودْ* *ورجعتُ أحمي في الروابي الخُضرِ أمجادَ الجدودْ* *ولكي أَخُطَّ رسالةً للمجدِ في سِفرِ الخلودْ* *كم ذا يطيبُ عليكِ يا هذي الربوعُ ليَ السجودْ* *** * *** *أنا قد رجعتُ وفي الفؤادِ عزيمةٌ وبهِ قرارْ* *كم خُضتُ في بُعدي غِمارَ الحزنِ واجتزتُ الغِمارْ* *لم يَخْبُتْ الإصرارُ في قلبي ولا أوهى صلابَتَهُ الخُوارْ* *مازالَ ينبضُ في شراييني دَمُ الأحرارِ هدّاراً إذا ثارَ المثارْ* *فلقد أتيتُكِ مثلَ ما فارقتُ رَوضَكِ ماجداً يهوى الفَخارْ* *وطَلَعتُ كالفجرِ الطروبِ عليكِ بادِئةَ النهارْ* *وأتيتُ أرفعُ وطأةَ الأحزانِ عن مُهَجٍ كواها الانتظارْ* *شَمَخَتْ كهاماتِ الجبالِ الرّاسياتِ وجَسَّدَتْ هِمَمَ الكبارْ* *ليستْ تَهُزُّ شُموخَها ريحٌ ولا يمحو مَعالمَها الغُبارْ * *** * *** *قد جئتُ والأملُ الكبيرُ بخاطري، ويُداعِبُ القلبَ الكبيرْ* *وأراهُ بين جوارحي الحَرَّى يُرفرفُ، يَسْتَعِدُّ لكي يطيرْ* *عشرونَ عاماً بين أضلاعي ويخفقُ، لا يكلُّ بهِ عن السعيِّ المَسيرْ* *لم ينقطعْ أملٌ لديهِ بأنَّهُ يوماً إلى حُلُمٍ يصيرْ* *لم يعرفْ اليأسَ المريرَ وإن يكنْ عانى من البؤسِ المريرْ* *يُضنيهِ منكِ قطيعةٌ، ويشوقُهُ خَبَرٌ تَنَسَّمَهُ صغيرْ* *ويردُّ أشتاتَ الفؤادِ إليهِ صوتٌ شاردٌ، حُلُمٌ قصيرْ* *حتى أفاضَ به المُنى يوماً وحَقَّقّ ذلكَ الُحُلْمَ الكبيرْ* *** * *** *أنا قدْ رجعتُ إليكِ يا بلدي ويحدوني الأملْ* *وأرى أوارَ البِشْرِ بينَ جوانحي الحرَّى اشتعلْ* *ما كنتُ أعلمُ أنني صبٌّ ولم أكُ قد تعلَّمتُ الغَزَلْ* *وإذا بقلبي العاشقِ الملهوفِ وافاهُ الأجلْ* *قد ذابَ وَجْداً واستهامَ بسحرِ ثَغرِكِ والمُقَلْ* *ولقدْ أتيتُكِ خاطباً للودِّ لا أخشى الفَشَلْ* *ضُمِّي عليَّ جناحَ دفأكِ وانفضي عنّي الوَجَلْ* *ولتغمريني بالحنانِ ولا يصدَّنْكِِ الخَجَلْ* *فأنا أحقُّ فتىً بحبِّكِ، فاقبلي، قولي: أجَلْ* *&&&&&&&&&**الرياض / ذي القعده / 1421 ه **محمد نادر فرج*---نهاية الإقتباس---
أكثر...
أكثر...