الفنّ التّجريدي والأنصاب النحتية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين أحمد سليم
    أديب وكاتب
    • 23-10-2008
    • 147

    الفنّ التّجريدي والأنصاب النحتية

    الفنّالتّجريدي والأنصاب النحتية
    بقلم:حسين أحمد سليم
    فنّ النّحت ظهر مع جيل المعماريين ومهرة البنّائين, الذينكانوا يهتمّون بتشييد الأبنيّة المميّزة عبر حقب الزّمن السّالف, بحيث كانوايبحثون ويُنقّبون عن المقالع الأفضل للحجارة, ليقتطعوها من أماكنها ويعملون علىتشذيبها ونحتها وزخرفتها بالرّسوم وغيرها, بأدوات تقليديّة معروفة كالمطرقةوالإزميل ومن ثمّ نقلها, تمهيدا لإستخدامها في حركة البناء للقصور وأماكن العبادة,كالمساجد والأديرة والكنائس وأبنية الإدارات الرّسميّة والحكّام, وهو ما زال بارزامن خلال ما تبقّى من هذه المعالم في بعض الأماكن المعروفة حتّى يومنا هذا فيغالبيّة المدن اللبنانيّة, بيروت وجبيل وطرابلس وبعلبك وصيدا وصور وراشيا وزحلةوبعبدا وعاليه وغيرها...مع بدايات إنبعاث الفنّ التّشكيلي اللبناني عام 1880 للميلاد, بدأتالمعالم الأولى لفنّ النّحت تتبلور مه إهتمامات بعض الفنّانين التّشكيليين الأوائل,الماهدين لولادة معالم الفنّ التّشكيلي اللبناني, بحيث أخذ هذا الفنّ يتجلّى منخلال الدّراسات الأكّاديميّة في الخارج, لبعض من كتب لهم أن يسافروا ليكتسبواالخبرات في هذا المجال, بحيث برزت إبداعاتهم بعد عودتهم والبدء بتطبيق ما إكتسبوهمن تجارب وخبرات في حركة فنّ النّحت...بداية كانت المنحوتة محصورة في أمكنة معيّنة ضيّقة وخاصّة أوفي بعض السّاحات النّادرة والتي كان يقتضي تواجد منحوتة فيها, وإقتصرت المنحوتة فيتلك المرحلة على الأنصاب والأعمدة والتّماثيل النّصفيّة أو الكاملة لبعض الكهنةوالرّؤساء والحكّام, وإستخدمت كنواصب فوق بعض القبور في المدافن ذات الطّابعالخاصّ...فيما بعد ومع تطوّر حركة فعل النّحت مع تطوّر الفنّ التّشكيلياللبناني, انعتقت المنحوتة اللبنانيّة وانتفضت وتحرّرت من الأماكن الضيّقة, وخرجتللأماكن العامة والساحات, فتمّ على مراحل زمنيّة متفاوتة من تنفيذ أعمال نحتيّة مختلفةالحجم, توزّعت في أماكن عدّة فوق الأراضي اللبنانيّة, فيما كان للمنحوتة التي تولدمن بين انامل بعض الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين وتتجلّى بأزاميلهم ومطارقهم,أن تتماهى في ساحات بعض المدن العربيّة...برز في مجال فنّ النّحت اللبناني الكثير من الفنّانينالتّشكيليين اللبنانيين, كيوسف الحويّك وألفرد بصبوص وميشال بصبوص وجوزيف بصبوص وحليمالحاج ومحمّد الحفّار وزافين هادشيان وعارف الرّيّس وبولس مرعي ريشا وجوزيف غانموحسّان صعب وحسن بدوي وحسين منيف ياغي وخالد رمضان ودلال كنج ورودولف شمعون ورياضعويضةوسايد أبو محرز وسامي بصبوص وسليمان سليمان وشربل فارس وعدنان خوجة وعدنانحقّاني وعصام خير الله وكولين طوروسيان ديروبوغوصيان ومارون الجكيم ونديمالشّوباصي وندى رعد وبيار كرم وحسن الشّوباصي وخليل عليق ورضا علي السّيّد وسهيلذبان وراغد شمس الدين ورودي رحمة وريما رفيق بومطر وريما شمس الدين وزاهر شريفملاعب وسناء الشّوّا ونايف علوان ونبيل الحلو ونادين أبو زكي وإميل عقل وأندريهنمّور وبسّام كيرللوس وجميل ملاعب وجوزيف الحوراني وطوني فرح وعادل صالحة وميشالحدّاد وهشام حسن وفيرا فرح وزياد الحاج وساميا علو وسامي كنعان وشكر الله فتّوحويوسف غزّاوي ومعزّز روضة وناظم إيراني وسامي الرّفاعي ورشيد سمعان وشوقي شوكينيوسميح العطّار وتوفيق عبد العال وعماد عيسى وفارس غصّوب وعزّت مزهر وفريد منصوروسعد الله لبّس وغيرهم... يعتبر الفنّان التّشكيلي عارف الريس أحد أعمدة الفن التّشكيلياللبناني, فقد أنجز العديد من الأنصاب والتّماثيل بمواد مختلفة عكست مراحله الفنّيّة,ومنذ العام 1960 تبدلّت أعماله من حركة التشخيص إلى فعل التجريد الحروفي, والتراكيبالهندسية فأتت في مجملها رموزاً حملت في مضامين طياتها أفكاره وفلسفته ومعتقداته,بحيث يوصلك الشكل إلى المعنى الفكري لما يتراءى للفنّان, وهناك شواهد نحتية كثيرةللفنّان عارف الرّيّس في المملكة العربية السعودية, معظمها حروفي إضافة إلى أعمالتجريدية متعددة الأحجام والمواد نفّذت في عاليه وغيرها في لبنان... حوّل آل بصبوص ميشال وجوزيف وألفرد قريتهم راشانا في السّتيناتمن القرن الماضي إلى محترف ومتحف للنحت في العراء, حلم بدأ مع ميشال بصبوص وساعدهأخواه جوزيف وألفرد في تحقيقه, وأعلنتها الدولة فيما بعد كأحد المعالم السياحية اللبنانيّة,وفي مطلع التسعينات أنشئت سيمبوزيومات نحتيّة عدّةً في راشانا, وتتالتالسيمبوزيومات في بعض المدن اللبنانيّة الأخرى كمدينة عالية وجونية وجبيل وإهدنوطرابلس وزحلة والخيام, بحيث أصبحت ظاهرة ساعدت على تغيير الثقافة البصرية عندالعامّة لصالح النّحت التّجريدي, فكانت ملتقيات متعدّدة للفنّانين من بلدان مختلفةعربية وأوروبية في آن...
    فنّ التّجريد اللبناني من منظور بحت تحليلي, يغلب عليه الطّابع الغربي في مجمله, وهوإلى حدٍّ ما يخلو من نكهته الوطنيّة والمحلّيّو, بحيث يبرز عند النّحّات اللبنانيالرّغبة العارمة في النّزول عند رغبات المتلقّين من الجمهور لإرضائه, كما أنّ حركةفعل النحت في لبنان تتّسم بطابع التّقنية, ثم تتمحور في كينونة الشّكل, لتتماهى فيالمحصّلة النّهائيّة في حركة الرؤي, والفنّان اللبناني يقدم على اختيار فعل السهولةفي منهجيّة الأسلبة إضافة للإهتمام بالحركة الخارجية للمنحوتة, و إبراز حركة الخطوطوالمسطحات, فكلّها ثوابت تدعم أهميّة الشّكل على حساب الرؤيا والبعد الروحي...
    حسين أحمد سليم
    hasaleem
يعمل...
X