خلف القضبان
جاءتْ تزورُ سجينَها في الموعدِ
والريحُ تعصِفُ بالشُّجونِ وبالغدِ
كفَّاكَ باردتانِ قالتْ عندما
لامسْتُ كفِّي خدَّها المتورِّدِ
وتبسَّمتْ عن ضاحكٍ متلألئٍ
والشوقُ يلفحُ صدرَها بتعمُّدِ
وتكلمتْ.. ودموعُها منهلَّةٌ
كفْكَفتُها.. فتبلَّلتْ منها يدي
قالتْ حبيبي..كيفَ حالكَفي الضنى
وتنهَّدتْ.. أرجوكِ لا تتنهدي
إني بشوقٍ للِّقاءِ وعندما
تتنهدينَ فإنَّ صبري يَنفدِ
فالسجنُ ضيمٌ والزيارةُ مغنمٌ
ولقاؤكِ السّلوى لشوقي في غدي
والوقتُ يمضي بلْ وأحسبهُ انقضى
فإذا بهِ متوقفٌ.. لم يزدَدِ
يمضي الهوينى لو أرادَ لما مضى
ماذا نقولُ لدهرِنا المتشدِّدِ..؟
فالسجنُ قبرٌ للسجينِ إذا اشتكى
والصبرُ قبرُ السجنِ للمتجلِّدِ
أحبيبتي لا تدمعي أو تحزني
هذا قضاءُ اللهِ منذُ المولدِ
قدري بأنِّي قد حملتُ مبادئاً
تحيى بها نفسي بغيرِ تردُّدِ
وعزيمةُ الأحرارِ تُذكي همَّتي
فتجودُ نفسي بالنفيسِ وبالندي
إنَّ المبادئَ في الحياةِ كرامةٌ
من ليسَ يعرفُها فذاكَ هو الرَّدي
لاشكَّ إنكِ تعلمينَ مقاصدي
قد كانَ قصدي فوقَ أسمى مقصدِ
واللهِ لولا اللهُ ربٌّ للورى
لجعلتُ من محرابِ حبكِ معبدي