من كتاب :
((مقدمات في الأخلاق)) بتصرف من الكاتب : محمد فهمي يوسف
الفرق بين الإلزام والالتزام ؛ أن الإلزام يكون من سلطة عليا تأمر وتنهى، ولا رادّ لأمرها ونهيها لأنه حق وعدل،((مقدمات في الأخلاق)) بتصرف من الكاتب : محمد فهمي يوسف
وهي أيضاً تمدح وتوبخ، تراقب وتحاسب المنحرفين في سلوكهم عن الصراع القويم،
أما الالتزام فهو التقيد والتعبد بهذا الواجب والإلزام حتى ولو خالف ميول الملتزم وتقاليد أهله ومجتمعه،
وبكلمة أن الالتزام يشبه إلى حد بعيد السير على قضبان من حديد تُعين للملتزم الطريق الذي يسير عليه تماماً كسير القطار،
ومن الإلزام والالتزام يتألف مفهوم النظام،
ومن تمرد على الإلزام والواجب فقد خرج عن النظام العادل.
ولا غنى عن مبدأ الإلزام والالتزام لأية أسرة أو جماعة تعيش حياة مشتركة، ( كالمواقع الرقمية وما تقيمه من تعليمات ملزمة لأعضائها )
فهو العهد والميثاق الذي يضمن بقاءها، ويصونها من الفوضى والانحلال،
والالتزام ؛ هو الأساس الأول للأديان والشرائع والقوانين والمذاهب الأخلاقية وغير الأخلاقية.
وقرأت في الصحف من جملة ما قرأت، كلمة تغني عن كتاب في هذا الباب، وهي:
"الشر كل الشر ينبع من اللامبالاة والسلبية، والتخلي عن التبعة، والشعور بالمسؤولية.
إن جحود الإلزام والالتزام قضاء على وجود الإنسان، بل هو بمثابة الجحود لأصل الوجود".
والسر الأول والأخير لذلك أن الحياة المشتركة لن تستقيم بحال إلا إذا عاش جميع أفرادها على مستوى واحد في الحقوق والواجبات والاحترام المتبادل بين الناس حكاما ورعية أصحاب مواقع رقمية ورعية من الأعضاء الذين هم ضيوف في بيوتهم ومواقعهم
وإلا اختفى النظام، وشاعت الفوضى والاضطراب والانحلال، وسادت شريعة الغاب والفساد والضلال.
وتبقى الديمقراطية وحرية التعبير غائبة في بعض المنتديات التي تُقبع أعضاءها بتعليمات تكبح جماح أفكارهم وخواطرهم لإفادة الناس بما يتكبون من أجل النفع العام
ومن هنا تقل رواد تلك المواقع وتنسحب عضوا وراء الآخر ، وهم في الواقع أساس بقائها على الشبكة للكتابة على صفحاتها
وأيضاً قرأت في بعض الصحف : أن لصوصاً سطوا واغتنموا، وعند القسمة أجحف رئيسهم واستأثر، فثاروا عليه وطالبوه بالالتزام بالحق والعدل في قسمة الحرام!..
وإن دل هذا التناقض على شيء فإنه يدل أن واجب الحق والالتزام به يحمل طابع فطرة الله التي فطر الناس عليها، فترك الناس يعبرون بحرية هنا أو هناك مبدأ عادل من خلق الالتزام بالمساواة حتى وإن كان عضوا في منتدى أو ملتقى رقمي أو في جماعة تعمل كفريق في مكان أو أمكنة متعددة
كل الناس، حتى المعتدين على ما هو الحق والعدل؛ يعرفون ذلك المبدأ في حرية التعبير ، وإلا فبأي شيء نفسر مطالبة اللصوص بقسمة الحرام بالعدل؟.
ثم هل من أحد يقبل عن رضا وطيب نفس أن يوصم باللصوصية والخيانة؟ إذا ما قبل أن يكتب في ظلام هناك وفي وضوح هنا لأنه ممنوع من ذكر المكان الآخر ، وإن اختلفت مداخله التي سجل بها في الموقعين !! أو ما دام يكتب نفس الموضوعات هنا وهناك ، فيلزم بتخصيص ما يفرد به موقعا أو منتدى بذاته بموضوعات تخصه وحده .؟
اللهم إلا أن يكون وحشاً ضارياً في جسم إنسان. يستبد به وينهكه حتى يجعله يبحث عن مكان يؤيه غيرالمكان الذي يؤذيه
مع احترامي لكل المنتديات والمواقع ،
فإنني لا أحب تقييد الأفكار ، واحتكار الموضوعات الأدبية عن غيرها من المواقع
لذا فإنني أنشر موضوعا ــ ربما يكون كل أسبوع ــ في أكثر من موقع ، وأجد ترحيبا وتشجيعا ؛ لأني ألتزم بتعليمات المكان
أعرض الأمر وأنتظر الموافقة ،
ثم تنطلق الحروف والكلمات بحرية وديمقراطية ودون قيود ؛
وهذا يدخل ضمن الالتزام الخلقي ؛
أن تحترم الآخرين وأفكارهم ، وإن اختلفوا معك في الرأي
تكسب ودهم ومحبتهم ، وربما يأتونك ليطلبوا منك الطريقة
التي جعلت أصدقاءك يحيطون بك ولا يتخلون عنك .
