عكاظ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صلاح جاد سلام
    عضو الملتقى
    • 11-05-2008
    • 137

    عكاظ

    ( عكــــاظ )

    هي سوق كانت معروفة للعرب ، من أعظم مواسمهم وأسواقهم ، وتمثل إحدي الآثار والمآثر العربية الخالدة .
    قال عنها الأصمعي عبد الملك بن قريب رحمه الله تعالي :
    نخل في واد ، بينه وبين الطائف ليلة ، وبينه وبين مكة ثلاث ليال ، وبه كانت تقام سوق العرب ( عكاظ ) ، بموضع منه يقال له ( الايثداء ) ، وبه كانت أيام الفجار .
    وقد حدد المرحوم الدكتور عبد الوهاب عزام رحمه الله موقع عكاظ بالاشتراك مع المرحوم المؤرخ الشاعر الشيخ محمد بن بلهيد ، وعلق على ذلك الأستاذ حمد الجاسر ، وانتهوا بتحقيقهم إلى أنه يقع على مسافة 12 كم شرقي مطار الطائف الآن .
    وقبل أن نركز القول في عكاظ ، يجدر بنا أن نذكر أسماء بعض أسواق العرب التي كانوا يبتاعون فيها ويبيعون ، وقد كانت ذات مواعيد محددة تقام فيها .
    1. سوق ذي المجاز : مكانه قرب عرفة ، وكان يقام في يوم التروية ، أي في الثامن من ذي الحجة .
    2. سوق مجنة : قرب مكة ، ويعقد في العشر الأواخر من ذي القعدة .
    وفي المجنة وذي المجاز على الترتيب ، وفيهما يتم العرب ما فاتهم في سوق عكاظ باعتبار أن هذه الأسواق الثلاثة في منطقة مكة .
    3. سوق حباشة : بمنطقة تهامة ، وقد أرسلت السيدة خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق حباشة ، قبل البعثة في تجارتها .
    4. سوق حزورة : كانت سوق مكة ، بل كانت أقدم الأسواق بها ، ودخلت في المسجد ، لما زيد فيه .
    5. وعي الحجاز : ذكرها الشيخ أحمد بن إبراهيم الغزاوي رحمه الله مع مجنة بقوله : وهما من أسواق العرب ، وتقعان في ضواحي مكة المكرمة القريبة .
    6. سوق دبي .
    7. سوق عدن .
    8. سوق الرابية وحضر موت .
    9. سوق بصرى : بالشام ، وقد وافاه رسول الله صلى الله عليه وسلم تاجرا .
    10. سوق بدر : من المدينة المنورة بنور رسول الله صلي الله عليه وسلم على ثمانية عشر فرسخا ، أسفل وادي الصفراء .
    11. المربد مربد البصرة : في الجهة الغربية منها مما يلي البادية ، على بعد نحو ثلاثة أميال ، وقد سارت في الإسلام صورة معدلة لسوق عكاظ في الجاهلية ،
    إلى غير ذلك من الأسواق التي نسب بعضها إلى رحلتي الشتاء والصيف .
    وأما سوق عكاظ ، فكانت تجتمع فيها القبائل مدة عشرين يوما ، بداية من هلال ذي القعدة ( الشهر الحرام ) ، وحتى العشرين منه في كل عام ،
    وكانت فضلا عن كونها تمثل سوقا يبتاعون فيها ويتبايعون ، ذات خصوصية أدبية أكثر من غيرها ، إذ يحضر فيها الشعراء ، فينشدون ما جد لهم من أشعار في مختلف النواحي في حياتهم .
    وكانوا يحتكمون فيها إلى حكم خبير بجيد الشعر ومهزوله ، مرضي بحكمه وتقريره ، إلى جانب الخطب البليغة التي يلقيها الخطباء والبلغاء .
    ويذكر أن قس بن ساعدة الإيادي ، خطيب العرب وشاعرها وحكيمها وحكمها في عصره ، وقد سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه وهو يخطب في سوق عكاظ ، فكان يأثر عنه كلاما سمعه منه ، فقال :
    " يحشر أمة وحده " .
    إذ كان يؤمن بالتوحيد ، ويدعو إلى ذلك ، ويضرب به المثل في البلاغة ، وقيل إن له أوليات ،،
    فهو أول من قال " أما بعد "
    وهو أول من علا على شرف وخطب عليه ،
    وهو أول من اتكأ على سيف وهو يخطب ،
    وقد عمر هذا الرجل كثيرا .
    وفي سوق عكاظ ، كانت تضرب قبة حمراء متميزة للنابغة الذبيانى ، كحكم بين الشعراء ، مرضى بحكمه بينهم ، وهو أحد أشراف قبيلة ذبيان ، وأحد فحول الشعراء في الجاهلية ، وهو الرائد الأول المبدع في فن الإعتذاريات في الشعر العربي القديم ، وذلك لعكوفه الطويل على النخل والتجويد والتهذيب لأشعاره ، وهو أحد شعراء المعلقات ، إذ هو صاحب المعلقة التي بلغت خمسين بيتا ، والتي كان مطلعها :
    يا دار مية بالعلياء فالسند *** أقوت وطال عليها سالف الأمد
    والشاهد مما سبق ، أن عكاظ كانت مناسبة محددة الزمان والمكان والهدف يعرض فيها العرب بضاعتهم التي تفردوا فيها ، وهي الكلمة شعرا ونثرا .
    فكانت بذلك ظرفا لتخليد الروائع من أدب العرب ، بما يثير فينا الآن العجب والفخار ، وبما يشهد بحق بعظمة اللغة العربية وثرائها وخلودها ، والتي يزعم المبطلون زورا وبهتانا وافتراء أنها لا تصلح لمحاريب العلم ومعاهد الأبحاث المعاصرة ، فيزعمون أنها قاصرة دون ذلك !!
    إن اللغة العربية مفرداتها تزيد على 12 مليون مرادفا ، وهي بذلك لا تدانيها أية لغة أخرى ، ولها من الميزات الكثيرة والمتعددة ، ما يجعلها تتفرد دون غيرها بثراء وعظمة ، لا يتسع المجال لمجرد الإلماح إليها ، فضلا عن خصيصة تخليدها بخلود القرآن الكريم ، الذي نزل عربيا لقوله تعالى :
    " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر 9 ،
    وقوله تعالى :
    " إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " يوسف 2 ،
    ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال بلسان حالها ناظما :
    وسعت كتاب الله لفظا وغايـــــة *** وما ضـقـت عن آي به وعظــــات
    فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة *** وتنســيق أســـماء لمخترعـــــــــات
    أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
    فهل من إحياء لعكاظ القرن الخامس عشر الهجري في دنيا العرب والمسلمين ، أسوة بالأولمبياد الذي يقام كل أربع سنوات ،
    اللهم آمين ...... والحمد لله رب العالمين .
    صلاح جاد سلام
    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح جاد سلام; الساعة 29-05-2008, 02:45.
يعمل...
X