فيصل الحسينى 000رحيلك علقم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صبرى حماد
    أديب وكاتب
    • 22-04-2008
    • 115

    فيصل الحسينى 000رحيلك علقم

    فيصل الحسيني ...........رحيلك علقم
    بقلم /أ . صبري حماد
    تغيب أجساد العظماء وتبقى سيرتهم الجميلة لحن يُثرى مسامعنا ,وتظل صورهم خيال لا يفارق عقولنا ,وهنا أتذكر الشمس الساطعة التي كانت تنير ضياؤها سماء القدس وتغطى بشعاعها أرض المكان فتمنحه الدفء والطمأنينة, وبالأمس القريب مرت علينا الذكرى السابعة لرحيل قائد فلسطيني عملاق, ورمز من رموز الوطن الذي أعطى الكثير والكثير, فهو الشهيد البطل فيصل عبد القادر الحسيني ابن الراحل الشهيد عبد القادر الحسيني قائد معركة القسطل, والذي استشهد بعد مقاومه عنيدة ضد القوات الصهيونية , وتشاء الظروف أن يولد فيصل الحسيني غريباً عن وطنه, فولد في بغداد ومات غريباً عن وطنه في دولة الكويت ,ويحتضنه تراب القدس ليمنحه الدفء والطمأنينة 0
    نعم لقد فقدنا رجلاً من أغلى الرجال, كان صلباً قوياً فخوراً بفلسطينيته, وظل حتى آخر لحظاته محباً لوطنه وقضيته, ولهذا عمل منذ بداية حياته في تأسيس المنظمة الطلابية, والتي أصبحت بعد ذلك نواه لمنظمه التحرير الفلسطينية ,وقد قاد العمل الوطني والسياسي بعد حرب عام1967, واعتقل لمدة عام ,وبعد تخرجه عمل فني أشعه بمستشفى المقاصد بالقدس, وبعد ذلك أسس الحسيني معهد الدراسات العربية(بيت الشرق) والذي كان مقراً للاجتماعات الفلسطينية, وقد ترأس الوفد الفلسطيني المفاوض الذي اجتمع بوزير الخارجية السابق جيمس بيكر, وقد رفض العدو الصهيوني بقائه بالوفد الفلسطيني في أوسلو بحجه أنه من القدس, وهكذا كان الحسيني عملاقاً حتى آخر لحظاته فسجن وكثيراً ًوتعرض للاغتيال, ولكن العناية الإلهية كانت تحفظهُ, وتُكتب له الحياة.
    نعم هذه هي الحقيقة التي يجب ألا ننساها, فبالأمس كانت ذكراه العطرة, حيث كان التاريخ في الحادي والثلاثون من مايو لعام2001يوماً اسوداً برحيل أحد عمالقة النضال الفلسطيني, الذي أعطي الوطن ودافع عنه وبقى وفياً مخلصاً وعاش حياته وهو يطارده الحلم والأمل أن يرى وطنه محرراً, ويرى قدسه وقد غاب عن وجهها شبح الاحتلال وقسوته,نعم انه الحسيني قصة حب كبيرة عاش ومات وهو يأمل أن يرى القدس وقد أضاء نورها وعادت شمسها الساطعة, وارتفع فيها صوت المؤذن مهللاً مكبراً الله اكبر الله اكبر, فلم يدخر جهداً أبداََ في إعلاء راية الوطن, وكان صلباً قوياً لا يعرف اليأس فكانت كلمته قوية مدوية , يشق الصفوف ويتظاهر ضد الأعداء, ومهما حاول العدو النيل منه إلا انه لم يخضع للعدو ولم يستكين, فكان ينادى دائماً بوحدة الوطن ويتغنى به, وكم آلمه كثيراً قيام العدو الصهيوني بالاستيلاء على بيت الشرق, والعمل على إقفاله وطمس معالمه, وهو دائماً كان يرى أن هذا البرلمان الصغير هو المكان الذي تناقش فيه كل الصعوبات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية, وقد حاول كثيراً إعادة بيت الشرق وافتتاحه إلا أن ذلك كان يقابل بالفشل, لان العدو كان يرى في بيت الشرق صوره للاستقلال الفلسطيني في القدس, ولهذا منع وبقوة عودة افتتاحه وكان لهذا الأثر الكبير على الحسيني الذي أدمى قلبه وأمرضه كثيراً.
    فقد حاول فيصل الحسيني في أواخر أيامه العمل على عوده العلاقات الفلسطينية الكويتية, وسرعان ما قادته الطائرة لتحط به في مطار الكويت الشقيق, فأخذ يعمل على جسر الهوة بين الإخوة, ولكن كان الموت أسرع فأختطف الحسيني في ليله ظلماء اسودت فيها ارض الكويت لتعانق بحزنها ارض فلسطين ,ويعود القائد العملاق محمولاً إلى ارض الوطن لتستقبله فلسطين بالدموع, ويودعه الآلاف من أبناء القدس بالدموع ويتم دفن الراحل إلى جوار والده وجده, ويُدفن في باحة الحرم القدسى0
    أقول وداعاً أيها القائد وقد غابت عنا شمسك, ولكن ذكراك لن تغيب لأنك ستبقى حياً في قلوبنا ولك منا ألف سلام.
    sigpicإذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر
    ولا بد لليــــــــل أن ينجلي *** ولا بد للقيـــد أن ينكسر
يعمل...
X